ابونا ابراهيم وعلاقته بـ الآرامييـن

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
oshana youkhana
قنشريني جديد
مشاركات: 22
اشترك في: الاثنين سبتمبر 17, 2007 7:39 pm

ابونا ابراهيم وعلاقته بـ الآرامييـن

مشاركة بواسطة oshana youkhana » الأحد أكتوبر 19, 2008 3:14 pm

ابونا ابراهيم وعلاقته بـ الآرامييـن

المقدمة

قبل كل شيئ اطلب المعذرة من قراء الاعزاء أن حصل سوء الفهم أو التباس ضمن الموضوع ، لربما يعتبر غريب عن الواقع التي نحن فيه . ولا تؤول هذه المقالة أو البحث وبشكله المبسط عن الحقيقة كواجهة غير تاريخية أو صقلها لاغراض الدينية ، يتم التفسير خارج عن بيان المعلومات التاريخية ، وانا لم اعني بها هذا القصد مطلقا ، نحن في الشرق الاوسط ( الشرق القديم ) كل الاقوام كانوا اخوة ولا يمكن لاحد الفصل بينها ، وليتقدم من لايرى في نفسه غير هذه المعزة ليخبرنا بها ، والتي نبحث عنها لأتحادنا في اصولها من حيث الدم والتاريخ واللغة والعادات والتقاليد والتراث والجغرافية وبقية العوامل التي تجمعنا في هذا الكون ، الا أن قوم ما أو اكثر قد انحرف منا خارج هذه المسارات بحجج واهمه لكسب مبدئ خاص بهم ، وعزلوا انفسهم عن البقية وكذلك عامل الدين الذي مزق صفوفنا بالدرجة الاساسية ونحن خارجين عن هذا الوصف له ، واذا اعتمدنا على التوراة لاثبات هذا الاصل فأننا جميعا ننسب الي احفاد لاولاد النبي نوح الثلاث وهم حام وسام ويافت ، وبهذه المباركة افتح قلبي لكم لكي اواصل معكم في توضيح بعض الحقائق لاحداث التاريخية لعلاقته بالعنوان اعلاه لعدم التجنئ البعض منا عن الدفاع عن اصلهم ضد غيرهم من اخوتهم في هذا الاصل ، لان التوراة بكتاباتها تساند وتشير اليهم دون غيرهم أو تخصنا ولا تخص غيرنا ، واخيرا نحن نعترف بأننا من نسل واصل واحد حسب التوراة ( في هذا الموضوع نترك التاريخ جزئيا خارج كتاباتنا الحالية ) مهما سمونا ولقبونا وغيروا مفاهيم الاخوية بيننا .

