محاضرة لقدس الأب الفاضل ميخائيل يعقوب كاهن كنيسة مار آسيا بالدرباسية.
أولف - بيث زالين : بتاريخ 27 \ 3 \ 2009 من مساء يوم الجمعة حوالي الساعة السابعة في كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس التي امتلأت بجمهور المؤمنين العطشين لسماع الكلمة وكل من يرى هؤلاء المؤمنين يسبح الله ويحمده ويشكره على نعمه وعلى معرفة أن أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية لا زالوا مهتمين لما يجري حولهم من محاولة لطمس ومحاربة عقيدتهم الرسولية التي مضى عليها ألفي عام .
ألقى قدس الأب الفاضل ميخائيل يعقوب كاهن كنيسة مار آسيا الحكيم للسريان الأرثوذكس محاضرة بعنوان " يُعلمون لا كما يريد يسوع " ، والتي تدور حول البدع التي ظهرت مؤخراً في مدينة القامشلي ( كنيسة الإتحاد المسيحي ) ، الهادفة لسرقة أبناء الكنيسة المسيحية ولكن هيهات ثم هيهات أن ينالوا من قلعة الإيمان الأرثوذكسي ، وأرض مار افرام السرياني ومار يعقوب النصيبيني وعاصمة السريان في العالم بيث زالين .
افتُتحت المحاضرة بالصلاة الربانية التي علمنا إياها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح . ثم ابتدأ بعدها الأب الفاضل ميخائيل يعقوب
المحاضرة شاكرأ الرب يسوع المسيح له كل المجد ، ثم تشكّر الأباء الكهنة الذين دعوه ليتحدث من ذلك المنبر عن سلسلة العقائد والأفكار التي تحمل عنوان " الحفاظ على إيمان كنيستنا المُّسلم عبر الرسل والقديسين منذ ألفي سنة حتى يوم " . ولقد اتخذ الأب ميخائيل يعقوب اسم " يُعلمون لا كما يريد يسوع " عنواناً لمحاضرته وذلك لأن الذين يُعلمون لا كما يريد يسوع هم كثيرون ولكن ما تحدث عنه الأب ميخائيل اليوم هم فئة حديثة المنشأ تدّعي الطريق الصحيح وتنتقد إيماننا الأرثوذكسي وتعتبرنا على خطأ .
هؤلاء الذين ادعوا أنهم يبشرون باسم السيد المسيح ولكن السيد المسيح أجابهم قائلاً " اذهبوا عني يا ملاعين فأنا لا أعرفكم قط " وذلك أن المظاهر الخدّاعة هي كثيرة هذه الأيام وهناك الكثيرون ممن يدّعون القداسة ولكنهم ليسوا سوى قبور مزخرفة ومزينة من الخارج وداخلها كلها نجاسة وفساد فحتى الشياطين أنفسها قد تتخذ شكل الملائكة لتضّل أبناء النور .
ثم تحدث قدس الأب الفاضل ميخائيل يعقوب عن التعليم مُفرقاً بين المعلم الصادق والمعلم الكاذب وذلك أن المعلم الصادق هو الذي يعرف الكتاب وهو مُرسل بواسطة الروح القدس وهو قادر على أن يٌفسر ويشرح كما يريد ربنا يسوع المسيح وبذلك يشرح أسباب التعليم وكيفيته ونتائجه . أما المعلم الكاذب فهو الذي يعرف الكتاب ، لكنه غير مُرسل بواسطة الروح القدس ولكنه مرسل من الشيطان وبذلك يُفسر مقاصد شيطانية لطرح تعليم إنجيلي بأسباب خاطئة ومشوهة .
ثم عرض قدس الأب الفاضل ميخائيل يعقوب كتاب " النظام الداخلي لكنيسة الإتحاد المسيحي الوطنية في سوريا ولبنان " وما يحويه من معتقدات فاسدة وتشويه متعمد لكل عقيدة خلاصية في المسيح له المجد منها ما يتحدث عن رفض الشفاعة في المسيحية بما فيها شفاعة دائمة البتولية القديسة الطاهرة السيدة العذراء مريم والدة الإله وشفاعة جميع القديسين وأنه لا وسيط بين المسيح والناس ويرد الأب ميخائيل على ذلك بقوله فما تفسير شفاعة المرأة الكنعانية من السيد المسيح لشفاء ابنها ؟ وما تفسير شفاعة ذلك الرجل من السيد المسيح الذي صارع الشيطان ابنه ؟ فهل هو لأنه هؤلاء تربطهم صلة قرابة ؟ حسناً فماذا عن شفاعة قائد المئة الروماني والشيوخ اليهود من السيد المسيح لشفاء عبد قائد المئة ؟ فهل تربطه ايضاً صلة قرابة .؟ .... وغير ذلك من شواهد كتابية وأدلة إنجيلية .
