بين الدين والقومية

[كبرئيل]

كثيراً ما يخطر ببالي هذا السؤال ؟ لماذا نحن - بشكل عام - كسريان إما أن نكون
(( متزمتين )) دينياً ونرفض القومية ونعتبرها كفر وإلحاد وتجديف على اسم الله القدوس أو نكون (( متعصبين)) قومياً فنعتبر الدين سبب تخلفنا وتراجعنا في الحياة العملية ؟؟؟؟!!!!!!!!

ألا يوجد حل أخر لهذا (( التزمت و التعصب )) ؟؟!!!!


لماذا ننظر إلى معتقداتنا المسيحية السامية بمنظر المعتقدات البالية والغير مجدية .....

ولماذا ننظر إلى اهتماماتنا القومية الفكرية بمنظر الذي ترك طريق الرب وسار بطريق الشيطان .... ؟؟؟!!!...


ومع أني متيقن أن موضوعي هذا قد لا يؤثر كثيراً على من يقرأه ولكن : ....
:" شرف الوثبة أن تُرضي العلاَ
........................................غُلِبَ الواثبُ أم لم يغلبِ .."

من خلال إطلاعي على هذه المشكلة استطعت أن أفهمها وأقتنع بأنها مشكلة ... والحل يبدأ عندما نعتقد أنه يوجد مشكلة بالأساس....

وما فهمته أن الذين يرفضون ( الدين أو القومية ) فإنهم لا يرفضون إلا قيادة وسياسة ( رجل الدين والقومية ) ولكن للأسف يتم التعميم بالرفض بشكل عام على كل من الدين والقومية بالنظر إلى سلوك رجالها .......




................


فهل يمنع الدين أو يُحرم أو يرفض الاهتمامات والواجبات القومية ؟؟؟

يحتج البعض على الاهتمامات القومية من مبدأ أنها تبعدنا عن الله و تجعلنا نعود إلى إحياء وثنيتنا السابقة والتي استبدلت بالخلاص الثمين بكفارة السيد المسيح كما أنها تسعى إلى المجد والملكوت الأرضي والذي يرفضه الكتاب المقدس حسب إدعاء هؤلاء :

(( مملكتي ليست من هذا العالم ... ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداءاً عن نفسه ... وماذا إن ربحت القومية وخسرت الدين ....
....... اطلبوا ملكوت الله وبره أولاً وهذه كلها تزاد لكم وتضاف.......))

وتفهم هذه الآيات وغيرها عندهم كدعوة لترك كل شي في هذا العالم والاهتمام بالملكوت فقط ولا شي أخر.

فأقول : ......."
تلك الغيرة غيرة جميلة جداً وأنا شخصياً أثني عليها ولكن أثني عليها بأسلوب متعاطف محب فأقول أنه لا يوجد أجمل من أن يضع الإنسان هدف الملكوت السماوي أمام عينيه فهو بالأساس الهدف والامتحان الذين خلقنا جميعنا من أجله.. ولكن أيعني هذا أن نكره وطننا وأبناء وطننا ..؟؟ أيعني أن نُهمل اهتماماتنا وواجباتنا القومية ؟؟؟...... إذا لماذا ندافع عنه أثناء الحروب , لماذا لا نقول :

" ليحصل ما يحصل ..... لا يهمني شي....... فمملكتي ليست من هذا العالم !!! .."

ألم يقل الإنجيل : ( فأعطوا الجميع حقوقهم . الجزية لمن له الجزية . الجباية لمن له الجباية . الخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام ) (رو 13 : 7)

فكيف إذا سنشعر بمشعرنا الوطنية القومية إذا لم نحب بلدنا وقوميتنا.....

أسال سؤال واحد أتمنى منكم أن تجيبوني عليه :

ما معنى بكاء السيد المسيح على أورشليم عندما دخلها :

" وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها , قائلاً إنك لو علمتِ أنتِ أيضاً في يومك هذا ما هو لسلامكِ ولكن الآن قد أخفي عن عينيك , فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسةٍ ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهةٍ ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجراً على حجرٍ لأنك لم تعرفي زمان افتقادك " ( لوقا 19 : 41 -44 )


ألا يعني ذلك أن السيد المسيح أحب وطنه وحزن من كل قلبه عليه... ألا يعني ببكائه هذا محبته الشديد لوطنه .... ألم يدعوا أبناء وطنه ب " خاصته " ؟؟ ألم يوصي عليهم أولا بقوله :
"... بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ..." ( متى 10 : 6 )

فاستطيع القول حسب رأيي أنه علينا أن لا نفهم السيد المسيح كإله مُغّلف بقليل من اللحم والدم ... لا ... السيد المسيح هو الله وابن الله كما هو أيضاً إنسان وابن الإنسان ويحمل مشاعر إنسانية وطنية أيضاً ... كانت رسالة ربنا السيد المسيح شاملة لكل العالم ولم تخص قوماً أو أمة معينة بل جميع الأمم .... ومع ذلك فقد أحب وطنه الذي ولد فيه واستنشق هواءه وشرب من ماءه وأكل من ثماره وعاش فيه أثناء تجسده العظيم ....

