الكلدان - السريان - الآثوريون - شعبٌ واحد أم لا ?

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
شمعون
قنشريني جديد
مشاركات: 6
اشترك في: الأربعاء مايو 05, 2004 11:27 am

الكلدان - السريان - الآثوريون - شعبٌ واحد أم لا ?

مشاركة بواسطة شمعون » الأربعاء مايو 05, 2004 11:39 am

ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الطروحات الخاطئة ، التي توسع هوة الخلاف بين أبناء الشعب الواحد ، مستندين بذلك على واقعة الإنفصال الكنسي ، الذي بدأ في منتصف القرن السادس عشر ولا يزال يستمر وتستمر معه تسميات : الكلدان والسريان والآثوريين التي تستغلها هذه الطروحات لترويج نظرية التعدد القومي وترسيخها في ذهن بعض أبناء هذا الشعب ، الذين لم تسنح لهم ظروفهم للأطلاع على هذا التاريخ المطمور في بعض الدهاليز المظلمة !
إن ما يربطنا ببعضنا من روابط وأسس قومية ، منذ سقوط نينوى وبابل العظيمتين ، ولحد الآن ، هي الأجابة الوافية لكل من يحاول تجزئتنا الى أقليات صغيرة في قومية ، هي أصلا صغيرة ، مقارنة بباقي مكونات الشعب العراقي من العرب والأكراد والتركمان وغيرهم .
سوف لا أدخل في تفاصيل كثيرة ومعروفة ، في ذكر كل هذه الروابط ، ولكنني سأكتفي بذكر تلك التي أعتبرها أساسية ومنها :
1- أللغة : هي لغة السورث التي نتكلم بها جميعا وبلهجاتها المتعددة .
2- الدين : إننا ، جميعا نتبع الديانة المسيحية رغم توزعنا على مذاهبها المختلفة .
3- ألتاريخ : ألكل يعلم بأننا أحفاد أقوام العراق القديمة ، التي سكنت أرضه منذ قديم الزمان
( السومريون والأكديون والبابليون والآشوريون والكلدانيون ) ، والتي إختلطت وانصهرت ببعضها ، ولم يبق منها إلاّ القليل الذي تبعثر قسم منه في المهاجر ، ولا يزال القسم الآخر يعيش صامدا في أرض آبائه وأجداده ، رغم عوائد الزمن !
4- الأرض : كلنا ننحدر من أرض ما بين النهرين المعروفة بتاريخها وحضارتها ، وما أعطته للبشرية من معالم حضارية عظيمة .
5- الشعور القومي الموحد :إن من يريد التأكد من كوننا شعبا واحدا سوف لا يجد صعوبة في البرهنة على ذلك ، عند إستفتائه لجماهيرنا الشعبية المتلهفة لأعادة اللحمة وترسيخها ، مرة أخيرة وللأبد ، وكما كان أبناء هذا الشعب ، حيث لم يكن منقسما ، قبل ذلك الأنفصال الكنسي ، الى مذاهب وطوائف وتسميات متعددة ، كما هو واقعنا المتشتت في هذه الفترة المظلمة ، والتي لا يزال شعبنا يدفع ثمنه منذ أكثر من أربعة قرون !!
لايخفى على أحد منا كيف تُستغلّ هذه " التسميات " من قبل من يريد أن نبقى متشرذمين دائما
للسيطرة علينا ، متبعا لذلك سياسة الـ" فرّقْ تسدْ " الناجحة .
إن إتحاد كنيستنا الشرقية ، بشقيها ، هو عامل مساعد ومهم في طريق إعادة الوحدة بين أبناء
الأمة الواحدة ، وهو ما بدأته الكنيستان الشرقيتان : الكلدانية والآثورية ، بعد توقيع بيان روما الشهير ، بين البابا يوحنا بولص الثاني ومار دنخا الرابع ، في الفاتيكان عام 1994.
ورغم إتخاذ بعض الخطوات المهمة في هذا الأتجاه ، من قبل لجان إعادة الوحدة ، المشكلة
في الكنيستين ، إلا أننا وجدنا بعض التلكؤ في هذه المسيرة وبقينا ، طوال هذه الفترة ، في ظلام دامس ، ما عدا بعض الشائعات التي كانت تظهر هنا وهناك 000ولذلك نطلب ، نحن أبناء هذا الشعب ، ومن حقنا أن نعرف ماالذي حصل ، وماهو القديم والجديد في هذا المشروع المهم ولماذا لم يصدر ، لحد الآن ، أي إيضاح من الكنيستين ، بخصوص هذا الموضوع ، وكم سنة أخرى سننتظر لِتُزفَّ إلينا تلك الفرحة المنشودة ؟؟!
ورغم أهمية إعادة الوحدة الى كنيستينا ، إلا أن وحدة أمتنا سوف لن تتجسّد إلا بعد أن يعي المؤمنون بهذه الوحدة ، من العلمانيين بأن دورهم لا يقل أهمية عن دور الكنيسة ، وقد يكون هو الحاسم في النهاية ، بعد أن خبروا واقعنا المرير وأدركوا بأن خلاصنا الوحيد هو بإعادة أبناء هذه الأمة الى جذورهم ، والإنطلاق مجددا الى الهدف المشترك الكامن في القومية الواحدة الوحدة ، بعيدا عن تدخلات وتخرصات الغرباء .
نحن هنا ، في المهجر، لسنا مستعدين للدخول في صراع الأسماء والتسميات ، وفي هذا الوقت بالذات . لنترك هذا الموضوع الصراعي جانبا والى حين إنعقاد مؤتمر قومي عالمي ،
يخصص لمعالجة هذا الأشكال ، ولنسمَّى بعده بأي إسم ، طالما ستكون النوايا صافية والإنتماء القومي واحدا والشعور بوحدة المصير القومي واحدا كذلك وهذا هو الأهم .
إنني ككلداني- آثوري – سرياني ، عندما أنتقد التطرف الكلداني ، عند بعض الكلدان فهذا لا يعني بأنني أستثني المتطرفين من السريان أو الآثوريين من النقد لأن المتطرف ، ومهما كان
شكله أو موقعه ، ينظر الى هذه الأمة بعين واحدة ، دون أن يدرك أو يرى حالة التشرذم التي تعيشها الأمة وتعاني بسببها آلاما ً قاسية ً ومريرة .
إنني أدعو كل المخلصين والمعتدلين من أبناء شعبنا الى التحرك ، وبسرعة ، لتحمل مسؤولياتهم ، قبل فوات الأوان ، وأخذ المبادرة لكي لا نفقد ما تبقى لنا من الأنسان والأرض واللغة .

أضف رد جديد