هل كانت المغارة أرضا أم سماء

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

هل كانت المغارة أرضا أم سماء

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » السبت ديسمبر 20, 2008 6:03 pm

هل كانت المغارة أرضا أم سماءَ

أركز تأملي على المغارة المجيدة وأتساءل هل كانت تلك المغارة على الأرض ؟
لا بد أن يكون الجواب نعم لأن الرب قدم إلى أرضنا لهدف الخلاص العظيم ولأن من دخل المغارة كانوا أرضيين وهم المجوس والرعاة وبعض الموجودين في تلك الكورة ممن أخبرهم الرعاة عن الحدث العظيم .
لا نستطيع أن ندّعي أن المغارة قد هبطت من السماء فعقولنا لا يمكن أن تصدق ذلك بل هي مغارة أرضية مئة بالمئة تكونت كما تتكون غيرها من آلاف المغائر على وجه الأرض .
وما يؤكد ذلك أن الرب عاش حياتنا الأرضية بكاملها كطبيعة إنسانية كاملة منذ الولادة وشابهنا في كل شيء عدا الخطيئة فقد كان ميلاده في مكان أرضي كسائر الأطفال لكن المغارة كانت المكان الوحيد الذي ضمه ليلة الميلاد لهذا لا يتطرق إلينا الشك أنها مغارة أرضية تماما فما أشد تواضع الله القادم إلينا بالجسد من الوطن السماوي .
لكنني بالروح أرى المغارة الأرضية وقد غدت سماءَ ولو أنها مكونة من حجارة صماء إلا أن نورها غير عادي ولا مادي ولا هو مشابه لنور الشمس بل أشد ضياء فهي تعكس نور من خلق الشمس والمنائر السماوية كلها وسأعود للبداية .
كان بداخل الهيكل القديم قسم مغطى بستار يسمى قدس الأقداس وبه تابوت العهد بداخله لوحي الوصايا العشر وجرة المن المصنوعة من الذهب وبداخلها عينة من المن الذي أكل منه الشعب القديم في البرية . وكان تابوت العهد يرمز لحضور الله وسط الجماعة .
وهذا الموقع من الهيكل لم يكن يُسمح لأحد بدخوله حتى الكهنة الخدام بل يدخله رئيس الكهنة مرة في السنة ليقدم الكفارة ذبيحة دموية عن نفسه وعن الشعب .
كانت الوصايا العشر محفورة على لوحي الوصايا وهي العهد بين الله والشعب القديم لذلك سمي ذلك الصندوق تابوت العهد .
لكن في المغارة انتهت تلك الأمور الرمزية بمعنى انتهى الرمز وحلّت الحقيقة التامة والناصعة فالمغارة كانت قدس أقداس سماوي حقيقي به تابوت العهد الحقيقي الذي حوى في داخله العهد الجديد عهد النعمة والخلاص المجاني لكل من يؤمن كانت العذراء مريم الدائمة البتولية هي تابوت العهد الجديد حوت في حشاها عهد المصالحة والخلاص فقد كانت مسكن الرب والجرة الذهبية الطاهرة التي حوت خبز الحياة ذلك الخبز الحي الذي نزل من السماء فيأكل منه الإنسان ولا يموت .
في القديم كانت الجرة تحوي بداخلها المن السماوي لكن العذراء الجرة النقية قد ولدت وأتت بالخبز السماوي وكان المذود مائدة خبز الوجوه الرمزية في العهد القديم والمذود كان المائدة الحقيقية التي تحمل المسيح خبز الحياة الحقيقي الذي يتغذى منه المؤمنون .
أما يوسف الشيخ البار فهو الملاك الخادم الأمين لتابوت العهد الجديد وللمولود كان صامتا لا يتحدث لكني أعترف بالروح أنه كان يمجد الله بصمت ويبارك الله بكل خفقة من أنفاسه الطاهرة .
كان قدس الأقداس القديم ممنوع الدخول إليه من الجميع إنه مسكن الله بين الجماعة .
لكن المغارة صارت قدس أقداس مفتوح لمن يؤمن لذلك يمنع الدخول إليه ممن على شاكلة هيرودوس القاتل الدموي وممنوع على الزناة والفُجار وممنوع على المتكبرين المغرورين بترفهم ومجدهم الباطل .
قدس الأقداس الجديد ممنوع على عبيد الشيطان والظلمة والذين رفضوا الاستنارة بنور الحق .
لكنه مفتوح للبسطاء بساطة الرعاة وللمتلهفين على تناول الخبز الحي كالمجوس هو مفتوح على مصراعيه بدون حجاب للذين يسبحون تسبيح الملائكة وللجائعين بالروح في المغارة شبعهم .
هو مفتوح للمتواضعين فهلموا تقدموا من مائدة المغارة ففيها مائدة حية بالروح تشبع كل جوع المؤمنين .
تقدموا نحو المغارة بالروح ففيها ملء الكمال وفيها الارتواء من ماء الروح القدس .
لكن ادخلوا باستعداد وبقلوب طاهرة ونقوا ذواتكم بشوقكم للقاء طفل المغارة .
تقدموا ساجدين راكعين مسبحين وممجدين عمانويل المتواضع وهو يحل علينا قادما من مشارق العلو .
لا يلبث أحد خارج عرس المغارة ففيها فرح سماوي لا مثيل له . ففيه الفرح مقدس كل التقديس والرجاء بالخلاص والغفران أكيد ورضوان الله فيها دائم ومديد .
هلموا أسرعوا ولا تبطئوا فتحنن الرب لا تسعه السماء ولا الأرض .
ترتيلة ليلة الميلاد في الطقس البيزنطي
عظمي يا نفسي من هي أعظم قدرا وأرفع مجدا من الجنود العلوية
إنني أشاهد سرا غريبا باهرا المغارة سماءَ والبتول عرشا شاروبيميا والمذود محلا شريفا أُضجع فيه المسيح الإله الذي لا يسعه مكان فلنكرمها معظمين

وبركة الرب المولود تكون معكم وتدوم فيكم . آمين

أضف رد جديد