
"يَارَبُّ قَدْ فَحَصْتَنِي وَعَرَفْتَنِي.
أَنْتَ عَرَفْتَ قُعُودِي وَنُهُوضِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ.
أَنْتَ تَقَصَّيْتَ مَسْلَكِي وَمَرْقَدِي، وَتَعْرِفُ كُلَّ طُرُقِي.
عَرَفْتَ كُلَّ كَلِمَةٍ مِنْ قَبْلِ أن يَتَفَوَّهَ بِهَا لِسَانِي.
لَقَدْ طَوَّقْتَنِي (بِعِلْمِكَ) مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ أَمَامٍ وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَوْقِي.
مَا أَعْجَبَ هَذَا الْعِلْمَ الْفَائِقَ، إِنَّهُ أَسْمَى مِنْ أَن أُدْرِكَهُ." مز 139
ماذا عَن فُلان.. هَل: يُؤمِن.. إِيمانَهُ صَحيح.. كامِل.. حي أَم لَيسَ لَهُ أَو يُتاجِر بِالإِيمان، وَهوَ لا يَقبَلَهُ إِختِباراً فَيَحياه ؟!
هَذا ما يَتَبادَر إِلي الذِهن عِندَما نَوِد أَن نَعرِف عَن فُلان هَذا. وَلَكِن يَقول قائِل: مَن يَعرِف سِر الإِنسان إِلا الله (فاحِص القُلوب وَالعُقول)، وَروح الإِنسان نَفسَهُ بِنَفسِهِ.. هَكَذا يَقولُ الكِتاب.
هَذا حَقٌ، وَلَكِنَ الله (لَهُ كُل الشُكر) أَعطانا بِكَلِمَتِهِ وَروحِهِ القُدوس العامِل فينا أَن نَعرِف هَكَذا أَنَ الإِيمان المُستَقيم الكَامِل هوَ العامِل وَبِالمَحَبَة.. هَذا هوَ الإِيمان الحَي، وَدونَ ذَلِكَ فَهوَ إِدِعاء وَإِكذوبَة مَيِت لَيسَ لَهُ وُجود.
وَأَنا كُنتُ في هَذِهِ الأَيام أَبحَثُ عَن حَقيقَة إِيمان العَذراء مَريَم أُمي (يالي فَخري) مُنذُ الصِغر حَتي مِن قَبلِ بِشارَةِ المَلاك، وَبَعدِهِ. وَلَم أَلبَس طَويلاً في بَحثي هَذا.. إِذ بَدي لي وَلِأَيِ عينٍ فاحِصَة صِحَة (حَياة وَقوَة) إِيمانِها البَسيط.. تَجلي هَذا الكامِن في أَعماقِها وَضِحاً مِن خِلالِ حَياتِها البادِيَة لِلعَيان وَالمُسَجَل عَنها.. عَبر كَلِماتِها وَأَفعالِها.. وَجَدتَهُ إِيماناً عَظيماً، وَقَد ثَمَنَتَهُ بِأَغلي وَكُل ما عِندَها مِما أَنعَمَ بِهِ الخالِق عَليها حَتي إِلي حَياتِها في الجَسَدِ.
إِشفَعي فينا أَيَتُها المُطَوبَة لِإِيمانِها العَظيم عِندَ إِبنُكِ كَي يُعِينَنا روح أَبيهِ الصالِح بِحِكمَتِهِ لِنَحتَضِنَ بينَ الضُلوع إِيمانُنا وَقَد شَابَهَ إِيمانُكِ.. يا أُمَنا العَذراء مَريَم المَحبوبَة.
أَمين.