شخصيات شهدت احداث القيامة

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
Mellad
قنشريني فعال
مشاركات: 202
اشترك في: السبت ديسمبر 27, 2003 5:08 pm
مكان: Aleppo

شخصيات شهدت احداث القيامة

مشاركة بواسطة Mellad » الخميس إبريل 16, 2009 8:59 am


( بيلاطس البنطي )

بيلاطس البنطيّ هو الوالي الّذي عيّنته الحكومة الرومانيّة حاكماً على اليهوديّة من السنة 26-36 ميلاديّة. وكانت قيصريّة مركز ولايته، وكان يصعد إلى أورشليم من حينٍ إلى آخر، إلى دار الولاية، فيقضي للشعب هناك (يو 18: 28). لم تكن أيّام حكومته مرضيّة لليهود لأنّه كان قاسياً جدّاً، وحاول مرّةً أن يأخذ مال الهيكل ليمدّ به قنوات ماء إلى أورشليم. وقد أقيل من وظيفته ونفي إلى فرنسا ومات هناك.
أسلم إليه اليهود يسوع لمحاكمته . لم يكن يشكّ بيلاطس ببراءة يسوع.
فقال بيلاطس: خذوه أنتم واصلبوه، فإنّي لا أجد فيه ذنباً.
“فأجابه اليهود: لنا شريعة وبحسب شريعتنا يستوجب الموت لأنّه جعل نفسه ابن الله. وعندما سمع بيلاطس هذا الكلام اشتدّ خوفه“ (يو 19: 5-8).
لكنّه رضخ لضغوط اليهود. فقد خاف أن يشكونه لقيصر فيفقد منصبه. باختصار، كانت مصلحته الشخصيّة هي أهمّ شيءٍ في حياته.
يحاول بيلاطس أن يتنصّل من مسؤوليّته في الحكم على يسوع. أمام إلحاح اليهود وتهديدهم، أراد بيلاطس أن يفعل الشرّ ويتبرّأ منه في الآن نفسه، فحكم على يسوع بالموت صلباً وأمر بماءٍ وغسل يديه وكأن لا ذنب له ولا دور في هذ الحكم.
”فقال بيلاطس: أنا بريء من دم هذا البار، فانظروا أنتم في الأمر“ (متى 27: 24-25)
بيلاطس يسأل يسوع عن الحق. حين أجرى بيلاطس التحقيق مع يسوع، علم منه أنّ المسيح لم يأتِ ليؤسّس مملكةً أرضيّة، بل ليعلن الحق. فسأله السؤال الّذي لا يطرحه الفلاسفة وحدهم فقط، بل يتساءله كلّ إنسانٍ يفكّر قليلاً في لغز الحياة ومعنى الوجود: ”ما هو الحق؟“. وفي آخر الأمر، وجد بيلاطس الجواب، فعبّر عنه بأوّل نصٍّ كُتِبَ عن يسوع المسيح، وكتبه على خشبةٍ وعلّقه على الصليب: ”يسوع الناصريّ ملك اليهود“ هذا هو الحقّ الّذي رآه بيلاطس.



(نيقوديموس )

الولادة الجديدة
نيقوديموس اسم يونانيّ ومعناه المنتصر على الشعب. فرّيسيّ وعضو في مجلس السنهدريم ومعلّم في الشريعة ووجيه من وجهاء الشعب. تخبرنا الأناجيل عنه أنّ التقى يسوع ليلاً وكان بينهما حديث روحي. ويغيب عن الرواية الإنجيليّة ليظهر ثانيةً مع يوسف الرامي لدفن يسوع المصلوب.
اللقاء الليلي. التقى نيقوديموس يسوع شخصيّاً ليفصل بين الحقيقة والإشاعة. فقد سمع الكثير عن المسيح، وكان ما سمعه متضارباً. وأراد أيضاً أن يعرف المزيد عن ملكوت الله. فكلّ ما كان يعرفه هو أنّ الملكوت مخصّص لليهود فقط.
نيقوديموس معلّم حقّاً. ومن صفة المعلّم الحقيقيّ أنّه لا يكفّ عن التعلّم حتّى من نجّارٍ ناصريّ. لقد اكتشف أنّ الملكوت شخصيّ وليس لشعبٍ حصريّ. والدخول فيه يتطلّب توبةً حقيقيّة وولادةً ثانية روحانيّة.
نيقوديموس يدافع عن المسيح في السنهدريم. حين أدرك نيقوديموس أنّ يسوع هو المسيح، تكلّم بجرأةٍ وشجاعة في السنهدريم حين هاجمه اليهود مخاطراً بسمعته ومركزه ودافع عن يسوع. ”أتسمح لنا شريعتنا بأن نحكم عليه بدون سماع دفاعه أوّلاً لمعرفة ذنبه؟“ (يو 7: 51(
نيقوديموس يدفن يسوع. بعد موت يسوع، أحضر نيقوديموس طيوباً، وقام بدفنه كما يليق غير خائفٍ من العواقب الناتجة عن فعلته هذه، بينما هرب التلاميذ مع أنّهم لا يملكون منصباً يخشون فقدانه. وهذا يبيّن استمراريّة نيقوديموس في النموّ الروحيّ وقد وصل إلى الشهادة حتّى وإن كان الثمن استشهاداً.



