لا ترموا كنيستي السريانية بالسهام

[Dr Philip Hardo]

لا ترموا كنيستي السريانية بالسهام

عن موقع السريان
الكاتب د. فيليب حردو -لندن

تمر بعض الكنائس السريانية اليوم وخاصة الأغترابية في ظروف صعبة يجب علينا أن نتفاعل معها بعقلانية وتروي. وما يحزنني هو أن اقرأ هنا وهناك مقالات جارحة ومؤلمة بحق الأكليروس والمجمع المقدس بغاية التغيير لكن الى درجة الثورة على الكنيسة وهذه عينات مما كتب بعضهم:::

1-....كثيرون قد أخذوا يتحدثون عن الامور المخزية التي حدثت في ابرشية المانيا.... الخ.
2.....تصنيع وابتكار أبرشيات جديدة لا تتكون بعضها أكثر من كنيسة واحدة أو كنيستين, ورسامة مطارنة لهذه الأبرشيات بعضهم لا يستحق حتى رتبة شماس... الخ.
3..... هؤلاء المطارنة الجدد (المثقفين جداً).... ولا يخجل هذا (المتمطرن) أن يعلن... الخ.
4.... وأخيراً لا بد لنا أن نتجرأ ونقول بأن طقسنا الكنسي الطويل والمكرر والممل قد تجاوزه الزمن ولم يعد يواكب العصر.... الخ.
5. ...ألمطارنة الذين....بعضهم البعض أمام العلمانيين ويحفرون القبور بعضهم لبعض، ويبتعدون عن الصوم والصلاة...، الخ.
6. ....هل سيرتكب سيّدنا البطريرك خطيئة كبرى ثانية في حياته.... الخ.
7. ....بإكراه من البطريركية والمطارنة غير المحقّين وغير الصادقين.... الخ.
8. ....الكهنة في ابرشيتنا بعيدين كل البعد عن الله والكهنة الحقيقيون ينعدون على الاصابع فقط في الابرشية , همهم فقط جمع المال والحديث عن الناس واشعال الفتن بين العائلات....... الخ.
9. ... ولانه واقع تحت تأثير كبير لاشخاص يبيعون ويشترون الكنيسة كما يريدون....

وهناك ذكر لكلام ناب جدا لا أود ذكره هنا.... الخ..

ومن الغريب انه من النادر أن يكتب مثل هؤلاء نقدا للرعية وكأن أبنائها كلهم على حق وأنهم خواريف المسيح. والوقع وفي الحقيقة أن بعض الأوضاع الكنسية في الأغتراب هي أكثر من معقدة ربما حتى لأكبر رجل أكليروس في العالم أو لسليمان الحكيم نفسه.

ربما كان بالأمكان لمثل هؤلاء المندفعين والغيورين "جدا" على الكنيسة انتقاد الأكليروس بلغة المحاور الموثرة وبدون تجريح أو المساس بالشخصيات. لكن، ومن المستغرب أن أكثر هذه الأنتقادات المخرشة تأتي من المغتربين الذين يتجاهلون طريقة الحوار الراقي والمتبع في موطنهم الجديد.

لذا، اليس من الحكمة والمنطق ان يسعى مثل هؤلاء الكتبة للعمل من أجل الوئام في الكنيسة وليس برميها بالسهام واحيانا بالرماح؟ ومن حسن الحظ ان مثل هؤلاء المندفعين قلة في العدد وهناك من العقلاء من يحذرهم وينبههم على تصرفاتهم. فقد أعجبني ماقاله السيد شمعون جلو رئيس المجلس الملي في كنيسة مار أثناسيوس الرسولي في فلوريدا عام 2008 في هذا السياق:: واقول لهؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر، أن يختاروا الفاظهم عندما يتكلمون.

كما أن معظم رجال الأكليروس لا يوافق على نشر مثل هذا الكلام ففي مقابلة مع نيافة الحبر الجليل مار أثناسيوس توما دقّما النائب البطريركي في بريطانيا في أحدى المواقع السريانية عام 2007 قال: وأأمل من المواقع عدم نشر الرسائل التي تمس الكنيسة ورئاستها وما فيها من تطاول...
وكتب أيضا الأب عيسى غريب .المانيا / فولندورف في هذا الموقع الغيور مؤخرا قائلا: مسيرة الكنيسة المقدسة لا تعالج بالتجريح والتشهير بل بالمثابرة والعمل والخلاص والغيرة والبطئ والنقد البناء بعيدا عن المصالح الضيقة والكبرياء وأن نبني جيلاً حضارياَ، جيلاً مثالياً، جيلاً أخلاقياً، جيلاً مؤمنا ً، جيلاً مطيعاُ، جيلاً محب، جيلاً يحمل الكلمة بأمانه وإخلاص...الخ.

فإن كان يا أخوتي هكذا يتعامل بعض "العلمانيين" مع االكهنة فإنه من حق الأكليروس إذا أخذ الحذر من إدخالنا نحن العلمانيين الى أجتماعات المجامع المقدسة مستقبلا خوفا على سلامتها.

وأخيرا مكن أطلب من هؤلاء الذين يصفون طقسنا الكنسي بالطويل والممل أن يحضروا قداسا كاملا في كنيسة قبطية ويجيبوني.

الخلاصة:

إن كنيستنا السريانية تمر اليوم بمرحلة تحول وتحدي كبيرة نظرا للتغيرات الدولية التي نعيشها وليس من الحكمة البتهة أن نقدم لأعداء هذه الكنيسة العريقة الغذاء للمساس بها وبمستقبلها. لذا أرجو أن يكون نقد الكتبة للكنيسة لائقا وإلا فإن إثارة البلبلة والشائعات سيؤثر سلبا على سلك الكهنوت وعلى الكنيسة ككل. وأنا لا أوافق ايضا على مهاجمة البعض للكنيسة في التلفزيون بحجة تعديل وتصحيح أخطائها.

وشكرا