هل يعبد الأرثوذكس والكاثوليك العذراء مريم جزء 1

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

هل يعبد الأرثوذكس والكاثوليك العذراء مريم جزء 1

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الاثنين أكتوبر 25, 2010 6:22 pm

هل يعبد الأرثوذكس والكاثوليك مريم العذراء جزء1

في الواقع قرأت مقالا في أحد المواقع البروتستانتية موضوع لقيت فيه إجحافا بحق مسيحيي الكنائس الرسولية في موضوع أمنا العذراء أننا في هذه الكنائس نعبد العذراء عبادة تامة وواجب العبادة هو لله فقط .
لا أريد التهجم أو الاتهام للمقابل بالكذب بل سأبين بمحبة الرب إيمان الكنيسة المشترك بخصوص أمنا الدائمة البتولية مريم وتنزيه الكنيسة عما تُتهم به وسأفترض في المقابل بعض مقاطع من المقال الذي قرأته وأعتبر الموضوع سوء فهم لا أكثر مبينا نظرة الكنيسة الرسولية بهذا الخصوص وتجارب المؤمنين مع العذراء أم الكنيسة وذلك لأن هؤلاء نظروا لرأي الكنيسة من خلال ممارسات شعبية قد لا تقرها الكنيسة ولا هو من فكرها .
يقول الكاتب :
يخطئ كثيرا من الناس الى الله بجهلهم ويسيئون فهم كلمته الواضحة الكتاب المقدس، عندما يصلّوا للقديسين والأتقياء أو يتشفعوا بهم وخاصة للقديسة مريم ، مع كونها مباركة ومطوّبة من جميع الأجيال ، وصفت نفسها كما هي بحق بأنها أمة الرب ، ( أي عبدة الرب ) وهي موجودة مع الذين رقدوا في المسيح المؤمنين الممجدين في السماء فقط ، وليست في كل مكان ، ولا هي قادرة على كل شيء ، لتسمع الصلوات وتقبل السجود والتعبد الذي هو من حق الله وحده لا سواه ,
كولوسي 2: 18 لا يخسركم احد الجعالة ( المكافئة ) راغبا في التواضع وعبادة الملائكة متداخلا في ما لم ينظره منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي
ونرد بمحبة الرب :
قانون الإيمان واضح وصريح وهو زبدة إيمان الكنيسة ويفترض أن يتلو كل شخص قانون الإيمان بصورة شخصية مثلا ( أومن بإله واحد ... وأترجى بقيامة الموتى ) وهكذا .
فهل ورد في قانون الإيمان ما يؤله العذراء .
الجواب لا بالتأكيد فالإله واحد والعبادة والسجود هو لله فللرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد .
قالت مريم ها أنا أمة الرب ولكنها قالت وتبتهج روحي بالله مخلصي
قهل قصدت مريم أن الرب خلصها كعبدة ورفع مكانتها لنعبدها ؟ بالطبع لا .
لكن ماذا تقول التفاسير عن مطلع نشيد العذراء ومطلعه بصورة خصوصية ؟ لنرى
بحسب تفسير الأب تادرس ملطي يقول :