( اللص اليمين )

سارق الأبديّة
لا نعرف الكثير عن هذا اللص، لا اسمه ولا الجرم الّّذي حُكِمَ عليه بالموت من أجله. كلّ ما نستطيع أن نقوله فيه هو أنّه أوّل مَن دخل الفردوس. ومن الكنائس مَن خصّص له عيداً فاعترفت به قدّيساً، على الرغم من أنّ قلّةً قليلة جدّاً من الناس تطلب شفاعته.
اللص يؤنّب صديقه. إنّ أوّل ما يلفت النظر هو موقفه النبيل إذ فتح فمه لينادي بالعدل مع أنّه انتهك جميع قوانين العدالة في حياته: «أمّا نحن فعقابنا عدل، لأنّنا نلقى ما تستوجبه أعمالنا» (لو23: 40-41 ) وذكره في الإنجيل تنبيه كي نعرف في أيّة جهةٍ نكون. أفي جهة اليمين (النور) أم في جهة اليسار (الظلام).
لص اليمين ينظر إلى يسوع. ففي الوقت الّذي ترك الجميع يسوع في آلامه، لم يتوانَ هذا اللص عن توجيه كلامه ليسوع.المجروح، المصلوب، الّذي يئنّ نزاعاً .
لصّ اليمين يؤمن بملكوت المسيح. ففي الوقت الّذي اعتبر بعض تلاميذ المسيح، وربّما غالبيّتهم، أنّ أمر الملكوت انتهى عند موت يسوع على الصليب، ظلّ هذا اللص مؤمناً بالملكوت، بل وآمن أنّ هذا الملكوت سيبدأ الآن، وما الآلام والموت إلاّ عبور إلى هذا الملكوت.



( مريم المجدليّة )

الاضطهاد والشجاعة
ولِدَت مريم المجدليّة في بلدة مجدلة الواقعة على الشاطئ الغربيّ لبحيرة طبريّة. ويقول التقليد إنّ والديها كانا من أغنياء اليهود في البلاد، وكانت تملك مزارع واسعة وأملاك. ولكنّها ابتليت بأوجاعٍ متنوّعة فحرّرها المسيح منها، ويقول الإنجيل إنّه طرد منها سبعة شياطين. فرافقت المسيح في حياته التبشيريّة في الجليل وتبعته في سفره الأخير إلى أورشليم، وكانت حاضرة في آلامه وشهدت دفنه.
وقفت مريم المجدليّة عند أقدام الصليب مع مريم أمّ يسوع وسائر النسوة (يو 19: 25). لقد سمعت كلّ الشتائم الّتي كان يشتم بها رؤساء الكهنة والشعب يسوعَ المصلوب. سمعتها وتمزّق قلبها ألماً لأنّها موجّهة تجاه الشخص الّذي حرّرها والّذي لم ترَ في حياتها بالقرب منه أنّه فعل سوءاً. ولا شكّ في أنّ اليهود سخروا منها وشتموها وأهانوها. كيف لا وهي تعبّر في لحظة صلب يسوع هذه عن أنّها من جماعته، ولازالت تعقد العزم على أن تظلّ من أتباعه، وهي تتذكّر ما قاله: ”طوبى لكم إذا شتموكم أو اضطهدوكم وافتروا عليكم كلّ كذبٍ من أجلي ...“ (متّى 5 :11)
كانت مريم واقفة عند القبر تبكي على المسيح. وحين ظهر لها، أعماها حزنها فلم تعرفه. فمن شدّة حزنها لم تتوقّع المستحيل: أن تراه حيّاً.
حين ناداها يسوع باسمها، عرفته للحال، وحاولت أن تتمسّك به من شدّة حبّها له. لكنّ يسوع نبّهها. فهو لا يريد من محبّيه أن يتركوا عملهم ورسالتهم ويبقوا معه كما كان. وبتنبيهه أعلمها أنّه ينبغي عليها أن تنقل بشارة القيامة إلى الآخرين.
حين ناداها يسوع باسمها، عرفته للحال، وحاولت أن تتمسّك به من شدّة حبّها له. لكنّ يسوع نبّهها. فهو لا يريد من محبّيه أن يتركوا عملهم ورسالتهم ويبقوا معه كما كان رأي بطرس في السابق أثناء التجلّي. وبتنبيهه أعلمها أنّه ينبغي عليها أن تنقل بشارة القيامة إلى الآخرين.



