شخصيات كنسية

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة ashor » الخميس أغسطس 27, 2009 12:13 pm

+++

شخصيات كنسية

الشهيد ونس

لماذا ’لقب الشهيد الأنبا ونس بكلمة (( أنبا )) رغم صغر سنه ؟ (منقول)(شفيع الأشياء الضائعة)

============ ========= =====

كلمة أنبا هي كلمه سيريانية معناها أب بالعربية ولايلقب احد بهذا اللقب إلا من كان أب روحياً بالحقيقة أو أباً بالإيمان وهذا المعني نعرفه من قصة مارمرقس الرسول عندما كان صبي وكان سائراً مع والده (ارسطوبولس) تجاه نـهر الأردن وفي الصحراء ابصر أسداً ولبؤة وبفضل إيمان الصبي (مار مرقس) أنقذهما الرب فقال والده له (( أنت ولدي لكنك صرت أبي بالإيـمان )) .

============ ========= =====

نشــــأتـه وحيــــاتـه :

============ ========= =====

نظراً لعدم مخطوط عن حياة القديس أنبا ونس فقد حكي لنا السلف الصالح والأجداد السابقون الذين عاصروه بأن الأنبا ونس ولد من أبوين فقيرين بـمدينة الأقصر ولقب بأسم يؤانس بعد أن نال نعمة الشموسيه وكان وحيداً لوالديه ونشأ علي حب الفضيله وحب الكنيسه ومخافة الله وقراءة الكتاب المقدس والصوم والصلاة وحضور القدسات والتناول من الأسرار المقدسة والاطلاع علي سير القديسين والشهداء ولذلك عاش راهباً ناسكاً رغم صغر سنه اذ كان عنده اثنـي عشر سنه، كان محباً للفقراء وتعلم الإلحان الكنسية وكان يساعد في عمل القربان في أيام الجمع والاحاد و أما بقية الأيام التي بلا قدسات فكان يطلب من جيرانه عمل خبز صغير المسمي بالحنون كي يتغذى عليه .

============ ========= =====

الــرؤى والأحــــلام :

============ ========= =====

(( ويكون بعد ذلك إني أسكب روحي علي كل بشر فيتنبأ بنوكم و بناتكم و يحلم شيوخكم أحلاما و يري شبابكم رؤي))
( يؤ28:2 ) بعد أن شاهد القديس عذابات المؤمنين رأي في حلم أثناء الليل رؤيا مضمونها أنه سوف ينال إكليل الشهادة من أجل محبته في الملك المسيح فذهب لأسقف المدينة (الأقصر) و قص عليه الرؤيا و طلب منه أن يدفن جسده في مدافن أم قربات في الأقصر فوعده بتحقيق طلبه .

============ ========= =====

عـذابـاتـــه و إســـتشهـاده :

============ ========= =====
حدث ذات يوم أنه أغار جماعة من الأشرار بقيادة الوالي الروماني علي مدينة الأقصر و بعد أن عذبوا كثيرين من المؤمنين سـمعوا أن القديس الأنبا ونس أنه يثبت المسيحيـين و يحثهم علي الذهاب للكنيسة و يشجعـهم علي الإستشهاد حباً في مخلصهم و فاديهم يسوع المسيح الذي سفك دمه الكريم علي الصليب فأرادو أن يقبضوا عليه و يقتلوه فبحثوا عنه إلي أن عثروا عليه وأمسكوه فـلم يخف بل كان في شجاعة الأسد الزائر معترفاً بإيـمانه المسيحي و قال لهم لن أترك إيـماني و إيـمان أبائـي (( لي إشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ذاك أفضل جداً )) . ( في23:1 ) ,فبدأ الأشرار يعذبونه بعذابات كثيرة و هو صابر شاكر كالصخر يستنجد بالسيد المسيح الذي أحبه و ضمد جراحاته و أخيراً فصلوا رأسه عن جسده وكان ذلك في يوم السبت 16 هاتور في بداية القرن الرابع الميلادي .

حمل الـمؤمنين جسد القديس الذي عرفوه من ملابسه التي إعتادوا أن يروه بـها و بأمر من أسقف الـمدينة بـحثوا عن رأس القديس التي وجدوها بحري المدينة عند جذع نـخلة كفنوه بأكفان غالية ووضعوه في أنبوبة من الفخار و صلوا علي جسده الصلاة التي تليق بالقديسين و حسب وصيته دفن في مدافن أم قرعات .

