تفسير قانون الإيمان الجزء الأول

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

تفسير قانون الإيمان الجزء الأول

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الأحد إبريل 06, 2008 3:03 pm

تفسير قانون الإيمان

قبل أن أبدأ التفسير لا بد أن نتفق على بعض الأمور .
أنا لست ضد أي كنيسة تتبع الإيمان الرسولي والآبائي وهي الكنائس التي تسمى احتقارا بالكنائس التقليدية أو الطقسية من قبل بعض مدعي التجدد والإصلاح .
وهنالك نقطة ثانية هي أني سأتطرق لقانون الإيمان الأصلي الذي نؤمن به ونتلوه ككنيسة أرثوذكسية بدون التطرق لانبثاق الروح القدس إلا من وجهة نظرنا وأوكد جازما أني لا أنتقد أحدا وليس لي دخل بما أضيف على انبثاق الروح القدس كالكنائس الكاثوليكية التي أضافت كلمة والإبن أي الروح القدس منبثق من الآب والإبن هم أحرار وأنا أحترم رأيهم لكني متمسك بقانون الإيمان الأصلي وهو موضوع حديثي .
والنقطة الثالثة أني أُعبر عن نفسي في التفسير ولم أرجع إلى أي تفسير من أي مصدر كان فأنا سأكتب خلاصة إيماني الشخصي كيف أفهم هذا القانون وكيف أريد أن يفهم من يقرأ لي هذا الفهم والله الموفق .
أومن بإله واحد
نحن نؤمن بوحدانية الخالق أي أنه إله واحد ولا إله غيره ولا نؤمن بإله آخر على الإطلاق هو من خلق هو من صور هو من نسق الطبيعة ووضع القوانين التي تحكم سلوك كل الكون ولا يمكن أن يكون هنالك إلهين أو أكثر لأنه لو كان كذلك لكان لكل إله مزاج هو إله واحد هو من خاطب إسرائيل في الشريعة قائلا أنا إلهكم إله واحد والرب يسوع المسيح صرح علنا في الوصية الأولى والعظمى ( تحب الرب إلهك ...) لا يختلف مسيحي مع آخر ولو كان الكل مختلفي الانتماء للعائلات المسيحية حيث أنا شخصيا أكره كلمة طوائف إنها بغيضة على سمعي فنحن ولو تفرقنا يجمعنا المسيح والكتاب المقدس . لا يمكن لمسيحي في الكون أن يعتقد غير ذلك فنحن نؤمن بإله واحد أما في قانون الإيمان وعندما نتلوه نؤكد على كلمة أومن أي أن إيمان الجماعة بالكامل هو إيمان كل فرد فيها فكل كلمة تتلى هي الإيمان الشخصي لكل فرد وإيمان الجماعة هو إيمان هذا الفرد .
ثم بعد ذلك يبدأ بهذا الإله ووصفه عبر أقانيمه الثلاثة الآب والإبن والروح القدس ماذا يعني ذلك .
الآب والإبن والروح القدس هي ثلاث صور لشخص واحد هي لله الخالق الواحد ، هي صور تعامل بها مع البشر عبر العصور يحاول عبر تلك الصور تقريب ذاته للبشر الذين أحبهم منذ البدء خالقا إياهم على صورته ومثاله .
فالآب هو مصدر كل شيء منه صدر الابن ومنه انبثق الروح القدس وقد سمى الله نفسه آبا لأنه في البدء عامل البشر كأب حنون شديد المراحم يحاول جمع من يؤمن به كأبناء يرعاهم ويعطيهم ويحزن لبعدهم ويتألم لعصيانهم وسلوكهم طريق الهلاك التي عرَّفهم بها منذ البدء ( وأما شجرة معرفة الخير والشر إن أكلت منها موتا تموت ) وتحدى الإنسان أمر الله وعصاه فكان البعد والهوة الساحقة أي الهوة العميقة التي حفرها عدو الخير لتفصل الله الصالح عن الإنسان الخاطئ .
