علاقتنا بالله

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

علاقتنا بالله

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » السبت مارس 29, 2008 9:12 am

علاقتنا بالله

علاقتنا بالله أو علاقة الله بنا بدأت منذ البدء فقد خلقنا على صورته ومثاله وزين الإنسان واتخذه كمقتنى ثمين جاعلا إياه سيدا مطلقا على كل شيء وكان ذلك بداعي الحب أولا وليس لأسباب يتذرع الإنسان بها فقد يسأل سائل لماذا خلقنا الله . ونجيب لكي نعبده لكن هل الله بحاجة لعبادتنا ؟ طبعا لا لكن من خلال استعراض تعامل الله مع البشر لا بد أن نستنتج أن الله خلقنا بداعي حبه لنا والدليل على ذلك سيادتنا المطلقة على كل ما خلق من طبيعة تشمل النبات والحيوان وكل شيء .
لكن الإنسان بوسوسة عدو الخير هو من شوه تلك الصورة النقية بكبريائه وحبه للترفع وجنون العظمة الذي تخلل أوصاله ، فسقط سقوطا عظيما وخطيئة العصيان والكبرياء ولّدت خطايا أخرى كالقتل منذ بدء تاريخ حياته على الأرض وأصبحت الخطيئة سرطانا خبيثا ينخر جسد البشرية كلها وابتعد الإنسان تماما عن طبيعته النقية التي خلقه الله بها .
لكن مع حب الله للبشر اللامتناهي صبر على حب الإنسان للظلمة وانغماسه في وادي ظل الموت . فأرسل الأنبياء والشريعة وصبر على طغيان الإنسان واستمر حبه واضحا من خلال تاريخ تعامل وعلاقة الله بالإنسان برغم الهوة الكبيرة بين الله الصالح مصدر كل بر وقداسة والإنسان الخاطئ .
وفي آخر الزمان لم يبخل بكلمته ابنه الوحيد الذي هو صورة منظورة لله غير المنظور حمل كل محبة الله وجاء بها إلى الأرض فجال في أرجائها حاملا البشرى بالخلاص والانعتاق من أسر الشيطان عدو الخير تاركا تسبيح الملائكة وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة كان هو الوحيد القدوس البار الذي لم يستطع أحد أن يبكته على خطيئة . جاع وعطش وبكى والغني مالئ خزائن الكل لم يكن له موضع يسند إليه رأسه .
ورغم رسالته المفرحة لكل البشر لم ينجو من الحسد والحقد هذه النقاط السوداء التي جعلت من قايين أول قاتل في التاريخ فتعامل البشر معه بصورة بشعة أمسكوه وأهانوه وجلدوه وبصقوا عليه هزئوا به وهو القادر على فنائهم بكلمة .
وختام كل ذلك حمل صليبه كشاة تساق للذبح صمت ولم يفتح فاه لطول أناته علينا وعلى معاصينا حمل أوجاعنا وضعفنا وخطيئتنا على الصليب فوق الجلجلة الرهيبة وبدت قسوة البشر في أبشع صورها عطش على الصليب فسقوه خلا بدل الماء وكان ذلك جواب البشر على تلك المحبة العظمى .
قام من الموت ممجَدا بسلطانه الذاتي والذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله وأعاد فتح الملكوت السماوي وحطم بتواضعه الخطيئة الأم أي الكبرياء بتواضعه والعصيان بطاعته حتى الموت موت الصليب .
واليوم كيف قابل البشر عمق هذا الحب ؟
الإنسان بطبعه جاحد وناكر للجميل . ما زال لغاية اليوم يدق المسمار تلو المسمار في يدي المخلص ويجددون إكليل الشوك يوميا بطغيان عصيانهم وتمردهم . فذاك ينفي عن يسوع إسمه وهذا ينكر ألوهيته وذاك يضعه في مرتبة دون الآب وهذا ينكر عمله الكفّاري على الصليب وأشياء سلبية تظهر في أيامنا فذاك يقول تزوج وآخر ول أنه سافر وتعلم السحر في الهند ويتهم المخلص اليوم بما ليس فيه بل وليس من طبيعته وهو القدوس البار .
لكن نحن الذين آمنا به كيف ننظر إليه ؟ بل كيف نتعامل معه ؟ وكيف نعيش معه وبه . لا بد من التوجيه والتذكير . ونسأل :
هل الله في حياتنا هو الأول ؟ هو من قال أنا الكائن والذي يكون والذي يأتي . هل الله هو الأول والأخير في حياتنا ؟ كيف ؟
عندما نصحو من النوم نكلم الله أولا قبل كل إنسان . وعندما ينتهي اليوم نكلم الله آخرا قبل النوم .ثم نطلب من الله بركة على يومنا وأن ينجينا من الشرير ثم نطلب بركته في العمل كل يوم ونلهج باسمه في كل حين حتى بالصلاة القصيرة ( يا رب ارحم ) كما يجب أن نلهج باسم يسوع فهذا الاسم مصدر قوة وبركة وبهذا الاسم تذَكر أن معجزات ضخمة تمت به .
تذكر علامة ابن الله ( الصليب ) فهو قوة الله للمخَلَصين ارسمه على صدرك وعلى طعامك وشرابك وعلى ملابسك حين ترتديها ارسمها على بيدرك ومواشيك وحقلك فبها ملء البركة والقوة وهي مصدر إزعاج وفزع لعدو الخير وسلطان الظلام وصلي له هذه الصلاة القصيرة فقد تلطخ بدم الرب فأصبح مقدسا :
( يا قوة الصليب الكريم المحيي الإلهية التي لا تقهر ولا تُدرَك لا تهملينا نحن الخطأة ) .
اعتن بتنقية نفسك بالتوبة والاعتراف ففي القلب لا يمكن أن يجتمع النور والظلمة معا . إجعل قلبك نورانيا لا مكان للظلمة فيه تزود بالقربان ففيه تثبت في الله ويثبت الله فيك . امتلك درع القوة بمسحة الزيت من يد الكاهن ففيها الشفاء ومغفرة الخطايا .
ليكن الله أولا في حياتك لا تُشرك في محبته كائنا من كان . ستلقى النعمة والبركة والقوة والعزم ناجيه في الليل والنهار ولا تكل من الصلاة والتضرع والسجود والدموع .
آمن واعمل بمقتضى إيمانك ولا تسمح لأي مؤثر أن يقلل عزيمتك ويقف حائلا دون محبة الله أولا وأخيرا والرب مع جميعكم . آمين

أضف رد جديد