علاقة ابونا ابراهيم ب- اور الكلديين

الكل يعلم تاريخيا ( اشير هنا الي تاريخ لان التوراة لم تدون لنا هذه المعلومة تاريخا ) بأن مدينة اور كانت عاصمة لاول سلالة سومرية سنة 2850 – 2400 ق.م ، وكانت تقع حسب ما تعلمنا بها التوراة في سهلا في أرض شنعار ( تكوين 11 /2 ) عندما بنوها تواجدوا فيها السومريين ومعهم أقوام أحفاد النبي نوح ، ومن هذا المدينة خرج ابونا ابراهيم وارتحل الي حيث الله ارادها له ، علماء والفلكيين لم احظي ماذا كان السومريين يطلقون عليهم ، ولكن في زمن دولة الاكاديين بلغتهم كان يسمونهم بالكلدييين أي العلماء الذين يعملون في حقول العلم بجميع فروعه ومنها الفلك والتنجيم والعرافة والسحر والجغرافية والتاريخ والرياضيات واشكال هذه العلوم ، اذا الكلديين هم علماء العاملين في جميع هذه الحقول العلمية ، ولاجلهم ولربطهم مع بعضهم وضمن اطارهم العلمي وتقديم المساعدات لهم تم جمعهم في مدينة سميت بمدينة كلدايا أي مدينة العلم أو الفلك ، وكل من يعمل في هذه الحقول ويسكن في هذه المدينة ومنذ تأسيسها كانوا يسمونهم بالكلدييين أو الفلكيين العلميين ، وهذا الاسم انطلق من هذه المدينة ومن هذه المهنة ، وامتد هذه التسمية للذين يعملون في هذه الحقول في السابق الي مد التاريخ وعمقه ، واستمر لاحقا الي أن قدم قوم غير معروف لا التسمية القومية ولا اللغة وانما قدموا الي بابل من جنوب غرب الجزيرة العربية في قرن العاشر أي 900 ق.م وانتشروا في اولا جنوب بلاد اكاد أو بلاد بابل بين المستنقعات والصحراء كقبائل بدوية ، وثانيا لقلة هؤلاء العلماء في مدينة كلدايا تم اسكانهم فيها للاستفادة منهم ، وتسكينهم في المدن لاجل استقاراهم فيها ، ولاحقا البابليين الاشوريين سموهم كما سموا قبلهم بالكلديين . وعرفت تاريخيا هذه المقاطعات بارض شنعار في البداية على ضوء التوراة ، ثم بلاد اكد ، وبعد سقوط الدولة الاكلدية وظهور الاموريين واتخاذ بابل عاصمة لهم سميت ببلاد بابل ، وبعد ذلك اصبحت مقاطعة اشورية ضمن بلاد ما بين النهرين وايضا الفرس الاخمينيين سموها أو استمروا اطلاق عليها بلاد بابل ، والتوراة تدلنا بأن اليهود المسيبين اليها في زمن ملك نبوخذنصر 604 – 562 ق.م ومن بعد سقوط دولتهم ، وتم اعادة اليهود الي ارضهم قبل اخر هجرة العودة أو الجلاء عنها ( القرن السأدس أو بداية الخامس ق.م ) اطلقوا عليها لاغراضهم التمزقية ببلاد ارامايا أو بلاد الاراميين بحجة لتواجد نسبة من الاراميين فيها .

ونعود مرة اخرة مع علاقة اور بالكلديين ، كما هو معلوم لديكم وموضح اعلاه بان اور كانت احد المدن المهمة تاريخا ومنها خرج ابونا ابراهيم ، وفي زمن كتابة التوراة القرن السادس والخامس ق.م ، كانت اور تابعة لاخر دولة تحكم ارض هذه المدينة وهم الكلديين ( دولة الكلدية البابلية ) ، لذا التوراة لابد ان تربط علاقة بين خروج ابونا ابراهيم منها بالدولة التي تنتمي اليها هذه المدينة كحكم وطنيا ( ادارة وطنية أو مواطنة ) ، فكانت دولة الكلديين ولهذا السبب ربطوا بينهما بالتسمية اور الكلدييين ، وليس لاجل كون ابونا ابراهيم هو من الاصل الكلدي ، وهو معروف الانتماء الاصل حسب الاية في التكوين / العاشرة ( تكوين / 10 ) . وللعلم في التوراة باب الانتساب لا ذكر ولا تطرق الي اسم يتعلق بقوم الكلديين مهما كان ولا نسب الي احد احفاد اولاد النبي نوح ، وفقط الاية تكوين 11 / 28 تشير لاول مرة الي هذا القوم باستدلالات جغرافية والانتماء الوطني كما اوضحت لكم اعلاه . ونظرا لان اسم مدينة اور حاليا في عراقنا الحبيب ارادوا مسح اسمها التاريخي تم تبديلة الي اسم قصبة أو بلدة باسم ( ) وهي الان تابعة لمحافظة الناصرية . وكما قلت في مقالة لي في السابق ، بأن لو طلبوا ترجمة هذه الفقرة ( تكوين 11 / 28 - 31 ) من التورات الي معني جديد لها تاريخيا أو جغرافيا ، يمكن الاستناد والقول بان ابونا ابراهيم خرج من الناصرية العراقيين ، لان اور حاليا تابعة لدولة العراق ، ومسحت من الخارطة المدنية ولم تبقى لها اثر أو ذكر الا في الخرائط التاريخية التراثية أو الاثارية . بهذا القول انا مطلقا لم اطعن بالاسم الكلدي ولا تقليل منه ، وانما لافهام الغير المدركيين بهذه الحقيقة لتوضيحها لهم ، ولتقليل من المهاترة لبعض والاهتداء الي اهواها وفهمها بطرق الحقيقية لها . الكلديين الحاليين يدعون بان ابونا ابراهيم كونه خرج حسب التعبير التوراتي له من اور الكلديين فهو ينتمي االي الكلديين ، والاراميين لان التوراة تشير الي كون لابان اخو رفقة التي سمته التوراة بالارامي فورا تدعون بأن ابونا ابراهيم هو ارامي ولغته ارامية . اما الاشوريين فهم يدعون بنظرية تاريخية بأن ابونا ابراهيم واسمه الاشوري اوراها ، لم يخرج من اور الكلديين ، وانما هو اصله من اورهاي الاشورية ومنها خرج الي حران ثم الي كنعان ، اما اليهود فأنهم كتبوا ويضحكون على جميع الشعوب القليل الايمان بتاريخ الزمني لهذا الكتاب .

