في المفهوم المسيحي إسرائيل - الشعب المختار

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

في المفهوم المسيحي إسرائيل - الشعب المختار

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الثلاثاء فبراير 03, 2009 10:43 am

اليهود – الشعب المختار – إسرائيل في المفهوم المسيحي

في البداية يجب أن نعرف فلسفة الله في تحديد هذه المفاهيم كما وردت في الكتاب المقدس لنفهم ولو قليلا حكمة الله في اختيار شعب يسمى الشعب المختار وما ظروف هذا الاختيار وهل هو باق أم انتهى وكيف أصبح مفهوم الشعب المختار في المسيح اليوم .
في البداية يجب أن نعلم من مطالعة الأصحاحات الأولى لسفر التكوين أن شرور الإنسان قد زادت وعظمت وابتعد الناس عن عبادة الله وانتشرت الوثنية غالبا في كل بقاع الأرض بل وأصبح من يعرف الله أقلاء وغير ظاهرين .
في هذه الفترة الزمنية اختار الله إبراهيم ولا أدري هل كان يعرف الله لكونه كان يعيش في مدينة أور الكلدانيين في العراق في مجتمع وثني لا يعرف الله .
ربما كان هنالك تساؤلات في نفس إبراهيم عن جدوى العبادة الوثنية وهل هي ديانة حقيقية / لا بد أنه رفض تلك العبادة ولم يمارسها وكان يتعطش لمعرفة الحقيقة .
ولا بد أن لوط ابن أخيه كان يشاطره الرأي نفسه ولا بد أنهما جلسا مرات ومرات يتناقشون في الوضع الديني في بلادهم وكان لدى لوط حب نوعا ما لمعرفة الحقيقة
ولكن قد تكون الحكمة الإلهية قد وجدت في إبراهيم قلبا خاصا نقيا يمكن أن يستوعب الإيمان الحقيقي فكان كلام الرب له آمرا إياه بترك أهله وعشيرته والسير في الصحراء والبراري ونفَّذ إبراهيم الأمر وسار مع الله وبأمره .
ثم كان وعد الله لإبراهيم أن سيكون نسله كرمل البحر أو نجوم السماء عددا وآمن إبراهيم بوعد الرب فحُسب له ذلك برا فكان إبراهيم بار مُصدقا لوعد الرب فسار معه على هذا الأساس .

