تأمل في سفر أخبار الأيام الثاني 7 : 16

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

تأمل في سفر أخبار الأيام الثاني 7 : 16

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الخميس يوليو 10, 2008 9:26 pm

كنيسة القديس جيورجيوس للروم الأرثوذكس
في الربة

تأمل في سفر أخبار الأيام الثني 7 : 16
إعداد الأب فادي هلسا
الآن اخترت وقدست هذا البيت ليكون اسمي فيه للأبد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام .
أيها الاخوة المؤمنون :
لقد نطق الرب بهذه الكلمات عند انتهاء سليمان الملك من بناء وتدشين بيت الرب في أورشليم وقدسه للرب ورفع صلاة الشكر لله فيه بعيد عظيم .
واليوم .
يريد الرب منا جميعاً أن تكون بيوت جميع المؤمنين باسمه مقدسة له ، يريدها اليوم نماذج حية لكنيسة حية قولاً وعملاً .
يطلب الرب من الجميع الجهاد والمثابرة على الصلاة والصوم وأعمال الرحمة والبر ، في أكثر من موضع في كلمته المباركة ، وهو يريد أن يطرح نعمته وبركته في كل بيت يسلك بمقتضى وصاياه ، ولنر كيف يتم ذلك .
ندخل أغلب بيوت رعيتنا ، وبيوتاً مسيحية أخرى كثيرة ، وخاصةً الجديدة منها . نتلفت حولنا ، نرى مختلف أنواع المناظر والتحف الفاخرة والغالية الثمن والعادية كذلك ، ونرى لوحات طبيعية بألوان غاية في التناسق والفن الرفيع .
ندخل أحياناً غرف النوم . فتراها ملئي بصور المطربين والممثلين والرسومات المختلفة . نتلفت هنا وهناك لا نكاد نرى ولو صليباً صغيراً فوق باب البيت ، لا صورةً للمخلص في غرفة الضيوف ، أو أي من صور القديسين ، لا نجد صورة للعشاء السري في غرفة الطعام ، أو حتى أي دلالة على مسيحية ذلك البيت ، لا نكاد نرى كتاباً مقدساً أو أية أشياء أخرى مسيحية . بل نرى مناظر العالم الفاني وصور العالم الزائلة والزائفة وأغاني العالم التي ليس فيها اليوم أي طعم للموسيقى الجادة .
ولا أثر لحياة مسيحية تعيشها العائلة ولا هوية لا هنا ولا هناك . فنصمت صمت الموت الرهيب ، حتى كلمات النعمة والحياة التي يجب أن تخرج من أفواهنا تنحشر في حناجرنا ولا نستطيع النطق بها فالجو لا يشجع على ذلك .
ونسأل أنفسنا : لو وقع أحد سكان هذا البيت في مشكلة أو أصابه هم أو نائبة من نوائب هذا الزمان ، وأثقلت قلبه الهموم والأفكار السوداء ، أين يذهب بها ؟ أين يلقيها ؟ لمن يبوح بأسراره التي تثقل حياته ؟ بكل بساطة : لا أحد .
عندما يتضايق ويبث ضيقه في صلاة حارة وبدموع وركوع أيضاً ، وينظر الرب من سمائه ليطرح العزاء والبركة لهذا الطالب منه بتضرع حسب وعده الأمين باستجابة كل صلاة باسم المسيح ، ولا يجد شيئاً مقدساً في البيت . كيف يستجيب الصلاة ؟ وكيف يرفع الضيق أو الشدة ؟ وكيف يطرح العزاء . ينظر بأسى ويشيح بوجهه مع الأسف .
أيها الأبناء الأحباء بالرب يسوع :
لنصحوا من نومنا العميق ، صحوة مسيحية حية وعنيدة فيها الإصرار على التجديد والتغيير ، وأقصد بالتغيير التأمل وحياة الصلاة والصوم ، وأن نرتب بيوتنا مسيحياً واستشارة الكاهن في ذلك والرب يلهمنا لما فيه الخير والبركة للجميع .
نريد الصليب فوق الأبواب ، وصور السيد له المجد ووالدة الإله القديسة وصور القديسين كذلك ، ويا ليت يكون لكل بيت قديس يطلبون شفاعته ويستنجدون به ، ولو أصيب أحد بالضيق أو سيطر عليه الهم ، ونظر نظرة إيمان نحو الصليب أو صورة المخلص ويلقي عليه همومه ، حتماً سيرتاح . لننفض الغبار عن الكتاب المقدس ونقرأ ونتأمل فيه . صدقوني سيرتاح القلب ويشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة والسعادة ، وبذلك نتجنب أي ضيق ، وينظر الرب نحو هذا البيت المسيحي الحقيقي بعين الرضا ، ويملأه من كل نعمة وبركة ، وعيناه وقلبه سيكونان على هذا البيت ، فيكون أساسه على صخرة الوصايا ، وحتى في أوقات الحزن والضيق ، يطرح التعزية والصبر والسكينة على كل الموجودين فيه .
لنمل بقلوبنا إليه ، ونجعل من بيوتنا كنائس بهية المنظر ، ينظر إليها الرب نظرة السرور والرضا ويقدس هذه البيوت ويرسل ملاكه لحراستها من كل شر .
داعياً الجميع إلى التأمل في هذه الكلمات . والنعمة والبركة لتشمل الجميع . آمين

أضف رد جديد