وأسال هل يوجد أيضاً في الإنجيل أية واحدة تمنعنا من مزاولة اهتماماتنا وواجباتنا الأرضية ؟؟؟..... لا أظن ...

ثم وبالنسبة للرموز القومية التي يعتبرها البعض إحياء لوثنية سابقة ... أريد أن أوضح أن الكثير من الأمور والأشياء التي كانت تخص الوثنية في يوم من الأيام أصبحت مستعملة في كنائسنا اليوم ومنها .. على سبيل المثال ...الألحان الكنيسة ...
فالألحان الكنسية كانت سابقة لمجئ السيد المسيح وتأسيس الكنسية وكانت تستخدم في الطقوس الوثنية ولكن بمجئ المسيحية استعملت في الكنائس وركبت عليها مواضيع وأمور مسيحية فبذلك أستطيع القول أنها (( عُمدت)).... راجعوا كتاب الإيثيقون للعلامة والمؤرخ اللاهوتي الشهير ( ابن العبري ) ....

الصليب كان أداءة لمعاقبة المحكومين عليهم بالموت قبل تقديم الذبيحة الإلهية ولكن فيما بعد أصبح رمز وفخر الكنائس المسيحية جمعاء ...

البخور كان مستخدم لدى الوثن قبل المسيحية ولكن بعد المسيحية أصبح يرمز إلى السيدة العذراء ... وغيره من الرموز.....

فلماذا لا ننظر إلى رموزنا كأنفسنا .... هم أيضا عُمدوا مثلنا أيضاً ......

الدين لا يمنعنا من مزاولة هذه الإهتمات أنما يحذرنا من الإنغماس الشديد بأي اهتمام , مهما كان , يبعدنا عن الله ..........

أما بالنسبة للتصرف المنطقي لتحقيق المعادلة المتساوية الأطراف بين الجانبين ؟؟؟ فاترك الحكم لكم أعزاء القراء ....



وللموضوع بقية إن شاء الله ..........




.................................. كبرئيل السرياني

[Bar Suryoyo]

بالحقيقة الموضوع حساس و مهم و يمس كل السريان

بالحقيقة الكنيسة وازدهار الكنيسة اهم من القومية

و لكن القومية هي اللي تجمعنا مع بعض اجتماعيا و على كثير من الامور الاخرى


المشكلة بعض الحركات بدل ما تكون جمعيات ثقافية وعليمية و اجتماعية فقط صاارت تتحدث في امور سياسية من وجهة نظرها و بدات تحكي امور قد تسبب حساسيات


انا مع تكوين الجمعيات الثقافية اللي تهتم بثقافتنا و حضارتنا السريانية الجامعة لانها تحفظ تاريخنا و لغتنا

و اللغة السريانية من ناحية اخرى هي اللغة الطقسية و المفروض اتقانها من الجميع


و السياسة لاهلها !!




فقط تعقيب صغير على البخور


البخور استعملها الكهنوت اللاوي من زمن هارون اخو موسى

و ليس عادة وثنية بحتة




مع احترامي الشديد بس لا نخلي اهتمامنا الاجتماعي و الثقافي اهم من التدين




لي عودة اخي الحبيب


شلومو

[George Mawas]

أخ كبرييل
رأي شخصي الكنيسة "رجال الدين" يحاربون القومية لاعتقادهم بأن الفكر القومي سيزيح نيرهم وتسلطهم على شعبنا.

[كبرئيل]

شكراً لكل من الاخوة
George Mawas
Bar Suryoyo
على المشاركة

أخ Bar Suryoyo
أود القول أن قضيتنا لم تتوقف على تاريخ استخدام البخور كما أن ذلك ليس الطرح الأساس في موضوعي ولكن بما أنك ذكرته أتمنى أن تتطلع على هذا الرابط

http://www.youthbishopric.com/library/A ... 4/ch41.htm


أخ George Mawas
ما ذكرته يوجد به الكثير من الحق ولكن علينا أن لا نعمم على الكل كما علينا أن نفهم أن ما يقومه الكثير من رجال الدين في هذا الموضوع لا يمثل الكنيسة أو الإنجيل أو الديانة المسيحية
كما تعلم وكلنا نعلم ما نُشر عن قداسة البطريرك زكا الأول عيواص :

" ولأهمية القضية التي افتعلها البطريرك (زكا عيواص) بقوله- متحدثاً باسم السريان-: ((..فنحن شعب عربي واحد،دم العروبة يجري في عروقنا، فلنوطد الوحدة الوطنية في الوطن العربي كله،لنرفع راية العروبة عالياً.))في مقالته المنشورة في جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 12-حزيران ...،ما زالت ردود الأفعال تتوالى على هذا الخطاب السياسي العروبي للبطريرك، الذي جاء بمثابة (بيان سياسي) صادر عن أعلى المرجعيات الدينية للسريان الأرثوذكس، أثار عاصفة قوية من الاحتجاجات والاستياء الشعبي ولدى الكثير من الأوساط السياسية والثقافية السريانية،داخل الوطن وخارجه،" هل هذا هو الذي سار على نهج البطريرك أفرام برصوم أتمنى أن تقرأ أكثر وأكثر عن تداعيات مقولته تلك بين الأوساط السريانية!!!!

