الشهيد المثلث الرحمات بولس فرج رحو

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
د. جبرائيل شيعا
قنشريني فعال
مشاركات: 54
اشترك في: الأحد ديسمبر 18, 2005 3:20 pm

الشهيد المثلث الرحمات بولس فرج رحو

مشاركة بواسطة د. جبرائيل شيعا » السبت مارس 15, 2008 9:15 am

الشهيد المثلث الرحمات المطران بولس رحو
13 آذار 2008م
قال رب المجد يسوع المسيح: "سيأتي وقت يظن فيه من يقتلكم انه يؤدي خدمة لله" (يوحنا 16 : 2). هذه الآية لها بعد مستقبلي طويل. ينبئنا بها وبما سيحل مستقبلا لمن يسيروا في طريق الرب، وهو بهذا يفتح عيوننا وأذهاننا إلى مسألة مهمة جدا وهي: أن الصليب الذي سنحمله لنكون شهودا حقيقيين ليسوع المسيح الذي صلب عوضا عنا نحن البشر.
سيف المجرمين النزلاء وفأس الحطابين الأشرار يسن يوميا ويرفع على الرقاب ليقطع به شجرة تلو الاخرة من حديقة المسيح على الأرض. وها هو اليوم قد قطعوا جذع أصيل باسق عتيد من حديقة الكنيسة المقدسة هو المثلث الرحمات بولس فرج رحو. لقد انطفأ ذاك السراج المبين الممتلئ بالزيت المشع نورا، يضيء منه الدروب للكثيرين من المتعبين ويخفف الامهم وهمومهم ومتاعبهم وأوجاعهم.
بتروا جسد وسفكوا دم ذاك الخادم الامين، الراعي الصالح الذي عمل وكدح وتعب في حقل الكنيسة في خدمة مؤمنيها، وأبناء أمته في الموصل وكل الوطن وخارجه. وهذا هو ذنبه كونه يسير في طريق الإيمان الصالح المكلل بالمحبة والتسامح والتواضع والاخاء، ولانه يسلك بمخافة الرب وفق المبادئ الإيمانية السامية.
فقد جاء الدور على سيادة المطران الجليل بولس رحو ان يدخل طريق الجلجلة ويحمل صليبه المقدس بكل فخر واعتزاز، متحليا بقوة الرب وجسارة المؤمن الصابر. أعتقله المجرمون في 29 شباط 2008م فساقوه إلى التعذيب والاهانات، محاولين معه الكثير بان يتخلى عن ذرة رماد من إيمانه ويثنوا عن معتقده المستقيم وان ينكر مخلصه يسوع المسيح، ولكن كان المطران الشهيد صابرا على هذا العذاب، وبكل فخر، اصرا على الاعتراف بيسوع فاديا ومخلصا، واصر على البقاء والتمسك بتعاليم الحق، تعاليم السماء، تعاليم المسيح والتقيد بها. معلنا أنه ليس أفضل من اخوانه الشهداء الذين سبقوه بالمسير على طريق الشهادة من أجل الكلمة، كلمة حق، كلمة محبة، كلمة المسيح. وقف صامدا مسربلا بالإيمان شاهدا لسيده المخلص العجيب، معلنا بذلك قناعته بوضوح وشموخ وباسمى معاني الشهادة واعظمها، انها شهادة الدم. قدم نفسه قربانا ذبيحة دموية صادقة اقتداء بالحمل المذبوح (الفادي المخلص يسوع المسيح) الذي حمل خطايا البشر جميعها وانقذها من الهلاك. فاستحق المطران وعد الله بالاعتراف به في ملكوت السموات. هكذا قال لنا ربنا يسوع المسيح: "من أعترف بي قدام الناس اعترف به أمام أبي السماوي" فكان المطران متشبها بمعلمه من جهة محبته لأعدائه وطلبه المغفرة لهم كما طلب رب المجد على الصليب من أبيه أن يغفر لأعدائه وصالبيه. "يا أبي أغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون."
فالمطران بولس عبر هذا الطريق الصعب، فأنه شهيد وبطل بحق. إذ انه قد ادى الرسالة التي من أجلها نذر نفسه ومشى عليها بكل همة وجد ونشاط. كان صنديدا مثابرا، حاملا صليب الخدمة والشهادة معا. مدافعا عن الحق دائما وفي كل المناسبات والاحتفالات. هذا ما نلاحظه من خلال وعظاته وكلماته التي حفرت ونقشت في عقول الكثيرين من هذا الجيل، وتلك هي أعماله وأفعاله وتحركاته التي قام بها، هي شاهد على ذلك. كان يحمل كل المخاطر، ومحاولا أن ينجز المهمات التي تقع على عاتقه من خدمة روحية سماوية، وخدمة إنسانية دنيوية أرضية.
تعالوا نفتح معا كتابنا المقدس (الانجيل) ونقراء بتمعن ثم نغمض عيوننا وننظر بعين الروح كما فعل يوحنا في الرؤية ويقول: وإذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فأريك ما لا بدّ ان يصير بعد هذا. رؤ 4 . 1)، ويكمل : وانظر ما يحدث، فالسماء تستقبل اليوم مختارا اخر وهو متسربل بثياب بيض قد غسلت بدم الحمل. كلنا يقين اليوم بان المطران بولس رحو يقف تحت المذبح أمام عرش الحمل المذبوح بثياب بيض، وغصن زيتون بيده، علامة السلام، علامة نصره، بين طغمات من سفكت دماؤهم على الأرض، لأجل كلمة الله وتعاليمه، ولأجل الشهادة لفادينا ومخلصنا يسوع المسيح. لنصرخ مع هؤلاء المختارين وبصوت عظيم قائلين: حتى متى أيها السيد القدوس الحق، ......... تسفك دماء الابرار والصالحين، والمؤمنين بكلمتك والذين يسيرون على طريقك.
