الرقم أربعين (40)

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
د. جبرائيل شيعا
قنشريني فعال
مشاركات: 54
اشترك في: الأحد ديسمبر 18, 2005 3:20 pm

الرقم أربعين (40)

مشاركة بواسطة د. جبرائيل شيعا » الأحد إبريل 02, 2006 6:45 am

رقم أربعين

رقم أربعين هو من الأرقام المتداولة والشائعة كثيرا في عالمنا اليوم، وكما هو أيضا مستعمل بشكل واسع في علم اللاهوت والروحانيات عند الكثير من الأديان السماوية وغير السماوية وفي الأعراف الاجتماعية عندا الكثير من شعوب العالم.
رقم أربعين له مكانة خاصة عند شعوب العالم أجمعها فهو رقم فاصل بين الأرقام وله مكانة مقدسة عند أكثرها. دخل هذا الرقم في الكثير من العادات والتقاليد التي يضرب به المثل.
رقم أربعين هو رقم مركب كما نلاحظ ذلك من شكله الهندسي وقيمته العددية:
يتكون رقم (40) من الصفر (0) ومن رقم أربعة (4).
- الرقم صفر(0): هو رقم بدون قيمة عددية فهو رقم كامل بحد ذاته عندا تحالفه مع رقم أخر من الأرقام، فيصبح ذو قيمة عددية كبيرة بتكراره. صفر (0) هو من الأرقام المتتالية بإضافة رقم بجانبه. مثلا الصفر وبجانبه رقم واحد فيصبح رقم عشرة، وأمام رقم أثنين فيصبح عشرين وهكذا يكبر العدد ويتضاعف عشرات المرات. أما إذا زاد عدد الاصفار فتكون الزيادة مائه وثم ألف وهلما جرى.
– الرقم أربعة (4): هو رقم عددي لوحده غير منفصل، فهو بدوره كامل مكمل يحوي على الكرة الأرضية بكاملها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غروبها. فالرقم أربعة هو الذي يعني به جهات الأرض الأربع.
رقم واحد (1) يشير إلى الله والواحد الكامل.
بوجد رقم واحد (1) الذي هو الله الواحد بجانب الصفر (0) الذي ليس له قيمة كما ذكرنا فيصبح رقم عشره (10) هذا الرقم الكمالي المبين بين أيدينا الذي هو جزء من الرقم أربعين المتضاعف.
وكذلك أيضا أن رقم أربعين (40) هو رقم مركب من رقمين مهمين جدا ( 10 و 4 ) كاملين كل منهما في خاصته المعنوية والعددية وهما خارجين عن الطبيعة الكونية ويشكلان كمالا ملحوظا معنويا وعدديا. يحتويان معا دورا كاملا سماويا خارقا ليس من هذا العالم وليس من الطبيعة. يشكلان رقم مركب مشبوه محمل بترتيبات تفوق التفكير البشري. بدورهما يلقنان درس للبشرية تنير به درب الحياة الإنسانية لتكملة الكمال والسير في طريق الكمال وإلى الكمال ومع الكمال إلى معرفة الله التي يصعب على الإنسان الضعيف إدراك عظمة الله الفائقة. ذاك الكمال الذي علمنا إياه سيد البشرية مخلصها وفاديها يسوع المسيح له المجد.
لا نستطيع فهم رقم أربعين إلا وأن تعرفنا جيدا على الرقم عشرة الذي يحتوي على الكمال السماوي الروحي الذي لقنه الله للبشرية عن طريق الأنبياء والمشرعين والحكماء.
لندرس معا ما هو رقم عشرة:
الرقم عشرة (10): كما ذكرنا هو رقم الكمال، هذا ما يلاحظ ذلك من مجيء الوصايا العشرة التي يصل من خلالها الإنسان إلى الكمال في تطبيقها.
والرقم اربع (4): كما ذكرنا سابقا يشير إلى الكون بجهاته الاربع.
كلا الرقمين أيضا يشكلان رقم أربعين (40) الذي نحن بصدده.
العدد (40) هو سر من اسرار الدنيا ومن عجائبها.
ومن هنا جاء إثبات لهذه الحقيقة، وتأكيدا على ذلك في ما جاء به الانبياء والرسل والرب يسوع المسيح بذاته أيضا. إذا رقم (40) هو سر من عند الله، هذا ما نلاحظه من:
المسيح صام اربعين يوما
موسى صام اربعين يوما
إيليا صام اربعين يوما
سكان بينوى صامو اربعين يوما (سفر يونان) .
الطوفان العالمي الشهير طوفان نوح دام 40 يوما واربعين ليلة (تاريخ مار ميخائيل الكبير صفحة 6).
بناء برج بابل دام 40 سنة (تاريخ مار ميخائيل الكبير صفحة 11).
شهداء السريان المعروفين بالاربعين شهيد
اربعين رقم الكمال /للأنبياء/

بيبرى – ألمانيا
أيام الصوم الاربعيني 2005م
د. جبرائيل شيعا

ritta
قنشريني هام
مشاركات: 850
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:20 pm

مشاركة بواسطة ritta » الأحد إبريل 02, 2006 12:34 pm

شكراً لك د. جبرائيل شيعا على هذا الشرح للرقم 40 وتفاصيله .
أنت أعمى،وأنا أصم أبكم ،إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر


jonyy
قنشريني جديد
مشاركات: 4
اشترك في: الأحد يناير 15, 2006 12:39 am
مكان: القامشلي

مشاركة بواسطة jonyy » الأحد إبريل 02, 2006 11:52 pm

شكراً لك د. جبرائيل شيعا على هذا الشرح للرقم 40 وتفاصيله .