( سمعان القيريني )

حامل صليب غيره
سمعان اسم عبرانيّ ومعناه المستمع. وهو من قيرينيا في ليبيا حاليّاً. ويخبرنا الإنجيل أنّه والد الإسكندر وروفُس، ويبدو أنّ الجماعة المسيحيّة الأولى تعرفهما حتّى ذكرهما الإنجيل كتوضيح لهويّة سمعان والدهما (مر 15: 21). كان عائداً من الحقول، ولا شكّ أنّه كان منهكاً بعد شقاء يوم عمل. فأجبره الجنود على مساعدة يسوع في حمل الصليب (متّى 27: 32)
كان سمعان عائداً إلى البيت بعد عناء يوم عمل. ورأى شخصاً آخر تعِب ويعاني الجهد والإرهاق. ولا ندري ما الّذي شعر به لهذه الرؤية. كلّ ما نعرفه أنّ موجةٍ من المحبّة تأجّجت في قلبه، وجعلته ينسى تعبه ولا يتحجّج به ليمتنع عن إغاثة مَن هو في حال إرهاقٍ أشدّ منه.
سمعان القيريني يحمل صليب المسيح: ”وبينما هم خارجون من المدينة، صادفوا رجلاً من قيرينيا اسمه سمعان فسخّروه ليحمل صليب يسوع“ (متّى 27: 32). حمل القيريني صليب يسوع بدل المحراث، فحمل بهذا الفعل فقره صليباً، فرفع من معنى بؤسه ومنحه قيمةً روحيّة.
عار حمل الصليب. فالصليب في ذلك الحين أداة عار. ومع جلبة الشعب والصخب، حيث يختلط الحابل بالنابل، وتحت ضربات سياط الجنود، لابدّ من أنّه نال بعض الضربات ... لابدّ من أنّ الناس اعتقدوا أنّه هو المجرم المحكوم عليه. وظلّ في هذا الخزي حتّى الجلجلة، أي عبر المدينة كلّها هكذا. وهكذا أظهر سمعان أنّ عمل الفداء لا يتمّ بدون مشاركة الإنسان. فالقيريني يمثّل الإنسان الخاطئ الذي، على الرغم من خطاياه، يستطيع أن يساهم في تحقيق خلاص المسيح للبشر.



( مريم العذراء )

الأمّ الواقفة عند الصليب
مريم هي من سبط يهوذا، والدها يواكيم بن يونان بن لعازر من قبيلة داوود، وامّها حنّة. حبلت بيسوع وهي عذراء، وكرّست حياتها لتربيته ورعايته. وحين بلغ سنّ الرجولة، وبدأت آمالها تتجسّد فيه، ألقي القبض عليه وحُكِمَ عليه بالإعدام صلباً كأشدّ المجرمين شرّاً.
مريم تشهد بنات أورشليم يبكين ويلطمن يائسات، وهي تتبعه صامتة على عادتها وتتأمّل من دون أن تدرك عمق ما يحدث. سيف اجتاز قلبها كما أنبأها سمعان الشيخ. وهي تتأمّل الألم وبشاعة البشريّة.
مريم عند صليب ابنها والحزن يغمر قلبها. الأناجيل لا تقول شيئاً أكثر عن هذه الوقفة. كانت تقف. ومَن يقف يسمع؛ يرى؛ يعاين. ما الّذي كانت تفكّر به مريم في وقفتها؟ دائماً كلمات سمعان الشيخ وكأنّها لازمة لأنشودة حزنٍ لا ينتهي: ”وأنتِ سيخترق قلبك سيف...“ (لو 2: 35).
”يا يوحنّا هذه أمّك!“ (يو 19: 27). لم تناقش مريم رغبة ابنها عند سماعها هذه الجملة. كانت تعلم أنّه يحبّها، وأنّه في أصعب لحظات حياته، لم يتقوقع في آلامه، بل فكّر بها وقلق عليها. لقد منح يسوع أمّه للإنسانيّة من خلال يوحنّا.



