بمناسبة الصيام - الزهد-

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الرجعي
قنشريني فعال
مشاركات: 94
اشترك في: الجمعة ديسمبر 10, 2004 10:43 am
مكان: حلب
اتصال:

بمناسبة الصيام - الزهد-

مشاركة بواسطة الرجعي » الاثنين فبراير 21, 2005 8:10 am

في مناسبة الصوم _ الزهدُ _ هو وجهٌ لعيش الفقر الروحي الإنجيلي. هو عدم الرغبة في التملّك من أجل الله. هو أن نقول لله: كل شيءٍ لا قيمة له أمام حضورك، لأنك أنت الثمين، أنت الكنز، من أجلك نتخلّى عن كل شيء.. ليس لأنّ الأشياء سيئة بحدّ ذاتها، ولا لأن التملّك شرّ، ولكنَّ الزاهد هو من أراد أن يقول: "الله وحده يكفي". الزهد هو التحرّر من كل ما يُعيق النموّ في الحياة بالله، شيئاً كان أم شخصاً أم الذات نفسها. وهو تالياً، لا يخصُّ النساك والمتصوفين وحسب، وإن كانوا هم السبّاقين في السعي إليه، بل إنه موقف داخلي إنجيلي يدعو كلّ مسيحي التحلي به متشبّهاً بالله نفسه. الله فقيرٌ.. زاهِدٌ.. غريبٌ عن التملّك.. "ليس لله أيّ شيء، لأنه كل شيء، فالذي هو كلّ شيء لا شيء له".. لقد كشف الله عن زهده، بشكل كامل ونموذجي، في شخص يسوع المسيح، آدم الجديد ، إن التجّسد، كما في خلق الإنسان، يكشف زهد الله.... لم يولد يسوع كما يولد الملوك، ولم تكن حياته في الناصرة كحياة العظماء، ولم يكن لديه، في حياته العلنية، "موضع يسند إليه رأسه" (مت 8/20)..
أيُّ زهد عاشته مريم في بشارة الملاك لها عندما قالت: "ها أنا أمة للرب، فليكن لي كقولك" (لو 1/37)؟.. الزهد هنا هو قفزة في المجهول، ضمانته الوحيدة هي شخص الله الذي يرافق ويرعى، وبرنامجه الأكيد هو كلمة الله: "ليكن لي كقولك". أي زهد صمتت مريم عنده في حياة يسوع في الناصرة؟.. أليس هو ابن الله، لماذا لم يفعل شيئاً طيلة ثلاثين سنة، الصمت زهد!.. تسليم الذات زهد!.. الصليب زهد!.. والشجاعة أيضاً زهد!.. لقد كان يوحنا المعمدان قويّاً لأنه كان زاهداً، كذلك كان إيليا والأنبياء.. لا يمكن للقويّ أن يكون قوياً بالحق، إلا إذا كان زاهداً!.. لأن الزاهد لا شيء عنده يخاف عليه سوى الحق. سئل أحد الزهاد: ماذا تريد من زهدك؟ أجاب: لا أريد إلا الله!.. هكذا كان كبار القديسين.. كان بولس يعيش في الضيق كما في البحبوحة (فيل 4/12). ويخسر كل شيءٍ ليربح المسيح (فيل 3/8) ولا شيء يفصله عن محبة المسيح (رو 8/35)..
نقلا من موقع كنيسة تريزيا بتصرف

أضف رد جديد