خبز وزبدة
اعتاد خباز في إحدى القرى أن يشتري زبدته من فلاح قريب . وذات يوم زان الزبدة فتبين له أن الفلاح صار يقلل الكمية... وظل يتقاضى الثمن نفسه . وهكذا اشتكى الخباز الفلاح الى القاضي بتهمة الغش .
وفي المحكمة سأل القاضي الفلاح : " هل تملك عيارات للوزن ؟ "
فأجاب الفلاح : " لا يا سيدي " .
سأل القاضي : " إذا كيف تزن الزبدة التي تبيعها ؟ "
فقال الفلاح : " لما بدأ الخباز يشتري زبدته مني ، استحسنت أن أشتري خبزي منه ، وكنت أستعمل الرغيف الذي يزن رطلا .. كعيار لوزن الزبدة التي أبيعها . فان كان وزن الزبدة غير صحيح ، فليس له إلا أن يلوم نفسه . "
أن نتسرع في إصدار الأحكام غير العادلة بشأن الآخرون ما هو إلا خطية . ويبدو أن الفريسيين الذين عاشوا في أيام المسيح كانوا مهرة في ذلك وكان من شأنهم أن يرفعوا أنفسهم بتمزيق كرامة الآخرين وانتقاد أخلاقهم . و لا يقتصر الأمر على كون هذا التصرف علامة على الكبرياء والغرور ، بل من المؤكد أنه سيحكم علينا بطريقة مماثلة لحكمنا على سوانا . فقد قال المسيح : " بالدينونة التي بها تدينون تدانون ، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم " ( متى : 7-2) . ترى ما هو المعيار (العيار ) الذي نستعمله أنا ، وأنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتسائل هل نسبب أذى بالفعل للناس عندما نضمر لهم ضغينة ما ؟؟؟؟
أعزائي إن الإساءة التي نضمرها للآخرين لا تغير منهم شيئا وإنما تغييرنا نحن فتجعلنا نشعر بالمرارة والبؤس حتى إن وجدنا مع الآخرين.... عندما نضمر ضغينة ما ، لشخص ما ، نكون في الحقيقة نضمرها لأنفسنا .......
اخوتي ... ربما كان الخطأ الذي تراه أنت في سواك هو انعكاساً لخطاٌٍِ فيــك ....