قصة حانو قريثو

[ليليان]

يروى أن ملكاً من ملوك طور عبدين القدماء كان يمنى بالهزيمة كلما غزا أعداءه وفي إحدى السنوات آل على نفسه إذا انتصر أن يقدم أول شخص يصادفه في عودته قرباناً للآلهة وتشاء الأقدار أن ينتصر الملك وأن يعود إلى مقر مملكته ليفي بنذره .
وقد كان لهذا الملك ابنة شجاعة فارسة لا تهاب الموت اسمها (( حانا )) وكانت عزيزة على قلب والدها وعندما سمعت أن جيش والدها أصبح على مقربة من مملكته ركبت جوادها وأخذت تسابق الرياح للقاء والدها ولسخرية القدر أن تكون (( حانا )) أول الواصلين إلى الملك الذي اغتم كثيراً وحزن حزناً لا يوصف إذ أن النذر يجب أن يوفى وعندما رأت حانا والدها وقد اغتم هكذا سألته إن كان قد خسر المعركة ولكنه أجابها بأنه قد انتصر ولكن ثمن النصر سيكون كثيراً على قلبه وأخبرها بقصة النذر .
إلا أن حانا و برباطة جأش تحسد عليها قبلت يد والدها وأمتثلة لمشيئة الآلهة ولكنها طلبت من والدها أن يمهلها أربعين يوماً لكي تتوجه هي ورفيقاتها إلى قمم الجبال وتفرح وتسعد بهذا النصر قبل أن تقدم قرباناً للآلهة وفي النهاية طلبت من رفيقاتها أن يقمن لها تذكاراً كل عام .
أما رفيقاتها فقد تزوجن وتوزعن في مناطق ومدن وقرى طور عبدين ولم ينسين أبداً هذا الوعد وأخذن يقمنه حيث كن متزوجات ونقلن هذه العادة إلى هذه المناطق .
وعندما جاءت المسيحية إلى مناطقة طور عبدين تم افراغ هذه الحكاية من محتواها الوثني وأعطيت محتوىً مسيحياً فجعلت(حانو ) ابنة كاهن ( قسيس ) ووضعت لها هذه الأغنية التي تطرب أسماعنا على مر الأجيال .
(( حانو حانو قريثو برثت قاشو ميثو ................... ))
وما زال أهالينا في قرية الجسر يقيمون ذكرى الحانو قريثو في كل عام كما توارثناها عن أجدادنا في طور عبدين منذ أقدم العصور وذلك بأن يصنعون تمثالاًعلى هيئة صليب من الخشب ويلبسونه لباس فتاة ثم يطوفون به بنات القرية البيوت جميعاً ويجمعن الطعام الشعبي المعروف ( البرغل والبيض واللحم ) ويطبخنه ويأكل منه الجميع تبركاً ثم يدفن تمثال الحانو قريثو مع شيء من الطعام وفي أثناء دورة الحانو قريثو تغنى أغنية :
( حانو حانو قريثو برثت قاشو ميثو ..... )

[ashor]

+++

جميلة جداً ومعبرة هذه القصة اخت ليليان اول مرة اسمع بها

استمتعت بقراءتها واعجبني مقدار الوفاء من زميلات بنت الملك

هكذا كان شعب طور عبدين وفياً ومخلصاً على مر العصور

شكراً لك ..
...

[جان استيفو]

العزيزة ليليان
اسعد الرب اوقاتك
بالفعل هذه القصة هي من الكثير من القصص التاريخية
لشعبنا على مر العصور .
وقد سمعتها انا ولكن بشكل غنائي بصوت المطرب كميل حنا
وهي تشبه الى حد كبير قصة جسر زاخو ( دلاله )
وهذه ايضاً سمعتها بصوت المطرب الرائع جداً سركون كبرئيل
وتشاركه المطربة ذات الصوت الملائكي ليندا جورج
كل الشكر لك ليليان
نعمة الرب معك

[nahren]

عزيزتي ليليان فعلا القصة حلوة ومعبرة وهي قصة من الاف القصص من حياة شعبنا متل ما تفضل الاخ جان مشكورا

تعرفي ليليان نحنا كمان لحد هاليوم بنعمل احتفال بيسموه عنا بأحد البنات بيصادف الاحد الذي يسبق الصوم الكبير

كل بنت بتاخد مواد الطبخ وكل بنات القرية بيجتمعوا في مكان والكل بيطبخوا وكل اهل القرية بياكلوا من اكلاتهم وبتشتغل الدبكات طول النهار ...
وبهاليوم كل مرأة بتعزم بنتها المتزوجة لعندا وبتطبخ اطيب اكلة لها لانو احد البنات ...



شكرا الك عزيزتي

[غادة عيدو]

شكراً ليليان على نقل هذه الواقعة الحزينة والتي تدل إن دلت على أن أهل طور عابدين كانوا وما زالوا أصحاب كلمة وموقف .
محبتي
غادة

[قمر]

جميلة جداً ومعبرة هذه القصة اخت ليليان