قيامة المسيح قوة الكنيسة

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

قيامة المسيح قوة الكنيسة

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الأحد مايو 18, 2008 9:22 am

قيامة المسيح قوة الكنيسة
إن المسيح بموته على الصليب قد سبى عزة الموت فقد هبطت نفسه إلى الجحيم وتوقع بوابو الجحيم أن الآتي ميت عادي لا حول له ولا قوة لكنهم ذُعروا وارتاعوا من القادم إليهم فهو ليس ميتا عاديا كما تعودوا بل هو الإله قبل كل الدهور فقد تحطمت الأقفال القديمة لأبوابه ودخل القادم إلها وإنسانا .
تمرمر الجحيم ( مثوى الأموات ) لمشاهدته الخالق هابطا إليه كالبرق وانفتحت أبوابه ودخل عارفا لماذا جاء وماذا يريد أمسك يد حواء وآدم وبشرهما بأن رأس الحية قد سُحق قهو الآتي من نسل المرأة ليسحق رأس الحية ورأس الحية قد انسحق عندما غطى الدم الكريم الطاهر خطايا البشر جميعا لمن يؤمن وتمت الكفارة وتصالحت السماء بالأرض .
تهللت نفوس الراقدين الذين ماتوا على الإيمان والرجاء بخلاص الرب فقد بشرها المخلص بوروده للجحيم وليس ذلك فقط بل وأقامهم معه بقيامته من بين الأموات وقد ظهروا لأناس كثيرين في المدينة المقدسة .
وبقيامة المسيح في اليوم الثالث انتصرت الكنيسة معه فصارت تدفن الناس بالمعمودية المقدسة وتُقيمهم على هيئة وجمال بديعين متجددين على صورة الله ومثاله .
كل مؤمن بقيامة المسيح قد استنارت نفسه وتجدد ينبوع الروح القدس فيه فيتلألأ المؤمنون بنور يفوق لمعانه لمعان الكواكب فقد فُتح ملكوت الله وزالت الحربة اللهيبية من باب الفردوس وفُتحت الأقداس المغلقة منذ البدء فقد قام الرب فاتكا بأعدائه وبسط يديه لكل مؤمن بتلك القيامة المجيدة .
قام الرب فتجدد الرجاء بالملكوت الموعود وعمت البشرى أرجاء المسكونة وأصبح الشهداء يتراكضون نحو موت الشهادة فالموت لم يعد شبحا مخيفا ولا فناء أبديا بل بقيامة المسيح أصبح خطوة أولى نحو الأبدية .
قام الرب فعادت قوة التلاميذ المنهارين من موته بل وبقي معهم أربعين يوما يقويهم ويشددهم وهذه قوة القيامة التي أسست الكنيسة المبنية على تعاليم الرسل والأنبياء والمسيح رأس الزاوية .
قام المسيح فبنت الحكمة بيتها ونحتت أعمدتها السبعة ( الأسرار ) وهيأت مائدتها ومزجت في الكأس خمرها وأرسلت قائلة من كان عطشانا فليعَرج علي ومن طلب الحكمة فليأت إليَّ .
قام المسيح وبقوة قيامته امتدت البشارة من أقصى المسكونة إلى أقصاها وسيبقى تأثير القيامة قويا فاعلا حتى منتهى الدهر وتدوس تحت أقدامها من تسول له نفسه اليوم أن يطمسها ويكذبها .
وماذا بعد ؟
يا من استنرتم بنور القيامة المجيدة : شعلة القيامة قد بدلت فتيل قنديل حياتكم لينير أكثر لا تترددوا في التمتع بهذا النور الإلهي المنبعث لا من القبر القابل الحياة بل المنبعث منكم حافظوا عليه متوهجا واملئوا قنديل حياتكم بزيت الفضائل والأعمال الصالحة كالعذارى الحكيمات ولا تسمحوا لرياح الظلمة والخطيئة أن تطفئ شعلة حياتكم المقدسة في المسيح فلا اجتماع للنور مع الظلمة ولا عودة عن حياة النور .
لن تتجرأ قوات الشر عليكم أحيطوا نفوسكم بسور الإنجيل ومحبة الله والكنيسة وحذار من الضعف فالشيطان يهاجم من نقطة الضعف ولا تفكروا أن الله بعيد هو قريب يراكم وتسره وجوهكم المستنيرة بالقيامة .
تمتعوا بالغفران فالرب أعطى نفس الأجرة للقادم الساعة الحادية عشرة كالقادم من الساعة الأولى . غفرانه سبق عدله ومحبته سبقت غضبه . عيشوا القيامة وأمجاده فالرب كريم جواد وفي النهاية ليبارككم القائم من بين الأموات ويضئ حياتكم نورا على نور .
والمسيح قام – حقا قام

أضف رد جديد