شبكات «واي- فاي».. تتطور باتجاه الأفضل

[mick]

شبكات «واي- فاي».. تتطور باتجاه الأفضل

الشركات لا تزال تتخوف من تدني موثوقيتها ومن بطئها


نيويورك: «الشرق الاوسط»
يبدو ان الشبكة المفضلة لدينا على صعيد الابتكارات في يومنا هذا، هي شبكة "واي- فاي" التي تحولت الى فقاعة تهدد بالانفجار تحت ثقل شعبيتها.

وكانت هذه التقنية قد طورت اصلا لإتاحة المجال امام العديد من الكومبيوترات التي تتشارك في الدخول الى الانترنت. وادى تطويرها الى وضعها داخل كل جهاز جوال يحمل باليد، خاصة وان المستخدمين شرعوا يركبون مثل هذه الشبكات في منازلهم واعمالهم وفي المناطق العامة. ومع ذلك، فانه مع المزيد من المحتويات سواء البيانات او الصور او الملفات الموسيقية التي شرعت تتدفق الى شبكات "واي- فاي" ، فقد بدأت هذه التقنية تكافح من اجل البقاء ومجاراة الوضع.

وينظر الى تقنية "واي-فاي" الجديدة بمواصفات n802.11 على كونها انجازا تغلب على القيود الحالية. وعن طريق التعزيز الكبير الذي جرى على n802.11 زادت قدرة هذه الشبكة لنقل البيانات حتى سرعات تصل الى مئات الميغابت في الثانية الواحدة، بينما لا تزال سرعتها الحالية 54 ميغابت في الثانية. وهذا يتحقق عن طريق ربط، او ضم عدة اجهزة بث واستقبال سوية في جهاز "واي- فاي" واحد لتعزيزه. وتستخدم هذه الاجهزة الاضافية لتعزيز قوة الاشارة وزيادة مداها، وذلك في الاماكن الصعبة التي يصعب منها نقل معدلات كبيرة من المعلومات مثل البيئات الكثيرة الضجيج.

كل هذا يبدو امرا مرغوبا باستثناء المناطق العمياء، او التي يكثر فيها التداخل الذي تسببه الاجهزة المجاورة التي تعمل من دون ترخيص على الطيف اللاسلكي ذاته.

* مشاكل «واي- فاي»

* السرعة ليست مشكلة شائعة بالنسبة الى "واي- فاي" بمواصفات n802.11، بل المشكلة في الاعتمادية، أي مدى موثوقيتها، ثم في دوام تغطيتها، واخيرا حصول التداخل مع الاشارات الاخرى. ولكي تعمل هذه الشبكة بسرعة مع كل لمسة من لمسات اصابع المستخدمين، عليها ان تعمل كسلك ممدود في الهواء. ويأتي التداخل في شبكة "واي-فاي" من جملة اشياء، مثل شبكات "واي-فاي" المجاورة وافران الميكروويف واجهزة "بلوتوث" والهواتف المنزلية الارضية الاسلكية، وحتى آلات الدواسات الآلية الرياضية (تريدميل) داخل المنازل. ومثل هذا التداخل يتسبب في هبوط قدرات الشبكة ويخفض مــن معدل نقل المعلــومات الى النقــطة التي يمــكنك فيــها تصــفح الشبـكة ببطء.

ومن شأن شبكة n802.11 زيادة هذه المشكلة لكونها الان ترسل وتبث اشارات "واي-فاي" متعددة الى جميع الاتجاهات التي يجري التداخل في كل منها قبل وصولها الى وجهتها. والعكس هو الصحيح ايضا، فوجود العديد من اجهزة البث والاستقبال في كل شبكة n802.11 يجعلها اكثر عرضة للتداخل من سابقاتها.

* تفادي التداخل

* ويبدو ان الابتكارات التقنية الاخيرة تبدو اكثر فعالية في تطويق هذا التداخل، اذ تماما ومثل وصلة الاتصال (المسلك) بالانترنت التي تقوم بالبحث عن افضل الطرق لكل رزمة من المعلومات عن طريق رصد اداء جميع الممرات المتوفرة، يقوم نظام توجيه يعمل بالحزمة الذكية برصد بيئة الترددات اللاسلكية وتكييف اتجاه وشكل حزمة البث والارسال، لتفادي التداخل.

وتقوم هذه التقنية بتركيز اشارات "واي- فاي" مثل الكشاف الضوئي نحو الجهة المطلوبة بعيدا عن اتجاه الاصوات والتشويش. وعن طريق التقاط الممرات المناسبة المتوفرة الاعلى جودة، يمكن ارسال وبث المعلومات بمعدلات عالية يمكن التعويل عليها مع تفادي اخطاء البث والارسال.

وتقوم الشركات الصغيرة والمتوسطة بالنظر في اعتماد "واي-فاي" على نطاق واسع لكنها لم تقدم على هذه الخطوة نظرا لخشيتها من التعويل عليها تماما وكلفتها العالية وصعوبة استخدامها. وفي احصاء اخير شمل اكثر من 500 مؤسسة صغيرة وكبيرة في الولايات المتحدة واوروبا وجدت "فوريستر ريسيرتش" للابحاث ان اكثر من 52 في المئة لا تملك اي خطط لاعتماد "واي-فاي"، فقد ذكرت 36 في المئة منها ان الاعتمادية اوالموثوقية هي العامل الاهم في قراراتها، كما ان الكلفة العالية كانت العامل المهم الثاني، وفقا لموقع "سي نت" الالكتروني. وهذا ما يوضح لماذا ان اختراق الشبكات اللاسلكية المحلية LAN في المشاريع والاعمال هو في حدود 15 في المئة فقط، استنادا الى "ديل اورو غروب".

ومن سخرية الاقدار ان هناك عاملين مهمين في "واي- فاي" وهما كلفة التقنية المنخفضة وسهولة استخدامها. لكن بالنسبة الى الاعمال والمؤسسات فإن مثل هذه الشبكات ليست برخيصة وليست سهلة الاستخدام.

وقد يكون تركيب نقطة دخول واحدة في المنزل امرا سهلا ومباشرا، لكن تركيب شبكة من نقاط الدخول ليس بهذا الامر السهل، لان موظفي دائرة تقنية المعلومات لا يملكون الوقت الكافي لانجاز مسح شامل للموقع الذي ستركب فيه الشبكة وتخطيط الترددات اللاسلكية في كل مرة يحصل فيها تغيير ما. ومن المنتظر ان تصبح هذه الشبكات بحكم الامر الواقع مع مجيء جهاز "آي فون" الذي في الواقع يضع جهازا كومبيوتريا محمولا في اليد. ولكن يتوجب قبل ذلك ان تنتقل هذه الشبكات من مجرد تقنية تناسب البعض دون البعض الاخر، الى تقنية موجودة ومتوفرة في كل مكان. والى ان يحين ذلك الوقت تبقى هذه التقنية اسيرة الوعود والاحتمالات.