تأملات في مار بطرس ومار بولس

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
ارثودكسي
قنشريني جديد
مشاركات: 2
اشترك في: الجمعة ديسمبر 17, 2004 6:00 am
مكان: ماردين

تأملات في مار بطرس ومار بولس

مشاركة بواسطة ارثودكسي » الجمعة ديسمبر 17, 2004 6:12 am

[glow=red]تأملات في مار بطرس ومار بولس[/glow][/align]
[align=center]راعي رعية المسيح (يو21: 15-19)[/align]

أمامنا صورة لابد وأنها تركت طابعها الذي لا يمحى في نفسية بطرس وفي مخيلته:
• قبل كل شيء دعنا نلاحظ السؤال الذي تقدم به يسوع لتلميذه. يا سمعان بن يونا، أتحبني اكثر من هؤلاء؟ وحسبما يشير مفهوم الكلمة في الاصل هناك احتمالان، وكلاهما معقول ومنطقي:
1. ربما كان يسوع يشير بيده الى القارب ومعداته، والشبك المكتنز بالصيد وهو يوجه سؤاله لتلميذه: أتحبني أكثر من هذه؟ هل انت على استعداد ان تضحي بكل خططك المادية، احلامك الجسدية... مطامعك في تجارة رابحة ومكاسب وفيرة؟ هل انت على استعداد ان تترك هذه كلها في سبيل خدمتي وعملي وربح النفوس؟ هل انت على استعداد ان تترك الراحة، والمال، والبيت الهادئ، والحياة الناعمة، وتعتنق الفقر والجوع والاضطهاد والعار والمتاعب في سبيلي؟ لقد كان هذا تحديا لبطرس ليصل الى القراره الاخير الحازم ولتكون هذه الساعة نقطة ختام وانتهاء، كما هي نقطة بدء وانطلاق. نقطة ختام لحياته الماضية، كما نقطة بداية لحياته الجديدة في خدمة المسيح ورعية المسيح.
2. وقد يكون السيد المسيح أشار بيده الى بقية التلاميذ المحيطين به وقال لبطرس: يا سمعان بن يونا اتحبني اكثر من اخوتي هؤلاء؟ ولعله اراد ان يذكره بالليلة التي هتف فيها امام سيده: وإن شك فيك الجميع فانا لا أشك أبداً.... ولو أضطررت أن أموت معك لا أنكرك (مت26: 33) لعله اراد ان يذكره برفق، كيف أنه في ساعة سابقة أعتمد على نفسه، وظن أنه يستطيع بمقدرته أن يقف في وجه العاصفة، لكن الشجاعة خانته، هذا المعنى الثاني هو الذي يبدو اكثر احتمالا لأن بطرس في جوابه للسيد لا يشير الى مقارنة بينه وبين الاشياء المادية بل يقول بكل اتضاع: انت تعلم أني احبك.
• الامر الثاني نلاحظ فيه تكرار يسوع لنفس السؤال. لقد كرره ثلاث مرات، وهناك سبب لهذا التكرار لقد أنكر بطرس سيده ثلاث مرات لذلك اراد أن يذكره بسقطته المثلثة، كما أراد أن يعطيه الفرصة لتأكيد محبته لسيده بعدد المرات التي أكد فيها إنكاره له. لقد كانت هذه لفتة موبخة كما كانت لفتة رحيمة أعطى فيها السيد المسيح تلميذه الفرصة ليمحو ذكرى الانكار المثلث بإعلان مثلث لمحبته. الا هذه الفتة كادت تتحول خوفاً وكآبة عندما ردد السيد المسيح سؤاله ثالثة فظن الرسول أنه سيتنبأ له بسقوط آخر كما حدث قبل الموت والصلب ولذلك لم يجب بغير كلمة: انت عارف يا سيد. وقد اعنى مخلصنا يسوع المسيح بالخرفان [highlight=red]اولاً:[/highlight] الصبيان الطاهرين الذين هم في سذاجة الادراك والفهم بالكباش [highlight=red]ثانياً:[/highlight] الرجال الذين بلغوا أشدهم من العمر. وبالغنم [highlight=red]ثالثاً:[/highlight] النساء الامهات. وانتبه هنا الى ان السيد المسيح راجع سؤاله ثالثاً ليوضح بذلك ان امر رعاية خرافه وكباشه ونعاجه لعظيم بالغ في الخطورة. ولم يقل له صم وصلِّ. بل ما عدا ذلك اوجب عليه ان يكون راعياً يهتم بالشؤون وينفع بعمله رعيته. ونلاحظ ايضا ما قدمته تلك المحبة لبطرس:
1. لقد اعطته المحبة مجالا للخدمة، إن كنت تحبني حقاً، إن كنت تعلن محبتك أمام الآخرين... فأمامك الدليل الصادق... أمامك المجال لاثبات تلك المحبة.. بمحبتنا ليسوع، بمحبتنا لشعب يسوع وقطيعه وخدامه أيضاً. إن محبة السيد أعظم أمتياز لنا في الوجود، لكنها تتضمن أعظم مسؤلية.
2. واعطته أبذل نفسك في رعاية غنمي.. ارع حملاني. أننا نستطيع أن نثبت المحبة صليباً. فنحن نستمع الى السيد يقول له: لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء. نعم لقد أتى عليه الوقت الذي مد فيه يديه ليسمر على الصليب، ودفع الى طريق ما كان يجتازه ويرضاه.. لقد أتى الوقت الذي استشهد فيه بطرس في مدينة روما. وختم شهادته لسيده بشهادته بدمه.. لقد أتى الوقت الذي سمّر فيه على الصليب منكس الرأس، لأنه حسب نفسه غير مستأهل أن يصلب مثل سيده، لقد أتت المحبة لبطرس بامتياز، وقدمت له خدمة. كما أعطته صليباً، إن المحبة تتضمن المسؤولية، وتتضمن التضحية. فإذا كنا نحب المسيح حقاً، فعلينا ان نعمل عمل المسيح ونقوم بخدمة المسيح ونحمل صليب المسيح.
لذلك لم يكن عبثاً أن يضيف القديس يوحنا هذا الاصحاح الاخير. ولم يكن بلا جدوى أن يسجل في اصحاحه هذا الحدث، لقد سجله ليعلن أن بطرس هو راعي رعية المسيح، كثيرا ما يلذ للبعض ان يعقدوا مقارنة فيمن الاعظم بين تلاميذ السيد المسيح. فهناك من قال انه يوحنا الحبيب لأنه رفع البشرية الى قمم الشركة الحية مع الله، باجنحة افكاره الروحية السامية، وهناك من قال أنه بولس رسول الامم، لأنه راح يذرع الدنيا، ويجابه المخاطر، ويحتمل المشاق، في سبيل رفع لواء للمسيح، ولكن هذا الاصحاح يرفع بطرس رسول الختان وسط القمم الرفيعة، ويفسح له مكاناً هناك، فقد لا تكون له موهبة يوحنا ونظرته الروحية الثاقبة، وقلمه الناري، وأفكاره المجنحة، وقد لا تكون له المقدرة على قطع المسافات وسط الوعور والجبال والغابات، وخوض الانهار، ومجابهة أخطار البحار، ولكن يكفيه أن الرب قد وهبه التكليف المجيد بان يكون راعي رعية المسيح.

