العشاء الذي ذاع خبره في أرجاء العالم

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
ADONAI
قنشريني فعال
مشاركات: 50
اشترك في: الخميس مارس 19, 2009 6:37 pm

العشاء الذي ذاع خبره في أرجاء العالم

مشاركة بواسطة ADONAI » الأحد أغسطس 23, 2009 6:59 pm


العشاء الذي ذاع خبره في أرجاء العالم
انقل لكم هذه القصة عن كتاب حياة يسوع الشعبية للكاتب بترسن سميث ونقله للعربية حبيب سعيد ادعو. اتمنى من الجميع قرائته , انه كتاب مميز جداً يتكلم عن وحول حياة يسوع ويربط الحوادث باسلوب رائع يفتح امام القارئ الكثير من الابواب لأمور لم تكن لتخطر على بال شخص يقراء الانجيل.
سأحاول نقل لكم بعض من محتوى الكتاب لاحقاً.
وانقل لكم اليوم هذه الحادثة من الكتاب و بأسلوب الكاتب عن المرأة التي تابت وندمت ومسحت بدموعها والطيب ارجل السيد المسيح. ان الكثيرين معرضين للخطأ والوقوع فيه فأن حدث هذا الامر مع احد ما في مجتمعنا وخاصة من قبل امرأة وان تابت بكل معنى الكلمة هل ستجد مكاناً لتوبتها بين اهلها ومجتمعها وكما نرى من خلال الكتاب المقدس ان السيد المسيح غفر لها خطاياه وذنوبها ومع ذلك لم تجد مكاناً في مدينتها.
والأن اترككم مع اسلوب الكاتب بتصوره لذلك العشاء الذي تم ذكره بالانجيل



لوقا البشير يذكر ثلاث حوادث اكل فيها السيد المسيح في بيت فريسي ومنها هذه الحادثة
ذهب في المساء الى ميعاد مضروب ليتعشى مع سمعان الفريسي. فسار من بيت بطرس مخترقاً الطرقات الضيقة وماراً بالمجمع الجديد الى المدينة العليا من خلال الاشجار والبساتين حيث تقطن الطبقات الغنية. وقد ذاع نبأ هذا العشاء في أرجاء العالم ليس بسبب بيت سمعان الفخم و ما احاط به من مناظر جميلة , ولكن بسبب أمرأة خاطئة حزينة بائسة تطفلت على هذه المأدبة.
وتدلنا القصة على انها كانت التقت بيسوع من قبل وكانت تحمل له في جنبيها ما دفعها الى الامتنان والشكر. واني اتصور فتاة بائسة تاعسة قد لعبت بها ايادي الخديعة والغواية ثم قذفت بها الى الحضيض. وهي ما تزال في ألمها ووجيعة نفسها تذكر الايام البريئة الطاهرة التي قضتها في كنف بيتها بين التلال وما تزال تذكروالدها الشيخ وامها الحنون اللذين لا تجرأ الآن على مواجهتهما. وتذكر الله الذي لا تجسر على الصلاة اليه بسبب ما اقترفت من اثم.
وللهيئة الاجتماعية ان تفزع من خطيئتها. وكم من فتاة مظلومة تستطيع ان تقص روايتها المؤثرة وسقطتها المريعة . ونحن نقضي عليها بالطرح في الظلمة الخارجية بدون سؤال. أما يسوع فيستمع الى قصتها. ونحن لسنا ندري ماذا كانت قصة تلك الفتاة التي قدمت الى بيت الفريسي. ولكننا نعلم انها حرمت كل مورد للعطف واضاعت مستقبلها ورجاءها في هذه الدنيا والحياة الاخرى.
حتى التقت بيسوع في ذات يوم وربما سمعته يوماً في احد مجتمعاته التي اعلن فيها قلب الله. وربما تكون قد قصت عليه يوماً قصتها المحزنة وسكبت امامه نفسها التائه النادمة. وسمعت منه ذلك القول الذي انتشل به أمرأة خاطئة وبدلت حياتها كلها قبل ان تتسلل الى بيت سمعان الفريسي وقلبها مليء بشعور الامتنان والعطف.المرأة لم تجيء لتعبر فقط عن توبتها وندامتها لان موقفها هو موقف الشاكر الممتن لشيء. ولا شك ان المسيح التقى بها من قبل وعلمها عن ابوة الله وغفرانه. ويبدو انها لم تكن تملك فرصة أخرى غير هذه تُظهر فيها محبتها وشكرها.وربما كانت على وشك ان تهجر كفرناحوم لتحيا حياة جديدة . ولولا هذا لما كان ثمة سبب لتطفلها على هذا النحو في بيت فريسي غريب عنها.
وفجأة يسمع يسمع الحاضرون أنات وتنهدات يدل مظهرها على انها من الساقطات جاثية على الارض عند قدمي السيد وفي يدها قارورة من الطيب الزكي الرائحة.وكانت دموعها تتساقط على قدميه وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. كانت عاطفتها شديدة ومتأثرة!
أحس سمعان الفريسي انه قد أهين وان كرامته قد اهدرت
ماشأن امرأة كهذه في هذا البيت؟
كان الموقف مخجلاً, وكان مجرد لمس المرأة مدنساً.
والظاهر ان المضيف تأدب وكبح جماح شعوره لان يسوع لم يعترض على ذلك.
ولكنه كان يفكر ويفكر بالسوء لو كان هذا نبياً لعلم من هذه المرأة التي تلمسه.
أما يسوع فقرأ هذه الافكار ويقول القديس اغسطينوس احترسوا من افكاركم فانها تُقرأ في السماء لذلك اُضطر يسوع الى ان يتكلم بصراحة:
يا سمعان عندي شيء اقوله لك!
فيجيبه باحترام مصتنع
قل يا معلم!
كان لمداين مديونان على الواحد خمس مئة دينار و على الاخر خمسون
و اذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا فقل ايهما يكون اكثر حبا له
فاجاب سمعان المغتاط في شيء من عدم الاكتراث و قال اظن الذي سامحه بالاكثر
فقال له بالصواب حكمت

ثم التفت الى المراة و قال لسمعان اتنظر هذه المراة اني دخلت بيتك و ماء لاجل رجلي لم تعط و اما هي فقد غسلت رجلي بالدموع و مسحتهما بشعر راسها
قبلة لم تقبلني و اما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي
بزيت لم تدهن راسي و اما هي فقد دهنت بالطيب رجلي
من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا و الذي يغفر له قليل يحب قليلا
ولم يقصد بالطبع من هذا القول ان لكثرة الخطايا امتيازاً خاصاً كأن تؤدي الى محبة اكثر. وانما اراد ان يماشي سمعان في تقديراته وكأنه يقول له: انت لا تشعر بان لدى الله كثيراً ليغفر لك. أما هي فمن فرط شعورها بالخطية لم تقدر ان تضبط عاطفة امتنانها المتدفقة.
وبعدئذ يضع يده على تلك المرأة المتنهدة الجاثية عند قدميه ويقول : ييييا بنيتي ايمانك قد خلصك مغفور لك خطاياك اذهبي بسلام!
أن هذه القصة تحدث كل يوم وستحدث دائماً في حياة الناس ... هل ستذهب الى اهلها وسيسامحوها كما غفر لها الرب !؟ هل سيتقبلها المجتمع !؟ هل ستتغير نظرتهم لها!؟ الكثير من الأسئلة خطرت ببالي بعد التمعن بقرائتها تحياتي ومحبتي لكم

أضف رد جديد