ثالث الأبوين وبتأثير كبير

قضايا الاسرة ـ عالم الموضة ـ فنون الطهي
أضف رد جديد
ritta
قنشريني هام
مشاركات: 850
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:20 pm

ثالث الأبوين وبتأثير كبير

مشاركة بواسطة ritta » الثلاثاء يوليو 05, 2005 6:46 am


التلفزيون وسيلة ترفيهية سلطوية ملازمة للأطفال




لم تتورع الطفلة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وهي تشاهد التلفزيون، عن تقليد إحدى المغنيات، وهي تستحم في «بانيو» يملؤه «الكورن فليكس» مع الحليب، حتى ماتت غرقاً، ولم تغب عن البال صورة ذلك الطفل الذي أراد أن يقلّد «سوبرمان» فقفز من النافذة للطيران حتى وقع ميتاً.


وليس غريباً ما نسمعه من الأطفال الصغار من كلامٍ بذيء ونبحث عن الصورة، ثم نكتشف أنه التلفزيون. تطرح العلاقة بين الأطفال والتلفزيون إشكالية تربوية بالغة الأهمية والتعقيد، فالتلفزيون ينافس اليوم الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية، والطفل يواجهه منذ الشهور الأولى، وينمو معه إدراكه، ويتأثر به مستوى أدائه.


تقول اختصاصية التربية حنان حوحو: «يستطيع الطفل منذ عمر السنتين أن يتعرّف على الشخصيات التي يتكرر ظهورها في التلفزيون، وبإمكانه التأثر بحركاتها وتصرفاتها سواء كانت ايجابية أو سلبية، وبالتالي فالبرامج والأفلام التي تتضمن مشاهد العنف تترسّخ في ذهنه وتثير مشاعر الخوف والفزع داخله على الرغم من صغر سنّه، ما يمتد أثره إلى إصابة الطفل بالأرق وقلة النوم وقد تترك آثاراً نفسية لا تندمل بسهولة».


ويقول الباحثون إن الطفل في المرحلة الثانية من النمو (من عمر الثلاث سنوات وحتى الخمس سنوات) يعجز عن التفريق بين الخيال والحقيقة، ما يفسر قيام الأطفال في هذه السن بالنظر خلف جهاز التلفزيون بحثاً عن الممثلين وأبطال الحكايات الخيالية، وهذا يعني أن التلفزيون ما زال يمارس تأثيره على شخصية الطفل.


ويشيرون إلى أن تأثير التلفزيون على الطفل بين 6 ـ 9 سنوات، لا يكون أكبر من المتوقع في حال كانت الأوضاع الأسرية مستقرة، أما إذا كانت المشاكل تسود المنزل ، تصبح شخصية الطفل غير متوازنة ويكون عرضة للتأثر بالتلفزيون.


وفي العمر الذي يتراوح بين 10 و 13 سنة، يتمكن الولد من التمييز بين الواقع والخيال ، إلا أن هذه المرحلة من العمر صعبة للغاية لأن تكوين شخصية الطفل يكون قد أخذ منحى الترسيخ والثبات ولذلك فإن قدرته على التمييز لا تعني أن نعرّضه لمشاهدة أفلام العنف، كما أن ملازمة الأهل لولدهم ضرورية في هذا السن».


وتؤكد حوحو ضخامة تأثير التلفزيون على تربية الطفل بالقول: «إذا أخذنا الأفلام البوليسية مثالاً وما تحمله من مشاهد عنيفة، نلاحظ أن استخدام العنف يصبح أمراً طبيعياًّ ويترسّخ لديه اعتقاد أنه يجب أن تُحل كافة المشاكل بالعنف.


وكذلك الأمر لبرامج (الكاميرا الخفية) التي تعلم الأطفال الضحك على الآخرين، وليس الضحك معهم أو السعادة لسعادتهم، فينشأ لدى الطفل انطباع بأن الاستخفاف بمشاعر الآخرين ليس أمراً خاطئاً بل مثير للضحك».


وتتحدث عن اعتقاد كثير من الأهل أن الرسوم المتحركة هي البرامج الأكثر ملاءمة للطفل، بينما قد تكون في الواقع الأكثر إساءة لهم حسب أنواع هذه البرامج. أثبتت دراسة قام بها فريق من علماء النفس في جامعة كولومبيا أن التلفزيون يبث من 3 إلى 5 مشاهد عنيفة كل ساعة خلال البرامج المسائية وبين 20 و25 مشهدا عنيفا في البرامج المخصصة للأطفال ومنها الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى العبارات البذيئة التي قد يسمعها الأطفال من تلك البرامج «أحمق، حقير، غبي، تباًّ لك..».


تقول سيبال دمج، الأستاذة في مادة علم الاجتماع: «لقد أصبح التلفزيون ثالث الأبوين بالنسبة للطفل، وأحياناً يكون أوّلهم نظراً إلى تشجيع الأهل لطفلهم على مشاهدة التلفاز تهرباً من المسؤولية الملقاة على عاتقهما، وبالتالي يصبح هذا الجهاز جليس الطفل، يقضي ساعات طويلة أمامه في مرحلة الطفولة المبكرة وفي المرحلة الابتدائية والثانوية.


وتكون التسلية هي الدافع الأقوى من التلفزيون ما يؤكد أن الأطفال يتلقون المعرفة من خلال التسلية والترفيه أكثر مما يتلقّونها من البرامج التعليمية، وهذا ليس خطأ، بل يجب أن يستغله الأهل لصالح طفلهم .


حيث يوفرون له الوسائل الترفيهية الأخرى (كالألعاب الإلكترونية والقصص القصيرة التي تحتوي على صور أكثر من النصوص...) إلى جانب التقنين في ساعات مشاهدة التلفزيون حيث أثبت أخصائيو علم الاجتماع أن أفضل توقيت لمشاهدة الأطفال للتلفاز هو فترة ما بعد الظهيرة (ما بين الساعة الخامسة والسادسة)، وهذا ما يؤكد أنه لا يمكن منع الأطفال من مشاهدة التلفاز ولكن في توقيت محدد وبوجود رقابة من قبل الأهل».



أضف رد جديد