من هو فعلا ابونا ابراهيم :-

لمعرفة حقيقة شخصية ابونا ابراهيم المولود سنة 2166 ق.م في ارض شنعار ، علينا قبل كل شيئ العودة الي الاية التاريخية في التوراة ( تكوين / 10 ) ، وقراءتها كاملتا وبتفصيل والفهم والادراك الي ان نصل الي الاب الذي انجب ابرم ومعناه ( الاب الرفيع ) ولاحقا سموه ابراهيم ومعناه ( أب لجمهور ) ، عندما بشره الله من بعد ارتحاله من اور الكلديين وهو في كنعان بأن يكون أبا لامم كثيرة – تكوين 17 / 4 – 5 ، فقط للربط بين اول اب وهو ارفكشاد ابن سام ابن النبي نوح ثالث اولاد سام -------- واخر اب وهو تارح الذي ولد ابرم ( ابراهيم الذي محط بحثنا هذا ) ، اذاّ عرفنا هذا هو النسل لابونا ابراهيم ، أي ان اصله من الاقوام السامية الشرقية العراقية الاصيلة ، وليس من السومريين لكنه عاش بينهم وفي مدينتهم ، لكن السؤال هو لماذا لم يسمو اليهود انفسهم بارفكشاديون ؟ لماذا يقبلون بالاسم العبري والاسرائيلي واليهودي وحتى الصهيوني من دون ارفكشادي ؟ ما هو السر الذي حال دون الرجوع الي اصل الاسم كالبقية ؟ وسمو قومهم باليهود نسبتا الي ابن يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم الذي يدعى باليهوذا ( واذا كنت قد ارتكبت خطا ما حول الموضوع رجاءا اعلموني به وانا شاكرا لجهودكم ) لان اقوامنا في الشرق القديم ومن ارض شنعار كل الاقوام سموهم باسم ابن الذين ينتمون عليه القوم ، ما عدا اليهود الذين غيروا اسم ابن قومهم الحقيقي ، فالاشوريين تبع اشور ابن سام الثاني ، والاراميون تبع ارام ابن سام الخامس ، والعيلاميون تبع عيلام ابن سام كابن الاول له .... الخ . أي نسب ابراهيم حسب التوراة هو ابرم ( أبراهيم ) ابن تارح من نسل ارفشكاد ثالث اولاد بن سام ابن النبي نوح الذي اليه يعود اليهود .