يقول العلامة أوريجينوس: [قبل ميلاد يوحنا تنبَّأت اليصابات، وقبل ميلاد الرب مخلِّصنا تنبَّأت مريم. وكما بدأت الخطيّة بالمرأة ثم بلغتإلي الرجل، هكذا بدأ الخلاص في العالم بواسطة نساء العالم، تغلَّبْن على ضعف جنسهن. لننظر الآن نبوَّة العذراء وهي تقول: "تُعظِّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلِّصي"، فإنَّ النفس والروح يشتركان في التعظيم[73].]
لقد أساءت حواء إلى خالقها حين شوَّهت روحها بالعصيان، وأفسدت خليقة الله الصالحة، فلم تعد حياتها تمجّد الخالق ولاأعماقها تُعلن عن بهائه. وقد جاءت القدّيسة مريم تحمل كلمة الله في أحشائها، يردّ لنفسها جمالها الأول، وتصير روحها مبتهجة بكونها صورة الله ومثاله.
يقول العلامة أوريجينوس: [يحدّث تساؤل: كيف تعظِّم نفسي الرب؟ حقًا إن كان الرب لا يقبل الزيادة ولا النقصان إنما بلا تغيير،فإلى أي مدى يمكن لمريم أن تقول هذا؟: "تعظِّم نفسي الرب"؟... كلما كبرت صورة (المسيح فيَّ) وصارت بهيّة بأعمالي وأفكاري وأقوالي، تكون قد كبرت صورة الرب وتمجّد... وكما أن صورة الرب تزداد بهاءً فينا، فإنَّنا إذ نخطئ تصغر الصورة وتبهت[74]...]
أما قول العذراء "تبتهج روحي بالله مخلِّصي" فيحمل مفهومًا لاهوتيًا هامًا أن القدّيسة مريممع سموِّها العظيم تحتاج إلى "الخلاص" كسائر البشر،وتبتهج به، إذ وُلدت تحمل الخطيّة الأصليّة (الجديّة) التي ورثناها عن أبوينا الأوَّلين. لقد أدركت القدّيسة سّر تمتُّعها بالنعمة الإلهيّة، إذ قالت: "نظر إلى تواضع أمته". لم تقل أن الله نظر إلى صلواتها أو أصوامها أو سهرها أو عدلها أوحكمتها، لكنة "نظر إلىتواضع أَمَتِه". لقد عرفت الطريق الذي به تنطلق إلى مراحم الله وتغتصب عطاياه وهو "التواضع". فإن كان عدو الخير قد فقد مركزه خلال الكبرياء، فقد جعل الكبرياء فخًا يقتنص به كل بشر إلى ملكوت ظلمته، حارمًا إيَّاه من خالقه مصدر حياته وعلَّة بهجته.
ويفسر الأب أنطونيوس فكري مطلع النشيد كما يلي :
تعظم نفسي الرب= هل يزداد الله ويتعظم بتسبيح بشر؟! حاشا. ولكن إذ نتقدس تزداد صورة الرب بهاءً فينا، وإذ نخطئ تصغر الصورة وتبهت. مريم هنا ترد تعظيم اليصابات لها إلى الله. تبتهج روحي بالله مخلصي= فالعذراء تحتاج الخلاص كسائر البشر. نظر إلى اتضاع أمته= لقد أدركت العذراء سر تمتعها بالنعمة الإلهية ألا وهو الاتضاع. بينما أن عدو الخير قد خسر مركزه خلال الكبرياء. جميع الأجيال تطوبني= العذراء أدركت عظم العطية التي نالتها وبسببها تطوبها الأجيال. وها الكنيسة مملوءة تسابيحاً للعذراء مريم وفقاً لنبوءتها. فهي عذراء تجلى في حياتها عمل الله الخلاصي. نرى فيها نعمة الله الفائقة التي وهبت للبشرية.
وهنا أتساءل أين طلب العبادة للعذراء ؟
يقول الكاتب :
العذراء رقدت كسائر المؤمنين وهي ممجدة في السماء .
عقيدة الكنيسة الرسولية مغايرة لهذا الاعتقاد إذ تؤمن الكنيسة برقاد العذراء وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء وهذه العقيدة تؤمن بها الكنيسة شرقا وغربا وآمنت الكنيسة بهذا من التسليم الرسولي من القرون المسيحية الأولى
إلا أن الآباء في ميامرهم ( عظاتهم ) كثيرا من آيات الكتاب المقدس تدل على انتقال العذراء مثلا كقول داود : " قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت قدسك " ( المزامير 131 – 8 ) أن تفسير الآباء يذهب إلى أن المسيح قد ادخل إلى السماء الجسم الذي منه ولد ولادة زمنية ، أيضا " قامت الملكة من عن يمينك بألبسة مزخرفة منسوجة بخيوط مذهبة " ( المزامير 44 – 10 ) نرى في هذه الآية مريم موشاة بحلة ملوكية قائمة على يمين السيد وأيضا هناك آية من رؤية يوحنا : " وظهرت علامة في السماء امرأة ملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من اثني كوكبا " ( 10 –1 )
وهنالك سؤال منطقي لا بد من سؤاله وهو :
هل يمكن للجسد الذي حوى كلمة الله متجسدا منه أن يجعله الرب ينال فسادا أو انحلالا في القبر ؟
إن كان لدى الإخوة المعترضون إثبات أن والدة الإله رقدت كسائر المؤمنين فليثبتوا ذلك ولكننا نثبت عقيدة الكنيسة في انتقال العذراء بالنفس والجسد بأنها متوارثة من القرون الأولى وتعيد الكنيسة له بمهابة واحترام كبير .
أما بالنسبة للآية التي ذكرها الكاتب من كولوسي وهي :

كولوسي 2: 18 لا يخسركم احد الجعالة ( المكافئة ) راغبا في التواضع وعبادة الملائكة متداخلا في ما لم ينظره منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي
لنرى تفسيرها بحسب الآباء القديسين
هنا يرد الرسول على المعلمين الكذبة من الغنوسيين الذين طالبوا بعبادة الملائكة بناء على حجة فاسدة وهى أن العبادة لله رأساً لا توافق التواضع الحقيقى أمام الله. فالله روح سامٍ جداً. والبشر من مادة فلذلك هم نجسون جداً فكيف يقف النجس أمام الله؟ والحل فى نظرهم عبادة الملائكة. وبولس هنا لا يهاجم التواضع الحقيقى الذى دعا إليه السيد المسيح (مت 11: 29). بل التواضع الخاطىء الذى دعا إليه الغنوسيون. والمقصود من الآية طبعاً الدعوة لعبادة المسيح فقط.
الجعالة = أى الجائزة التى تعطَى للمنتصر فى السباق، وهى هنا الوصول للسيد المسيح فى مجده، والحياة الأبدية معه فى المجد.
متداخلاً فيما لم ينظره = لقد تظاهروا بدرجة فائقة من النمو الروحى، وأنهم نظروا ترتيب صفوف الملائكة فى عبادتهم وأنهم رأوا ذلك فى السماء إذ دخلوا فيها وما هذا إلا هلوسات ناتجة عن كبرياء وخداعات الشياطين. وهم عرضوا على الكنيسة أن تراعى ذلك فى ترتيب عبادتها، وهذا فيه إنتفاخ وكبرياء ومحاولة إثبات الذات = منتفخاً باطلاً = هذا الإنتفاخ هو من قِبَل إبليس المضلل الذى أوحى لأذهان هؤلاء بذلك = من قبل ذهنه الجسدى.
وهنا يكتمل المعنى بذكر ورود هذه الآية للرد على الغنوسيين

om-George
مشرف إداري
مشاركات: 7299
اشترك في: السبت يونيو 30, 2007 10:09 pm
مكان: كاليفورنيا

Re: هل يعبد الأرثوذكس والكاثوليك العذراء مريم جزء 1

مشاركة بواسطة om-George » الاثنين أكتوبر 25, 2010 8:59 pm

ربنا يباركك ابونا
موضوع جدا مهم متابعين معك
حاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربي و الهي ومخلصى يسوع المسيح

اصغ للانجيل المقدس
http://www.thegrace.com/audio/index.htm[/color]
http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/
سير القديسين

أضف رد جديد