و في عهد الـمتنيح القديس الأنبا مرقس مطران الأقصر و إسنا و أسوان 1879 ميلادياً نشأت فكرة إزالة الـمقابر من وسط المدينة فأراد الأنبا مرقس بإبقاء جسد القديس إكراماً له في مكانه وسط الـمدينة و لكن كيف هذا و هو لا يعرف قبر القديس من بين القبور و لـم تكون هناك طريقة غير الصلاة و الصوم فصلي و صام الأنبا مرقس صوم إنقطاعي 3 أيام و في أخر يوم ظهر له ملاك الرب و أعطاه علامة علي قبر القديس و بالفعل توجه الأنبا مرقس ووجد العـلامة وتم نقل الجسد و هو الأن في مدرسة الأقباط بالأقصر و يأتـي له الزائرون من كافة أنـحاء البلاد و من الخارج أيضاً إذ له شفاعة قوية وسريع الندهـة جداً و كما أن شفاعـة العذراء مريم تشفي الـمرضي وشفاعـة و صلوات مارجرجس تـخرج الأرواح النجسة هكذا أعطي الرب للـقديس الأنبا ونس سلطان الـقدرة علي العثور علي الأشياء الضائعة و الـمفقودة و لـه العديد من الـمواقف و المـعجزات مع الكثـيرين .

منقوووووووووووووووووول


============ ========= =====

بــركة صلــــــواتـه تـــــــكـون معــــــنا .
ولالهنا كل المجد الي الابد .
أمـــ+ـــين

..............

صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
nahren
مشرف إداري
مشاركات: 6425
اشترك في: الأربعاء مارس 28, 2007 6:58 am

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة nahren » الخميس أغسطس 27, 2009 7:24 pm

ashor كتب: (( لي إشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ذاك أفضل جداً )) . ( في23:1 )

فعلا لا شيء يعلى على ان يكون الانسان مع الرب يسوع المسيح
وكل العذابات تهون بمجرد اننا نحمل اسمه القدوس

شكرا لك اخي اشور على المعلومات القيمة عن الشهيد ونس
باركك الرب وشفاعة القديس معك دوما :hands:

لا ادري كيـــــــــــــف لكــن أعلــم أنه يســتجيب
أرفـــــع شـــكواي اليه وهـــو لا شـــك يــــجيب

mari
مشرف إداري
مشاركات: 4524
اشترك في: الجمعة فبراير 16, 2007 8:42 pm
مكان: العراق

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة mari » السبت أغسطس 29, 2009 10:29 pm

نشكرك يا رب على هذه النعم التي تنعم بها الى المؤمنين باسمك القدوس ...

شكرا الك اخي اشور للقصة

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء يونيو 20, 2012 3:08 pm

+++

حياة القديس مارون الناسك
**********************
ان القديس مارون، هو من أصل سوري المولد ويعد "أبو الامة المارونية " ، لقد كان ايمان مارون، ايمان شخص كاثوليكي لا يمكننا الجزم في المكان الذي تنسك فيه القديس مارون، لكن العلماء الموارنة اتفقوا على انه ولد وتنسك في شمال غرب سوريا او " سوريا العاصي "، لان نهر العاصي يخترقها من الجنوب إلى الشمال. كما اتفق العلماء على انه كان سريانيـًا و اللغة التي تكلم بها، هي اللغة السريانية المنتشرة في سوريا الثانية. و لا نمتلك الكثير من المعلومات عن مولده، و لكنه من الممكن ان يكون قد ولد في مدينة " نابو " عاصمة تلك الارجاء، و لا نعلم عن صباه، الا انه بالتاكيد ترك الناس و المدينة، و انقطع على جبل " قوروش " القريب من مدينة " نابو " و كان يسمى جبل " نابو " نسبة إلى الاله " نابو " الذي كان يعبده سكان تلك المدينة، قبل المسيحية و لما اعتنقوا الايمان المسيحي تركوا الجبل مقفرًا خاليـًا صحراويـًا و كأن المشيئة الالهية قد رادت ان يقوم مارون باعادة غرسه بطريقة اخرى!.

كلمة مارون في اللغة السريانية، تعني السيد، او السيد الصغير، في النواحي القورشية خرج مارون إلى الجبل، لكي يعبده فيه كان جبل نابو، محجـًا لسكان القرية، و مكان الذي يعبدون فيه الاله نابو و عندما هجر الجبل في القرون الاولى من المسيحية لاعتناق السكان المسيحية، اصبح المعبد خاليـًا و الجبل لم يعد الناس يحجون اليه، و لكن في الايام المقبلة سيعود الناس يحجون إلى ذلك الجبل و لكن من اجل التبرك . ان العلامة و الاسقف الشهير، تيدورتيطس، يذكر الرهبان و النساك في تلك الاصقاع، و على راسهم، مارون او مارون الالهي كما يدعوه الاسقف! " لقد زين مارون " يقول تيدوروتيطس " طغمة الاباء و المتوحدين إلى الله و مارس ضروب التقشفات و الاماتات تحت جو السماء دون سقف سوى خيمة صغيرة لا يستظلها الا نادرًا". " و كان هناك معبد وثني قديم لاله نابو، كرسه مارون " كما يقول المؤرخ للعبادة و الصلاة للرب يسوع المسيح، كان ذلك المعبد الحقير، إلى المكان الذي انطلقت منه المارونية إلى الشرق اولا ً و إلى العالم كله ثانيـًا".