( بطرس )

الإنكار وصياح الديك
بطرس اسم يونانيّ ومعناه ”صخرة“. بطرس من مدينة صيدا ومهنته صيد السمك، وأخوه إندراوس. ويبدو أنّ زوجته من كفرناحوم لأنّ فيها شفى يسوع حماة بطرس (متّى 8: 14-15).
بطرس هو أحد تلاميذ يسوع الاثني عشر. وقد ميّزه يسوع إذ جعله الصخرة الّتي سيبني عليها كنيسته. كان شاهداً لكثير من الأحداث الّتي لم يشهدها جميع التلاميذ: شفاء ابنة رئيس المجمع، التجلّي، النزاع في بستان الزيتون، محاكمة يسوع. ولكنّه لم يرَ يسوع يُصلب، لأنّه هرب خائفاً. كتب رسالتين واستشهد مصلوباً في روما.
تناول بطرس العشاء الأخير مع يسوع. لقد أحيا هذا العشاء الفاخر في ذهن بطرس تنصيب يسوع ملكاً، فشبّ النزاع بين التلاميذ لمعرفة مَن هو الأكبر في ملك يسوع (لو 22: 24). ومن الطبيعي أن يشعر بطرس بمكانته الخاصّة في هذا الملك، لكنّ يسوع حسم الجدال العقيم، وقلب سلّم القيم رأساً على عقب: ”ليكن الأكبر فيكم كالأصغر“ (لو 22: 25-27). ومع ذلك، احتجّ بطرس على يسوع حين تكلّم على آلامه: ”حاشى يا ربّ أن يكون هذا “ (متّى 16: 22).
يقدر بطرس أن يسهر مع المسيح في محنته. وحين أتى يهوذا ليقبض على المسيح، ثارت حميّته، واستلّ سيفه وقطع أذن غلام رئيس الكهنة. فأنّبه يسوع لأنّ العنف ليس طريقاً للملكوت. حينها، تخاذل بطرس وهرب مع التلاميذ الآخرين.
توقّف بطرس عن الهرب وقاده حبّه لمعلّمه خطواته وتبع يسوع عن بعد حتّى دار رئيس الكهنة. ومكث في الباحة يتدفّأ مع الخدم (متّى 26: 58). لقد ضاع في هذا الحشد فاكتسب قليلاً من الجرأة، لكنّ لهيب النار كشف أمره وعرفته إحدى الجواري من ملامحه وقالت أنت أيضاً كنت مع يسوع الناصريّ فأنكر، وكرّر إنكاره ثلاث مرّات. حينها تذكّر ما قاله يسوع له أنّه سينكره قبل صياح الديك.
لقد انتقل بطرس من الشجاعة إلى الخيانة. كانت خطيئته عظيمة، لكنّ توبته كانت أعظم. فقد بكى بكاءٍ مرّاً.
وبينما كان بطرس مختبئاً خائفاً حزيناً، أتته النسوة وأخبرته بأنّ المسيح قد قام من بين الأموات. فاحتار من هذا النبأ، وقال إنّ النسوة يهذين ولم يصدقّهنّ. لو كان المسيح لا يريد الموت لخلّص نفسه من العذابات المريرة بدل أن يتحمّلها ثمّ يقوم.
وأراد أن يتحقّق بطرس من الخبر. أراد أن يلمس لا أن يؤمن بدون أن يرى. فذهب إلى القبر فرأى الأكفان ملفوفة وحدها، ومضى متعجّباً ممّا حدث (لو 24/12). ويظهر له يسوع ليزيل عنه الشك، فهو أوّل المؤمنين.


( حاملات الطيب )