وتمضي الأيام والسنون من الحل والترحال ويشيخ إبراهيم وتهرم سارة وتتجاوز سارة سن اليأس كما يُقال ولم يتحقق وعد الرب .وتستعجل سارة الوعد وتٌدخل زوجها على هاجر جاريتها وتحبل الجارية وتلد اسماعيل لكن الرب يؤكد أن الوعد سيكون من سارة واعدا بتكثير نسل إسماعيل .
ويعود الرب ويُذَكر إبراهيم بالوعد ولأكثر من مرة حتى يتم ذلك الوعد وتحبل سارة وتنجب إسحق وينجب إسحق يعقوب وعيسو وتختار الحكمة الإلهية يعقوب ليحبه الرب أكثر من عيسو بالرغم من سلوك يعقوب المراوغ والخبيث أحيانا وينجب يعقوب الأسباط الإثني عشر ويتكاثر النسل الإبراهيمي ونعرف قصة الاستقرار في مصر والخروج منها .
وهكذا كانت حكمة الله باختيار شعب تحقيقا لصدق الرب ووعده لإبراهيم فالرب لم يُخلف وعده من بدء الخليقة وكذلك لكي يعيش هذا الشعب المؤمن بين الشعوب الأخرى لترى تلك الشعوب بركات الرب في هذا الشعب فتؤمن بالرب أي يكون نسل إبراهيم سبب بركة للشعوب الأخرى حتى تأتي البركة الكبرى والعظمى بمجيء المسيح من هذا الشعب المختار لتعم البركة الأرض كلها .
لكن وعد الرب هذا لإبراهيم ونسله كان مشروطا بشرط لا يمكن تجاهله أو التساهل فيه وهو حفظ وصايا الرب والسير على شريعته وأحكامه وعدم الانحراف عنها بحيث يؤثر شعب الله في الأمم ولا يتأثر هو بعاداتهم الوثنية وعباداتهم الخرافية .
واستمر الشعب يتناقلون هذا الوعد عبر الزمن جيلا بعد جيل وهم ينتظرون افتقاد الله لهم في ذلهم في مصر حتى أرسل الرب موسى نبيا وقائدا فذا أخرجهم من مصر بعد عدد من ضربات الرب لفرعون والمصريين إلى البرية وخلال رحلتهم أعطاهم الوصايا العشرة والشريعة بأدق تفاصيل الحياة والمعاملة حسب نظرة الله وأكد عليهم وجوب الإلتزام بها لتعم البركة وتغطيهم نعمة الرب .
لكن السؤال يبقى هل حفظ شعب إسرائيل وعد الرب حفظا حسنا ولم يحيدوا عن الشريعة ؟
التاريخ الذي أورده الوحي في الكتاب المقدس بدئا من سفر الخروج يؤكد أن شعب إسرائيل لم يلتزم بشرط الرب فموسى كان بعد على الجبل يتلقى من الرب الوصيا والشريعة وبحجة أنه أبطأ في القدوم صنعوا عجلين ذهبيين وعبدوهما واستمر الحال بعد موسى والقضاة والملوك حيث كانوا سريعي التأثر بالأمم الوثنية المحيطة بهم ولم يحافظوا على عهد الرب ووصل الشر قمته في عهد آخاب الملك وزوجته إيزابل ومعظم نسلهم من بعدهم حيث تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروت وكان الرب تارة يعاقبهم بتسليمهم لأعدائهم تارة وبإرسال الأنبياء تارة أخرى بإرسال الأنبياء الكثيرين لإنذارهم وتحذيرهم وكانت ردة الفعل مشينة في أغلب الأحيان فقتلوا من الأنبياء من قتلوا وشرَّدوا من شردوا وكان شرهم أكثر مما يطاق عبر الزمن .
وأطال الرب أناته عليهم بسبب صدق وعده لإبراهيم واستمر بإرسال النبي تلو النبي وحتى في السبي البابلي الأول والثاني أرسل أرميا ودانيال وغيرهم وحنن عليهم الملك كورش الفارسي وأعادهم إلى أرضهم مرة أخري .
لكن مع هذا استمر هذا الشعب في غيه وأخلاقه اللامسئولة والبعيدة عن الشريعة والأنبياء. ويمكن التحقق من ذلك بقراءة الصحاح الأول لسفر أشعيا النبي وكذلك سفر هوشع وانتشر بينهم الزنا والفجور مقلدين الأمم الوثنية حولهم دون أن يؤثروا بهم وأصبح مفهوم الشعب المختار مفهوما عنصريا بحتا فهو لهم لوحدهم والأمم الباقية إلى جهنم حتى سأم الرب منهم وألمح إلى بدء تكليم الأمم على فم ملاخي النبي في الأصحاح الأخير من نبوئته حيث تنبأ ملاخي بأن اسم الرب سيكون عظيما بين الأمم .
وفي الزمن الذي ارتضاه الله في حسابه تجسد المسيح كلمة الله الأزلية فكان هو الفرصة الأخيرة لهذا الشعب المختار ليرجع إلى الله بكل قلبه وتعود له البركة التي أفقدها إياه آبائه عبر التاريخ ولكن هل قبل هذا الشعب رسالة المسيح الخلاصية ؟
الواقع أنه لم يقبل تلك الرسالة وكانت النتيجة صلب المخلص والأحداث التي رافقت الصلب والدفن والقيامة .
وكانت النتيجة بعد قيامة الرب من القبر أن اجتمع مع تلاميذه قبل الصعود وأمرهم بنشر رسالة الخلاص بين الأمم لعلهم يقبلوها أفضل من اليهود .
وانطلق التلاميذ للبشارة برسالة الرب وعهد النعمة الجديد في المسيح وجابوا الأرض كلها وفتحوا كنائس عديدة في كل البلاد ودخلت الأمم في المسيحية بل وحافظوا على وديعة الإيمان أكثر بكثير من اليهود .
لكن ماذا عن مصطلح الشعب المختار ؟
لقد كان شرط الرب واضحا وصريحا عندما وعد إبراهيم بأن يسلك نسله حسنا ويحافظ على الإيمان وشريعة الرب وبما أنهم حادوا عن الشريعة ولم يحققوا شرط الرب رفضهم الرب ورفض تبعيتهم له وأصبح اسمهم إسرائيل اللعنة أو إسرائيل الهلاك لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح الآتي لخلاص العالم .
وأصبح كل شعب المسيح المؤمن بسر التجسد الإلهي وأن دم المسيح على الصليب هو القوة الوحيدة والفعالة للخلاص هو الشعب المختار بل وورثت الكنيسة وعد إبراهيم وجميع وعود الرب في العهدين القديم والجديد وأصبح شعب العهد الجديد يسمى إسرائيل النعمة أو شعب الرب الجديد كما يورد الرسول بولس في رسائله إلى أهل رومية وغلاطية وغيرها .
وأما من اليهود من رفض رسالة المسيح يبقى في خطيئته ويدان على ذلك من الله يوم القيامة .
ويتسائل البعض كذلك فلسطين لمن ؟ ما دام الرب قد رفض إسرائيل القديم أي اليهود فأرض الميعاد لمن تكون ؟
أقول فلسطين والقدس هي لكل من يؤمن بالله وبرسالته الخلاصية في المسيح يسوع هي لكل الناس هي مدينة لكل الديانات الموحدة بالله .
لكن في الوضع الراهن أقول فلسطين هي لصاحب القوة والسلطان فقد احتلها الرومان قديما لأنهم الأقوى واحتلها الأروبيون في القرون الوسطى لأنهم الأقوى واحتلها المسلمون وفتحها صلاح الدين وعمر بن الخطاب لأنهم كانوا الأقوى واليوم فلسطين والقدس تحتلها إسرائيل بمنطق اقوة أيضا فالقوي هو من يسيطر بقوته وأعتقد وهذا رأيي الشخصي ان فلسطين للقوي فهنالك من يدَّعي أنها أرض إسرائيل والبعض يدَّعي انها إسلامية وأنا أرى أنها لكل المؤمنين بالله .
لكن المهم أن فكرة أن اليهود شعب الله المختار قد انتهت لأنهم خالفوا قصد الله فرفضهم الله وأصبح الشعب المختار هو كل مؤمن برسالة المسيح وولادته وصلبه ودفنه وقيامته المجيدة وأنه سيأتي ليدين الأحياء والأموات آمين

