

(معجزة اشباع الجموع)
لقد اشبع الجموع مرتين --إنما ليعلن انه جاء ليشبع المؤمنين
من الاصل اليهودى كما الذين من الاصل الاممى
المعجزة الاولى فى متى 14-13 تشير الى اهتمامه باليهود
المعجزة الثانية فى متى 15-29 تعلن اهتمامة بالأمم
يظهر ذلك من خلال التفسير الرمزى لملامح واحداث كل معجزة منهما
اولا - المادة التى استخدمها السيد هنا خمس خبزات وسمكتان اما المعجزة الثانية سبع خبزات وقليل من السمك
- فأن كان الطعام المشبع هو شخص المسيح نفسه فقد قدم نفسه لليهود خلال الخمس خبزت اى من خلال اسفار موسى الخمسه التى تحوى الناموس الذى غايته المسيح وايضا الخمس خبزات تشير الى الحواس الخمسه الذى من خلالهم التقى السيد باليهود فقد(رأوه - ولمسوه - وسمعوه - وتزوقو حلاوته - وتنسمو رائحته الذكية)
- أما المعجزة الثانيه نجد سبع خبزات فالأمم لم تنعم بأسفار موسى الخمسه ولا رأوا السيد فى وسطهم بالجسد لكى يلمسوه بالحواس إنما تمتعو به من خلال الكرازه بالروح القدس الذى يعلن النبى اشعياء عطاياه السبع ( روح الرب - روح الحكمه والفهم - روح المشوره والقوة - روح المعرفة ومخافة الرب ) إش11-2
الروح القدس هو الذى يقدم للأمم مسيحنا المشبع
ثانيا اما بالنسبة للسمك
فى المعجزة الاولى سمكتان وهذا اشاره الى العهدين القديم والجديد اللتين تشبعا جموع الكنيسه المقدسه اما بالنسبة للمعجزة الثانيه قليل من صغار السمك اشاره الى انه قدم لهم الكرازة خلال التلاميذ - القطيع الصغير-
ثالثا في المعجزة الأولى فضل من الكسر اثنتا عشر قُفّة مملوءة أما في المعجزة التالية فقد رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوء (مت 15: 26).
أن الاثنتا عشرة قفه تشير إلى الاثني عشر تلميذًا الذين احتلوا مركز الأسباط الاثتى عشر، إذ يقول أطعم شعبه بخبزه وما تبقى جمعه في اثنتي عشرة قفة، أي في الاثني عشر رسولاً، حتى أن ما فُقد في الاثني عشر سبطًا يَخلُص في الاثني عشر رسولاً
أما كنيسة الأمم المرفوعة بأيدي التلاميذ، فيُشار إليها بسبعة سلال، فقد أعلن سفر الرؤيا عنها أنها كنائس سبع (رؤ 1: 4، 20) يرمز إليها بسبع منائر، إشارة إلى عمل الروح فيها ليُنيرها ويجعلها نورًا للعالم
رابعا في هذه المعجزة "أمر الجموع أن يتّكِئوا على العشب" بينما في المعجزة التالية "أمر الجموع أن يتّكِئوا على الأرض" (مت 15: 35)
العشب يُشير إلى الجسد (إش 40: 6، رو 8: 6). فنحن لا يمكننا أن نلتقي بالسيّد المسيح مادمنا نعيش حسب الجسد، لنُخضع الجسد لنفوسنا بالروح القدس ونتكئ عليه، فيكون خادمًا مطيعًا، يعمل في انسجام مع الروح، لا في مقاومة لها، عندئذ ننعم بالروحيّات.
أما بالنسبة للأمم فقد اتّكأوا على الأرض، إذ صار الأمم كالأرض، عبدوا الآلهة الباطلة فصاروا باطلين. انحطَّت حياتهم وأفكارهم إلى الأرض، لذا لن ينعموا بالطعام السماوي، إن لم يتّكئوا على الأرض ليجعلوها تحتهم لا أن يُستعبدوا هم لها.
أما من جهة الأرقام فإن المعجزة الأولى أشبعت 5000 رجلاً، إشارة إلى أسفار موسى الخمسة (5) أي أشبعت الذين عاشوا في الناموس
أما في المعجزة الثانية فقد أشبع 4000 رجلاً إشارة إلى شبع العالم في جهاته الأربع
واخيرا
في اختصار نقول أن السيّد المسيح هو سرّ شبعنا يمسك بالسمكتين والخمس خبزات ليُشبع اليهود، أو بالقليل من السمك والسبع خبزات ليُشبع الأمم. إنه يُشبع الجميع خلال تلاميذه ولا يترك إنسانًا قادمًا إليه يرجع جائعًا! إنه وحده الذي يقدر أن يهبنا شبعًا خلال كنيسته (التلاميذ) بواسطة الناموس الروحي (5 خبزات) والكشف عن أسرار العهدين (السمكتين) ، وكلمة الكرازة ( قليل من السمك)، وعمل الروح القدس (السبع خبزات)... إنه يُشبع الفكر والقلب، ويقدّس المواهب ويضرمها فينا، ويقود الجسد والروح والنفس معًا بروح واحد نحو السماويات