هل أخطأ المجوس في تقديراتهم ..؟‍‍

[منير ياندم]

لدى قراءتي لحدث الميلاد في الكتاب المقدس استوقفني أمران:
الأول في انجيل متى الذي يتحث عن زيارة المجوس و الثاني من انجيل لوقا وهو يتحدث عن تهنئة الرعاة .

ففي النص الأول نكتشف أن المجوس قد دخلوا أورشليم بدلا من دخول بيت لحم فهل يمكن أن يكونوا قد أخطأوا في تقديراتهم في مكان ولادة الملك ؟ فقد كانوا يبحثون عن ملك اليهود وأي مدينة تليق بالملك العظيم اكثر من أورشليم . ويبدو أن النجم الذي كان يقودهم من المشرق الى أورشليم صباحاً ومساء يبدو انه قد اختفى عنهم عند دخولهم للمدينة المقدسة ... لماذا ؟ ألم يكن في وسع المجوس أن يخبروا هيرودس لا بل يمسكوه من يمينه ويجعلوه يرى النجم الذي رأوا. ويفعلوا بالمثل مع الكتبة وعامة الشعب في أورشليم قائلين:" انظروا هذا هو النجم الذي رأيناه "
فتكون آية تؤكد حدث الولادة بين اليهود والرومان ، فالكتاب يقول " فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا بالنجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي ، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً " لماذا فرح المجوس الفرح العظيم قبل رؤية الطفل؟ ألم يكن بالأحرى أن يفرحوا بعد دخولهم للبيت ورؤية الطفل ؟!!.

أعتقد بان الفرح كان عظيماً لأن الطريق الطويلة من المشرق الى بيت لحم قد انتهت ، فوقف النجم أخيراً في مكان ما وهو المكان المحدد ... وكأن الصراع بين الحقيقة ( اليقين ) وبين السراب قد انتهى الى الحقيقة " لقد وصلنا ... سندخل هذا البيت الآن انه هنا .... كثيرون لم يشجعوننا عندما قررنا أن نسير في هذه الطريق لا بل البعض قالوا عنه أنه الجنون بذاته ، حتى في أورشليم شعرنا بان هيرودس كان يسخر منا لكننا سرنا ... ومنذ البداية وكأن شيئا ما يدفعنا لأن نمشي وراء هذا النجم العجيب ...!".

أما عن حدث الميلاد في إنجيل لوقا فهو يتحدث عن زيارة الرعاة لمولود بيت لحم . ونعلم جميعاً كيف كان لوقا يستقي الكثير من أخبار يسوع من مريم العذراء " أما مريم فكانت تحفظ كل شيء متأملة به في قلبها " ولكن من هم هؤلاء " الجميع " الذي تحدث عنهم لوقا في إنجيله( لو2: 18) " فجاءوا مسرعين ...!! ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود، فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قبل لهم عن هذا الصبي ، وكان جميع الذين سمعوا تعجبوا من ما قيل لهم من الرعاة " فإذا كان النص لا يذكر سوى الطفل يسوع ومريم أمه ويوسف ومن ثم يستأنف الإنجيل المقدس بالقول في الآية 19 " أما مريم فكانت تحفظ كل هذ1 الكلام متأملة به في قلبها " فهذا معناه أنه استثنى مريم العذارء من مفهوم الجميع وبالتالي لا يمكن أن تقتصر كلمة الجميع على يوسف والطفل يسوع ...!!

إن دلالات النص تشير الى أنه كان هناك آخرون مهنئين للعائلة المقدسة قد يكونوا أصحاب النزل ( البيت ) أو ضيوفهم الذين نزلوا فيه وقت الولاة أو أناس آخرين... هذ ه الجميع تشير الى أنهم كونوا كثر. فالبشارة قد أعلنت للرعاة بشكلها العجائبي الرؤيوي ولكنها أعلنت أيضاً لآخرين بشكلها المسموع ( المقصوص ) . ثم يكمل لوقا البشير في الآية 20فيقول " ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وما رأوه كما قيل لهم " وهذا يدل على أن الجميع أيضا شاركوا في تثبيت إيمان الرعاة فقط أخبروهم بشيء آخر لا يعرفه الرعاة .

ان البشارة السارة ليست فقط تلقي النبأ السار وانما المشاركة في نقل هذا الخبر للآخرين وتبادل الخبرات حول هذه البشارة يقول القديس بولص" كلٌ كما قسم له الله من الإيمان" أي ( كلٌ حسب ما يكشف له الله عن سره أو ذاته) .
ولد المسيح 000 هللويا
كل عام وأنتم بخير

[الرجعي]

شكرا لك يا ملفونو منير.......

أطلب منك أن تنشط هذا المنتدى بتأملات الروحية .

أعزائي : ولادة المسيح أتت بالله الى الانسان ، وموت المسيح يأتي بالانسان الى الله .

أصلي : يارب اجعلنا أن نكون مثل الرعاة لانمل من المسير اليك لنجدك ونلتقي بك ونسبحك


ونمجدك ..... اجعلنا يارب أن نكون الآذان الصاغية لتلقي الكلمات المباركة والأخبار السارة ، ثم ،

نقلها الى الآخرين كل حسب ايمانه ونعمته ...... استجبني يارب اّمـين .

وكل عيد مجيد وأنتم بخير