الوفاء حتّى النهاية
إنّ حاملات الطيب هم النسوة اللواتي أتين القبر باكراً ليطيّبن جسد يسوع على عادة اليهود في إكرام موتاهم. ويذكر لنا الإنجيل أسماؤهنّ، وكأنّ ما فعلنه له أهميّة مميّزة. إنّهنّ: مريم المجدليّة، مريم أم يوسى، ومريم زوجة قلاوبا (متّى 28/1-8). وكنّ يتساءلن: مَن تراه يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟
أرادت النسوة أن يعبّرن عن محبّتهنّ ليسوع من خلال رغبتهنّ بدهن جثمانه بالطيب. فالموت لم يستطع أن يزيل المحبّة الّتي في قلوبهنّ. إنّهنّ نساء. ولا يحقّ للمرأة في ذلك العصر أن تدلي بشهادة أمام المجلس، لأنّ الشريعة تشكّك بشهادة المرأة، ولا أن تلجأ إلى الحاكم الروماني، لأنّ المجتمع سيتّهمها بإقامة علاقةٍ غير شريفة معه. كل ما فعلنه هو الحضور: حضور عند الصليب، وحضور إلى القبر. كان هذا كافيّاً للربّ كي يجعلهنّ أوّل شهود القيامة.
”ورأين الحجر قد دُحرِج“. يقول الإنجيل إنّ حاملات الطيب شعرن بالخوف أمام هذا المشهد. لقد شعرن بالرهبة. وازداد الخوف حين أكّد لهن الملاك خبر القيامة: ”لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟“ فانفراج أيّة أزمة يولّد الخوف. خوف ألاّ يكون هذا صحيحاً، خوف أن يكون وهماً. وفي خضمّ هذا الخوف، يحدّد الملاك أربع نقاط: عدم الخوف، يسوع الميت لا وجود له، انظرن، وأخبرن.



( توما الرسول )

الشك
توما اسم آرامي ويعني التوأم. هو أحد الاثني عشر رسولاً (متّى 10/3). كان توما يحكم على الأمور بطريقته الخاصّة، ينطلق من منطقه لا من منطق الله: ”يا سيّد، نحن لا نعرف إلى أين تذهب، فكيف نعرف الطريق؟) “يو 14/5). انفعالي ولكنّه صادق وشجاع. حين أعلن يسوع أنّ لعازر مات هتف وقال: ”لنذهب نحن أيضاً ونموت معه“ (يو 11/16). وإذ يجعل عقله نقطة انطلاق إيمانه لا العكس، كان يسقط فريسة الشك. وهكذا شكّك بقيامة المسيح الّتي لا يستوعبها عقل بشريّ.
أخبر الرسل توما أنّ المسيح ظهر لهم، فأعلن أنّه لن يؤمن إلاّ إذا وضع إصبعه على الجروح. إنّه لا يقتنع إلاّ بما هو ملموس. إنّه يطلب مزيداً من اليقين قبل أن يوقّع تعهّده.
وآمن توما حين رأى القائم من بين الأموات. لم يكفه عيشه مع المسيح، سماعه لتعاليمه، ومعاينته لمعجزاته. وحين وقف يسوع في وسط تلاميذه، حدّق بتوما وخاطبه معاتباً: هات يدك يا توما وعاين الجروح، هات إصبعك وضعها في جنبي.



( تلميذا عمّاوس )

من اليأس إلى الرجاء
لا نعرف سوى اسم أحد هذين التلميذين وهو قلاوبا. أمّا عنهما، فمن المحتمل أنّهما من تلاميذ يسوع الـ 72. وأنّهما عاشراه وعرفاه، وعقدا الآمال عليه. فما يرويانه عن يسوع يبيّن أنّهما على علمٍ لا بالأحداث العامّة الّتي يعرفها أيّ ساكنٍ في أورشليم، بل الخاصّة، ويتكلّمان وكأنّهما من خاصّة يسوع: ”إلاّ أنّ نسوة منّا قد حيّرننا ... وذهب بعض أصحابنا إلى القبر فوجدوا الحال على ما قالته النسوة لنا“ ( لو 24 / 22 - 24 )
كانا عائدان إلى قريتهما عمّاوس، وقد صدمهما موت يسوع. فابتعدا عن جماعة أورشليم (الكنيسة) حزينين، حائرين. كانا يأملان عملاً معيّناً يؤدّيه يسوع، وهو تحرير شعبه من حكم الرومان. كانا يعتبرانه قائد ثورةٍ سياسيّ. ولكنّه مات، ففقدا الرجاء.
المخرج الوحيد الذي قادهم المسيح القائم من بين الأموات إليه هو الكتاب المقدّس. كان التلميذان يعرفان الكتب والأنبياء. وسمعا شرحاً لها، لكنّهما لم يعيدا النظر في هذا الشرح في ضوء القيامة، في ضوء المسيح. وفي أثناء الشرح الجديد والتفسير، انفتح قلبيهما على النعمة. وبلغ هذا الانفتاح ذروته في الإفخارستيّا، علامة الشراكة بين أعضاء الكنيسة المشتّتين.

أضف رد جديد