فهل يعبر بكلامه هذا عن المسيحية أو الكنيسة أو الأنجيل .... لا أظن
وهنا أن لا أبرر أغلاط رجال القومية أيضاً فلديهم أيضاً الكثير من الأغلاط ولست بصددها الآن ولكن كل ما أريد قوله أنه علينا أن لا نحكم على الدين أو القومية من خلال تصرف رجالها أي إذا أردتُ أن أحكم على المسيحية فعلي أن أقرأ الأنجيل لا أن أرى كيف يتصرف الكهنة أو حتى البطريرك وإذا أردت الحكم على القومية والفكر القومية علي أن أقرأ ما هو مكتوب ومتعارف عليه رسمياً لدى أصحاب الفكر لا أن أحكم على الفكر القومي من خلال النظر إلى سلوك رجال القومية حتى ولو كانوا على مستوى المناصب القيادية ..........

"" أروني مسيحكم لا تروني مسيحيتكم " المهاتما غاندي ..........


..............................كبرئيل السرياني..................

[George Mawas]

أحونو كبرييل لم أقل إن أحبارنا كانوا يستندون للأنجيل في موقفهم من قضية الأمة ولا أعرف كتير عن رجال الفكر القومي لأنني لست جزراويا,لكني أرى وأسمع محاربة الأكليروس لتعليم اللغة السريانية وافتتاح المدارس وتجنب استخدام كلم أمة أو شعب

[Bar Suryoyo]

عزيزي انت تركت كل شي وعلقت على تعقيب بسيط عن البخور !


يا احو كبرييل

بداية يجب احترام قداسة البطريرك لانه الرئيس الاعلى لشعبنا

نحن ولدنا في وسط عربي و جذورنا الاصيلة سريانية آرامية و لكن لا تنسى ان الطيب الذكر المفريان مار احودامة نصر البعض من القبائل العربية في ربيعة و الجزيرة بشكل عام


لم اقرا التصريح بالكامل من اصله و لكن هذا القول لا يؤثر على هويتنا ابدا


نحن سريان هوية و شعبا و ممكن ان تكون ثقافتنا عربية و سريانية معا



في النهاية

اسئلك سؤال واضح

ما غاية بعض الحركات من التمسك الشديد بالقومية ؟



شلومو

[كبرئيل]

شلومو وحوبو وإيقور


أخ Bar Suryoyo

قلت بداية يجب احترام قداسة البطريرك لانه الرئيس الاعلى لشعبنا
ومن منا لم يحترمه ولكن هل يحق لنا الإعتراض على (( هفواته )) أم لا ؟؟
لست بصدد الحديث عن قداسة سيدنا البطريرك الآن , وتستطيع القيام ببحوث شاملة عنه إذا أردت ولكن ولكونه رئيس الأعلى فمن حقي الإعتراض عندما ((يهفو )) تلك الهفوات ....


قلت .. نحن ولدنا في وسط عربي و جذورنا الاصيلة سريانية آرامية و لكن لا تنسى ان الطيب الذكر المفريان مار احودامة نصر البعض من القبائل العربية في ربيعة و الجزيرة بشكل عام

نحن لم نولد في وسط عربي ... نحن ولدنا في وسط شرقي والعرب هم جزء من هذا الوسط وليس الوسط بكامله ...

ثانياً أنا لست ضد العرب أبداً ... أنا أحترم العروبة كثيراً ..ولكن أصيل ليس بعربي
أليس من ينكر أصله فلا أصل لهُ....

ثالثاً وبالنسبة لجذورنا ... فقد تظنها آرامية فقط ... هذه وجهة نظرك لن أدخل معك في التفاصيل ...

لم اقرا التصريح بالكامل من اصله و لكن هذا القول لا يؤثر على هويتنا ابدا

أكيد لا يؤثر على هويتنا أبداً ولكن يؤثر على الشخص الذي يقوم بتزورها وخاصة إن كان ذو منصب يمثل أحد مكونات شعبنا.....

ما غاية بعض الحركات من التمسك الشديد بالقومية ؟

أسالهم سيجيبوك أما بالنسبة لي فأنا لم أتبع أي تنظيم سياسي ولا يحق لي التكلم نيابةً عن أحد .....

.......................................كبرئيل السرياني.........