وهنا نستطيع أن نجد طريقاً نسير إثر خطواته، فقد لا تكون لنا موهبة يوحنا، وقد لا نستطيع ان نتمثل ببولس في غيرته وخدمته، ولكن كل واحد منا يستطيع أن يصبح راعياً ولو في دائرة أسرته.. يستطيع أن يرعى أبناءه وأفراد أسرته من الضلال والانحراف، يستطيع أن يطعمهم كل حين بطعام الكلمة الإلهية الحية. بالانتباه عليهم روحياً، بجلبهم يوم الاحاد والاعياد لحضور والمشاركة في القداس الالهي، في ارسالهم الى التعليم الديني، بحضور الاهالي المحاضرات والامسيات الروحية لتعلم اكثر عن السيد المسيح وبعد ذلك يعلموا اولادهم تعاليمنا المقدسة الشريفة، بقراءة الكتاب المقدس في المنازل وفتح مواضيع تربي العقل والروح والابتعاد عن السخرية والكلام الغير نافع، فلنعمل سوية يد بيد لكي نكون من رعية السيد المسيح بجدارة. بشفاعة القديسة مريم العذراء والقديسين مار بطرس ومار بولس وجميع القديسين، انه سيمع الدعاء. امين

الرجعي
قنشريني فعال
مشاركات: 94
اشترك في: الجمعة ديسمبر 10, 2004 10:43 am
مكان: حلب
اتصال:

مشاركة بواسطة الرجعي » الجمعة ديسمبر 17, 2004 1:48 pm

جزيل الشكر لك يا ارثودكسي على الموضوع أرجو أن نزيد باهتماماتنا بالأمور الروحية لكن ياعزيزي يبدو أن الأمور الروحية ليست من اهتمامات أفرادنا . على من نلقي اللوم يا ترى ؟ على البيت ( الأم ) ام على الكنيسة ؟ أم هو اجتهاد شخصي ؟ ما هي الطريقة المثلى لنجعل أولادنا ، شبابنا ، الرجال ، النساء ، أن يتقبلوا المواضيع والأفكار الروحية .... النشاطات والحفلات التي مدتها ثلاث ساعات نراهم ملتزمين بحضورهم وبأعداد لابأس بها ... اما اذا طلب منهم الحضور لرتب الصلاة أو تأملات - بمدة أقل من الحفلات لانرى الحضور اللآزم ...

