من الجالية السريانية في أمريكا إلى قنشرين

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
Qenshrin
مشرف عام
مشاركات: 2134
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 12:32 pm

من الجالية السريانية في أمريكا إلى قنشرين

مشاركة بواسطة Qenshrin » الخميس إبريل 01, 2004 9:28 am

لقد وردتني مجموعة كبيرة من الرسائل من الجالية السريانية في امريكا تطلب مني وضع فحوة رسائلهم ضمن الموقع ،هذه الرسالة الموجه من الخوري الدكتور جوزيف ترزي إلى الشعب السرياني ، ،ولدى قراءتي لفحوة الرسالة التي تجاوزت عشرات الصفحات ،ُصدمت لما يجري في جاليتنا الغربية من صراع وتفكك ،وقد أحسست بدفئ وصدق الخوري /علماً أني لم أتشرف بمعرفته / من خلال سرده لاحداث الوقائع ،ومن خلال سمعته العطرة التي يتمتع بها /كما قيل لي/ ...وحتى أكون على اطلاع أوسع لابد من سماع وجهات نظر الجهات الأخرى،فقد زرت المواقع التي تناولت هذا الجانب فلم أجد أي ردود شافية وكافية منهم ..ما أتمناه هو عودة المياه إلى مجاريها ،وللأمانة وليس دفاعاً عن الخوري جوزيف ترزي أضع النص كاملاً...
قنشرين ....بيير

كتاب مفتوح إلى الشعب السرياني الكريم أينما وجد
من الخوري الدكتور جوزيف ترزي
إلى الشعب السرياني الكريم في كل مكان.
سلام بالرب وبركة:
لقد طال صمتي إزاء ما جرى وما يجري في أبرشيتنا الغربية من الولايات المتحدة عامة وفي كاتدرائية مار أفرام خاصة, وكثرت الأقاويل والإشاعات إذ عمد بعض المغرضين من أعوان المطران أوكين قبلان إلى النيل من كرامتي ونزاهتي من خلال فبركة قصص كثيرة من نسج خيالهم لا تمت إلى الحقيقة بصلة. وقد تساءل الكثيرون: لماذا يلتزم الأب جوزيف الصمت ولا يدحض ما يقال في حقه من قبل المطران وأعوانه. إني قد آثرت الصمت حقاً احتراماً للمطران وحرصاً على احتواء المشكلة وعدم تركها تتفاقم، وكنت في غنى عن تحرير هذا الكتاب لولا أن المطران لجأ إلى التشهير بي والإساءة إلى سمعتي بارساله كتاباً إلى الشعب يلصق بي اتهامات لا أساس لها من الصحة إضافةً إلى كونها واهية تافهة، ويقول فيه "لم ولن نجحف بحق أي كاهن من كهنة أبرشيتنا" في حين أنه يعلم علم اليقين أنه أجحف بحقي إجحافاً لا مثيل له في تاريخ كنيستنا الحديث، كما أنه أطلق العنان لأتباعه ليتمادوا في قدحي وذمّي ورشقي باتهامات باطلة، ولهذا أقبلت على الكلام محاولاً تغطية الموضوع من كافة جوانبه متوخياً الشمول والإيجاز في آن واحد، بدءًا من يوم مغادرة المطران للأبرشبة في رحلته الطويلة.
رحلة المطران الطويلة
رافقتُ المطران إلى المطار يوم 9 شباط 2002 على أساس أنه سيعود في الثالث من آذار، وكل ما علمته آنذاك أنه في رحلته السنوية إلى السويد وأوروبا. وطال غيابه، وتحدَّث معي مرتين في مكالماته مع السكرتيرة، فالمطران رغم كوني نائبه لم يتصل معي ولا مرّة واحدة مباشرة، مما يدلّ على استصغاره لي وعدم احترامه. سألته عن سبب تأخيره فقال أنه مريض يتعالج.
حلّ اسبوع الآلام وتحدثت معه مرّتين مستفسراً عن موعد عودته فلم يحدّده، فاستأذنت منه للإعلان عن مرضه ليلة عيد القيامة وإقامة الصلاة من أجل شفائه فوافق، وهكذا كان. ثم انقطعت أخباره بعد العيد ولم يعد تلفونه الخليوي يجيب. سافرتُ إلى سوريا لحضور اكليل ابن شقيقتي بعد الاستئذان منه ومن قداسة سيدنا البطريرك، وقابلت قداسته الذي أكّد لي أن المطران مريض ويتعالج، وقد منعه الأطباء من الطيران ولهذا لايستطيع العودة إلى أمريكا ليكمل علاجه هناك. وبعد بضعة أيام من مقابلة قداسة سيدنا البطريرك فوجئت بسماع نبأ وجود المطران في دمشق وأنا بعد في حلب، وتكلمتُ معه هاتفياً وقال أنه مريض لا يزال يتعالج. حملتُ هذه الأخبار بحذافيرها إلى أبناء الأبرشية ما عدا خبر وجوده في دمشق وأخذت أقول للجميع ولكل من سألني أن المطران مريض يتعالج.
في هذه الأثناء جاءتنا أخبار من مصادر عديدة لا أريد تسميتها حماية لأصحابها وشهامة مني، عن خسائر مادية كبيرة تورط فيها المطران، ولكني تجاهلتها كلياً وتابعتُ الحديث عن مرض المطران في الوقت الذي كان فيه المقرّبون إلى المطران يغتابونه ويتناولونه بالقدح والذمّ، واليوم يتملقونه وينكّلون بكاهن الكنيسة وشعبها المؤمن المخلص.
في أواخر شهر تموز وصلتني رسالة موجهة إليَّ شخصياً من قداسة سيدنا البطريرك يخبرني بأنه بالإضافة إلى وعكة المطران الصحية، يقوم المطران بمحاولة تحصيل وديعة هي تبرع للكنيسة وضعت باسمه في أحد بنوك هولندا. وبما أن قداسته لم يأمرني بقراءة الرسالة في الكنيسة، وخاصة أن الرسالة موجهة إليَّ شخصياً، فلم أقرأها في الكنيسة. في غضون ذلك طلب مني مجلس الأبرشية الدعوة إلى اجتماع لبحث غياب المطران ونتائجه، وبالرغم من أن قداسة سيدنا البطريرك كان قد أكّد لي أكثر من مرّة، في لقائي مع قداسته في دمشق وبالمكالمات الهاتفية بعد عودتي أنّ لي صلاحية المطران كاملةً فلم أتصرف من نفسي بل اتصلت مع قداسته لأستأذن بدعوة مجلس الأبرشية للإجتماع، وسألته إن كان يأذن لي بقراءة رسالته للمجلس فوافق قداسته، فاجتمع مجلس الأبرشية وتَلَوتُ عليهم رسالة قداسته، فارتأى المجلس المذكور تحرير رسالة استفسارية لقداسته لم يكن لي ضلع في كتابتها ولا أعلم شيئاً عن محتوياتها حتى هذه اللحظة. ثم تنادت بعد ذلك المجالس الملية للأبرشية واجتمعت وكتبت إلى قداسته دون أن يكون لي أي دور في دعوتها إلى الاجتماع الذي تمّ بدون حضور أي كاهن، وقد أعلمت قداسته أيضاً عن هذا الاجتماع.
الوضع بعد عودة المطران من غيابه الطويل
فوجئت بالمطران يتوجه إليّ باللوم في اليوم الثاني لعودته أثناء إلقائه خطبته في الكنيسة من المذبح منوّهاً بأنني لم أقم بواجبي كنائب له في غيابه. وحتى هذا اليوم لا أعلم مالذي كان علي فعله في غيابه ولم أفعل! حتى هذه اللحظة لا أعرف ما هو ذنبي بعد كل الذي فَعَلته في غيابه لأصون كرامته وسمعته! في اليوم الثالث بعد عودته زرته في مكتبه وتحدثت إليه طويلاً وسلّمته رسالة من 7 صفحات شرحت فيها عن كل ما حدث في غيابه، وقلت له بالحرف الواحد "أنا لن أتطرق إلى غيابكم الطويل عن الأبرشية وأسبابه ونتائجه، فهذا لم يعد يعنيني أو يثير اهتمامي، الآن وقد أصبح شيئاً من الماضي". ولكني شعرتُ أن المطران غير معني أو آبه بكلامي وأنه يضمر لي السوء. وفعلاً بدأ يعاملني معاملة جافة ومن ثم شرع بمقاطعتي على الفور مقاطعة شبه كاملة، فلم يعد يكلّمني إلا عند الضرورة القصوى، وغالباً عن طريق السكرتيرة. وهكذا تجاهل وجودي في الكنيسة وأهملني وبدأ يقول للناس أنني تآمرت عليه في غيابه مع الأب الربان أبجر بحكو الذي كان قد أُوقِفَ وجُرّد من الصليب أثناء غياب المطران. وبدأ المغرضون من أنصار المطران وأعوانه يشيعون بأن المطران سيلحقني بالأب الربان أبجر بحكو وسيصار إلى تخفيض راتبي وطردي من مكتبي. في الوقت نفسه بدأت حملة تشهير بي من قبل أمين صندوق الكنيسة وزوجته وبعض زملائه وأصدقائه في المجلس وخارجه، وكلّهم من المقربين جداً إلى المطران، وذلك بتلفيق معلومات زائفة عن راتبي، وأنني أتقاضى أرقاماً خيالية... الخ وبخاصة أقرب أصدقاء المطران ومستشاره الأول وكاتم أسراره الذي جعل شغله الشاغل محاربتي بأية وسيلة كانت، هذا الانسان الذي ما زال يروّع الكنيسة ويرهبها ويعيث فيها الفساد، هو الذي أشاع في كل مكان أنني أتقاضى أكثر من 12,000 دولار شهرياً من الكنيسة، وأنني أملك محلات تجارية كثيرة... وغير ذلك من الدجل والنفاق المقرف. ولم يتورّع أحد أعضاء المجلس وزوجته عن التصريح علناً وعلى رؤوس الأشهاد أنهما قد دخلا المؤسسات الكنسية خصيصاً للتخلص مني.
