القديس يوحنا الذهبي الفم

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
fahmi_ibrahim
قنشريني جديد
مشاركات: 24
اشترك في: الجمعة فبراير 06, 2004 9:22 pm
مكان: الولايات المتحـدة الاميركيـة
اتصال:

القديس يوحنا الذهبي الفم

مشاركة بواسطة fahmi_ibrahim » الاثنين مارس 08, 2004 12:34 am

القديس يوحنا الذهبي الفم

من محاسن الزمان ومن نوابع العالم المسيحي وعجائب خلق الله ملك الكلام القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية أمير خطباء النصرانية ولسانها الفصيح بعد مار بولس الرسول منَ الله به على بيعته فكان في الرعيل الأول من أطباء النفوس ومقومي الأخلاق المسيحية ومدربيها على سنن الصلاح

أنجبته أسرة نبيلة ثرية أنطاكية عام /344/ وكان أبوه سقوندوس من أهل الرتب العليا في الجيش وأمه أنتوسه من فواضل السيدات ترملت في العشرين من العمر فأقامت على تربيته وأخت له خير تربية وسكنت نفسه إلى صحبة التقى والعلم فطلب علم الفصاحة فقرأه على ليبانيوس وأخذ الفلسفة عن أندراغائيوس وفي سنة /369/ عمده البطريرك ملاطيوس وأقامه قارئا ً ثم خرج إلى دير مجاور فلزم العبادة وقرأ علم الكتاب الإلهي على ديودورس وألف كتابه النفيس في الكهنوت

وبعد أربع سنوات عاد إلى أنطاكية لجهد شديد عراه من شظف الزهد فرسم شماسا ً ثم كاهنا ً سنة /385/ وانصرف إلى مواعظه الشائقة وخطبه الرائعة في كنيسة أنطاكية الكبرى مدة اثنتي عشرة سنة متناولا ً حالات البشرية وأمراضها في جميع طبقاتها فخلب برائع بيانه ألباب السامعين وقاد الناس إلى سبل الهداية فأقبلوا إلى وعظه يعالجون أدواء نفوسهم بمراهمه الشافية

ولما طبقة شهرته الأفق سيم رئيس أساقفة للقسطنطينية خلفا ً لنقطاريوس في /26 شباط عام 398/ أبصر في غالب أوساط العاصمة رذائل مختلفة لاسيما في رجال الدولة فاندفع إلى الإرشاد والتوبيخ بلهجة انتقل فيها من اللين إلى الشدة فنقم عليه بعض الإكليروس والقيصرة أدكسية وغيرها فواطأت ثاوفيلس بطريرك الإسكندرية وكان واجدا ً عليه لشفاعته في رهبان مصريين وضافره سوريانيةس أسقف قبرص فعقدوا عليه مجمعا ً مزورا ً سنة /403/ حكم عليه بالعزل غيابيا ً ظلما ً وعدوانا ً فلم يكد يخرج من المدينة حتى أعيد إليها لإلحاح الشعب الذي غضب له فعاد بحفلة ظافرا ً

ولم يمسك عن تقريع المظالم والمساوىء فنبه النمامون أحقاد الملكة فجمعن عليه مجمعا ً ثانيا ً مزورا ً وعزل ثانية ونفي ظلما ً بأمر القيصر العاجز الرأي إلى مدينة كركوزة سنة /404/ ثم نقل إلى عربيسوس وعراه في منفاه ومكاره وفي سيره جهد شديد فوطى نفسه على الصبر الجميل حامدا ً الله على كل حال حتى أدركته المنية في طريق مدينة كومانا في /14 أيلول 407/ وأخرست منه لسانا ً فصيحا ً لم ينطق إلا بتسابيح الله والدعوة إلى طريقه وقليلا ً ما أصيبت الكنيسة وقوانينها في صميمها بمثل ما نكبت به في أمر هذا القديس الفرد الذي ذهب ضحية الأغراض وكان يرجو عقد مجمع قانوني لإنصافه فلم يكن ذلك واأسفاه والتاريخ يحمل ثاوفيلس الإسكندري العبء الأوفى في تبعة الحلف الذي لحقه

وكان الذهبي الفم رقيق الطبع شديد الشعور رقيقه أنيقا ً طاهرا ً في سيرته ناسكا ً في معيشته رسوليا ً في رعايته آية في تواضعه وصبره وله على قصر عهده رئاسته أعمال مشكورة منها نشر النصرانية في بعض الأمم الوثنية ولاسيما بعض أنحاء جبل لبنان والبلدان التي نفي إليها وإصلاح عدة أبرشيات وانتصر له قوم من أهل القسطنطينية اشتد غمهم لنفيه وظلامته فهجروا البيعة حتى شاهدوا نقل رمته الشريفة إلى العاصمة سنة/437/ ودون إسمه في سجل الآباء بعد وفاته بسنين قليلة ونادت الكنيسة الجامعة حتى الإسكندرية بقداسته ولقب بعد زمان بالذهبي الفم

وقد أغنى بيعة الله بمصنفاته الدينية والأدبية فشرح أسفار العهدين في نيف وستمائة وأربعين خطبة منها مئتان وخمسون في شرح الرسائل البولسية وأكثر من مائة موعظة عقائدية ونسكية وتقاريظ القديسين والأعياد ومقالات مختصرة في لاهوت السيد المسيح وفضل الرهبنة وتفنيد مزاعم الوثنية واليهودية وتربية الآباء لأبنائهم وكتاب الكهنوت واليتورجية ورسائل عديدة بقي منها مئتين وأربعين يتجلى منها إيمان الفياض وصبره الجميل وصلاحه المتين


ومن أقواله المأثورة:
ليس من شيئ يثير انقسام الكنيسة اكثر من حب السلطة,
وليس من شيئ يثير غضب الله أكثر من انقسام الكنيسة.

منقول...... مع بعض التغيرات

مع تمنياتي لكم بالتوفيق

فهمي ابراهيم

أضف رد جديد