علاقة ابونا ابراهيم مع الاراميون:-

وكما تم تبيان الوضع في الانساب بأن كل من اشور الذي انتموا اليه الاشوريين ، وأرفكشاد الذي انتموا اليه اليهود , وارام الذي انتموا اليه الاراميون ، هم جميعا اولاد سام ابن النبي نوح ، ولا ذكر قوم الكلديين بين هذه الانساب ، أي بمعنى اخر هم اخوة من عدة اقوام في النسل والدم واللغة والارض والوطن . وبالنسبة الي تواجد الاراميين في ارض شنعار وذكرهم في الانساب لنبي نوح هي حالة مستقرة لهم فيها ، ولكن التوراة لم تطرق مطلقا الي كيفية ومتى والي اين اتجهوا بخروجهم من ارضهم هذه ، العملية تكتنفها الغموض بالكامل . لكن النظريات التاريخية تشير الي وجودهم في الصحراء أو الجزيرة السورية الحالية ، ولكن هل فعلا هم نفس الاراميين الذي كانوا في ارض شنعار ، والذين يعودون الي نسب النبي نوح ، هذه النظرية لدى التوراة لم تستطيع التطبيع أو التجميع بين حقيقتين ( بكونهم اولاد ارام بن سام ، أو الذين ظهروا وسموا لاحقا بالاراميين ، وهم ليسوا من الاصل الاول لهم ) لانهم لم يسمون انفسهم من بداية تواجدهم في الجزيرة السورية بالاراميين ، ولم يملك في تلك الازمنة لغة خاصة بهم كساميين أو الشرقيين ، وان تكوينها كان في بداية الالف الاول ق.م من لغاتنا السامية ، وقد تكونت من بعض النصوص الكنعانية والبقية من اللغة الاشورية لانها لحد الان تعتبر مكونه لغوية اشورية ، وانما الاموريين كانوا من سموا قوم ظهر في الجزيرة السورية بالاسم الاحلامو أو الاخلامو أو الاكلامو ، ومن ثم تعرفوا عليهم الاشوريين بين 1500 – 1096 ق.م وتفحصوا تاريخهم ومن بعد أن عرفوا بأنهم من قوم غير معرف الاصل وانهم التجؤ الي هذه الصحراء من الجبال ( ارعا رمتا ) عرفوا بعد ذلك بالارامييين ، وهي حقيقة الربط بين اصل الاراميين كما ذكر في التوراة والتاريخ ، وايهما الاصح فالتاريخ هو من يثبت ذلك وهو الحكم في هذا الفصل ، ومن بعد أن قدمت المعلومات وتم ربط التاريخ لهذه الاقوام مع بعضها ومعرفة كاملة لكل واحد منهم ، سأعود بكم مع رحلة ابونا ابراهيم التي وصل بها الي حران .

ابونا ابراهيم في حران وكنعان :-

في الاية التوراتية نسب ابراهيم ستعرفون كيفية خروجه وارتحاله من اور الكلديين ومن معه والي ان وصل الي حران ، وفي حران مات والده تارح تكوين 11 / 27 – 32 . وامر الرب ابراهيم بأن يترك ارض حران الي الارض التي يريها له الرب في كنعان تكوين 12 / 1- 3 . وارتحل ابونا ابراهيم من حران كما أمره الرب وكان في الخامسة والسبعين من عمره . وعندما نقرأ الاية تكوين 12 / 5- 9 ، نفهم منها بأن ابونا ابراهيم اخذ معه كل ما جمعاه من مقتنيات وكل ما أمتلكه من نفوس في حران ، وانطلقوا جميعا الي ارض كنعان الي أن وصلوها وكانت ذلك في سنة 2091 ق.م . توضيحي لها بأن ابراهيم هو كبير اولاد تارح ، وبعد موته علية أن يورث املاكه وممتلكاته الي الابن الاكبر أو تقسم بين الاولاد كل حسب حصته منها . هنا عندما يذكر كل مقتنياته ونفوسه هي فقط التي تعود له بدون ان تشمل مقتنيات ونفوس اخوه ناحور الذي لم يرغب به الله أن يستمر بالرحيل الي حيث طلب الله من ابراهيم ، لذا ابقوه في حران لوقت الحاجة التي نأتي اليها لاحقا ، الي هنا اصبح واضحا بأن ابراهيم وصل الي ارض كنعان حسب طلب الله ربه منه ، ومن بعد هذه الاحداث ننقلكم لمتابعة الاحداث التي نبحث عنها بتفاصيلها لنقف على الحقيقة المطلوبة .