أقوال المغرضين هذه أكّدها المطران حين اتصل بي يأمرني بتخلية مكتبي قائلاً أن مكتبي يليق بمطران وليس بكاهن، وأنه أحضر رهباناً وبحاجة إلى مساحات إضافية وغير ذلك من الذرائع. قابلتُ المطران وقلت له: لو كنتم يا صاحب النيافة فعلاً بحاجة إلى مكتبي والعلاقة بيننا طيبة لكنت قد أعطيتك إياه راضياً، ولكن الواضح أنكم تريدون إيذائي والنيل من كرامتي تمهيداً للقضاء علي. وطلبتُ منه تأجيل الموضوع لأن الشعب في غليان بسبب غيابه وتورطه في الأمور المالية وعدم اعترافه بحقيقة ما جرى في غيابه ورفضه الاجتماع بالمؤمنين أو الحديث في الموضوع، ونصحتُه أن يجمع الشعب ويُطلعهم على تفاصيل رحلته ولكنه لم يأبه بقولي، وأوضحتُ للمطران أن مثل هذا التصرف قد يؤدي إلى ثورة في الكنيسة نحن في غنى عنها، فأصرَّ المطران على طلبه رغم تدخل بعض محبي الخير والسلام. ثم إني طلبت من المطران أن يكلّفني شخصياُ بتهيئة مكتب فخم له يليق به على أن يكون أكبر وأجمل من مكتبي فلم يأبه باقتراحي وخرجت من عنده بخفي حنين.
إزاء هذه التصرفات التعسفية وبالنظر إلى أن الشعب كان في حالة غليان فقد عمد بعضهم إلى تشكيل لجنة لم يكن لي أي علاقة بها مطلقاً بخلاف ما يدّعيه المطران، ورفعوا عريضة لقداسة سيدنا البطريرك يطالبون فيها بنقل المطران. أما المغرضون الذين لا همّ لهم سوى الإيقاع بكاهن الكنيسة فقد أقنعوا المطران أنني وراء حركتهم وأنني أجتمع بهم ...الخ، فكتبَ إليّ المطران بتاريخ 10 كانون الأول 2002 إنذاراً خطياً مهيناً يأمرني فيه بإيقاف المعارضة وإسكاتها ويحمّلني مسئولية أعمالهم، ويتهمني بإثارة الشغب والفتن، كما يأمرني بتقديم الطاعة له، وكأنني عصيت له أمراً! والأنكى من ذلك قوله أن مؤشر طاعتي له هو إسكات المعارضة، فتأملوا أيها القراء الأعزاء واحتكموا إلى ضمائركم. وقد أعطاني المطران مهلة 10 أيام لتنفيذ أوامره وإلاّ لجأ إلى إنزال العقوبات الكنسية بحقي. وقد كتبت له رداً دحضت فيه اتهاماته وأرسلت نسخة عن الرد إلى قداسة سيدنا البطريرك.
بعد بضعة أيام من ردّي على كتاب إنذار المطران زارني في مكتبي الأب الربان حزائيل صومي واقترح علي كتابة رسالة إلى قداسة سيدنا البطريرك أنفي فيها وجود أية علاقة بيني وبين المعارضة، وسألتُه عن الغاية من ذلك فقال: "إن فعلتَ ذلك فإن قداسته سيعتبرك غير مرتبط مع المعارضة." وطلب إليّ الأب الربان حزائيل إضافة الجملة التالية: "وقد سمعتُ بقدوم اللجنة الأسقفية لتقصي الحقائق وأنا لا أرى حاجة أو ضرورة لقدومها". ولما سـألته عن الغاية من ذلك قال: "إذا أتت اللجنة فأنت لا علاقة لك بالموضوع." ثم سألت الأب الربان حزائيل: وماذا بشأن تخلية مكتبي؟ وهل سيتوقف المطران عن اتهامي بأنني مع المعارضة؟ فأجاب قائلاً: سأحاول إقناع المطران بالتخلي عن موضوع إخراجك من مكتبك والامتناع عن اعتبارك مع المعارضة. فسألته قائلاً: وما هو الضمان أن المطران سيوفي بوعده فأنا عهدي به يحنث بوعوده على الدوام، فأجاب الأب الربان حزائيل: إني وقداسة سيدنا البطريرك شاهدان، فأجبت حسناً فسوف أفعل ما تطلبه مني بكل سرور لأنني فعلاً لست مع المعارضة. واقترح الأب حزائيل أن أكتب أيضاً كتاب اعتذار للمطران، فسألته: وعن أي شيءٍ أعتذر؟ فأنا لم أفعل شيئاً يستوجب طلب المغفرة، فلو كنت قد فعلت ذلك لكنت قد قصدته معتذراً، ثم إنني إن فعلت ذلك لأثبتُّ عليّ ذنباً لم أقترفه وسيقول المطران للناس "أنظروا لو لم يكن الخوري مذنباً لما كتب يعتذر خطياً." فأجاب الأب حزائيل: إذن اعتذر له شفهياً ولو كنتَ لم ترتكب ذنباً وذلك فقط من أجل إحلال السلام، فقلت له حسناً سأفعل ذلك.
كتبت الرسالة وأرسلتها إلى قداسته بالفاكس وجاءني ردّ لطيف منه. وبعد بضعة أيام حملتُ نسخة من الرسالة وزرتُ المطران في مكتبه وقدمتها له قائلاً له بالحرف الواحد: "إذا بدر مني أي خطأ فأنا أعتذر وأطلب المسامحة، ودعنا نفتح صفحة جديدة،" واعتقدتُ أنّ كل شيء قد عاد إلى حالته الطبيعية بيني وبين المطران. ولكن بعد حوالي عشرة أيام فوجئت بالأب حزائيل صومي يأتي إلى مكتبي قائلاً: "إني مكسوف يا أبونا". فقلت ما الخبر؟ قال إن المطران أوكين يأمر بأن تخلي مكتبك خلال أيام معدودات وإلا سيرسل لك كتاب التوقيف، والكتاب جاهز وموقّع. فسألته: ماذا حدث ولماذا انقلب المطران وأين الاتفاقية والتفاهم اللذان توصلنا إليهما، وأين شهادتك وشهادة قداسة سيدنا البطريرك؟ ألم أقل لك أن المطران معروف بحنثه لوعوده وبخرقه للاتفاقيات؟ قال أصبتَ، ولكن ما على الرسول إلا إبلاغ الرسالة. سألته: وكيف برّر المطران تصرفه هذا؟ قال: يدّعي أنك تأخرت في تسليمه نسخة من رسالتك إلى قداسة سيدنا البطريرك. فقلت له: هل أنت مقتنع بهذه الذريعة؟ قال: لا! تصوروا أيها القرّاء الأعزاء، المطران يفعل بي هذا لأنني تأخرت بضعة أيام في تسليمه نسخة عن رسالتي لقداسة البطريرك بسبب انشغالي مع والدتي المرحومة التي وقعت آنذاك وانكسر عظم الورك عندها في ذات الوقت الذي كنت أكتب فيه الرسالة المذكورة، وخضعتْ لعمليات جراحية خطيرة واضطر بي الأمر أن أكون بجانبها في المستشفى لبضعة أيام، وهذا كان سبب التأخير والمطران يعلم ذلك جيداً، فيا لها من ذريعة!
كان جوابي للأب حزائيل: من الواضح أن المطران يبحث عن ذرائع للتخلص مني، ولا جدوى من التعامل معه، فقل له ليفعل ما يشاء. إلا أن الأب حزائيل اقترح أن نقابل المطران ونبحث الموضوع معه. ورغم قناعتي من عدم جدوى ذلك فقد وافقت لئلا يُقال أنني رفضتُ جهود إحلال السلام، فقصدنا دار المطرانية فوراً وجلسنا نتحدث إلى المطران. ولما سألت المطران عن سبب تغيير موقفه كرّر قوله أن عليّ أن أوقف المعارضة. والجدير بالذكر أنه لم يذكر أن السبب هو تأخري في تقديم نسخة عن رسالتي لقداسة سيدنا البطريرك. وبعد حديث المطران لبعض الوقت، قال له الأب حزائيل: إنه غير واضح ما تطلب من أبينا الخوري فلماذا لا تحدد مطاليبك؟ فأجاب: أولاً على الخوري أن يقف في المذبح ويشجب المعارضة ويأمرهم بالتوقف ويحثّهم على طاعة رئاسة الأبرشية، ويصرّح علناً أنه ضد المعارضة، ويقطع علاقته نهائياً مع كل من يستمر في المعارضة. ثانياً: عليه أن يُخلي مكتبه. فسألت المطران: هل عندك شروط أخرى؟ قال: حالياً لا. فقلت له: إذا ما نفّذتُ لك هذين الشرطين فهل ستمضي أنت قدماً في استقدام كاهن آخر وأنت تعلم أنك تفعل ذلك لمضايقتي وتهميشي تمهيداً للتخلص مني؟ قال "طبعاً فأنا سأعيّن كاهناً آخر استجابة إلى عريضة تحمل مئة توقيع، وأنا لا أستطيع تجاهل هذه العريضة". فقلت له: إنك بكل سهولة يمكنك أن تقول لهؤلاء القلائل (لا يتجاوز عددهم 20 عائلة)، وخاصة وأنك أنت الذي طلبت منهم أن ينظموا العريضة، أن الظروف لا تسمح بذلك. فأجاب "لا أستطيع أن أفعل ذلك". فقلت له: فلماذا إذن تطلب مني تنفيذ شروطك، وقمت من عنده مستأذناً وقائلاً له: "افعل ما يمليه عليك ضميرك"، والأب حزائيل هو شاهد على ما أقول. تصوروا أيها القراء الأكارم لا يستطيع المطران تجاهل عريضة تحمل مئة توقيع ولكنه يتجاهل بكل سهولة عريضة تحمل حوالي 900 توقيع تطالب بعدم استقدام كاهن وبإعادتي إلى الكنيسة!!
