عَودَةٌ إِلى سويسرا 18 /3/1991
مُوتُوا عَنْ ذَوَاتِكُمْ حَتَّى يَسْتَطِيْعَ اللهُ أَنْ يَحْيَا فِيْكُم؛
لا تَكُفُّوا عَنْ صَلاةِ مسْبَحَتِكُم
رِسَالَةُ أُمِّنَا القدِّيْسَةِ لاجْتِمَاعِ صَلاةِ 23 آذار 1991 في كَنِيْسَةِ مَرْيمَ المَلِكَةِ، مَارْتِيْنِيي، سويسرا.)
يَا فَاسُولَتِي، إِلَيْكِ رِسَالَتِي: لَكُمْ سَلامِي. يَا أَولادَ قلبِي، اللهُ فِي وَسَطِكُم وَمَلَكُوتُهُ قَرِيْبٌ مِنْكُم. فَإِنْ كَانَ لَكُمْ عُيُونٌ، سَتَرَونَهُ.
يَا أَولادِي الأَعِزَّاءَ، أَصْغُوا إِلَى صَوتِ اللهِ في أَيَّامِ الصَومِ هَذِه. أَصْغُوا إِلَى صَوتِ اللهِ بِعَمَلِكم على أَنْ تَنْقُصُوا، لِكَي يَسْتَطِيْعَ الله أَنْ يَنْمُوَ فِيْكُم. إِمَّحُوا حَتَّى يَسْتَطِيْعَ رُوحُهُ أَنْ يُرَى فِيْكُمْ. مُوتُوا عَنْ ذَوَاتِكُمْ حَتَّى يَسْتَطِيْعَ اللهُ أَنْ يَحْيَا فِيْكُمْ. كُونُوا لا شَيْءَ حَتَّى يَسْتَطِيْعَ أَنْ يَكُونَ كُلَّ شَيْءٍ. إِسْمَحُوا لَهُ، بِهَذِهِ الطَّرِيْقَةِ، أَنْ يَمْتَلِكَكُم تَمَامًا وَيَجْعَلَكُم مُلْكَه. لِذَلِكَ، أَقُولُ لَكُم، يَا أَولادَ قَلْبِي، طَالَمَا تُجَاهِدُونَ لِتُصْبِحُوا شَيْئًا، فَرُوحُ القَدَاسَةِ الَّذِي يُرِيْدُ أَنْ يَحْيَا فِيْكُم يُخْنَقُ بِمُنَافَسَتِكُمْ. لا تَدَعُوا رُوحَكُم يُصْبِحُ مُنَافِسًا لله. أُنْقُصُوا حَتَّى يَنْمُوَ هُوَ. إِسْمَحُوا لِرُوحِهِ أَنْ يُنَشِّئَكُم هَكَذَا فِي طَرِيْقِ القَدَاسَة. ضَعُوا فِي فِكْرِكُم أَنَّ التَّوَاضُعَ والطَوَاعِيَّةَ وَمَحْوَ الذَّاتِ هِيَ الفَضَائِلُ الأَسَاسِيَّةُ الَّتِي تُرْضِي اللهَ وَبِهَا تُصْبِحُونَ فُقَرَاءَ بِالرُّوحِ وبالتالِي، لا عَيْبَ فِيْكُم.
يَا أَولادِي الأَعِزَّاء، يَسُوعُ تَوَاضَعَ حَتَّى قَبِلَ بالْمَوت. لا تَكُونُوا أبدًا مَنْ يَقُولُ، "لَدَيَّ كُلُّ شَيْءٍ وَأَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَسْتُ بِحَاجَةٍ إِلى نَصَائِحِ أَحَد." إِلْبَثُوا فُقَرَاءَ، كُونُوا فُقَرَاءَ، حَتَّى يَسْتَطِيْعَ اللهُ، فِي فَقْرِكُم، أَنْ يَمْلِكَ فِيْكُم ويُصْبِحَ مَلِكًا. لا تَسْمَحُوا لأَيِّ غُرُورٍ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَيْكُم. صَلَوَاتِي أَنْ تَنْمُوَ قَدَاسَتُكُمْ فِي مَنْ خَلَقَكُم، وَيَزْدَادَ حُبُّكُمْ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ وَيَطْفَحَ لِيُطَهِّرَ هَذَا العَالَمَ مِنْ شَرِّهِ وَجُحُودِهِ.