جومانة منصور
قنشريني جديد
مشاركات: 10
اشترك في: الجمعة ديسمبر 05, 2008 4:17 am
مكان: Canada

Re: في المفهوم المسيحي إسرائيل - الشعب المختار

مشاركة بواسطة جومانة منصور » الأربعاء فبراير 04, 2009 4:04 am

شكرا الأب فادي هلسا :qenshrin_flower:
لانني كثيرا ما كنت حائرة بهذا الموضوع فقط من ايام قليلة كنت اسال نفسي ذاك السؤال
و كنت ابحث عن تفسير لهذا الاسم شعب الله المختار من هم ؟؟؟؟؟؟؟
و الان عرفت و انا بشاكرة جهودك و معلوماتك القيمة
تحياتي
انك تسكن قلوبهم جميعآ.....لكنني الوحيدة التي تسكن قلبك

toma
قنشريني مميز
مشاركات: 340
اشترك في: الأربعاء يونيو 28, 2006 8:57 pm
مكان: ROMANIA
اتصال:

Re: في المفهوم المسيحي إسرائيل - الشعب المختار

مشاركة بواسطة toma » الأربعاء فبراير 04, 2009 10:36 am

شكرا لك ابونا الموضوع بالفعل قيم
ادامك الله
كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله

أضف رد جديد