اللجنة الأسقفية
كنا نعتقد أن اللجنة الأسقفية ستأتي لتقصي الحقائق وتحقق في مشكلة المطران التي هي السبب الأول والأخير لما تمرّ به الكنيسة من محنة قاسية، ولكن للأسف الشديد جاءت فقط لتبحث جاهدة عن ذرائع لإدانتي وتبرئة المطران، والكل يعلم أن لاعلاقة لي مطلقاً بمغامرات المطران المالية، وكأن نتائج ما دعوه "بالاستقصاء" حُدّدت قبل مجيء اللجنة، فكانت مهمتها شكلية ليس إلا، وجاء تقريرها ليؤكد ذلك، فكان عضوا اللجنة يجهدان نفسيهما لإيجاد ذنب لي، فلم يجدا شيئاً فكتبا ما سمعاه من المغرضين القلائل الذين يضمرون لي العداء كما أسلفت، وتجاهلا حديثي معهما كلياً، وما كتباه عني يندى له الجبين خجلاً من أمور سخيفة لا أساس لها من الصحة إطلاقاً بالإضافة إلى كونها مخجلة ومضحكة في آن واحد.
الوضع بعد منشور قداسة سيدنا البطريرك
كلّكم تعلمون ردود الفعل لمنشور قداسة سيدنا البطريرك ولا حاجة إلى ذكرها هنا. إلاّ أنّ ما يهمّنا من الأمر أن المطران سلّمني رسالة بالسريانية صباح الأحد 14 حزيران 2003 يطلب مني فيها التحدث إلى الشعب من الباب الملكي شاجباً تصرفات من سمّاهم "بالمشاغبين" ودعوة الشعب إلى نبذ الخلافات، وهدّدني بإنزال العقوبات إن لم أفعل ذلك، فنفّذتُ أمره ووقفتُ في الباب الملكي وقلتُ كما طلب مني المطران حرفياً بشهادة مئات المصلين وبحضور الأب الربان حزائيل صومي الذي كلّمني من دمشق فيما بعد من الصرح البطريركي ليبلغني شكر واستحسان قداسة سيدنا البطريرك لما تفوهت به من الهيكل، ولمستُ من المطران أنه سُرَّ مني بعض الشيء ولاحظت بعض التغيير في معاملته، ولكن سرعان ما خاب أملي إذ انقلب ضدي (بعد حوالي 10 أيام) مرة أخرى حين لاحظ أن بعضهم يوزع مناشير في القاعة، وكأنني أنا المسئول عن ذلك، لأن المطران وأعوانه يريدونني أن أقوم بدور الشرطي على المؤمنين،.ويروق لهم أن يضعونني في فوهة المدفع وأنفّذ لهم مآربهم وأقوم بما هو من واجبهم وليس من واجبي بدلاً عنهم، وكثيراً ما يتساءل أنصار المطران من المغرضين وبكثير من الخبث: "لماذا لا يسكِّت أبونا "المشاغبين" في الكنيسة وهو المعروف عنه أنه يريد الهدوء فيها دائماً حتى من الأطفال حيث يتوقف عن الوعظ حتى يعود الهدوء". إنهم يخلطون بين شيئين مختلفين تماماً، ففي الحالة الأولى يتعلق الموضوع بالنظام وبوجوب خلود المؤمنين إلى الصمت بصورة عامة ودائمة أثناء العبادة والوعظ، أما في الحالة الثانية فالأمر يتعلق بوجود خلافات حادة بين أغلبية الشعب مع مطرانها بسبب أخطائه المسلكية الخطيرة، ووجود شرخ كبير في صفوف الشعب، وأنا لا أريد أن أكون طرفاً في هذه الخلافات وأبدو وكأنني أدافع عن أخطاء المطران الواضحة أو أحاول التغطية عليها، والفرق بين الحالتين واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
رسالة التوقيف
في صباح الثلاثاء 30 أيلول 2003 بعث إليَّ المطران رسالة التوقيف تعرفون محتوياتها من كتاب التشهير الذي أرسله إلى بيوت المؤمنين بالأبرشية، ولكنه استثنى من هذا الكتاب رسالته القصيرة بالسريانية التي يأمرني فيها بتخلية مكتبي خلال 3 أيام، ويقول: إذا استمرت المعارضة سيطلب من قداسة سيدنا البطريرك تجريدي من الكهنوت، وفي حالة استمرارها بعد ذلك فسوف يطلب من قداسته أيضاً أن يحرمني. وقد قال لبعض الذين حاولوا التوسط أنه قد فات الآوان لأن الخوري "لم يراجعني بعد أن استلم رسالة التوقيف ليسأل عن أسباب التوقيف"، ولماذا أسألُ عن أسباب التوقيف وقد ذكرها هو كلها في كتاب التوقيف؟ إني قلت للذين راجعوني بالحرف الواحد: أنا مستعد للذهاب لزيارة المطران فوراً إذا تخلّى عن شرطه التعجيزي بإسكات المعارضة، ولكن المطران رفض ذلك فلماذا أقابله؟ إنه يطلب منّي الاعتذار والتوبة وإسكات المعارضة، فما الذي فعلته حتى أعتذر منه؟ وما هو الذنب الذي اقترفته حتى أعود إليه تائباً؟ وأكثر من هذا، ألا يعلم حتى الآن أنني عاجز عن إسكات المعارضة فلماذا يضع أمامي هذه الشروط التعجيزية التي تنطوي على ظلم وإجحاف كبير؟ لماذا لا يُوْقف المعارضة هو بنفسه ولا سيّما أن المشكلة هي مشكلته هو؟ كيف يطلب مني تخلية مكتبي خلال ثلاثة أيام وهو يعلم أن ذلك مستحيل لما يحتويه من أغراض يصعب بل يستحيل نقلها في غضون ثلاثة أيام إلا إذا كان معي 10-15 شخصاً؟ فهل هو يستطيع أن يخلي مكتبته خلال ثلاثة أيام! وهكذا لم ينتظر المطران أكثر من أيام معدودات فاقتحم مكتبي في غيابي بروحه الانتقامية وغيّر القفل وعطّل جهاز الانذار لكي لا أستطيع دخول مكتبي؟ يا له من سلوك همجي لا أخلاقيّ شائن يدل على حقد دفين. إن الذي فعل ذلك لا يملك ضميراً حياً ولا أدنى حدود اللياقة لأنه فَعَله بالكاهن الذي أمضى حياته يبني هذه الكاتدرائية التي تسلّمها مني المطران على طبق من ذهب وهي في أوج عزّها وفي قمة الرقي والازدهار فدمّرها أبشع تدمير وأوصلها وأعوانه المغرضون إلى الدرك الأسفل. ثم إني ظللت أطالب المسئولين لمدة شهر كامل بالسماح لي بالدخول إلى مكتبي لنقل متاعي، فكنتُ أجابه بالمماطلة والتسويف، وأخيراً قالوا، ولا بد أن يكون ذلك بأمر من المطران أو بموافقته، أنه يجب أن يحرسني إثنان من أعضاء المجلس الملي أثناء تخليتي لمكتبي وكأنني لص كغيري يخشون أن أنهب شيئاً. يا للعار! وهل في مكتبي غير أغراضي الشخصية ما خلا بعض الأجهزة كالكمبيوتر وما شابه ذلك؟
لقد علمت فيما بعد أن رسالة التوقيف كانت قد كُتبت قبل مغادرة المطران لوس أنجلوس لحضور جلسات المجمع المقدس، بل إن قرار التوقيف كان قد اتخذ قبل سفره بأسابيع وكان يعلمه ويتحدث عنه المقربون إلى المطران بما فيهم أحد كهنة الأبرشية، كما كان قد أعلم المطرانُ عنه بعض الأحبار قبل مغادرته سوريا بعد انتهاء أعمال المجمع المقدس. من هنا يتبيّن زيف اتهاماته لي في كتاب التوقيف، والتي منها أنني لم أرحّب به بعد عودته من سوريا، بينما قرار التوقيف متخذ قبل سفره. وعلمنا أيضاً أن المطران قد جمع قرابة الثلاثين شخصاً في داره مساء الإثنين 29 أيلول أي الليلة السابقة لتسليمه لي رسالة التوقيف وذلك للتشاور معهم في أمر توقيفي رغم أن المطران كان قد وضع رسالة التوقيف أمام المجتمعين مطبوعة وموقّعة وجاهزة للتسليم. وباستثناء اثنين أو ثلاثة كان جميع المجتمعين من أنصاره من الذين "يوقّعون له على البياض"، والذين كانوا يشتهون أن يروا هذا اليوم فحقق لهم حلمهم المطران أوكين قبلان فتمّت فرحتهم الكبرى. وهكذا المطران كعهده دائماً، يترك الغالبية العظمى من الشعب المؤمن الأصيل الشريف وينتقي المغرضين لتنفيذ خططه، وكأنه يريد إضفاء الشرعية على قراره مستمداً إياها من القلة المغرضة المناوئة لي، ولو أنصف واستشار الشعب لكان قد لقي معارضة شديدة لتوقيفي ومن غالبيتهم العظمى.