ارثودكسي
قنشريني جديد
مشاركات: 2
اشترك في: الجمعة ديسمبر 17, 2004 6:00 am
مكان: ماردين

مشاركة بواسطة ارثودكسي » السبت ديسمبر 18, 2004 3:28 am

عزيزي الرجعي ... باركك الله دائماً وابداً بصلوات جميع القديسين.
اشكرك على ردك للموضوع، واتمنى من كافة المشتركين تنشيط المنتدى الروحي لكي نتسم بصفات الروح لا الجسد. واعجبني في تعليقك عندما قلت على من نلقي اللوم ياترى؟ وذكرت بان اللوم يقع على البيت (الام) ام الكنيسة.
عزيزي الرجعي: لماذا تسحب دور الاب من البيت؟ هلى البيت هو فقط لالام، ام البيت هو مشترك وقائم على دربية الاب والام؟؟!! برأي الشخصي الام تربي والاب يعلم. ما معنى هذا الكلام؟ الام تربي ابنها تربية حسنة مسيحية تليق بنا نحن المسيحيين عامة ونحن السريان خاصة. والاب هو الذي يعلم التقاليد والعادات لاولاده عندما يقوم هو فيها، فاولاد يعملون كم يفعل الاب. فالاب هو مرآة الاولاد. فلا نلقي اللوم فقط على الام. ولكن الام ايضاً محتاجة لكي تتثقف بالثقافة اللازمة من المجتمع واللجان التابعة للكنيسة. لكي تربي اولادها التربية المسيحية. اما دور الكنيسة فهو معروف جداً وليس بحاجة الى شرح وهو الحفاظ والعناية بخراف المسيح وتعليمهم التعاليم الصحيحة خاصة في مثل خذا العصر المليء من التحديات. ولكن لا ننسى ما هو دور الاهل اتجاه الكنيسة؟ قبل كل شيء بارسال اولادهم الى مراكز التربية الدينية ودورات الكورال واللغة السريانية. ولا نسمح لاحد بان يقول: انا ليس لي علاقة!! الكنيسة للجميع... اين اهتمام الشعب بالكنيسة من كافة النواحي. ام فقط الشعب السرياني موجود للنقد وخاصة في حي السريان.
على كل حال، البيت هو النواة قراءة الكتاب المقدس كل يوم فرض على كل عائلة مسيحية، التعامل المسيحي بالبيت من السلوك والكلام. جلب الاولاد وهم صغار الى الكنيسة ايام القداديس وسماع القداس كاملاً بدون الخروج الى الباحة. احترام الاهل والمجتمع لرجال الكنيسة في احاديثهم اما اولادهم. المهم الاستعداد للتناول كل قداس باستحقاق لكي الاولاد يتعلمون من الكبار بالمشاركة بالقداس الالهي. تقديس الجسد واللسان بعد التناول عند الذهاب الى البيت لا تخرج كلمات سوء من افواه الاباء على شكل سخرية وينسى بانه تناول القداس الالهي الذي هو اغلى شيء في الحياة. اما النميمة الكلام على الناس ينقص من الروحانية ويقتل الروح. والكنيسة يجب عليها ان تساعد الاهل في هذا الموضوع باعطاء المحاضرات الدينية وشرح الكتاب المقدس وروحانتيه. لا ننسى الخلوات الروحية ضرورية جداً ويحتاج اليها المؤمنين من وقت الى اخر. الصوم والصلاة. واخيراً الاعتراف بالخطايا امام كاهن شرعي لكي بواسطته تمحى جميع الخطايا المترف بها. فكيف الجسد بحاجة الى طبيب، هكذا الروح محتاج ايضاً الى كاهن. أسال الله بان يقوينا جميعاً وخاصة في هذه الايام الفضيلة التي تمرعلينا ونحن صائمين.
يا عباد الله ارجعوا الى ذواتكم وبيضوا قلوبكم لكي يأتي السيد المسيح ويولد في قلب كل واحد منا. آمين

أضف رد جديد