زواج اسحق ابن ابراهيم :-

نترك كل الايات والاحداث التي بين الفقرتين ليطالعها القارئ الكريم بنفسه أن رغب بالحقيقة ، ونبدأ معكم بالاية تكوين 24 / 1- الي اخرها ، ونلخص منها ما هو المطلوب لنا لنتواصل معكم ، عندما شاخ ابراهيم طلب من رئيس عبيده أن لا يأخذ لابنه اسحق المولود في ارض كنعان سنة 2066 ق.م زوجة من بنات الكنعانيين . بل يمضي رئيس عبيده الي بلده والي عشيرته لأخذ زوجة لابنه اسحق ، قام رئيس عبيده وانطلق الي مدينة ناحور / حران ، وبعد المد والجزر الذي حدث لعبيد ابراهيم دخل بيت ناحور وطلب يد ابنتهم رفقة لاسحق وتمت الموافقة بين جميع الاطراف المشاركة ، وهي الحاجة لبقاء ناحور اخو ابراهيم في حران ، وتعرف رفقة نفسها لعبيد ابراهيم لتقول له :- أنا ابنة بتوئيل أبن ملكة الذي انجبته لناحور ، تكوين 24 / 23 – 26 ، فهرعت الفتاة واخبرت بيت امها بهذا الامر . لافهام القول هو بأن بتوئيل هو ابن ناحور وملكة زوجته وان رفقة هي حفيدة ناحور وملكة من ابنهم بتوئيل . هنا هو نقطة الضعف لكي يفهمه القارئ الكريم من هي زوجة بتوئيل التي انجبت رفقة واخيها لابان .وضعت التوراة نوع من الابهام لتضيع الحقيقة وتخبرنا لاحقا بأن ابنها لابان هو ارامي ، هل هي من قوم ابراهيم نفسه ومن اعمامه وما اسمها ؟ أو انها من بناة الحران ؟ ولربما تدعوها التوراة بالارامية الاصل لذا نرى التوراة تدعى ابنها اخو رفقة لابان بأنه ارامي ، ولم تكتفي بهذا اللقب بل تعدت على بتوئيل ابو رفقة ايضا وتصفه بالارامي مع كونه ابن حقيقي لناحور وزوجته ملكة القادمان من اور الكلديين تكوين 25 / 19 – 20 ، ولكن لا يجوز لابراهيم زواج ابنه من فتاة كنعانية ولكنه يجوز له ذلك من الارامية لان ابن اخو هو ابيها ، ولكن هل يجوز قانونيا بأن ينسب فرد العائلة الي امه ؟ اما أن الله عندما لا يرغب اخذ ناحور مع ابراهيم الي ارض كنعان لكي لا يتقاسمان الارض بينهما ، ولكن يجوز ذلك مع لوط ابن اخوه الاخر هاران الذي مات في اور الكلديين ، والله حسب التوراة ترغب حتى مسح الاصالة من ناحور وعائلته بأن يسمون اولادهم خطا بالاراميين ، والاراميين في ذلك الزمن حسب ما تخبرنا به التاريخ الارامي لا وجود تسميتهم في حران . ولماذا لم يرغبوا اليهود بأن يكون لابان احد منهم ويسمونه بالارامي ، لربما لزواجه بامراءة لاحقا عند كتابة التوراة فطنوا بأن في حران هجروا اليها قوم كان يسمونهم بالاراميين ، وتم لطش أي تنسيب هذا اللقب بلابان من اجل خلق كما قلت دائما التمزيق بين اقوامنا وهم يفرجون علينا .

