في رحيل المؤرخ الكبير البيت نهريني هرمز أبوناهل منْ دروس ٍ وعبرْ؟!!!
بقلم: اسحق قومي
على أرض العراق كان مولد فقيد الأمة المؤرخ الكبير هرمز أبونا، حفظ أبجديات أمته عن ظهر غيب. وراح يؤسس لفكر ٍ في البحث والدرس في مجموع تاريخ أمته الآشورية السريانية الكلدانية. علم ٌ من أعلام الأمة يرحل وهو في إحدى المدن الكندية( تورنتو)...بصمتٍ في نهاية شهر نيسان من عام 2009م. منْ يعرفُ الراحلَ؟!!! ومن يقرأُ ما كتبه وبحث فيه؟!!!
إذا كانت الكواكب تتساقط تباعاً في بلاد الأغتراب....فإنّ الأمة تحبل كلّ يومٍ برجالاتها. ورغم الخسارة الجسيمة لفقدك أيها الكبير لكن لنا الأمل في أن ما خطه يراعك سوف ينمو ويُزهر في حدائق أمتكَ....ستبقى في سهولنا وجبالنا وبيوتنا وبين أهلنا في المغتربات علماً وأمسية من أماسي الحنين إلى تلك الديار والأمة وتاريخها...ستبقى شجرة وارفة الظلال نتفيىءُ بظلالها في أوقاتنا القاحلة، ستبقى همسة عشق ٍ في دفاتر العاشقين لتاريخ ومجد أمتنا، ستبقى روعة الأمل يحدونا لفجرها الذي طال ولم ينبثق...
لا لم تنتقل بل لقد أصبحتَ في انتقال جسدك شمعة ً تُضيءُ دروب عتمتنا،وكنتَ من قبل كوكبنا المضيء.
وبهذه المناسبة الجليلة في رحيلك وأنت في دار اغترابك.
نتقدم إلى الأمة أجمع بتعازينا القلبية وإلى أهلك وجميع الأصدقاء الأوفياء.
وأنت أيّها المؤرخ هرمز أبونا لا يُحيطك الموت أبداً....
نمْ بهدوء فليس هناك أجمل من أن أرثيك بهذه القصيدة.
حبيبتي زمردةُ الفصول الأربعة
للشاعر اسحق قومي
مواسمُ الفرح ِ ....أنا....
انبثاقُ الفجر....قبلهُ...
زمردةُ الفصول الأربعةْ....
حبيبتي
مفتاحُ الجهات
وسفينةُ البحار الهائمة...
إلى نور الوجودِ
بحرُ الأماني ...
هي... وأنا
حين يشتدُّ الظمأُ ُ
لوجهها...
بدايةُ العشقِ ِ وآخر لقاءاتها...
رائحة ُ أزهار الزيزفون
وحدائق معلقة على روحها
كُنّا على حافة ِ البحر...
كزورق ٍ للرحيل
حينَ ألبستني ثوبها ....
بينَ الأفق ِ والسماء هناك التقينا سوية ً
صلينا معاً
لآخر همسة ٍ عبرتْ دروب غربتنا
بينَ أن أرسم وجهها
وهندسة الهيولى
رحتُ أحتفي بها زائرة ً
لوحتني شمسها
والبدرُ سرقَ أول عاشقة ٍ مسافرة ٍ
إلى الجهاتْ...
مني...
هاجرتُ في منافيها
وحيداً
أفتشُ عنها...
طال بيَّ الوجدُ
حتى لم أعد أميزُّ ما بين ظلالها وأنا...
***
أتقيلُ تحت ظلالها
الملونة بالرعشة ِ
تلبسني الأسماءُ الممنوعة من الصرفِ
فأبداُ بالمثنى والجمع ِ
مفردٌ هو الحبُّ حين تفاجئني
أنهارها...
تكوينها
قبل الهيولى...
جوهرها
تَعَشَقَ
في منحنيات الروح
والذاكرةْ..
يقولون: وهي وأنا في بوتقة ِ الروح
لا نفارقُ الرعشة....
لوجودها غنيتُ أربع أغنيات ٍ
وفي حضورها حسدتني الحسانُ
هي بحرٌ وغمامْ
هي موجٌ وصحاري
في أعماقي
كنوز الروح الحبلى...
علمتني أول مفردة
وآخر همسة قبل أنْ أستيقظ
وصلصالي وشمُ ذاكرتها.
في نطفة ِ
بحرها كنتُ...
وشاءتْ أن تدعوني حبيبها البكرْ...
***
لو قُدرَّ لي أنْ أجمعَ
ما بينَ الرقم السابع ِ
وأنا
لأصبحنا أكثر من ثمانيةْ....
وقسمتنا لا تقبل على أثنينْ
أو ثلاثة وليس بالضرورة
تكوينها
مجسم أو صورة أو خيال
هي...
بدأنا قبل رحمها
نتكونُ معاً
....
لو قُدرَّ لي أن أجمع المذكر والمؤنث
لغتالني العشقُ
وقبل أن تنازعني قواعد الإعراب...
هي أنثى
تخفي في داخلها
أسرار وجودي...
ما أغرى ثوبها الشفاف
حينَ يعربش على
مواويلي...
عروسٌ هي قبل أن تتزوج
الوجود
ووجهي
فمها سلسبيلٌ
وعيونها
لا أعرف كم تساوي في اتساعها
دهشتي!!!
***
لو قُدرَّ ليَّ أن أرسم وجهها مرةً
هي تسكن في داخلي
وحينَ أريدُ رؤيتها تُهاجر إلى حيثُ
الشمس
والبحارْ...
في هذا العام قررتُ
أن نتزوجَ كعاشقين
فهي مساحةُ للروح
وأنا عاشقٌ
ملأ َ زوادة العشقِ
بآخر القصائد
لها
كمهر ٍ أقدمهُ
في بداية الليلة المسافرةْ...
****
ألمانيا شتاتلون: 20/6/1995
اسحق قومي
وداعا يا أيّها النسر
