رسالة رغيف الخبز

[ashor]

+++

تقدم الزوج الى طاولة افطاره لكن هذه المرة لم تكن على العادة التي تعود عليها .. لقد ظلت غمامه في سماءه هو وزوجته عكّرت صفو الودْ والمحبة بينهما.. ليس غريباً أن يحدث هذا الجفاء وهذا الخلاف.. هذا أمرٌ طبيعي بين كل زوجين لقد كان من المفروض أن يقدم كلٌ منهما تنازلٌ للآخر.. لكن هيهات.. هو ربما يرى أن ذلك لا يليق به كزوج بينما هي في الجانب الآخر تقول لا يمكن أن أسمح لنفسي أن أتنزل له بينما هو المخطئ

*******

استقر صاحبنا على طاولة الإفطار وبدأ يقشر بيضة بينما كوب الحليب قد خفّت حرارته ومال إلى البرودة مما أفقد مذاقه.. أخذ يأكل البيضة بينما يرمق باب المطبخ ويتساءل في نفسه.. لمَ لم تأتي مثل كل يوم؟ وماذا تأكل في المطبخ؟
في هذه الأثناء قدمت زوجته وبيدها رغيف خبز.. كان يحاول أن ينظر لها.. هو يتمنى أن تتفوه بالسلام عليه.. حتى يمكنه أن يعتذر لها ..
رغم أنه يُحسُّ أنه أخطأ ليلة أمس عليها.. رغم هذا لا يريد أن يبدأ هو في الكلام تنازلاً منه
وفي هذه اللحظة وضعت الزوجة رغيف الخبز أمامه وكادت أن تفعل مثل كل يوم أن تجلس أمامه وتتناول الإفطار معه لكنها لم تستطع فعل ذلك فعادت من حيث أتت..!! إلى المطبخ
هناك حيث أكملت تنظيف بعض الأواني.. وما هي إلا دقائق وسمعت صوت غلق الباب.. حتى تأكدت أن زوجها قد ذهب.. عادت سريعاً فوجدت أنه لم يشرب الحليب مثل كل يوم والبيضة لم يأكل سوى ربعها..!! فقالت في نفسها:
طبعاً تريد مثل كل يوم أن أُقشِّر لك البيضة وأقطعها لك..
لا تستحق ما أفعله لك.. أنت زوجٌ لا تقدر الحياة الزوجية
في هذه الأثناء جلست على الكنبة كالمنهك وأخذت تسرح بخيالها بينما لا زالت ثائرة الغضب تجول وتصول في داخلها وبدأت تتوعد الزوج سأفعل كذا وكذا.. لن أستقبله مثل كل يوم.. سأضع ملحًا زائدًا عن كل يوم في طعامه.. سأفعل وأفعل لأنك لا تستحق كل هذا الاهتمام منّي

*******

أسندت رأسها على الأريكة وكانت في حالة غضب لما حصل من زوجها.. أخرجت من صدرها تنهيدة عظيمه كأنما هي من بواقي زلزال عاصف
ثم قامت إلى طاولة إفطار زوجها لتنظفها.. ثم فجأة !!!! توقفت دقات قلبها
وجدت ورقة صغيرة قد وُضِعت تحت رغيف الخبز..
تناولتها باضطراب شديد فإذا مكتوبٌ فيها

زوجتي الغالية..
كم كنت أتمنى أن لو لم أخرج إلا وأنا أرى تلك الابتسامة الرائعة التي ترسميها على ثغرك صباح كل يوم.. إنها تمدني بالعطاء وتبقي لي الحياة سعيدة بل إني أرى بها دنيا جميلة وهانئة
كم كنت أتمنى أن لو جلسنا سوياً كصباح كل يوم على طعام الإفطار ومعها يهنأ بالي وأسعد بحديثكِ العذب الجميل
زوجتي.. كلٌ يخطئ أعترف لكِ لقد أخطأتُ بحقكِ ليلةَ أمس
فإن لم تغفري لي الخطأ وتمسحي لي الزلل فمن يكون إذاً أيتها السيدة الغالية
لقد نالَ مني الشيطان مقصده ولا أراه إلا وقد وسوس لكِ لأنه عدوٌ لنا
كنت أتمنى لو قدمتُ لكِ الاعتذار.. لكن سامحيني لم أستطعْ
فلعل هذه الأحرف تعيد الأمل للحياة من جديد ولعل هذه الورقة إيذاناً بفتح صفحةٍ جديدة معها عهود ومواثيق لإبقاء الود والمحبة إلى مالا نهاية
التوقيع: زوجكِ المخلص

*******

لم تتمالك الزوجة ا إلا أن وقعت على الكرسي المجاور وقد ملأت عيونها بالدموع
إنها دموع الحب..
وبصورة لا إرادية أخذت تُقَبِّل الورقة وتبكي وتقول: سامحني أرجوك سامحني لم أجهز لك طعام إفطارك مثل كل يوم.. ومعها انقلبت مائة وثمانين درجة عن حالها.. فانطلقت كالنحلة تزين فضاءها الواسع الجميل في بيتها الصغير