ومعتقد فاسد أخر عن الولادة الثانية بالروح القدس عن طريق الإيمان وفيه يذكرون : "أن المعمودية بالماء هي فريضة يُمارسها المؤمن المولد ثانية ولا يُقصد بها غفران الخطيئة الأصلية أو الولادة الثانية " وهذا الأمر باطل وأكد على بطلانه الرب يسوع المسيح في اللقاء مع نيقوديمس حيث أكد أنه لا يقدر أحد أن يدخل ملكوت الله إلا إن كان مولوداً من ماء وروح .
ومعتقد فاسد أيضاً عن أن الخلاص يتم بالإيمان دون الأعمال وهذا الأمر الأخر أكد على بطلانه أبينا ومعلمنا القديس يعقوب الرسولي حيث قال أن الإيمان بدون أعمال هو إيمان ميت .
كما يعتقدون ان موت السيد المسيح على الصليب هو تكفير كامل عن الخطيئة كلاها ، ولا صحة للقول أن المسيح مات عن لتخليصنا من نير الخطيئة الأصلية ، وبذلك يرد الأب ميخائيل أنه إن كان كذلك فلماذا اتى السيد المسيح إذا لم يمت عن الخطيئة الأصلية ؟؟؟!!! ولماذا قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح أن " هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم " وعبر عن ذلك السيد المسيح في لقائه مع نيقوديمس عندما قال : " كما رفع موسى الحية النحاسية في البرية هكذا سيُرفع ابن الإنسان " .
فقد سُميت الخطيئة الأصلية بالخطيئة الأصلية لأنها أصل كل الخطايا وقد بدأت من خطيئة الشيطان عندما كان ملاك وتكبر على الله سبحانه وتعالى ، وتُدعى بالخطيئة الموروثة لأن البشر توارثوها عبر الأجيال من جيل إلى أخر ولم يخلو انسان من الخطئية الأصلية حتى اليوم .
كما يرفضون مبدأ الإيماتات كالصوم على سبيل المثال ، ويرد الأب ميخائيل إذاً لماذا صام السيد المسيح 40 يوماً ؟ إليس لكي يعطينا نموذجاً ومثالاً لنقتدي به من بعد رحيله بالجسد إلى الأغداء السماوية ؟ أولم يقل السيد المسيح ناهراً الشياطين بقوله أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ؟ .
ومن معتقداتهم الفاسدة أيضاً عدم إيمانهم باستحالة الخبز والخمر إلى دم وجسد السيد المسح أثناء القداس الإلهي المُقام من قِبل الكاهن ، ويرد أيضاً الأب ميخائيل فلماذا قال السيد المسيح في العشاء السري بعد أن بارك الخبز والخمر : " خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُبذل عن كثيرين لمغفرة الخطايا وهذا هو دمي .... " ولم يقل : " خذوا كلوا هذا الخبز وهذا الخمر "
وكما لا يؤمنون بالسلطة الكهنوتية وغيرها وغيرها من الأكاذيب والهرطقات الفاسدة قام الأب ميخائيل باستعراض الكثير منها
ومُعلقاً عليها ومدافعاً عن الإيمان الأرثوذكسي الذي أسسه السيد المسيح وسلمه للرسل الأطهار والذين بدورهم سلموه إلى الأباء بالتتالي حتى يومنا هذا .
وفي حوالي الساعة ونصف تقريباً استمرت على هذا المنوال أكد فيها قدس الأب الفاضل ميخائيل يعقوب على أن أبواب الجحيم لم ولن تقوى علينا أبداً مهما كانت الشدائد والمصائب والضيقات والاضطهادات ، أخيراً فُتح المجال للكثير من الأسئلة والمداخلات من قِبل المؤمنين والمؤمنات الحاضرين .
والجدير بالذكر أن هذه المحاضرة تعتبر ملخص عن الكتاب الذي سُيصدر قريباً بعون الله لقدس الأب الفاضل ميخائيل يعقوب فيما يخص الرد على هذه الهرطقات والبدع .
لتكن صلاة القديسة مريم العذراء والدة الله حيث أقيمت هذه المحاضرة اليوم في الكنيسة المسماة على اسمها ، وصلاة القديس مار آسيا الحكيم ومار أفرام السرياني ومار يعقوب النصيبيني وجميع القديسين الأبرار معنا جميعاً للتصدي لهذه البدع المتهودة التي تسعى للنيل من أبناء الكنيسة المسيحية في محاولة لهدم وتخريب عقائد رسولية عريقة في القدم . أمين .
كابي عيسى - بيث زالين
