ماذا بعد أحداث الخلاص التي مضت

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

ماذا بعد أحداث الخلاص التي مضت

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الخميس يونيو 12, 2008 9:43 pm

ماذا بعد أحداث الخلاص التي مضت ؟

مررنا الأيام التي خلت بأحداث عظيمة تجلت في آلام السيد وصلبه وقيامته وصعوده إلى السماء وهي أحداث حزن وألم وموت لكنها تتوجت بفرح القيامة وفرحة صعود الرب وقد عاش المؤمنون على اختلاف كنائسهم تلك المشاعر كلها إكليروسا وشعبا لكن كان هنالك الفرق الكبير بين تلك المشاعر ومشاعرهم في العالم فقد كان أسبوع الآلام حزينا لكن ليس كحزن العالم بل كان حزنا مقدسا حزنا على الثمن الذي دفعه بريء عن آثامنا ومعاصينا وحزن جسّد ما نحن به من خطايا نُحزن بها قلب الرب الذي أحبنا إلى النهاية حين قال : ( ليس حب أعظم من هذا أن يضع إنسان نفسه بدل أحبائه ) .
لقد تألمنا في كنائسنا حين تأملنا بإكليل الشوك كيف أدمى هامة السيد تلك الهامة التي أحناها تواضعا أمام المعمدان يوم معموديته في نهر الأردنوآلمنا منظر المسامير التي دُقت في يديه ورجليه بقسوة وبلا رحمة وقَبل كل ذلك حبا في خلاصنا . طُعن بالحربة فسال الدم والماء فبالدم ضمن لنا التنقية المغبوطة أبدا وبالماء أعاد ولادتنا بالروح وتدفقت فينا أنهار الروح القدس .
جاز سيف الألم في قلب العذراء الأم لكنها قالت في نفسها صلاة نقولها في صلاة الساعة التاسعة ( أما العالم فيفرح بحصوله على الخلاص وأما أحشائي فتلتاع حسرة لمعاينتي صلبك الذي تكابده من اجل الجميع يا ابني وإلهي )لكن بالصليب أصبحت تلك العذراء أم الكنيسة منذ أخذها يوحنا الحبيب أما له .

على الصليب نظر الآب فرأى منظرا بشعا . رأى ابنه الحبيب وقد حمل خطيئة العالم وبشاعتها وظلمتها وقد تجلت على الصليب فأشاح بوجهه فصرخ الابن من فوق الصليب إلهي لماذا تركتني
ثم كانت البشرى الفائقة على كل العقول . قام الرب من بين الأموات منتصرا ممجدا وقد انتصر على الخطيئة واماتها على الصليب، قام الرب منتصرا على قوات الجحيم حين خلّص رجاله الذين آمنوا بخلاصه العظيم . قام الرب فاتحا لنا السماء وناقلا إيانا نحو الملكوت الذي أضاعه آدم بعصيانه.
ثم صعد إلى السماء وأجلس طبيعتنا النقية الجديدة عن يمين الآب فرجعت مكانتنا الأصلية أبناء أبينا الذي في السماوات بعد أن حررنا من عبودية الخطيئة والظلام .
لكن يبقى السؤال ماذا نحن فاعلون أمام خلاص عظيم كهذا .ونسأل مع مرتل المزامير ( بماذا نكافيء الرب عن كل ما أعطانا ؟ )
ونرد بألم وخوف لقد رد العالم على كل ذلك الحب بالنكران والجحود واستمر غارقا في عبودية الظلمة وظلال الموت واستمر في تلك القسوة التي لا تعرف رحمة ولا شفقة فالغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا وسياسة المصالح هي السائدة وقتل الشعوب أصبح مصلحة عليا ولا بد على سبيل المثال ان نذكر العراق وبشاعة الإنسان مهيمنة عليه في القتل والتهجير ولا من سبب لذلك سوى مصالح الكبار في السيطرة والنفوذ وصار الإنسان سلعة رخيصة بل هو السلعة الأرخص وانتشرت الحروب والجوع في العالم كله ولا هم للكبار سوى ملء الجيوب بالنقود يدوسون الكرامة البشرية التي هي الأعز عند الله لدرجة أنه لم يشفق على ابنه الوحيد لأجلهم بل بذله وأطاع حتى الموت موت الصليب .
لكن كيف نرد نحن الذين عشنا أحداث الخلاص بكل تفاصيلها ونظرنا كيف عانى المخلص من اجلنا ونقول يا رب نحن نحبك لأنك أحببتنا أولا لقد بكينا لآلامك لكننا لم نبكي عليك بل على خطايانا ومعاصينا تجاه حبك لنا نحن نقدم شكرنا لعزتك لكننا لا نوفيك حقك من الشكر حتى لو قضينا العمر كله راكعين ساجدين باكين لكننا نحبك من القلب ونطلب أن يستمر حبك متدفقا فينا .
وأقول لأحبائي القراء جميعا في كل العالم : لا تطفئوا نور الخلاص من قلوبكم وحذار من الانجراف وراء مغريات العالم لا تنقطعوا عن الصلاة والتضرع كل حين لكي يُقصر الرب تلك الأيام ونؤول إليه في مجده كونوا امينين على وديعة الإيمان حتى النهاية لتستحقوا اكاليل المجد .
لا تخافوا من الموت فهو الخطوة الأولى نحو الأبدية في الأخدار السماوية أبقوا مجاري الروح القدس متدفقة فيكم فالله لم يعطنا روح الضعف بل روح القوة وعندما تمتليء قلوبكم فرحا بالرب لن يستطيع كائنا من كان ان ينزع منكم ذلك الفرح لقد وعد الرب بذلك في كلامه الختامي للرسل الأطهار قبل الآلام وغنوا وصلوا كل حين مع مرتل المزامير افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا .
ليكمل الرب فرحه في قلوبكم كل حين لا تهتموا لطول فترة الضيق المهم في النهاية سيكون لكم فرح عظيم بالرب وبخلاصه وكما ينادي الرسول يعقوب ( هل فيكم مسرور فليرتل أو محزون فليصلي ) لكن ليكن فرحكم بالرب كاملا ، لا تقطعوا الصلاة في الكنيسة ففي الكنيسة السلوى والتعزية .
إركع امام القربان فابن الله امامك ويراك ويحقق طلبك خاطبه كأنك تراه وجها لوجه هو يفرح بصلاة محبيه ويحقق طلبهم . ولتكن حلاوة الخلاص عبر الأسابيع الماضية كالعسل في جوفكم ولتكن سبب تعزية وخلاص أبدي لجميعكم . آمين

أضف رد جديد