امجاد مريم البتول للقديس الفونس دي ليكوري نموذج 5

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
mohanad
قنشريني جديد
مشاركات: 32
اشترك في: الأربعاء أغسطس 22, 2007 7:11 pm

امجاد مريم البتول للقديس الفونس دي ليكوري نموذج 5

مشاركة بواسطة mohanad » الاثنين مارس 31, 2008 7:34 pm

نموذج 5



في ان مريم البتول هي حياتنا ، لانها تستمد لنا غفران خطايانا



ان الأب بوفيوس يخبرنا فيما بين الاشياء عن امراءة رديئة السيرة اسمها هيلانة، فهذه اذ اتفق لها يوما ما بطريق الصدفة، ان تستمع في الكنيسة عظة مختصة بالوردية، فلما خرجت من المعبد الالهي اشترت مسبحة من مسابح الوردية، الا انها حملتها خفية كيلا يراها احد، ثم شرعت فيما بعد تمارس هذه الصلاة، ومع انها كانت تتلوها من دون عواطف العبادة، فمع ذلك قد افاضت البتول القديسة في قلبها عذوبة وتعزية بهذا المقدار عظيمة عندما كانت تصلي بها، حتى انها ما عادت تعرف تهمل تلاوتها. وبذلك قد حصل عندها تكره ونفور من سيرتها القبيحة، بنوع انها لم تعد تحتمل توبيخ ضميرها الشديد، او تجد راحة لافكارها القلقة ، ومن ثم شعرت بنفسها منجذبة باغتصاب الى ان تمضي تعترف بخطاياها في منبر التوبة، كما فعلت حقا بتوجع وندامة قلبية بهذا المقدار عظيمة. حتى ان معلم اعترافها قد استوعب من ذلك انذهالا، فبعد نهاية الاعتراف ذهبت امام هيكل والدة الاله، لكي تقدم الشكر لمعينتها هذه المقتدرة، وهناك اكملت صلاة الوردية، فالام الالهية قد تنازلت لان تخاطبها من تلك الايقونة قائلة لها : يكفيك يا هيلانة ما قد اغظت به الله لحد الان، وما اهنتيني به، فمنذ هذا اليوم فصاعدا غيري سيرتك، وانا ساهبك جانبا ليس بقليل من انعامي. فهيلانة الخاطئة المسكينة قد امتلات خجلا وانذهالا واجابتها هاتفة : ايتها البتول الكلية القداسة، انني بالحقيقة قد عشت لحد هذا لوقت خاطئة اثيمة شقية دنسة، ولكن انت من حيث انك قادرة على كل ما تشائين، فعينيني لاني اهبك ذاتي بجملتها، واريد ان اصرف ما بقى من حياتي في اعمال التوبة وفاء عن ماثمي. ثم خرجت من الكنيسة وبمعونة والدة الاله قد وزعت كل ما كانت تملكه على الفقراء والمحتاجين، وشرعت تمارس افعال التوبة الاشد صرامة، فاي نعم ان التجارب قد نهضت لمحاربتها ووثبت عليها بقوة كلية. الا انها اي هيلانة لم تكن تغفل عن الالتجاء المتصل الى معينة التائبين وبذلك كانت دائما تنتصرعلى اعدائها الجهنميين، وقد حصلت على انعام وافرة فائقة الطبيعة، حتى انها فازت باوحية وجليانات سماوية وبروح النبوة ايضا. واخيرا قبل نياحها بايام وجيزة، قد انذرتها والدة الاله مخبرة اياها عن وقت خروجها من هذه الحياة. ولما جاءت الساعة قد حضرت اليها هذه الام الالهية عينها مع ابنها الحبيب لتعزيتها، وعند انفصالها من الجسد قد شوهدت نفسها بصورة حمامة بيضاء جزيلة الجمال، قد تراقت متطايرة الى السماء لتمجد الله في السعادة الابدية سرمدا.



صلاة



هوذا انني منطرح على قدميكِ يا والدة الهي، يا رجاي الوحيد انا الخاطئ الشقي طالبا منكِ الرافة. فانتِ تدعين من الكنيسة كلها ومن المؤمنين اجمعين( ملجا الخطاة ) فاذاً انتِ هي ملجأي ويخصكِ أن تخلصيني " فانتِ تعلمين كم هي عظيمة رغبة ابنكِ، امر خلاصنا، وتعرفين يا والدة الاله الكلية الحلاوة مقدار ما يسر وحيدكِ المبارك بتخليصنا" " غوليالموس الباريسي " ومعلوم هو لديكِ كم قد احتمل يسوع لاجل خلاصي، فانا اذكركِ يا امي باَلام حبيبكِ. وهي البرد الذي تكبده في مغارة بيت لحم، مشقة هربهِ الى مصر، اتعابه، عرقه، دمهُ الذي سفكهُ، اوجاع الموت التي احتملها امام عينيكِ مقتولاً على الصليب، فاوضحي ذاتكِ انكِ تحبين هذا الابن الالهي. في الوقت الذي فيه انا اتوسل اليكِ بان تعينيني حبا به. امددي يدكِ الي انا الواقع الملتمس منكِ الشفقة، فلو اني اكون قديسا لما كنت طلبت الرحمة، بل من حيث اني خاطٍ فانا ملتج ٍ اليك لكونك ام المراحم. فانا اعلم ان قلبكِ الحنون يتعزى كثيراً باعانة البائسين، حينما يمكنكِ ان تعينينهم اذ لا تجدينهم مصرين على اثامهم. فاذاً ابهجي اليوم قلبكِ الرؤوف وعزيني، لانه توجد لكِ حجة لان تخلصيني، اذ اني مسكين مستحق جهنم، وتقدرين ان تساعدني، لاني لا اريد ان اكون مصراً على عمل الخطيئة، فانا اضع ذاتي في يدكِ، فقولي لي ماذا يجب ان اصنع، واستمدي لي قوةً لاقدر ان اتمم ما ترسمينه علي في الوقت الذي فيه انا اقصد ان افعل كل ما يمكنني صنيعه، لكي ارجع الى حال النعمة الالهية. فانا اهرب محتمياً تحت كنف وقايتكِ وابنك يسوع يريد ان التجئ اليكِ، حتى لاجل مجده ومجدكِ بحسب كونكِ امه يسعفني للخلاص ليس فقط دمه المسفوك لهذه الغاية، بل معونة صلواتكِ ايضا من اجلي لديه، فهو ارسلني اليكِ لكي تعينيني، وهوذا انا اسرعت مستغيثاً بكِ، وواثقا فيكِ برجاءٍ وطيدٍ، فانتِ تطلبين متضرعةً من اجل الكثيرين، فصلي من اجلي انا ايضا ولو كلمةً واحدةً. قولي لله انكِ تريدين ان تخلصّيني ، وحينئذٍ لا ريب في انه تعالى يخلصني، فقولي له اني انا خاصتكِ، واكثر من هذا انا لا اطلب منكِ.

أضف رد جديد