لا تَكُفُّوا عَنْ صَلاةِ مِسْبَحَتِكُم، أَقْبِلُوا بِفَرَحٍ عَلَى صَلاةِ الوَرْدِيَّةِ. الإنْسَانُ الغَنِيّ لَنْ يُلَبِّيَ نِدَائِي، لَكِنَّ الإنْسَانَ الفَقِيْرَ سَيَأْتِي إِلَيَّ مَع مِسْبَحَتِهِ، وفي فَقْرِهِ، سَأُصْغِي إِلَيْهِ فِيْمَا يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ البَسِيْطَةَ، لأَنَّ كُلَّ مَا هُوَ فَقِيْرٌ وَبَسِيْطٌ يَكُونُ قَتَّالاً لإبْلِيْس، الَّذِي هُوَ الغُرُورُ بِذَاتِهِ. فَهَذَا أَحَدُ الأَسْبَابِ الرَئِيْسِيَّةِ الَّذِي لأَجْلِهِ يَكْرَهُ إِبْلِيْسُ الوَرْدِيَّةَ.
إِبْلْيْسُ قَدِيْرٌ وَاليَومَ يُغَرْبِلُكُم جَمِِيْعًا كَالْحِنْطَةِ، لأَنَّ هَذِهِ سَاعَتُهُ. إِنَّهَا مَمْلَكَةُ الظُّلْمَةِ.
إِلْبَثُوا أَمِيْنِيْنَ لِبَيْتِ الله واحْفَظُوا التَّقَالِيْدَ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا بِإِصْغَائِكُم إِلَى محبوبِي ونَائِبِ ابْنِي الْمُبَارَكِ.
لَقَد أَعْطَى اللهُ كُلَّ كَاهِنٍ نِعْمَةَ العَمَلِ وَتَمْثِيْل اِبْنِي. لِذَلِكَ أَنَا أُصَلِّي لأُولَئِكَ الَّذِيْنَ لا يَخْضَعُونَ بَعْدُ بِتَوَاضُعٍ إِلى نَائِبِ الكَنِيْسَةِ، كَيْ يَخْضَعُوا لَهُ بِطِيبَةِ خاطرٍ. يَسُوعُ أَمِيْنٌ وَصَادِقٌ. إِقْتَدُوا بِإِلَهِكُم، الَّذِي هُوَ الكَمَالُ. كُونُوا كَامِلِينَ بِتَشَبُّهِكُم بِهِ فِي تَوَاضُعِهِ وخُضُوعِهِ وَطَاعَتِهِ وَطَوِاعِيَّتِهِ حَتَّى تَنَالُوا، أَنْتُم أَيْضًا، أَكْبَرَ الْمَوَاهِب الَّتِي هِيَ: الأَلَمُ وَالإمَاتَةُ، اللذَان يَقُودَانكُم إِلَى القَدَاسَةِ وَإِلَى قَلْبِهِ الأَقْدَس: مَسْكِنكُم.
يَا كَهَنَتِي، كُونُوا كَحَقْلٍ أَرْوَتْهُ جَيِّدًا أَمْطَارٌ مُتَوَاتِرَةٌ لِكَي تَجْذب مَرَاعِيْهِ الخَضْرَاءُ خِرَافَ يَسُوع وَلِيَكُونَ لَهُم مَا يَقْتَاتُونَ بِهِ. لا يُجْذَبُ أَيُّ خَرُوفٍ لِيَرْعَى فِي الأَشْوَاكِ وَالعُلَّيْقِ. إِسْمَحُوا لِي أَنْ أُعِيْدَ بِنَاءَ هَيَاكِلِكُمْ وَأَجْعَلَهَا مَرْضِيَّةً لله. طُوبَى للآذَانِ الَّتِي تَسْمَعُ وتَفْهَمُ مَا أَقُولُ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُم: لَيْسَت كُلُّ الأَسْمَاءِ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الحَيَاةِ الَّذِي لِلْحَمَلِ الذَبِيْحِ. لِذَلِكَ صَلُّوا لأُولَئِكَ الَّذِيْنَ يَظْهَرُ أَنَّهُم لا يَفْهَمُونَ ولا يُرِيْدونَ أَنْ يَنْفَتِحُوا، لعلَّ نِعْمَةُ الله تُعطَى لَهُم أيضًا لِيَسْمَعُوا بِآذَانِهم وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهم، فَيَهْتَدُوا وَيَرَوا مَجْدَ الله.
أُبَارِكُكُم يَا أَولادِي الأَعِزَّاءَ، أُبَارِكُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ. أُحِبُّكُم.
http://www.tlig.org/ar.html