تفسير قانون الإيمان الجزء الثاني

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

تفسير قانون الإيمان الجزء الثاني

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الاثنين إبريل 07, 2008 11:16 pm

وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد .
بعد أن تحدث القانون عن صفات الآب السماوي باختصار بليغ ضمن المعروف عنه فالقديس يوحنا اللاهوتي يقول الله الآب لم يره أحد قط لكننا رأينا أعماله في الخلق والإبداع وكيف كلم الناس بالشريعة والأنبياء والرؤى بدأ بالحديث عن الصورة الثانية للثالوث القدوس أي الأقنوم الثاني الله الابن .
لقد عرف الله الطبيعة البشرية التي عجزت كل نظريات علم النفس عن إدراكها أن الناموس والأنبياء ليست لها الفاعلية العظمى للتنقية من الخطيئة التي توالدت وكثرت وتخللت الجسد البشري برمته وبالرغم من أن الشريعة والأنبياء حاولت التمييز بين الخير والشر إلا أنها لم تتمكن من اقتلاع أساسه وجذوره من الجسم البشري .
وبعد أن هيأ الله العقل البشري لاستيعاب خلاصه وفهمه عبر نبوات العهد القديم والتأكيد على الخلاص المنتظر وبعد أن أرسل يوحنا المعمدان لتهيئة الطريق أي تعبيد الطريق بشكل نهائي كشف عن غاية الهدف بأن يتخذ هو نفسه أي الله جسدا بشريا ويحل بيننا بطريقة لا تخيف البشر بل بطريقة يعيش فيها معهم بجوعهم وعطشهم وفرحهم وحزنهم وبكائهم ويشاركهم في كل مناحي الحياة البشرية الكاملة ما عدا الخطيئة .
يسوع المسيح موجود قبل التجسد أي هو أزلي وهذا ما تعنيه جملة ( المولود من الآب قبل كل الدهور ) . لكن ما هي الأدلة على وجود المسيح قبل التجسد في جوهر الله ؟ نسوق الأدلة التالية :
1- في سفر التكوين الآية الأولى والأصحاح الأول يقول في البدء خلق الله السماوات والأرض لكن في الأصل العبري يتحدث بصيغة الجمع أي ألوهيم فالثالوث القدوس كله اشترك في الخلق فالآب أمر وبالكلمة نطق وبالروح القدس أعطى الحياة .
2- ظهر الرب لإبراهيم ومعه ملاكان فإن كان الآب لم يره أحد قط والروح القدس لم يتعامل بعد مع الإنسان تعاملا محسوسا فمن الذي ظهر ؟ إنه المسيح له المجد والدليل على ذلك قول المسيح له القدرة والمجد ( قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن .
3- من الذي ظهر لموسى في العليقة المشتعلة دون احتراق آمرا إياه بخلع حذائه لأن المكان مقدس هل هو ملاك وهل يُقدس الملاك أرضا ؟ وعلى جبل سيناء من الذي أعطى موسى الشريعة . إنه ابن الله بلا ريب .
4- من الذي رآه أشعياء النبي في الأصحاح السادس ؟ إن كان الآب لم يره أحد قط من الذي رآه هذا النبي العظيم غير ابن الله الذي لم يتجسد بعد .
5- من الذي ظهر يتمشى في أتون بابل مع الفتية الثلاثة القديسين والذي شهد له نبوخذنصر أنه شبيه بابن الآلهة ؟
هذه أدلة بسيطة على ظهورات المسيح في العهد القديم للآباء والأنبياء وغيرها الكثير الكثير فابن الله الوحيد مولود من الآب قبل كل الدهور بل وموجود منذ الأزل .
ثم نأتي لكلمة ابن الله إن كلمة ابن الله لا تعني توالدا جسديا بين رجل وامرأة قد تزوجا بل هي لفظة تعني صدور الابن من الآب وحلوله في المستودع البتولي فالابن موجود في الآب وصدر منه حالا في الدائمة البتولية وهذا إيمان المسيحيين الحقيقي ومن يؤمن غير ذلك يكفر والدليل على كلامي هو قول السيد المسيح تمجد اسمه ( أنا في الآب والآب فيًّ )
ربما يسأل سائل عندما لبس الله الابن جسدا بشريا وحل بيننا هل فرغت السماء وبقي الكون دون حكم الله ؟
إننا نؤمن بأن مجد الله موجود في كل مكان وفي نفس الوقت فهو يملأ السماء والأرض وكل مكان فالمسيح عاش على الأرض لكن المجد الإلهي بقي يملأ السماوات والأرض وسبب كل ذلك يورده القديس يوحنا عندما قال الرب :
( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . )
كذلك نحن نستعمل كلمة ابن في اللغة بغير معناها التناسلي فنقول هذا ابن الشام وليس معقولا أن الشام تزوجت وأنجبت ونقول هذا ابن النيل وهذا ابن الرافدين فأين التناسل هنا ؟ ونقول هذا ابن ساعته وهذا ابن السادسة والعشرين من العمر فأين التناسل هنا أيضا .
لذلك عندما نقول ابن الله لا نعني بالمطلق تناسلا جسديا بل للدلالة على صدور الابن من الآب ككلمة الله التي حلت في مستودع البتول متخذا منها جسدا بشريا ومولودا منها بغير زرع ولا فساد .
نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق مساوي الآب في الجوهر .
لقد قال الله في البدء ( ليكن نور فكان نور ) الله هو مصدر النور وكل ما يضئ في الكون مصدره الله ولنعلم أن الله بكلمته ( المسيح ) خلق النور قبل خلق الشمس فالشمس خلقها في اليوم الرابع من الخلق .
فالله هو مصدر النور وخالقه لذلك نقول في المجدلة الكبرى المجد لك يا مظهر النور والرب يسوع قال عن نفسه أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة .
فالمسيح نور من نور وهو إله حق من إله حق أي إله في الحقيقة والجوهر صدر من الآب عندما شاء ورضي وشهد الآب له مرتين على ضفاف الأردن وعلى جبل التجلي .
طالما المسيح الابن قد صدر من الآب وهو موجود في جوهر الله فهو غير مخلوق والذي يتهم كلمة الله بأنها مخلوقة فقد كفر بالله ورشقه بأنه مخلوق وهذا لا يمكن أن يكون لذلك في أحدى صلوات تقديس الماء نقول عن المسيح له المجد ( يا من هو بغير أب من جهة أمه ومن غير أم من جهة أبيه ) فولادته قبل الدهور من أب بلا أم وعندما تجسد من البتول كان بلا أب فسبحان قدرة الله التي يمتنع وصفها .
وهو مساوي للآب في الجوهر . ونسوق المثال التالي لا يمكن فصل عقل الإنسان عن جسده إنها وحدة متكاملة متساوية فليس الإنسان دون عقله ولا عقله دونه . فما دام المسيح بدئا في جوهر الله فهو مساوي له مساواة حقيقية فقد قال السيد له المجد أنا والآب واحد .

أضف رد جديد