إستنادا على عقيدة الكنيسة كان مارون يمتلك نعمة الشفاء و القيام بالاعاجيب الكثيرة، فذاع صيته و تقاطر البشر اليه لكي يشفو امراضهم الجسدية و النفسية على حد سواء ً حتى أن شهرته وصلت إلى كافة انحاء سوريا . لم يقتصر القديس مارون الكبير على شفاء امراض الجسد بل تعداه إلى شفاء امراض الروح و النفس، يقول المؤوخ " فوسجتر" و هو من ابرز المؤرخين في العالم، متحدثـًا عن القديس مارون فيقول : " أن القديس مارون كان أول من مارس العيش في العراء في سوريا معرضـًا نفسه لقسوة عوامل الطبيعة، و أن بعض النساك في مقاطعة قوروش في سوريا الشمالية قد تبنوا هذا النمط من العيش، و خاصة الرهبان العموديين و على راسهم سمعان العمودي، أن القديس سمعان العمودي ما هو الا تلميذ في مدرسة النسك التي اسسها مارون". لقد كان لدى مارون صداقة حقيقية مع " يوحنا الذهبي الفم " الذي كان اسقف دمشق و من ثم قرر الانتقال إلى ارمينيا حيث كانت تلك البلاد منفاه الاختياري الذي قضى به سنيه الاخيرة، و من الممكن أن الصداقة التي قامت بين مارون و يوحنا الذهبي الفم قد تكونت في انطاكية حيث من الممكن أن كلاهما قبل بدء دعوته قد زارا المدينة التي كانت تعد مركزًا للاهوت في الشرق، و هناك اصبحا صديقين!. و بعد تلك الصداقة، ارسل يوحنا الذهبي الفم من ارمينيا رسالة إلى القديس مارون، و هي رسالة نفيسة جدًا و تظهر بالعدد 36، و فيها تظهر روابط المحبة و الالفة الكبيرة و الشديدة، و الاخوة في المسيح التي تجمع بين القديسين. يقول القديس يوحنا الدمشقي في تلك الرسالة :

" إلى مارون الكاهن و الناسك، أن رباطات المحبة و المودة و الصداقة التي تشدنا اليك تقف نصب اعيننا كانك عندنا و بيينا لان عيون المحبة تخرق في طبعها الابعاد و لا يضعفها طول الزمان و كنا نود أن نكاتبك بكثرة لولا بعد الشقة و قلة المسافرين إلى نواحيكم . اما الان فاننا نهدي اليك اطيب التمنيات و نحب أن تكون على يقين من اننا لا نفتر من ذكرك اينما كنا لما لك في ضميرنا من منزلة رفيعة فلا تضن انت ايضا ً علينا انباء صحتك لان اخبارك تولينا على البعد و تبعث فينا السرور و التعزية في منفانا و عزلتنا و تطيب نفسنا كثيرا ً . اذ اننا نعلم انك في عافية نسالك أن تصلي إلى الله لنا من اجلنا . امين . " و الرسالة ماخوذة عن كتاب " مين " لاباء اليونان مجلد 72 . لقد ارسلت تلك الرسالة في العام 403 او 404 على الاغلب!.

كان وفاة القديس مارون قرابة العام 410، و لما توفي القديس مارون دفن اولا ً في مغارة القديس زابيلا و هو من أحد تلاميذ القديس مارون الا انه توفي قبله، و كان مارون يحبه كثيرا ً و يقتدي به، فطلب أن يدفن عغن وفاته فيه، و من ثم قامت مشاكل بين سكان قرى تلك الانحاء حول الاحتفاظ في الجثمان نظرًا لكونه مصدر خير للجميع، فقام سكان مدينة كفر نابو بسرقته و نقله إلى قريتهم حيث اشادوا كنيسة كبيرة على اسمه، و يقول تيدورتيطس أن الموارنة منذ ذلك الوقت قد عمدوا إلى تكريم القديس مارون، و انه كان يشارك ايضـًا في تذكار ذلك القديس.

