يتحدث الأنجيليون الأربعة عن اعتماد يسوع على يد يوحنا . يقول متى: أن يسوع جاء من الجليل الى الأردن ليتعمد على يد يوحنا .و يقول مرقس : (( وفي تلك الأيام جاء يسوع من الناصرة التي في الجليل وتعمد على يد يوحنا في الأردن )) (1: 6 ) وتحدث لوقا عن عماد يسوع : (( ولما تعمد الشعب كله ، تعمد يسوع أيضا )) ( 3: 21 ) وأشار يوحنا الانجيلي الى أن يسوع كان يعمد في بيت عنيا ، عبر نهر الأردن .
كيف نقرأ حدث عماد يسوع ، على يد يوحنا في نهر الأردن ؟؟؟؟؟
كما قال مرقس : جاء من الناصرة .... وكما قال يوحنا : ..في بيت عنيا يعمد ...
( بيت عنيا هي بيت العناء ، بيت المسكين ) هذا ما أشار إليه يوحنا ، وهو الدقيق في ذكر الأمكنة ..الى بيت عنيا عبر نهر الأردن .
فكما عبر موسى البحر الأحمر ، وبجانب الأردن أقام ايليا ثم اليشاع .. وبعد الآلاف من السنين تعمد يسوع فيه على يد يوحنا المعمدان ، وهكذا كان للرب يسوع أن يعبر هذا النهر ليبدأ رسالة من نوع جديد : دخل مع (( الخطأة )) الذين جاؤوا نادمين على خطاياهم ، فصار لهم كما قال يوحنا المعمدان: (( حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم )) .... يسوع يدخل مع شعبه في (( عبور )) الأردن ، الذي يعني في الصميم عبورا من عالم الخطيئة الى عالم النعمة . فقد قال الرسول بولس عنه : (( ذاك الذي لم يعرف الخطيئة ، جعله الله خطيئة من أجلنا ))
أما لوقا ، فبين أن يسوع اعتمد بعد آن اعتمد الشعب كله . أجل ، يسوع هو نهاية عماد قديم ، عماد بالماء فقط ، وبداية عماد جديد عماد يعمل في الروح القدس ، عماد نناله باسم الأب والابن والروح القدس . يوحنا هو صديق العريس ( لا العريس السماوي ) أرسل أمامه وفرحه كبير جدا حين يتواري هو ويكبر المسيح ...في الأناجيل ... يوحنا المعمدان –ابن زكريا واليصابات ، وهو قريب ليسوع . ولد يوحنا قبل يسوع بستة اشهر وسيموت قبله ، وسبق يوحنا يسوع الى البرية .انه ، في كل الأوقات ، السابق ليسوع ومهيئ الدرب له ، منذ ولادته حتى موته . ومتى يقول عن لسان يوحنا : ( هو أقوى مني ....لست مستحقا أن أحمل حذائه ....)
أما لوقا فرأى المعمدان صورة جديدة عن ايليا ، كما رأى فيه أعظم مواليد النساء في العهد القديم ، وعلى عتبة العهد الجديد ... إذا ... يوحنا ليس النور ،بل هو الشاهد للنور ( يو 1:
فالنور الحقيقي هو يسوع المسيح ... كل الاحترام والتقدير لنيافة مطراننا الجليل .. يوحنا ابراهيم .. بيوم عيده ...
وكل عام وأنت بيخير ياسيدي