د. جبرائيل شيعا
قنشريني فعال
مشاركات: 54
اشترك في: الأحد ديسمبر 18, 2005 3:20 pm

مشاركة بواسطة د. جبرائيل شيعا » الاثنين إبريل 03, 2006 12:09 pm

تودي أيضا لكما يا ritta و jonyy

مللاحظة:
من له أي شيء متعلق بالرقم اربعين فليتفضل أن ينشره أيضا
فمثلا:
في بداية الحياة للإنسان، إي عندما يولد
يقال: الطفل لايزال لم ينتهي من الاربعين.
امه في الاربعين.
زكما أيضا بعد الممات، أي بعد أن يموت
يقال: ماذا الحزن لم ينتهي من الأربعين.

من عاشر قوما اربعين يوما يا صار منهم يا هرب.
ويقال: عصعوص الكلب بقي اربعين يوم في القالب وما تغيير.

الشهداء الاربعين السرياان. قبل اسبوعين كان عيدهم وذكراهم
وامثله كثيرة في هذا المجال

د. جبرائيل شيعا

ritta
قنشريني هام
مشاركات: 850
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:20 pm

مشاركة بواسطة ritta » الاثنين إبريل 03, 2006 7:26 pm

وايضا من الطريف ان تكون قد فكرت في امثالنا الشعبيه التي تحتوي على هذا الرقم (من عاشر قوما 40 يوما صار مثلهم... ذنب الكلب وضع في (الجبوخته) 40 يوما ولم يعتدل!!.



تلعب الارقام دورا مهما في الكتاب المقدس، تدل في كثير من الاحيان الى معاني تفوق الكميه والعدد التي نعرفها نحن وتدخل في عالم الرمزيه والدلاله الى شيء اعمق. فالرقم 40 هو احد الارقام الذي له معاني روحيه عميقه وفقا لما يقدمه لنا الكتاب المقدس، اعرض بعض الامثلة التي يتواجد بها في الكتاب المقدس هذا الرقم :

قصة الفيضان تدوم 40 يوما.

الشعب العبراني يبقى في الصحراء 40 سنه.

يونان النبي يخبر اهل نينوى بالدمار مالم يرجعوا ويتوبوا خلال فترة 40 يوم.

اليا النبي يسير 40 يوما قبل بدء رسالته.

يسوع يصوم في البريه 40 يوما.

وهناك امثلة اخرى في الكتاب المقدس تحمل هذا الرقم يمكنك البحث عنها.

السؤال هنا. هل ان لهذا الرقم مدلول تاريخي وزمني واقعي او هناك معنى اقوى من ذلك؟ لو تاملنا في الاحداث المذكورة اعلاه لوجدنا بان هناك شيء او معنا روحيا عميقا واحدا لكل هذه الاحداث.

ففي قصه الفيضان التي تدوم 40 يوما، نجد بان البشريه قد تغيرت من تلك التي عصت الله الى تلك الجديدة التي آمنت بالله وجعلته فوق كل شيء بعد فيضان دام 40 يوما.

الشعب العبراني، تتغير حالته من العبوديه الى حالة التحرر بعد مروره 40 سنه بالصحراء.

اهل نينوى تتحول من حالة الفجور والكفر الى حاله الاهتداء خلال 40 يوما.

اليا النبي يتحول من شخص عادي الى واحد من اعظم الانبياء بعد قضاء رحلته مدة 40 يوما.

اما يسوع فينتقل من الحياة السريه الى الحياة العلنيه بعد مروره بالصحراء مدة 40 يوما.

هكذا نجد بان الرقم 40 ليس رقما زمنيا بقدر ما هو رقما روحيا. رقم يدل على التغيير والتحول والانتقال من حالة الى حالة. وهذا ما تؤكده ايضا امثلتنا الشعبيه المستمده من الفكر الكتابي: من عاشر قوما 40 يوما صار مثلهم، اي تغير من حالته الماضيه الى حالة جديده. نفس المقوله عن ذيل الكلب الذي ان لم يعتدل مدة 40 يوما فلا امل في تغييره على الاطلاق... (انها امثله مأخوذه من فكر الكتاب المقدس...)

الرقم 40 يدل اذا على المدة اللازمة لتغير وتجدد الانسان (او البشريه) من حالة قديمه الى حالة جديده، فقد تستغرق يوما او يومين او اسبوعا او اسبوعين او اكثر... تعتمد على قابلية الانسان وايمانه. فهما كانت الفترة الزمنيه فهي 40 في فكر الكتاب المقدس ان تم التغير فعلا من حالة الى حالة افضل.

الكنيسه احبت ان تعيش فترة 40 يوم في كل سنة، اي الفترة اللازمة للتغير، حالة التغيير والتحول. وضعت الكنيسه فترة الصوم الاربعيني (الذي هو اكثر من 40 يوما) وان تدخل هذه الفترة في طقوسها كي تتغذى من خلالها الروح المسيحية وتجعلها تعيش الكتاب المقدس وليس فقط القول والحديث عنه. وضعت هذه الفترة كيما تكون لنا فترة تحول من حالة الى حالة. فترة بعد عبورها نرى انفسنا اناس جدد في المسيح واعضاء جدد في الكنيسه.

منقول

د. جبرائيل شيعا
قنشريني فعال
مشاركات: 54
اشترك في: الأحد ديسمبر 18, 2005 3:20 pm

مشاركة بواسطة د. جبرائيل شيعا » الاثنين إبريل 03, 2006 9:03 pm

تودي ساكي يا ritta على هذه المداخلة المفيدة التي اغنت الموضوع.
نعم ان رقم اربعين يعبر عن تغيير حالة ما إلى اخرة
من وضع إلى اخر
فكما ذكرتي في مداخلتك
تودي ساكي

د. جبرائيل شيعا

أضف رد جديد