وما إن دقت الساعة الواحدة إذ بالزوج يفتح الباب ويدخل ومعه هدية.. لكنه تفاجأ بأن البيت انقلب وكأنه حديقة غنّاء وروائحٌ جميلة قد جهزتها الزوجةُ المخلصة.. التي أقبلت إلى الزوج ومعها طفلها الصغير وقد ألبسته أجمل ما عندها وتزينت هي بأجمل صورة.. مما جعل الزوج يشهق غير مصدق لما يرى.. فارتسمت على الجميع ابتسامات الرضي والمحبة والصفاء والود.. ولسان حال الزوج يقول سأغضبكِ كل يوم.. وانطلقت الضحكات تملأُ العشُّ الصغير

*******

منقول

[nahren]

لم تتمالك الزوجة ا إلا أن وقعت على الكرسي المجاور وقد ملأت عيونها بالدموع
إنها دموع الحب..
وبصورة لا إرادية أخذت تُقَبِّل الورقة وتبكي وتقول: سامحني أرجوك سامحني لم أجهز لك طعام إفطارك مثل كل يوم.. ومعها انقلبت مائة وثمانين درجة عن حالها.. فانطلقت كالنحلة تزين فضاءها الواسع الجميل في بيتها الصغير

المحبة والتسامح والاعتراف بالخطأ والصبر والتفاهم نعمة من الرب
وعلى كل من الزوج والزوجة ان يستوعبان معنى الحياة الزوجية
ويقدران ان لا حياة خالية بدون منغصات لكن الانسان العاقل يتغلب على كل المنغصات ....
بصراحة يا اخي اشور القصة كتير كتير عجبتني
وانا كمان بكيت مع الزوجة
وفعلا لو تعمل المرأة متل النحلة بس المهم في اخر النهار
تسمع كلمة حب ويعطيكي العافية تنسى التعب
وكل شي مو حلو في نهارها ....

يسلمووووووو اخي اشور على القصة الرائعة

[الملاك الابيض]

قصة جميلة وواقعية من واقع حياتنا اليومية التي نعيشها كل يوم فمهما كان هناك سوء تفاهم او خلاف بين الاسرة فيبقى الشيئ الذي يجمعهم هو المحبة والعطاء والتسامح لكل فرد من افراد العائلة

شكرا لك اخ اشور لكل ما تقدمه لنا من قصص ذات الحكم الرائعة

محبتي

[غادة عيدو]

أعمدة البيت الناجح هي ثلاثة .........الحب - الاحترام - التفاهم
إن كان أحدنا بالفعل يحب ويحترم ويفهم الآخر فلا بد أن يتجاوز أي غيمة تخيم على المنزل
لا يخلو أي بيت من بعض المنغصات التي تعكر صفو الحياة بعض الأحيان , ولكن إن كان ذلك البيت مدعوم بتلك الأعمدة فلا بد أن تنتهي المشكلة بالطريقة التي عرضتها أخ اشور في قصتك
الجميل في المشكلة التي تكون بين اثنين يلفهما الحب والاحترام والتفاهم هو أنه في نهاية المشكلة يشعر الطرفين بأنهما قد أخطأأ في حق بعضهما وبالتالي يكون الحب هو سيد الموقف
عبر رائعة تعرضها علينا كعادتك اخ اشور , وتكون فيها الفائدة الكبيرة , أشكرك
محبتي
غادة

[ashor]

+++

وفعلا لو تعمل المرأة متل النحلة بس المهم في اخر النهار
تسمع كلمة حب ويعطيكي العافية تنسى التعب
وكل شي مو حلو في نهارها ....

فمهما كان هناك سوء تفاهم او خلاف بين الاسرة فيبقى الشيئ الذي يجمعهم هو المحبة والعطاء والتسامح لكل فرد من افراد العائلة

الجميل في المشكلة التي تكون بين اثنين يلفهما الحب والاحترام والتفاهم هو أنه في نهاية المشكلة يشعر الطرفين بأنهما قد أخطأأ في حق بعضهما وبالتالي يكون الحب هو سيد الموقف

اخواتي نهرين - الملاك الابيض - غادة عيدو

ما اجمل ان تغمر لحظات حياتنا المحبة والحب الحقيقي
وان نفهم ماذا تعني كلمة التسامح وتطبيقها في حياتنا
اخواتي كم هو جميل حين نسعى إلى اشباع احتياجاتهم من الحب والحنان والتقدير، وأن نشيع ثقافة الحب داخل الأسرة، بحيث لا نخجل من التودد لبعضنا البعض ..

الكل يعلم مدى احتاج المرأة في مراحلها المختلفة إلى الأمان النفسي وتهيئة الجو الذي يحتوي مشاعرها ويستوعب حاجتها لأن تحب وتحب، فطبيعتها المجبولة على الرحمة والتراحم تجعلها تتلمس العاطفة والحب وتحرص على بذلها وطلبها في الوقت نفسه.

من هنا نقول ما على الطرفين إلا تقديم التنازلات لبعضهما البعض للوصول الى العيش ضمن بوتقة الحب الحقيقي ..

اشكركم من القلب على تفاعلكم مع الموضوع ومشاركاتكم التي اسعدتني ..

مع تحياتي



...........