دحض المزاعم والتهم الموجهة إليّ في كتاب التوقيف
1- يقول المطران في مستهل كتاب التوقيف أنني منذ سنة تقريباً وأنا لا أطيعه، بل أتطاول عليه...إذن المطران يعترف أنه قبل سنة كنت أطيعه ولا أتطاول عليه ولم تكن هناك مشاكل بيني وبينه قبل ذلك. فقوله إذن للناس وللأحبار أنني منذ البداية لا أتعاون معه ولا أطيعه وأنني لا أريد مطراناً في لوس أنجلوس وأنني أسبب المشاكل منذ قدومه قول باطل من أساسه باعترافه هو. وقوله هذا يدل على أن المشاكل بدأت منذ سنة بعد عودته بسبب غيابه الطويل وتورطه في مجازفات مالية خطيرة وعدم اعترافه بأخطائه. والمطران يحلو له أن يرشقني باتهامات باطلة ليبرّر ظلمه وإجحافه بحقي، فليقل لنا ما هي هذه الأوامر التي لم أطعها والأمور التي تطاولت فيها عليه؟ لا بدّ أنه يشير إلى أمره لي بتوقيف المعارضة وشجبها وأمره لي بتخلية مكتبي، لأنه ليس هناك أمراً واحداً غيرهما لم أطعه منذ قدومه إلى الأبرشية وحتى الآن، وكلا الأمرين لا يدخلان ضمن نطاق الطاعة الكهنوتية، وقد شرحنا هذين الأمرين في هذا الكتاب بما في الكفاية.
2- يدّعي المطران أنني عقدت اجتماعات وأقمت أناساً لإثارة الشغب ضد رئيسي الروحي وقمت بأعمال لا تتفق مع قدسية الكهنوت. أولاً: أنا لم أعقد أي اجتماع ولم أُقِم أي إنسان لإثارة الشغب، فالمطران يعلم جيداً أين تعقد المعارضة اجتماعاتها ومن يحضر تلك الاجتماعات، وأنا أتحدّى أي إنسان يستطيع أن يثبت أية من هذه التهم التي هي من نسج خيال المقربين إلى المطران من المغرضين. أما عن الأعمال التي لا تتفق مع قدسية الكهنوت، فالمطران يعلم جيداً على من ينطبق هذا القول عليه هو أم علي أنا.
3- يقول المطران "جعلتَ نفسك نداً لمطرانك"، وأنا أسأله: ما الذي جعله يتخيّل أنني جعلت نفسي نداً له؟ أنا لم أفكر يوماً أن أجعل نفسي نداً لمطراني، أما إذا اعتبرني هو منافساً له فهذا ما لا شأن لي به. ثم ألا يعلم أن الكاهن لا يمكن أن يرتقي إلى درجة الأسقفية في كنيستنا؟ هل أمسكتُ صليباً في يمناي وعكازاً في يسراي واعتمرتُ "القاووغ" أو جلست على كرسيه في المذبح حتى حسبني نداً له؟ هل باركتُ أحداً في حضوره؟ هل جلست في صدر المتكآت وأمكنة الاجتماعات والولائم مثله؟ أما كان يلاحظ الاحترام الفائق مني؟ أما كان يشهد بأم عينه كيف كنت أَصْمُتُ في الزيارات والاجتماعات وأترك المجال له ليتكلم حتى إذا كان السؤال موجهاً إليّ شخصياً، وحتى لو أخطأ في الكلام وذلك احتراماً له كما يشهد مئات المؤمنين؟ هل مَن جعل نفسه نداً لمطرانه يجعل من نفسه سائقاً له يفتح ويغلق له باب سيارته في دخوله إليها وخروجه منها، فيدخل البيوت وأماكن الزيارة دوني تاركاً إياي وراءه أطفئ محرك سيارته وأقفل أبوابها، وكأنني خادمه وليس كاهنه؟ ألم يلاحظ احترامي وتبجيلي أياه على المذبح المقدس بشهادة جميع المصلين؟ إنه ادعاء باطل ومضحك ومرفوض أصلاً.
4- يقول المطران أن أعمالي تتنافى ودستور كنيستنا، وأنا أسأله: من منّا خالف دستور الكنيسة هو أم أنا؟ لو كان لهذا المطران أي احترام لدستور الكنيسة لما كنا قد توصلنا إلى ما توصلنا إليه إطلاقاً، ولو طُبِّق دستور الكنيسة لكان العدل والإنصاف قد سادا في كنيستنا. إنّ من طعن دستور الكنيسة في الصميم لا يحق له أن يتهم غيره بمخالفته ناهيك عن اتهامه كاهناً بريئاً شريفاً ملتزماً يحترم دساتير الكنيسة وأنظمتها.
5- يتهمني المطران أنني منعت بعض المؤمنين من تناول القربان المقدس، الأمر الذي يدل على حقدي على بعض المؤمنين. أولاً: إن المطران يعلم علم اليقين أن من حق الكاهن أن يمنع القربان المقدس عن كل من يعتقد أنه غير مستحق لتناوله. إذن إن كنتُ قد فعلت ذلك حقاً فهذا من حقي، وأنا أدعو المؤمنين أن يسألوا عن هذا الحق أي مرجع ديني مسيحي يرغبون. ثانياً: إني لم أمارس هذا الحق منذ أن اتشحت بثوب الكهنوت وحتى هذه اللحظة، والادعاء باطل من أساسه لفّقه صديق المطران الحميم ورئيس مستشاريه جورج خوري ونشره لغرض واضح، والمطران يكرّر ما يسمعه من هذا الانسان ومن غيره دون أن يتحقق أو يحقق في الأمر، وقد طالبتُ المطران ومن كل من ردّد هذه الأكذوبة أن يأتوا بشخص واحد فقط ليحلف اليمين على الانجيل المقدس بأنني لم أعطه القربان، وحتى هذه اللحظة لم يأتوا بأحد فيا له من افتراء فاضح. ثم إني أسأل المطران: لماذا لم يحقق في الأمر في حينه كأن يستدعيني مستفسراً ومستقصياً؟ أم أن المطران يسعى جاهداً لينقب عن الماضي البعيد عله يجد ذريعة لتأديبي كمن يبحث عن درّة نادرة فلا يجدها فيكتفي بالدرّ الزائف. أما عن الحقد والبغضاء فهذان ليس من شيمي، وأنا أهيب بالمطران أن يعود إلى ضميره ليتحقق من منا الحقود أنا أم هو، وأنا متأكد إن فعل ذلك لوجد نفسه أنه هو الذي يغلي صدره حقداً.
6- يدّعي المطران أنني ارتكبت المخالفات ومنها ترجمة كتاب الإنذار الذي وجهه إليّ من السريانية إلى العربية والانكليزية، وأنا أسأل المطران: لماذا يعتبر ترجمتي لكتاب إنذاره مخالفة؟ أي قانون يمنعني من ترجمة كتاب إنذاره؟ ولماذا لا يريدني أن أترجم هذا الكتاب؟ هل كتاب إنذاره وثيقة سرّية وقد عمّمه المطران على كهنة الأبرشية؟ إذا كان في نيّته الحفاظ على الكتاب سرّاً فلماذا عمّمه على كهنة الأبرشية؟ هل كان يتوقع من كهنة الأبرشية أن يحفظوه سراً وأن لا يخبروا أحداً عنه أم أنه يشعر بحرج من كتابه لأنه غير محق فيه؟ كل كتاب يوجَّه إليّ لي الحق في ترجمته وإعلام الناس عنه إلا إذا طلب صاحب الكتاب كتمانه عن الناس والمطران لم يطلب مني ذلك. أما قوله أنني قمت بتسليم الرسالة إلى الذين يحاولون الإيقاع برئيسي فهذا خطأ، فأنا أخبرت الناس من مختلف الفئات، ومن حق الناس الاطلاع على أمر خطير كهذا يخص كاهنهم.
7- يتحدث المطران عن وساطة الأب الربان حزائيل صومي لإحلال السلام وقد شرحت هذه بالتفصيل أعلاه فيرجى العودة إليها. أما عن قول المطران أنني رأيت في ذلك إحراجاً لي فدعنا نشرح هذا لأن المطران ما ينفك يردد هذا القول:
إني أعرف يقيناً أن المطران لا يضمر لي أية محبة منذ قدومه إلى هذه الأبرشية وحتى هذه اللحظة، ولم أر المطران يوماً دافع عني أو حماني أو أظهر أي اهتمام بأمري ومصالحي، ولولا شعوره أن غالبية المؤمنين يؤيدونني لكان قد أوقفني منذ الأسابيع الأولى من قدومه، فقد كان يتحيّن الفرص للإيقاع بي. وانطلاقاً من هذا ألحَّ عليّ المطران أن أقف في المذبح وأشجب المعارضين وأهاجمهم لكي أثير غضبهم عليّ فيعاملونني كما يعاملونه هو ويتهمونني بالاشتراك معه في أخطائه والدفاع عن الباطل، عندئذٍ يستفردني ويتخلص مني حيث يكون لديه ذريعة قوية وهي: "إن معظم الشعب لا يريدونك
". فإذا كان قد أوقع بي كل هذا الاجحاف وغالبية الشعب يؤيدونني فماذا كان قد فعل لو علم أن الشعب بغالبيته قد تخلى عني؟ ثم إنه كيف يطلب مني أن أدافع عن أخطائه؟ أليس هذا مناف لرسالة الكهنوت الذي يدعو إلى نصرة الحق ونبذ الباطل؟ أليس الدفاع عن الخطأ خطأ بحد ذاته؟ أنا لم ولن أسمح لنفسي بمحاسبة من هو أعلى مني رتبة فللمطران رئيس يحاسبه كما هناك المجمع المقدس، ولكن هذا لا يعني أنني يجب أن أدافع عن أخطاء رئيسي، وهذا ما عنيت حين طلبت من المطران أن لا يحرجني، ومع كل ذلك فقد وقفت في الباب الملكي وتكلمت مدافعاً عن الشرعية وعن قدسية الكنيسة والدعوة إلى المحبة، ولكن المطران لم يكتف بهذا، وحتى لو رضخت لأمره ووقفت مدافعاً عن أخطائه لكان بحث عن ذرائع أخرى للتخلص مني لأن هذا هو هدفه الأول والأخير منذ قدومه إلى الأبرشية، فهذا المطران لا يحب الكهنة المثقفين المؤهلين الملتزمين من ذوي الشخصية والتفكير الحرّ، ولا الكهنة الناجحين البارزين والمحبوبين من شعبهم وذوي السمعة العطرة، إنه يشعر بضيق كبير من وجودهم حوله، ويعتبرني أنا بصورة خاصة ويا للأسف منافساً له كما قال ذلك في كتاب توقيفه لي. إنه يحب الكهنة الآتين من خلفيات قروية والعديمي الثقافة أو ضحالها والأذلاء الذين لا كرامة لهم، يطيعونه طاعة عمياء حتى في معصية الله، يسيطر عليهم فيعاملونه معاملة السيد، ويكيلون له المديح والثناء الزائف، يعيشون من "خيراته" ومما يسقط من فتات مائدته، فكان لا بدّ له والحالة هذه أن يعمل على التخلص مني
ويتكهّن المطران بأنني ربما كتبت الكثير من الكتابات التي صدرت باسم المعارضين لرئاسة الكنيسة العليا، ويا له من تكهن! إن المطران يعلم علم اليقين مَن يكتب كتابات المعارضين، وأنني لم أكتب حرفاً مما كتب، ولكن المطران يحلو له أن يلصق بي اتهامات يعرف أنها باطلة ليتخذ من ذلك ذريعة لتنفيذ مأربه في التخلص مني ويبرر إجحافه المنقطع النظير بحقي. وإذا كان لدى المطران أي برهان أنني كتبت ولو حرفاً واحداً فليتقدم به.