لاجل هذا الربط في العلاقة بين ابونا ابراهيم والاراميين لان التوراة تطلق على لابان اخو رفقة زوجة اسحق بالارامي ، مما سبب شك لدى الاراميين على مر الازمنة لكي يفهوا منها بأن ابونا ابراهيم هو ايضا يتبع النسل الارامي الذي حتى لابان لا ينتمي اليه ، ولكن ما الذي اجبر كاتب هذه الاسطر كل هذه التجاوزات على اليهود بنفسهم ويرضون عليها أن لم يريدون منها هذا التجاذب بيننا ، واحيانا قد يتسائل المرئ هل الاحتمال أن يكون نسل ام رفقة من النسل الارامي ، لكن اقول علينا بمراجعة المعلومات اعلاه لهذا الاثبات التي لم نجدها تشير اليها التوراة . وهل بهذا التحويرات بين الحقيقة الاصلية للنسل ابراهيم واخوته وذريتهم بالسرعة هذه يتحول الي الاصل الارامي ويتكلم بالارامية في ارض كنعان وفي حران وكذلك عندما كان في ارض شنعار أي اور الكلديين ، امعنوا ايها الاخوة حتى بالكلمات وأن كنت خاطئ في مثل هذه التفسيرات لكن المقارنة هي التي تحكم بيننا ، لان الربط بين اخو رفقة لابان الارامي بن بتوئيل الارامي حسب التوراة وابونا ابراهيم لا تربط بينهم اي علاقة بالنسل والاصل لان التوراة جردتهم من نسل ارفكشاد الذي اليه ينتسب ابونا ابراهيم ، وانما اصبحت بالعلاقة التي نسميها الزواج أو القرابة .

وادناه اقوال اشهر المطارنة الذي ينتمي الي الكنيسة الارذودكسية بالاسم الارامي ، كنموذج لمثل هذه الاراء من بين الكثير منهم ، كيف يعامل بهذه الامور والقضايا من دون أن تعمق في تسلسل احداثها ومفاهيم الربط السياقي لشخصياتها الواردة بتتبع الايات لهذه الاحداث ، وفقط ما كتبته التوراة هو يكون ولا غيره ، والمرحوم المطران مار بهنام بولس يشير الي لابان وكونه الارامي ويحول ابونا ابراهيم الي النسل الارامي لانه يتكلم اللغة الارامية وهو في اور الكلدييين وهذه اللغة اصلا في ذلك الزمن غير متكونه ، ونص كلامه هو :-

فنحن نسلم أن " لابان " الحراني الذي سمي في التوراة " اراميا " ، انحدر من عشيرة ابراهيم الخليل الذي جلا عن اور الكلديين ( في جنوب العراق ) وابراهيم نفسه كان يتكلم الارامية بحكم موطنه الاول الذي يتكلم هذه اللغة .
ولم تتسع لي المجال لانقل بقية الاقوال وما اكثرها بخصوص هذا الموضوع ، وهذا هو اكبر دليل لهذه النظرة الغير المرئية للحقائق وهي واضحها بوضوح نور الشمس في نهار الصيف الصافي . وهذه الحالة التي بدئت بها الكنيسة المسيرة برجالها الدينيين والذين اذا امنوا بفكرة ما مهما كانت فيتقنصوها الي النهاية وبدورها سببت لنا هذه الاحداث المريرة من التشتت والتفرقة اولا بين رجال ديننا وثانيا بين افراد اقوامنا ، وعزف البعض حتى الي التطرف والعصيان والتاريخ يدلنا اليهم واحدا واحد ومن اي طيفا كانوا .

أضف رد جديد