من المسيح السوري......
من المسيح السوري......
كثيرا ما سمعت من المتدينين العصريين في هذه البلاد( الغربية)ان القول" اعطنا خبزنا كفاف يومنا"في الصلاة الربانية ،ما هو سوىتوسل شحاذ كسول.ويذهب البعض الى حد المطالبةبالغاء هذه الكلمات من الصلاةمستندين في ذالك الى كونها تتعطى" بالأمور المادية".على اية حال .يقول هؤلاء "ان الخبز اليومي لايمكن الحصول عليه الا بالعمل".بلطبع! .....ولاكن الشرقي الذي يفهم هذه الأمور البديهيةكلها يدرك ايضا انه حين يعمل في سبيل خبزه اليومي فانه لايخلقه.بل يجده......فالدعاء" اعطنا خبزنا كفاف يومنا"ما هو سوى تعبير عن خالص التقدير"لواهب جميع الأشياءالحسنة والخيرة"فالشرقي لاينظر الى الأمور الماديةكما ينظر اليها الغربي،ولا يستبدل الله بالكمياء العضوية.فحياته بكلتيها تتمحور حول الله ونقطة الارتكازبالنسبةاليه هي المذبح وليس المصنع...اما دعائه للخبز اليومي فوارءه اجيال من التامل الصوفي ......ان الشرقي لايطلب القربى مع الذين لايطلبون الخبز سوى في المخبز.....،بل مع كاتب هذا المزمور. ;"وراء الرغيف طحين ابيض ووارءه حجرالرحى ووراء الطاحونة القمح والمطر والشمس ومشيئة الله...ليس الهدف من هذا الكلام المبالغة بتقوى الشرقي واستقامته الأخلاقية.فاني ادرك البون الشاسع الذي يفصل بينه وبين السمو الى ذرى تقاليده الأنبل.بلرغم من ذلك ،فان الذين يعرفون داخلية حياة الشرقي يدركون انه منذ اللحظة التي ينثر فيها البذار والى حين الحصاد.وحتى وصول رغيف الخبز الى مائدته.فان نظرته الى" عكاز الحياة"هي نظرة دينية بالأساس .فعلى اسم الله يرمي بذوره في التراب! .....وباسم الله يقحم منجله في الحصاد اليانع!..... وباسم الله يبعثر سنابله على البيدر ويطحن حبها في الطاحونة!..... وعلى اسم الله تعجن زوجته او امه العجين وتخبز الخبز و تقدمه لعائلتها...