8- إن أكثر ما يدعو إلى الأسف في رسالة التوقيف هو ادعاء المطران أنني قلت لعضوي المجلس الملي اللذين زاراني قبيل مغادرة المطران إلى دمشق لحضور المجمع بأنني مع المعارضين ولن أتخلى عنهم. إني لعمري لم أر تعدياً صارخاً على الحقيقة كهذا. أنا شخصياً مستعد أن أقسم اليمين على الانجيل المقدس بأنني لم أقل شيئاً كهذا. وعضوا المجلس حيّان يُرزقان وهما عزيزانا الروحيان جان كافاك وشابو أيدين. وأنا أدعو جميع القرّاء أن يتصلوا بهما ليقفوا منهما على الحقيقة، فهذا القول عار عن الصحة تماماً وفيه تلفيق واختلاق خبيث مخجل، والتهمة بكاملها زائفة ولا علاقة لها بتوقيفي لأن قرار التوقيف كان قد اتخذ قبل زيارة عضوي المجلس لي بأسابيع، كما أسلفت.
9- يعود المطران ليتحدث عن ترجمتي للمعارضين رسائل من السريانية إلى العربية والانكليزية، وأنا أسأل المطران: هل هناك رسائل سريانية غير رسائل إنذاره لي ورسالتَي المطران عيسى جيجك والقس صموئيل كوموش الموجّهتين إلى مجلس كنيسة مار أفرام؟ أما عن رسائل إنذاره لي فقد تحدثنا عنها أعلاه، وما يخص رسالتَي المطران عيسى جيجك والقس كوموش فقد ترجمتهما فعلاً ولكن بطلب رسمي من نائب رئيس المجلس الملي العزيز جان كافاك، ولا بد أن المطران يعرف ذلك لكونه رئيس المجلس، وقد نشر الرسالة أعضاء المجلس بأنفسهم وليس أنا، فاتهام المطران لا معنى له بتاتاً.
10- يدّعي المطران أنني أستقبل في داري "المشاغبين" بعد مشاغباتهم داخل الكنيسة أيام الآحاد، وأنا أستغرب فعلاً كيف يأتي المطران بنقطة كهذه في رسالته! أولاً: إن دار الكاهن، مثلها مثل دار المطران، مفتوحة لكل زائر، وليس من المعقول أن يغلق الكاهن باب بيته في وجه البعض ويفتحه في وجه الآخرين مهما كانت ميولهم واتجاهاتهم. ثانياً: هناك عدد محدود من الأقرباء والأصدقاء يأتون لزيارتي في أيام الآحاد منذ سنين طويلة، وهم أنفسهم الذين يزورونني، وإذا كان بعضهم مع المعارضة فهذا لا شأن لي به. لا يمكن طرد الضيوف من بيت الكاهن مهما كانت آراؤهم وأفكارهم، فهل شكوتُ أنا يوماً مثلاً من استقبال المطران لألد أعدائي في داره يومياً تقريباً حيث يحيكون المؤامرات ضدي على مرأى ومسمع من المطران ويقدمون له المشورة الخاطئة المدمّرة للمطران وللكنيسة، وينفّذ المطران مآربهم؟ كلا أنا لم أشكو من هذا مطلقاً، فدار المطران يدخلها من يشاء، وكذلك دار الكاهن، ولذا فما يثيره المطران في هذا الشأن مرفوض من أساسه. ثم إن المطران وأتباعه المغرضون يلفقون الأقوال وينشرونها، فقد أشاعوا للناس وحتى لقداسة سيدنا البطريرك أن الخورية زوجتي وابنتَيّ يشتركن في المظاهرات ويحملن لافتات معادية للمطران ولقداسة البطريرك. يا للخجل ويا للعار! أنا لم أفكر يوماً أن تصل دناءة أتباع المطران إلى هذا الدرك المنحط ليفبركوا مثل هذه الأكاذيب. كل ما في الأمر أن ابنتي أورهوي كانت مارة في طريقها إلى دار الكتب في بربانك فرأت تجمّعاً أمام الكنيسة فاقتربت لترى ما في الأمر وبقيت فترة وجيزة تراقب مايجري بعيدة عن الحشد وتتحدّث إلى إحدى صديقاتها ثم غادرت المكان متوجهة إلى دار الكتب المذكورة. هذا كل ما حصل ولمرة واحدة فقط. فتأملوا الدجل والنفاق أيها الناس. وعلى افتراض أن ابنتي أورهوي اشتركت فعلاً ولمرّة واحدة فقط في إحدى التظاهرات دون علمي فهل يقع عليها أي لوم بعد أن فعلوا ما فعلوا بوالدها؟
11- يشكو المطران من عدم ترحيبي به بعد عودته من سوريا. كيف يتوقع مني أن أرحب به وقد عاملني أسوأ معاملة يعامل بها رئيس مرؤوسه؟ لقد عيّنني المطران نائباً له، وبحسب الأصول يخبر الرئيس نائبه عن سفره ليقوم هذا النائب بواجبه بوداعه واستقباله ولكي يمارس واجباته في إدارة الأبرشية كنائب لرئيسه، أما هذا المطران فقد سافر وعاد دون علمي، فهو لم يشأ أن يخبرني حتى عن طريق السكرتيرة التي سألتها مراراً عن سفره وعودته بعد أن سمعت ذلك من الناس فلم تعلم شيئاً. فالمطران ومجلسه يقاطعانني منذ فترة طويلة. وأكثر من هذا، بلغني بأن المطران قادم من دمشق ليوقفني، ومن ثم حين رأيته في المذبح بعد عودته وفي القاعة ألقيت عليه التحية بكلمة "بارخمور" ولكنه لم يرد على تحيتي، وبعد كل هذا يتوقع مني أن أرحب به؟ ماذا يعتبرني المطران؟ هل يعتبرني عبداً ذليلاً يدوس على كرامتي ويعاملني معاملة القمامة، ورغم ذلك يجب علي أن أرتمي على قدميه وأضفر له أكاليل المديح والتقريظ والتعظيم؟ إني أعرف جيداً كيف أحترم وأقدر الرتب الكهنوتية، وليس من كاهن يحترم ويطيع رؤساءه أكثر مني في العالم السرياني أجمع، ولكن ضمن حدود الخدمة الكهنوتية وضمن الشفافية المبنية على المحبة والاحترام المتبادل وليس على أسلوب التركيع والإذلال غير المقبول أبداً.
12- كثيراً ما يتحدث المطران عن اعترافات الأب الربان أبجر بحكو الخطية والتي يصرح فيها، على حد زعم المطران، أنني "حرّضته وحاولت إقناعه بترك سلك الرهبنة والنكث بنذوره ليبدأ عمله خارج الكنيسة، وأنني طلبت منه إضبارات من مكتب المطرانية في غياب المطران،" ويستخدم المطران هذه الاتهامات ذريعة من ذرائعه الكثيرة لتوقيفي.
أولاً: أنا لم أحرّض يوماً الأب الربان أبجر بحكو لترك سلك الرهبنة والنكث بنذوره، فقد كتب الأب أبجر رسالة مفتوحة مؤرخة في تشرين الأول 2003 ينفي فيها هذا الاتهام، والنسخ من رسائله متوفرة ولديّ العديد منها يمكنني أن أرسلها لمن يرغب، أو يمكن الحصول عليها من الأب أبجر. ثم إن لدي نسخة من رسالة الأب أبجر الموجهة إلى قداسة سيدنا البطريرك لم أجد فيها أية إشارة إلى هذا التحريض المزعوم. وإذا كانت هناك نسخة أخرى من رسالة موجهة إلى قداسة سيدنا البطريرك لا أعرفها ويعترف فيها الأب الربان أبجر بشيء كهذا وذيّل اعترافه بتوقيعه فيكون قد كتبه تحت الإكراه والضغط والتخويف والتهديد ليس إلا، ولديّ رسالة أخرى موقّعة من الأب أبجر يؤكد فيها خضوعه لمثل هذا التهديد. والأمر برمته لا يمت بصلة لموضوع توقيفي ولا يبرر مطلقاً قرار التوقيف. إن العالم كله يعرف أن الذي أقصى الأب أبجر بحكو من كنيسته هو المطران أوكين قبلان بتأثير وشايات أخيه فَرَج وصديقه الحميم بل "حكيم أبرشيته" جورج خوري.