لكن الله الآب المحب لم يترك الإنسان ففي كل عصر يرسل النبي تلو النبي والرجل الصالح تلو الرجل الصالح إلى أن تجلت قمة محبة الآب للبشر بصدور الشريعة التي حاولت قيادة الإنسان في مركبة التمييز بين الخير والشر وما يرضي الله وما لا يرضي الله ورعى الله الآب الإنسان بعد الشريعة بإرسال الأنبياء والرؤى قبل السبي وأثناء السبي وبعد السبي ليحاول لم شمل البشر كأبناء له واستمر الحال هكذا بتعامل الله كأب سماوي للجميع حتى نبي ما بين العهدين وهو الأعظم في مواليد النساء يوحنا المعمدان ليهيء الطريق لتجسد المسيح وإلى هنا توقف عمل الله كآب لأن الخطيئة كانت سرطانا خبيثا سرى في جسد البشرية داءً مستعصيا لا دواء له لا بنبي ولا بمُرسَل بل يحتاج الأمر إلى ماهو أعظم أي الفداء والكفّارة لاستئصال جذر السرطان المخيف وتخليص البشر من طغيان الشر والشيطان .
إذا نخلص لنتيجة يريد قانون الإيمان منا معرفتها وباختصار بليغ مدهش أن نؤمن بأن الله آب سماوي محب حاول عبر الشريعة والأنبياء رد الإنسان عن طغيانه وإرجاعه لمحبته الأولى وهذا الإله هو من يضبط الكل أي يضع ضوابط وقوانين لحكم الكون فالشمس قانونها تُشرق من الشرق وتغرب من الغرب ولم ينكسر هذا القانون أبدا منذ البدء كذلك دوران كواكب المجموعة الشمسية حولها يخضع لقانون الجذب العام الذي اكتشفه العلم نيوتن وكما تدور الإلكترونات حول نواة الذرة في مدارات ثابتة دون أن يفقد الإلكترون طاقته بالتدريج ويهوي ليصطدم بالنواة الموجبة وينهدم البناء الذري فهذا لا يحدث وقد فسر العلماء ذلك بقوانين الميكانيك الموجي بقولهم أن الإلكترون ما دام في مداره الأصلي لا يفقد طاقة ولا يكتسب طاقة بل يستمد طاقته للدوران حول النواة من طاقة المدار نفسه ، فدوران الألكترون حول النواة محكوم بقوانين وضعها الآب الخالق الضابط الكل ويحاول العلم التفسير لتلك الحكمة الإلهية الممتنع وصفها أو سبر أعماقها .
وأعطي مثالاً آخر على عمل الآب الضابط الكل على ضبطه كل شيء بقوانين تحكم السلوك هو عمل الخلية الحية .
اكتشف العلماء أن الكائنات متعددة الخلايا تتكون من أنسجة ومجموع الأنسجة يشكل العضو ومجموعة الأعضاء تشكل الجسم الكامل .
كل نسيج حي يتكون من خلايا تخصصت للقيام بعمل معين والخلية الواحدة تتكون من عُضيات أصغر داخلها تتكامل في عملها لديمومة الحياة فمنها ما يحرق السكر والنشا للحصول على الطاقة ومنها ما يتخصص لبناء البروتين المكون الأساسي للخلايا والأعضاء ومنها ما يساهم بإخراج الفضلات ومنها ما يحمل وينقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء وكل ذلك تحكمه قوانين إلهية لم يتمكن العلم من اكتشاف معظمها ولا أريد الغوص أكثر في هذا بل أوضح بأن الآب الضابط الكل قد ضبط كل سلوك في الكون بقوانين بعضها مكتشف والبعض الآخر ما زال غامضا .
فأنا أومن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السماء والأرض كل ما يُرى وما لا يُرى .
لقد خلق الله السماوات والأرض وما عليها ونجد ترتيب الخلق في سفر التكوين يُسرد ببراعة مُدهشة للغاية كل يوم بيومه حتى اكتمل خلقُ كل شيء وترتيبه ترتيبا منطقيا فائق الوصف وبتدبير محكم يصعب التعبير عنه فسبحان الله الآب الضابط الكل أما ما لا يُرى فهو عالم السماء من ملائكة وأروح وشياطين هي غير مرئية لنا لكننا نحس بها فملائكة الله تخدمه وتُبين محبته للبشر والكتاب المقدس مليء بأعمال الملائكة التي هي أرواح خادمة لله في السماء وتسبحه بلا انقطاع .
انتظروا البقية .

أضف رد جديد