باستشهادك يا سيدنا بولس، اعدت لكنيسة المسيح امجادها كما كانت ومنذ بدايتها في القرون الاولى. هذا الاسم الذي تحمله مشيرا إلى سفير المسيحية ومهندسها بولس الرسول الذي حمل صليبه واستشهد. فأنت يا سيدنا بولس سلكت طريق الخدمة بكل امانه وعلى خطاه، أن تنتهي خدمتك على الأرض مستشهدا، وتماما مثل ما جرى لبولس الرسول، الذي قطع رأسه من أجل اسم المسيح، ولتذبح كالشاه، وأنت تصلي فرحا وصارخا كما فعل بولس قائلا: لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح. فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي انا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله. (2 تيمو 4 : 6 – 8) .
كما جاء في الإنجيل المقدس: طوبى لمن يتحمل المحنة بصبر، فأنه بعد أن يجتاز الامتحان بنجاح سينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب محبيه (يع 2 : 12).هنيئا لك يا سيدنا بولس بهذا الإكليل الذي أخذته باستحقاق وقدمت أغلى ما عندك شهادة لمعلمك فادينا يسوع المسيح فكنت خير تلميذ لأعظم معلم فطوبى لك.
استشهادك يا سيدنا بولس، علمنا قضايا كثيرة: اللتزام والتمسك بتعاليم السماء، والتقيد بمبادئ الإنسانية. وأيضا علمتنا كيف يجب أن تكون الوطنية الحقيقية، وهي أن يسفك دم الإنسان المواطن البريء وهو متثبت بمبادئه ووطنه وتراب أرضه، فرحا وقانعا وراضيا ومؤمنا، بان إعادة بناء الوطن بغير جبلة الدم لا تكون، فالوطن بحاجة لمثلك يا أيها الشهيد البطل الجبار.
يا اخوتي أبناء أمتي لا يكفي فقط ان نستنكر ولا يكفي ان نشجب ولا ولا مثل هذه الكلمات الغير مجدية فعليا. علينا جميعا أن نستيقظ من هذا الكابوس الرهيب المسيطر على كل أبناء شعبنا العريق في كل أماكن تواجده ونخص بالتحديد اليوم في عراقنا الجريح، أرض الاباء والاجداد، أرض الرافدين، أرض الحضارات الأولى. كفانا ثبات ونوم طويل في الجحود والحفر والغرف المغلقة. الى متى أيها البشر نستمر بسماع مثل هذه الانباء المؤلمه القاتلة، هذه الجرائم اللا إنسانية الخالية من رائحة البشر ولا علاقة لها بالايمان بالله بتاتا. من يفعل ويقوم بهذه العمليات الاجرامية هو لا يمتلك قوانين لا دينية سماوية ولا بشرية إنسانية هذه الاعمال لا يوجد لها مكان في اي شريعه او عرف ديني وإنساني أن يقتل الإنسان أخوه الإنسان وبدون ذنب يقترفه إلا لكونه فقط إنسان مسالم، أمين، محب، مسامح، متواضع.
يا أبناء أمتي الغوالي
لنفتح عقولنا ونمد ايدينا ونبرز أقلامنا، ولتجتمع العقول والايادي والاقلام وتنصقل كل الافكاروالاراء من أجل الحفاظ على حياتنا وعلى هويتنا وللتخلص من هذه المأسي والمصاعب التي يعاني منها أبناء شعبنا الاعزل المسالم والامين. هذا الشعب الذي صنع الحضارة والتاريخ صاحب الأرض الحقيقي، أليس هذا جرم وعدوانا أن يقتل ويدمر ويهجر قسرا. التخلص منه هو كارثة بشرية بكل معنى الكلمة.
لنصلي مرتلين مع الملائكة ونشعل شمعة لروح الشهيد المثلث الرحمات المطران بولس فرج رحو،
ونطلب من الله أن يضع في قلوب المعتدين وكل المجرمين الرحمة ويفتح عقولهم وينورهم على الطريق الصحيح طريق المحبة والتسامح طريق الإنسانية، وأحترام الإنسان أخوه الإنسان والعيش معه بسلام وامان واطمئنان.
رحمك الله يا سيدنا بولس بجزيل رحمته، واسكنك فسيح جناته، صحبة القديسين والشهداء والابرار والصالحين، ورحم جميع أمواتنا المؤمنين بصلواتك.
ابعد عنا يا رب كل شر وضيقة وامتحان، ليحل أمنك وسلامك جميع القلوب والبيوت. وأن ترسل من لدنك رحمه لهؤلاء المجرمين الاشرار ان يلين قلوبهم ويفتح عقولهم لينظروا إلى البشر بانهم اخوانهم وشركائهم في العيش عليها. وان يحل الامن والسلام جميع المعمورة.
وليكن اسم الرب مباركا دائما وإلى الأبد أمين.