ثانياً: أمَا عن طلبي إضبارات من مكتب المطرانية في غياب المطران فدعني أقول ما يلي 1ً- كنتُ في غياب المطران نائباً للمطران وهذا يعني أنني أنا المسئول عن الأبرشية، وهذا ما قاله لي قداسة سيدنا البطريرك أكثر من مرة مؤكداً أن لي صلاحيات المطران كاملةً، فيكون والحالة هذه من واجبي وحقي، إن دعت الحاجة، أن أطّلع على ما يلزم من الاضبارات، لهذا لا لوم علي مطلقاً إن قمت بذلك. 2ً- إني أؤكد أنني لم أمس أو أطلع على أية إضبارة من إضبارات المطران ولم أدخل دار المطرانية بتاتاً لا في غيابه الطويل ولا في غياباته الأخرى القصيرة، بل لم أقترب من داره سوى مرة واحدة أثناء غيابه الطويل لحاجتي إلى زيت الميرون المقدس، وعند ذاك اصطحبت معي ثلاثة شهود هم: السكرتيرة، الأب الربان أبجر، والساعور عبدو مقصود لئلا يلصق بي أخو المطران تهماً زائفة كعادته، فقرعت الباب وفتحت لنا الأخت شموني وقادتنا إلى مكان الميرون وتناولت قارورة واحدة وعدنا جميعاً سوية من دار المطران. هذه هي المرة الوحيدة التي دخلت فيها دار المطران.
أما عن قصة الإضبارة فقد شرحتها للمطران مراراً وتكراراً وشهدتْ على صحَة كلامي السكرتيرة، ولكن المطران يحب أن يتناسى بل يتجاهل ذلك لحاجته إلى ذرائع لمعاقبتي، والقصة هي كما يلي:
تجمّع لدي أثناء غياب المطران تبرعات من المؤمنين للمدرسة الأحدية لم أشأ الاحتفاظ بها عندي فطلبت من السكرتيرة والأب الربان أبجر بصفتهما المسئولين عن تنظيم اضبارات المطران، رقم حساب المدرسة الأحدية لإيداع التبرعات في البنك، وهذا من واجبي كنائب للمطران. ومع ذلك فلم يجدا ذلك، وهذه كل القصة وما زاد عن ذلك فهو عار عن الصحة. وأغلب الظن أن فَرَج أخا المطران قد لاحظ السكرتيرة أو الأب أبجر يبحثان عن رقم حساب المدرسة الأحدية فدفعته ظنونه السيئة إلى الاتصال بالمطران وقداسته مدعياً أنني بعثتهما لإخراج إضبارات المطران، فيا للأسف الشديد.
13- يدّعي المطران أنني قلت لأنصاره: "إن المطران الذي أتيتم به هو خانكم جميعاً وعبث بأموالكم." من المؤكد أن الذي قال هذا الكلام هو كاهن غيري ولست أنا. أنا أنصح المطران أن يتحقق من الموضوع جيداً قبل أن يلصق بي هذه التهمة العارية عن الصحة.
14- يكتب عني المطران في رسالته التشهيرية التي بعثها إلى الشعب قائلاً: "...وغيرها من مخالفات لا أريد ذكرها هنا..."، ولم يكتب المطران هذه العبارة في رسالة توقيفي مع أنه أشبعني رشقاً بالاتهامات، لماذا؟ لأنه يعلم يقيناً أنه ليست هناك "مخالفات أخرى" مزعومة لا يريد ذكرها، كما أنه يعلم جيداً أنه لم يبق في جعبته سهم آخر يرشقني به، فقد نفذت ذخيرته. فوالله لو كان وجد عندي أية مخالفة أخرى مهما كانت صغيرة لكان قد ذكرها. فبربّك يا صاحب النيافة، قل لنا ما هي هذه المخالفات الأخرى؟ لا بد أنها من نسج خيالك الواسع المجنح. أمّا أنا فأستطيع أن أملأ الصحائف عن مخالفاتك، المسلكية منها والمخالفة لقوانين ودساتير الكنيسة، ألا ترى أن هذا الكلام ينطبق عليك كل الانطباق؟ في أي أمر من أمورك سلكتَ باستقامة ونزاهة، وتوخّيت الصدق والأمانة؟ أنت منذ أن وطئت قدماك مقرّ هذه الأبرشية قبل ثمان سنوات وأنت تسلك سبلاً ملتوية معوجة في كل أحكامك وتدابيرك، وبعد هذا تطلب مني أن "أقوّم اعوجاجي" المزعوم! فمن منّا ذو الاعوجاج، يا صاحب النيافة، أنا أم أنت؟ ألم تلجأ إلى السبل الملتوية الفاضحة لتعيين كاهن مكاني والتخطيط لرسامة آخر متجاهلاً مئات بل آلاف التواقيع، ومستنداً على عشرات فقط من التواقيع حصلت عليها من أتباعك القلة المغرضين لتضفي الشرعية على تصرفاتك وسلوكك غير الشرعي؟ هل تعتقد حقاً أن حِيَلَك هذه الفاضحة تنطلي على أحد؟ إني أستطيع أن أورد عشرات بل مئات الأمثلة على تجاوزاتك، فهل هكذا يكون من اتشح بحلة الأسقفية الشريفة وادعى نفسه أنه رجل الله؟
سامحك الله يا صاحب النيافة على ظلمك وإجحافك اللامتناهي بحقي، كيف تعاقبني أنا البريء وأنت المثقل بالذنوب؟ هل تناسيت قول الربّ له المجد: "يا مراءي أخرج أولاً الخشبة من عينك وحينئذٍ تنظر كيف تخرج القذى من عين أخيك؟" (مت 7: 5)؟ أم أن هذا القول لا ينطبق عليك لأنك لا تعتبرني أخاً لك في المسيح! وحتى إذا لم تعتبرني أخاً بل عبداً، ألم يقل بولس الرسول: "...ليس عبدٌ ولا حرٌّ...لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع؟" (غل 3: 28) ألا تخاف الله من استخدامك إياي كبشاً للفداء؟ ألا يقرّعك ضميرك، إن كان لديك أي ضمير، وأنت تختلق الذرائع وتفتعل المشاكل الجانبية بيني وبينك لتصرف أنظار الناس عن معاصيك وتصوّر لهم أن المشكلة هي بيني وبينك بينما لا علاقة لي بمغامراتك وتجاوزاتك لا من قريب ولا من بعيد؟ قل لي من منا حقاً يستحق الحساب والعقاب؟ أم أن للمطران في كنيستنا حصانة تامة مهما بلغت انتهاكاته وتجاوزاته وأن الدساتير والقوانين وضعت فقط للكهنة والشمامسة ولا تطبق على المطارنة؟ كيف طاوعك ضميرك أن ترميني في الشوارع بعد ثمانية عشر سنة من الخدمة المتفانية دون أي تعويض مادي وبدون أية محاكمة وإثبات أية تهمة عليّ، واتخذتَ قراراً جائراً بتوقيفي إلى أجل غير مسمى، بل توقيفاً نهائياً كما تصرح للجميع، فتسبب في خلق أزمة مادية حادة لأبناء أسرتي الأبرياء الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعدتي المادية وهم في مرحلة الدراسة وتقول للناس "لا يعنيني أمره وأمر أولاده فهذا جزاؤه" ؟ أنت حتما لا تفقه هول المصيبة لأنك لا تعرف معنى الأبوة الحقيقية فليس لك أولاد لتدرك عمق المحنة التي رميتنا بها، كما أنك تعبث بملايين الدولارات فكيف تشعر مع أمثالي ممن يكدون لتحصيل لقمة العيش؟ الله وحده هو الذي سيأخذ حقي وحق أولادي من الظالمين كائناً من كانوا وأينما وجدوا.
"الروح المسيحية" عند المطران أوكين قبلان وبعض رجال الاكليروس الآخرين عندنا
خلال فترة الشهور الستة الأولى من توقيفي من الخدمة حضرتُ القداس الإلهي في كنيسة مار جرجس حوالي أربع مرّات لم أتفوّه فيها بكلمة واحدة. وكنت أغادر المذبح فور انتهاء القداس عائداً إلى بيتي دون الدخول إلى قاعة الكنيسة أو التحدث مع أحد لئلا يتهمني المطران قبلان بتحريض شعب كنيسة مار جرجس عليه.
في مساء الأحد 29 شباط 2004، وبدعوة من عزيزنا الروحي درغلي درغلي، قصدت كنيسة مار جرجس لحضور مراسيم تبريك اكليل نجله حسام، ووقفتُ كالعادة في المذبح وطبعاً دون أن تكون لديّ أية نيّة في الاشتراك في الخدمة. وبعد حوالي 45 دقيقة من وقوفي جاء إليّ الأب بطرس ربّز واختلى بي جانباً بحضور السيد سعود الدرغلي وأبلغني أن المطران قبلان قد هدّده بالتوقيف إذا ما سمح لي بالاشتراك في أية خدمة. واستغربت من كلامه لأنني لم يسبق أبداً أن اشتركت في أية خدمة بعد توقيفي لا في كنيسة مار جرجس ولا في مكان آخر. ثم إنه قال لي أن المطران أوصاه بأنني يجب ألا ألبس الهمنيخ إذا ما وقفت في المذبح! وعندما سألته ما القصد من حديثه، هل يريدني أن أبقى واقفاً في المذبح أم أغادر الكنيسة فنظر كل من الأب بطرس والسيد سعود الدرغلي أحدهما إلى الآخر، ثم قال الأب يطرس: "لا بأس هذه المرّة"، ثم استطرد قائلاً "دعنا نسأل فلاناً". عندئذٍ علمت أن الآب بطرس لم يتصرّف من نفسه وإنما بتحريض من بعضهم، وهذا ما تأكد لديّ فيما بعد، فغادرت الكنيسة دون حضور مراسيم تبريك الأكاليل وقد قررت ألا أدخل كنيسة مار جرجس مرّة أخرى.
