هل أنت جزر، أم بيض، أم حبيبات بن مطحون؟

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
Olivia
قنشريني جديد
مشاركات: 11
اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 10:26 pm
مكان: حلب
اتصال:

هل أنت جزر، أم بيض، أم حبيبات بن مطحون؟

مشاركة بواسطة Olivia » الاثنين ديسمبر 13, 2004 3:22 pm

ذهبت شابة إلى والدتها ، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت بالصعاب وأنها لا تعلم كيف تتصرف و ترغب لو تستسلم لأنها قد تعبت من القتال ومن المقاومة . ويبدو الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها اصطحبتها والدتها إلى المطبخ

حيث ملأت 3 أواني بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية وبعد وقت قليل أخذ الماء في الغليان. فوضعت في الإناء الأول جزر، وفى الثاني بيض، ثم وضعت في الإناء الثالث حبات بن مطحون
وجعلت الأواني تستمر في الغليان دون أن تنبس ببنت شفة
وبعد حوالي عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد.... ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته في طبق، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر في طبق، ثم صبت القهوة في وعاء آخر ثم استدارت لابنتها، وسألتها

" أخبريني، ما الذي ترينه ؟ ".

فقالت" جزر، بيض، وقهوة"

فقربت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه، ففعلت الابنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا.
ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها، وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق.
وأخيرا طلبت منها الأم أن ترشف رشفة من القهوة. ابتسمت الابنة وهى تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقة الغنية.
وهنا سألت الابنة: " وماذا يعنى ذلك ياأمى ؟ " . ففسرت لها والدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع في نفس الظروف المعادية ( الماء المغلي). ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة.
- فالجزر، كان صلبا لا يلين. ولكنه بعدما وضع في الماء المغلي، أصبح طريا وضعيفا
- والبيض كان هشا. تحمى قشرته الخارجية الهشة مادته الداخلية السائلة. ولكن بعد بقاءه في الماء المغلي، أصبح داخله صلبا
- ولكن البن المطحون، كان مختلفا. لأنه بعد بقاءه في الماء المغلي، استطاع أن يغير الماء نفسه
وسألت الأم ابنتها " فمن تكوني أنتِ ؟ "


********
" عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية ، كيف تستجيبين لها ؟ هل أنت مثل الجزر، أم مثل البيض ؟ ، أم مثل البن المطحون ؟ .

فكر أنت في ذلك: من أنا ؟
*هل أنا مثل الجزر أبدو صلبا قويا، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة، أزوى وأصبح ضعيفا وأفقد قوتي وصلابتي ؟
* أم أنا مثل البيض، أبدأ بقلب طيع، ولكنه يتقسى بنيران التجارب ؟ هل روحي الداخلية كانت رقيقة كالماء، ولكن بعد ظرف وفاة، أو بعد صدمة عاطفية، أو خسارة مالية، أو تجارب أخرى، هل تقسيت وتحجرت ؟ . هل إطاري الخارجي ما زال له نفس الشكل، ولكني في الداخل صرت ملأنا مرارة وخشنا، بروح متبلدة، وقلب قاس ؟ .
* أم أنا مثل حبات البن المطحونة ؟ . غيرت فعلا الماء المغلي، نفس الظروف التي أتت بالألم عندما راح الماء يغلى، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة. لأنك إذ كنت مثل حبوب البن، مهما كانت الظروف في أسوأ حالاتها، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك. عندما تكون الأوقات هي الأكثر حلكة، والتجارب هي الأصعب، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر ؟

ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة ؟
هل أنت جزر ،
أم بيض ،
أم حبيبات بن مطحون

أضف رد جديد