وفي النهاية أريد أن نرتل كلنا معا هذه الترتيلة التي خطها قلم ملفان المسيحية القديس مار افرام السرياني العظيم للشهداء القديسين وهي بلغتنا الأم السريانية :
سوهدي دزامار
سوهدي دزامار له لبرو بحاشيهون قوله حنيغه
هو زومرو عيتو ويالده شوبحو بيومو دعيديهون

بقطليكون سوهده بريخه اثبانيات عيذات قودشو
وبشخينتو دهادومايكون حوذيوا كوليوم وافصيحو

شوبحوا ليامينوخ موران دالسوهده كليله كذلاث
وحايلاث اينون باغونو وسومات كليله بريشايهون
ترجمتها إلى العربية:
أيها الشهداء الذين رنمو للابن بآلامهم تسابيح شجية، ها إن الكنيسة وأبنائها يرنمون لكم تسبيحا في ذكراكم.
لقد بنيت الكنيسة المقدسة بمقتلكم أيها الشهداء المباركون، وهي تفرح وتبتهج بأضرحة أعضائكم في كل يوم.
المجد ليمينك يا رب التي جدلت الأكاليل للشهداء، وشيدتهم في الجهاد ووضعت اكاليلا في رؤوسهم.

14. 03. 2008
د. جبرائيل شيعا

om-George
مشرف إداري
مشاركات: 7299
اشترك في: السبت يونيو 30, 2007 10:09 pm
مكان: كاليفورنيا

Re: الشهيد المثلث الرحمات بولس فرج رحو

مشاركة بواسطة om-George » السبت مارس 15, 2008 6:30 pm

ان استشهاد المطران كانت له مفنعات لكثيرين من المؤمنين

جمع بينهم فجعلهم يصلون
ويصومون ويبكون على فراقه وعىل خطاياهم
انه لشهيد عظيم لكلمة الرب ومن اجل الرب
واكتفي ان اقول ان استشهاده جعلك ترجع للكتابة في قنشرين ايها الاخ الغالي د. جبرائيل شيعا

هذا الجبل من الصبر والحكمة تحول نورا يهدينا للرب وايضا يجعلنا نفكر بافنسنا وبكل اعمالنا حتى ننال الخلاص والحياة الابدية
من آمن بي وان مات فسيحيا

انه حي بين ايادي الله مع الابرار والقديسين يصلي لاجل نحن الغير مستحقين
يصلي للاجلاطفال العراق وكنائس العراق حتى يرفع الرب عنا العراقين كل دمار وكل حرب وكل اساءة وترجع جلجلة الكنائس وصوتالرب يرن في ارجاء العراق

هنئيا لك الشهادة ابتي
اذكرنا امام عرش الرب
امام عرش النعمة

شكرا اخونا الدكتور جبرائيل شيعا
لا تحزنوا اخوتي انه في مكان افضل
انه مع الرب في الراحة الابدية
حاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربي و الهي ومخلصى يسوع المسيح

اصغ للانجيل المقدس
http://www.thegrace.com/audio/index.htm[/color]
http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/
سير القديسين

أضف رد جديد