في 1 آذار 2004، سافرت إلى كندا لإلقاء محاضرة في جامعة تورونتو عن ملفان الكنيسة مار يعقوب السروجي بدعوة من جمعية الدراسات السريانية التابعة لنفس الجامعة، واقترح عليّ أخواي المقيمان هناك إقامة جنّاز الذكرى السنوية الأولى لانتقال والدتي والذي يصادف في 7 آذار، في كنيسة مار برصوم التي كنت مؤسسها وراعيها لمدّة سنتين، فوافقتُ. ولمّا كان توقيفي من الخدمة فقط في الأبرشية الغربية من الولايات المتحدة، سأل أخي ألبير الأب الربان عيسى اسطفانوس، كاهن كنيسة مار برصوم، إن كان بالإمكان أن أحتفل أنا بالقداس الإلهي عن روح والدتي في التاريخ المذكور، فأجاب أن عليه أن يسأل نيافة المطران أفرام عبودي النائب البطريركي لأبرشية كندا. ولا أعلم ما الحاجة إلى هذا السؤال وكلاهما، أي الأب اسطفان ونيافة المطران عبودي، يعلمان أن توقيفي سارٍ فقط في الأبرشية الغربية للولايات المتحدة. ثم إن الأب عيسى اسطفانوس قال أنه اتصلَ بنيافة المطران فأجاب نيافته أنّ عليَّ أن أحصل على موافقة خطية من المطران قبلان لأنه لا يريد خلق المشاكل بينه وبين قداسة البطريرك!!
تصوروا أيها الإخوة: كاهن سرياني خدم الكنيسة عشرين عاماً ككاهن وربع قرن كشماس وسنين طويلة في مؤسسات الكنيسة بما فيها مجالس مليّة، يُمنع من تقديم الذبيحة الإلهية عن روح والدته في الكنيسة التي أسسها هو وخدم فيها كاهنأ والتابعة لأبرشية غير الأبرشية التي أوقف فيها عن الخدمة، والكل يعلم أنه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب وأن توقيفه في أبرشيته كان ظلماً وعدواناً من مطرانه المثقل بالذنوب، من مطرانه الحقود المعبّأ بالروح الانتقامية الذي جعله كبشاً للفداء للتكفير عن أخطائه وذنوبه الثقيلة وأصدر حرمانات تخجل منها المسيحية بحق مؤمنين شرفاء غيورين، فتأملوا أنتم أيها المؤمنون واحكموا. بعد كل هذا يتذمّر المطران قبلان أنني سافرت إلى كندا دون الحصول على موافقته!!!
الأمور المالية
حضرتُ إلى لوس أنجلوس في كانون الثاني 1985، أي قبل التحاقي بالخدمة في كنيسة مار أفرام بسنة واحدة، وذلك لمقابلة المجلس والشعب. وبعد أن رضي بي الشعب والمجلس كاهناً لهم، عرض علي المجلس راتباً قدره 2,000 ألفي دولار فقط وعليّ أنا أن أتدبّر أموري السكنية والمعيشية كاملاً وبدون أية وعود بزيادة الراتب مستقبلاً أو تقديم منافع كالتأمين الصحّي والضمان الاجتماعي وغير ذلك، وكان واضحاً أن المبلغ لا يكفي أطلاقاً. ثم رفعوا الراتب إلى 2,500 دولار، بينما كان رأيي أن يكون على الأقل 2,900 دولار (35,000 دولار في السنة). فلم يوافق المجلس وعدت إلى عملي خارج كندا. وفي الفترة ما بين لقائي مع الشعب (كانون الثاني 1985) وحتى كانون الثاني 1986، أجرى نيافة المطران يشوع وبعض المحبين اتصالات عديدة معي وأقنعوني بقبول 2,500 دولار مبدئياً على أن يتم النظر في الأمر فيما بعد، واعترف بعض الشباب، ومنهم أعضاء في المجلس آنذاك، أن الراتب لا يكفي للمعيشة في لوس أنجلوس ووعدوني بمساعدتي مادياً بالدخول شريكاً في مشروع ما مع بعضهم لتأمين دخل إضافي. وهكذا كانت مشيئة الرب أن التحق بخدمة كنيسة مار أفرام في هوفر يوم 19 كانون الثاني 1986.
مضت سنتان على التحاقي بخدمة كنيسة مار أفرام ولم يحرك الشباب ساكناً، وبلغت خسارتي المالية 20,000 دولار صرفتها من ثمن بيتي الذي كنت أملكه في كندا والذي بعته بعد مجيئي إلى لوس أنجلوس. فأبلغتُ المثلث الرحمة المطران أثناسيوس يشوع صموئيل ومجلس كنيسة مار أفرام عن عزمي على الاستقالة وأعطيتهم مهلة ثلاثة أشهر للبحث عن كاهن آخر. فاجتمع المجلس مع المطران في بيتنا مساء يوم 15 آذار 1988 وبيَّن المطران للمجلس ضرورة زيادة الراتب. فاجتمع المجلس مساء يوم 26 آذار 1988 في الكنيسة، وبعد نقاش مطول عُيّنتْ لجنة مؤلفة من الدكتور عيسى شمعونكي والسيد جورج غرير والشماس شكري كتلو للاجتماع بي والتوصل إلى اتفاقية مالية لعرضها على المجلس, وبعد التوصل إلى اتفاق دعت اللجنة المجلس إلى الاجتماع مساء الثلاثاء 17 أيار 1988 لاتخاذ قراره النهائي. وقد حضر الاجتماع، بالإضافة إلى أعضاء المجلس، خمسة من الأعضاء العاملين في الكنيسة الذين كانوا قد حضروا أيضاً اجتماع 15 آذار في بيتنا، وإليكم أسماء الحاضرين جميعاً:
أعضاء المجلس: الدكتور عيسى شمعونكي، والسادة: صليبا كلاح، بيير خوري، موسى عسكر، جورج غرير، جورج شمسي، يعقوب آدم، روبرت طويل، المرحوم منير بلتكجي، وليم درغلي، شكري كتلو.
الحاضرون من خارج المجلس: السادة غازي فضيل، بسام مشمل، فهمي مشمل، نعيم مشمل، المرحوم مطانس هوارة. وكنت أنا أيضاً حاضراً الاجتماع.
وافق المجتمعون وعددهم 17 شخصاً بعد نقاش طويل تجاوز ثلاث ساعات على اتفاقية مالية ثُبّتت كتابياً بتاريخ 11 كانون الثاني عام 1990 ووقع عليها رئيس المجلس وسكرتيره
قصة "المحلات" التجارية المزعومة
في عام 1988 استخدمتُ ما تبقى عندي من مدخراتي من ثمن بيع بيتي مضافاً إليها قروضاً مالية قدمها لي بعض الأصدقاء، ودخلت شريكاً مع الأخ عدوان عدواني لاستملاك نصف محل (ستور). وقد أكد لي هؤلاء الأصدقاء أن القروض التي قدموها لي هي بدون فوائد ويمكنني أن أردها لهم حين يتوفر لدي المال الكافي. ولكني فوجئت بعد فترة قصيرة نسبياً بثلاثة منهم يطالبونني بإعادة المبالغ التي استقرضتها منهم بآن واحد، فاضطررت إلى الاستدانة من أصدقاء لي ما وراء البحار وأعدت لهم المبالغ شاكراً.
في السنين الأولى درّ المحل (الستور) بدخل متواضع ولكن ما لبث أن تضاءل هذا الدخل حتى انعدم في السنين الأخيرة فعمدت إلى بيع حصتي قبل حوالي 5 سنوات فلم يبق لي أي دخل غير راتبي من الكنيسة، وليس لي أي محل (ستور) أو استثمار آخر إطلاقاً، ومن أراد التأكد من ذلك فليراجع سجلات الجهات المختصة.
مضايقات ومماطلات المجالس الملية في دفع حقوقي المالية بعد قدوم المطران أوكين قبلان
بعد خدمة حوالي 18 سنة لكنيسة مار أفرام بلغ راتبي في عام 2003 وقبل توقيفي ما دون الخمسة آلاف دولار من أساس 2,500 دولار في عام 1986 وبدون زيادات في السنتين الأوليتين. وكانت المجالس الملية حتى مجيء المطران أوكين تدفع لي حقوقي المالية بحسب الاتفاقية المذكورة أعلاه دون زيادة أو نقصان. أما بعد مجيء المطران أوكين فقد بدأت المجالس الملية تماطل في الدفع وتتذمّر بأن راتبي عال وغير ذلك من المضايقات، وتطرح مسألة راتبي للتصويت كل عام، بعد أن تتأخر شهوراً عن إيفاء التزامها وبعد تذكيري المتكرر لهم. وأذكر مرة، وكنت حاضراً الاجتماع وكان المجلس يناقش راتبي كالعادة، وكانت الزيادة في تلك السنة 1.9% ، أن قال أحد الأعضاء: لنجعل الزيادة 2% فهبَّ أحدهم صارخاً: 1.9% ولا زيادة سنت واحد!
