امجاد مريم البتول للقديس الفونس دي ليكوري نموذج 6

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
mohanad
قنشريني جديد
مشاركات: 32
اشترك في: الأربعاء أغسطس 22, 2007 7:11 pm

امجاد مريم البتول للقديس الفونس دي ليكوري نموذج 6

مشاركة بواسطة mohanad » السبت إبريل 12, 2008 8:18 pm

نموذج 6



( ان مريم هي حياتنا كونها تستمد لنا نعمة الثبات في البّر)



انها لشهيرة هي حياة القديسة مريم المصرية المدونة في الكتاب الاول من سير الاباء. فهذه اذ كان عمرها اثنتي عشرة سنة، هربت من بيت اهلها ومضت الى مدينة الاسكندرية حيث عاشت بسيرة هكذا قبيحة، حتى انها صارت حجر عثرة لجميع سكان المدينة، فبعد ان استمرت على عمل القبائح مدة ست عشر سنة، مضت الى اورشليم في زمن الاحتفال بعيد رفع الصليب المقدس، وتحركت لان تدخل هي ايضاً الى الكنيسة بروح التفرج احرى مما بروح العبادة. ولكن عندما دنت من باب المعبد الالهي، شعرت بيد غير منظورة كانت تردها غصبا الى الوراء كيلا تدخل داخلاً، واذ امتحنت الامر مرة ثانية ثم ثالثة ورابعة، ومنعت بقوة فائقة الطبيعة عن الدخول الى الكنيسة، فحينئذ قد انفردت في ناحية من النرتكس، وعرفت الشقية ليس من دون اشراق النور الالهي في عقلها، ان الله لاجل قبائح سيرتها قد كان يرذلها من كنيسته ايضا. فلاجل حسن حظها قد رفعت عينيها حيث كانت، فرات امامها على الحائط ايقونة العذراء المجيدة، فاتجهت نحوها بدموع قائلة: يا والدة الاله ارحمي هذه الخاطية المسكينة، فانا الاحظ انه لاجل كثرة خطاياي لا استحق ان تنظري الي، ولكن انتِ هي ملجا الخطاة، فعينيني حباً بابنكِ يسوع، واجعليني ان ادخل الكنيسة، لاني اريد ان اغير سيرتي، وامضي فأمارس افعال التوبة حيثما تريدين. فحينئذٍ قد شعرت كان البتول القديسة كانت تقول لها باطناً < انه لاجل انكِ التجاتِ الي قاصدة ان تتوبي عن ماثمكِ، فانهضي وادخلي الكنيسة لان بابها عاد مفتوحاً لكِ> فقامت ودخلت بيت الرب وسجدت للصليب المقدس وبكت على خطاياها. ثم رجعت امام الايقونة قائلة << يا سيدتي اوضحي لي اين انفرد لعمل التوبة، اذ اني مستعدة لان اتمم ما ترسمينه علي>> فاجابتها العذراء الطوباوية بقولها << اذهبي الى جايز الاردن، وهناك تجدين مكان راحتك > >. فانطلقت واعترفت بخطاياها وتناولت القربان الاقدس واجتازت نهر الاردن، ودخلت الى القفر الذي فهمت هي انه فيه كان يلزمها ان تباشر افعال التوبة. ففي مدة السبع عشرة سنة الاولى التي مكثت بها في ذلك القفر، قد احتملت محارباتٍ شديدةً من التجارب الشيطانية، ولكن ماذا كانت تصنع هي حينئذٍ. انها لم تكن تفعل شيئا اخر سوى الالتجاء المتصل لوالدة الاله. وهذه الام الرؤوفة قد استمدت لها من الله قوة لان تقاوم الارواح الجهنمية في بحر تلك السنين وتنتصر عليها، وهكذا عند نهاية السبع عشرة سنة قد هدات عنها التجارب، واستمرت هي في ذلك القفر الى حد السنة السابعة والثمانين من حياتها. فبعناية الهية قد وجدها هناك الانبا القديس زوسيموس، الذي اخبرته هي بسيرة حياتها كلها، وتوسلت اليه بان ياتيها في السنة المقبلة بالقربان المقدس، كما تمم هو مطلوبها برجوعه اليها وبمناولته اياها السر المسجود له، ثم بعد ذلك تضرعت اليه بان يزورها في السنة الاخرى ايضاً. الا انه حينما رجع اليها في الميعاد قد راها مائتة، وكان جسدها محاطا باشعة نورانية، ورائ مكتوبةً عند راسها هذه الكلمات وهي << ادفن في هذا المكان جسدي انا الخاطئة المسكينة وصلي من اجلي لدى الله >>. فقد دفنها عندما جاء اليه اسدٌ وحفر له الارض، ثم رجع الى ديره واخبر بعجائب الرحمة الالهية التي صنعها الله مع هذه التائبة السعيدة.



صلاة



ايتها الفائقة القداسة ام الرافة مريم البتول، هوذا عند قدميك منطرحٌ الانسان الخائن. الذي لانه اوفى بئس المكافأة، بل بنكران لجميل النعم التي نالها من الله بواسطتكِ. فحصل خائناً لله ولك، ولكن اعلمي ايتها السيدة ان شقاوتي هذه ليس فقط لا تنزع مني رجاي فيكِ، بل ايضا توطده وتزيدني املا وثقةً بكِ، لاني اعتبر ان شقاوة حالي تضاعف فيك الشفقة نحوي.فاظهري ذاتكِ يا مريم، انكِ انت بالنسبة الي هي تلك الرحومة عينها نحو كل اولئك الذين يستغيثون بكِ، المملؤة من السخاء والرافة، فيكفيني ان ترمقيني بنظركِ العطوف وان تشفقي علي، فان كان قلبكِ يحنو علي، فلا يمكنكِ ان لا تحامي عني، واذا صرت انا في حمايتكِ فممن اخاف. كلا انني لا اخشى من شئٍ اصلاً، لا من قبل خطاياي، لانكِ انتِ قادرة ان تصلحي في الضرر الذي حدث، ولا من الشياطين، لانكِ انتِ اقوى من الجحيم باسره، ولا من قبل ابنكِ المغتاظ علي بعدل، لانه تعالى بكلمةٍ واحدةٍ تتوسلين بها لديه من اجلي يهدا غضبه. فانا انما اخاف من شئ واحد فقط، وهو اني انسى ان التجئ اليكِ حينما تداهمني التجربة. وهكذا اهلك ، ولكن هذا هو الشئ الذي اريد اليوم ان اعد به، وهو اني دائماً اسرع اليكِ ملتجئا، فانتِ ساعديني على ان اتمم ذلك، ثم لاحظى هذه الفرصة الجيدة التي فيها انتِ ترغبين ان تكملي مسرتكِ، وهي ان تسعفي احد البائسين الاذلاء الذي انا هو.

فرجائي هو فيكِ عظيم يا والدة الاله، ومنكِ انتظر نوال النعمة بان ابكي على خطاياي كما متوجب علي. وبان افوز بالقوة في ان لا ارجع الى الخطيئة، فان كنت انا سقيماً، فانتِ قادرة على ان تشفيني ايتها الطبيبة السماوية، وان كانت ماَثمي قد صيرتني ضعيفا، فمعونتكِ تجعلني قوياً، فانا ارجو كل شئ منكِ يا مريم المجيدة، لانكِ تقدرين على كل شئ لدى الله امين.



من يبتعد عني يضر نفسه. وكل مبغضي يحبون الموت "امثال 8/36

يا مريم انتِ رجائي وخلاصي متعلق بك

أضف رد جديد