منذ ثلاث سنوات كثّف أمين صندوق الكنيسة "الدائم" رضا هوارة حملته عليّ بتذمره الدائم من راتبي "العالي" ووجد له بضعة أعضاء من المجلس يرقصون على دقات طبوله وبدأوا يفبركون المعلومات الزائفة فأوصلوا ما أتقاضاه من الكنيسة حتى 12,000 دولار شهرياً. ومضى أمين صندوق الكنيسة يماطل في دفع المنافع ويمسك عني الزيادة السنوية لأشهر طويلة كنت أضطر فيها إلى تذكيره كتابياً، فيصار إلى طرح الموضوع مرة أخرى، بل مراراً وتكراراً في المجلس في كل عام حتى يصوّت المجلس للدفع. وقبل حوالي سنتين ونصف دعاني المجلس إلى اجتماع مطوّل بتحريض من نفس أمين صندوق الكنيسة وأعوانه وبعد مناقشة الموضوع مطولاً ومن جميع جوانبه قرر المجلس الإبقاء على الاتفاقية المالية لعام 1990 كما هي وإسدال الستار على الموضوع نهائياً. ولكن أمين صندوق الكنيسة رضا هوارة لم يرضه ذلك، وجاء موعد زيادة الراتب لسنة 2003 فامتنع عن دفعها. فكتبت له رسالتين أذكّره فيهما عن الزيادة فلم يحرك ساكناً. وشكوت إلى الأخ جان كافاك نائب رئيس المجلس أكثر من مرة فوعد ببحث الموضوع في المجلس مرة أخرى. وأخيراً وبعد تأخير ثمانية أشهر أي في شهر آب دفعوا لي الزيادة، ولم يدفعوا حتى الآن أكثر حقوقي لعام 2003 حتى هذا التاريخ.
تذمّر أمين صندوق الكنيسة أيضاً أن بدل التأمين الصحي عال جداً ويجب قطعه وكأنني أنا الذي أحدد أجور التأمين الصحي. إنه لم يتذمر حين كانت الكنيسة تدفع فقط حوالي 200 دولار في الشهر لسنين طويلة، وهو يعلم جيداً أن البدل يزيد بزيادة العمر وتكاليف المعيشة، فهو يريد أن يقطع التأمين الصحي لأنني تقدمت بالسن! رغم أن النظام الداخلي للكنيسة ينص وجوباً بدفع التأمينات الصحية للكاهن وعائلته كاملةً. فرضا هوارة ومن معه يريدون أن يعيشوا كالملوك في قصور ويركبوا السيارات الفخمة بينما يجب على الكاهن أن يعيش فقيراً محتاجاً ذليلاً يمد يده ليستجدي منه ومن أمثاله الصدقة. هؤلاء يعلمون جيداً أن راتبي زهيد بالنظر إلى تكاليف المعيشة وبالنظر إلى مؤهلاتي وبالمقارنة مع رواتب ومنافع الكهنة من الطوائف الأخرى وحتى في طائفتنا في الكنائس التي يقارب حجمها حجم كنيستنا بل وحتى أصغر، ويعلمون عن مؤهلاتي العلمية والدينية والإدارية، وأنّ من كان بمؤهلاتي يقبض ضعف راتبي على الأقل أينما عمل ويعلمون أيضاً كمية المال اللازمة شهرياً لتغطية نفقات عائلاتهم، ولكن حين ينعدم عندهم الضمير والوجدان لا يتورعون عن تنكيد عيشي وعيش عائلتي. فحينما يخص الأمر راتب الخوري يحسبون السنتات رغم أن الكاهن هو العمود الفقري للكنيسة ولولبها والمحرك الأساسي لأمورها ونشاطاتها، أما بالنسبة للآخرين وللأمور الأخرى حتى التافهة منها فالآلاف ومئات الآلاف تهدر رخيصة. ويذهب بعض أعضاء المجلس الملي الحالي إلى التصريح وبكل "حكمة" أنهم مبتهجون بالتخلص مني لأنهم يستطيعون الآن استقدام كاهنين أو ثلاثة براتبي، وكأنهم يشترون ويبيعون السلع، فوآسفاه ويا للجهالة الجَهْلاء ويا للمستويات المخجلة، فالنوعية عندهم لا أهمية لها، والكاهن عندهم سلعة رخيصة تباع وتشترى والتربية الروحية لأولادهم لا قيمة لها، وما يهمهم فقط الدولار ثم الدولار سواءً أكان ذلك في الكنيسة أو في بيوتهم.
والحديث عن راتبي "العالي" لم يصدر عن المغرضين فقط بل حتى عن المطران أوكين الذي كثيراً ما ذكره لزائريه ومنهم مطارنة. وقد صرّح مراراً قائلاً: "ليعطوني بقدر ما يعطونه للخوري ويكفيني" ولكن المطران ينسى أو بالأحرى يتناسى أنه يسكن في بيت آجاره الشهري 3,500 -4,000 دولار على الأقل ولا يريد أن يقول أن الخوري يدفع الجزء الأكبر من راتبه للسكن.
كم مرًة قلت لهم: هاتوا لي بيتاً للسكن وخذوا نصف راتبي، ورغم وجود بيتين تملكهما الكنيسة، ورغم علمهم أن الكنائس في العالم تؤمن السكن لكهنتها فلم يحركوا ساكناً لكي أبدو وكأنني أتقاضى راتباً عالياً. وكم حزّ في نفسي حين قدمت إلى لوس أنجلوس في كانون الثاني 1986 لألتحق بالخدمة لم أجد مكاناً أحلّ فيه، حتى أنهم لم يستأجروا لي بيتاً، فاضطر بي الأمر إلى الإقامة في فندق في شارع Vermont لمدة 15 يوماً على حسابي الخاص ومن ثم أبحث بنفسي عن بيت للسكن دون أية مساعدة من المجلس الملي الذي كان يرأسه بول كولو.
وأخيراً أشكر كل من خصص جزءاً من وقته الثمين لقراءة هذا الكتاب رغم طوله، وقد حاولت الإيجاز بقدر المستطاع ليقف القارئ العزيز على الحقائق الناصعة.
بارككم الله وجازاكم خيراً وأدامكم سنداً للحق والعدالة والإنصاف.

الخوري الدكتور جوزيف ترزي
25 آذار 2004

ritta
قنشريني هام
مشاركات: 850
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:20 pm

مشاركة بواسطة ritta » الجمعة إبريل 02, 2004 3:40 pm

من الوهلة الأولى التي قرأت بها الإيميل المرسل للشعب السرياني عامة ، وبعد
أن تصادف حدوث العديد من المشاكل منها ما نتج عن كلام ومنها ما كان بالفعل.
أحسست بتفاهتي أمام الله وأمام الآلام التي تحملها المسيح من أجلنا، ولعلني بموضوعي
هذا لم أفعل أفضل مما فعل غيري، ولكني أحببت أن أنقل الصورة التي ارتسمت
أمامي والتي لو نظرتم إلى أعماقكم سترونها واضحة متربعة في صميم روحكم.
وبغض النظر عمن هم على حق ومن هم دونه، فهذا ليس من صلاحياتنا الحكم
فيه حتماً ولو اننا نستغرب ان يكون ما هو كائن في كنائسنا........
انظروا معي ، أليست هي المأساة ...
أن تدخل بيت الله فتراه ممتلئاً خاوياً ، الأجساد متراصة والأرواح غير متآلفة،
نصلي وندعو في الكنيسة واحتمال إذا تعرضنا لما يهيجنا أن نشتم ونلعن قبل أن
نترك الكنيسة .
قد نذهب للصلاة وقلوبنا مليئة بالأحقاد ونخرج كما دخلنا دون أن نطلب الصفح
والمغفرة ، المهم إننا أثبتنا الحضور، كمن يذهب للاغتسال ويخرج والقذارة تبقى
عليه ، فما نفع دخوله.
الأخ لا يتحمل أخاه ، الكلمات صارت تشعل النيران ، لم يعد للمسامحة مكان، لا
تنازلات ،لا محبة حتى بين رجال الدين، لما كل هذا؟
أين نحن من فهم لديننا ؟ ألن نستيقظ على خصوصيتنا الدينية بمضمونها الفكري
والاجتماعي ، اوَ ليس موت المسيح نفسه دليل مصالحة للبشر!
ليست ايجابية أن يظلمنا أحد فنصمت ونحتمل ولكنها أيضاً ليست أن نحطم وندمر،
فنحن لا نستطيع عملياً التشبه بالمسيح بان نعطي الخد الآخر أو أن نغفر لقاتلينا،
فنحن أضعف بكثير.
الايجابية الحقة هي أن تبدأ من الداخل .. من قلبك وفكرك فنوع التفكير يحقق الحالة
التي تسعى إليها ( فالمرض قد يكون نتيجة الأفكار والأوهام) وكعائلات مسيحية نعرف
إننا بقوة ترابطنا ومحبتنا نشكل أساس الكنيسة ، وبصراحة إن قلة المؤونة الدينية
مؤشر خطر على وضعنا ، فعوضاً عن تزويد الآباء الكهنة بدفاتر لجمع المعلومات ،
(لأنهم قيمون على ما هو أهم بكثير، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تقديم هذا الدين )، فعليهم
إيثار الموعظة في كلامهم وحسن وصولها وتأثيرها على المصلين ، إذ يجب أن يحاول
الآباء الكهنة الكشف عن الإيمان الكامن في النفوس لدعمه وتنميته لتطوير أسلوب صياغة
نص الإنجيل لأننا ببساطة يجب أن نترجم بعقولنا البعد الذي أرادنا المسيح أن نفهمه.
لا أقول هذا لأقول إن الكهنة مقصرين ، لأننا مثلهم كأهالي يجب أن نكون قيمين على
أولادنا لنثقفهم بالفكر السليم ، لن نلقي اللوم على بعضنا فمسؤوليتنا لا تقل عنهم بشيء.
ايجابيتنا مرتبطة بالمحبة ، بمحبة الآخر وفي مسيحيتنا هذا مطلب بديهي،
يجب أن نسعى معاً لتنظيم علاقتنا بالرب ، فكروا كيف نبدأ ؟









أضف رد جديد