و منذ القديم و قد عمد الموارنة إلى تكريم القديس مارون، فقد ورد في احدى الترنيمات المارونية القديمة جدا ً و التي تعود إلى القرون الوسطى عبارة : " أن الطوباوي مارون هيكل الروح القدس الطاهر قد تعب في كرم المسيح من الصباح إلى المساء"، ما أن انتشر خبر وفاة القديس مارون حتى تقاطر الناس لكي يتبركوا بثجمانه، و يرى البطريرك و الباحث الماروني اسطفان الدويهي بان قرية " المعرة " هي التي فازت بجثمان القديس مارون بين كافة القرى التي تنازعت على الاحتفاظ بجثمانه

منقووووووووول

**
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
قمر
مشرف إداري
مشاركات: 9196
اشترك في: الأحد سبتمبر 24, 2006 7:02 pm
اتصال:

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة قمر » الخميس يونيو 21, 2012 12:40 am

حياة القديس مارون الناسك
اول مرة بسمعهاا حلوة عجبني فيها انو فقام سكان مدينة كفر نابو بسرقته و نقله إلى قريتهم حيث اشادوا كنيسة كبيرة على اسمه اديش كانو بحبو
عل فكرة زوجي طائفة مورانة بس بدي اعرف ليش كترت الطوايف مع انو الايمان واحد وهو ربنا يسوع الوحيد
والله الدنيا غريبة وعجيبة
شكرا اخي اشور يعطيك العافية على موضوع شخصيات الكنسية
محبتي
صورة

2014

صورة العضو الرمزية
غادة عيدو
مشرف إداري
مشاركات: 3377
اشترك في: الأحد ديسمبر 02, 2007 7:52 am
مكان: كندا
اتصال:

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة غادة عيدو » الخميس يوليو 05, 2012 6:29 am

شكراً ملفونو اشور على المعلومات القيمة , وبانتظار المزيد.............
صورة

صورة

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة ashor » الأحد يوليو 08, 2012 11:55 am

+++

المثلث الرحمات البطريرك يعقوب الثالث البرطلي للسريان الأرثوذكس
صورة


1)
البطريرك يعقوب الثالث البرطلي
يقول المطران اسحق ساكا في حديثه عن المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي في كتابه السريان ايمان وحضارة :
إن كنا لا نبادر ونسرع اليوم ونعطي للبطريرك يعقوب الثالث البرطلي مكانته اللائقة به والتي يستحق أن يتبوأها في الكنيسة ، فالغد سوف ينتزعها انتزاعا وبكل عنف وإصرار وسوف يضعه المستقبل قي أعلى مرتبة وأسمى مكانة (( فالسيول لا يمكن أن تغمره )) . (( نش 7 : 7 )) . يقول أديب المهجر الكبير جبران خليل جبران : - (( جئت لأقول كلمة وسأقولها وإذا أرجعني الموت قبل أن الفظها يقولها الغد، فالغد لا يترك سرا مكنونا في كتاب اللانهاية )) . ويقول أيضا:- (( الذي أقوله الآن بلسان واحد يقوله الغد بألسنة عديدة )). ولا غرو فالبطريرك يعقوب هو العلامة الكبير، والبحاثة الشهير، والبطريرك العملاق، خدم أمته وكنيسته بتفان وإخلاص.

صورة


( 2 )
ترجمة قداسته و طفوليته
في برطلي بلدة العلماء الخالدة ، ومن أسرة توما ماري العريقة ، برز صاحب الترجمة في الثاني عشر من تشرين الأول سنة 1912 ، ونشأ في أحضان والدين فاضلين هما :- توما بن جبرائيل بن توما ماري . وشموني اسحق متوكا طراجي . وبعد ولادته بأيام قلائل، جرت حفلة عماده في كنيسة السيدة العذراء في برطلي، ودعي اسمه في المعمودية (( شابا )) (( عبد الأحد )).
وروّضه والده منذ نعومة أظفاره على خدمة الكنيسة والتعلق بأهداب الدين المبين . فكان رحمه الله يبعثه إلى كنيسة العذراء المجاورة لبيتهم صباحا ومساء لحضور القداس الإلهي والصلاة ، بل كان قد عمل بيته كنيسة يدرّبه فيها على الخدم البيعية حتى أعجب الناس بالفتى النبيه وهو في الخامسة من عمره يومذاك . ولحسن الحظ ، إن والده كان رخيم الصوت شجي النغمة ، فنشأ هو الآخر محبا للموسيقى متذوقا الأنغام الحلوة . ونما وفي نفسه هذا الفن الجميل وقد ساعدته على إتقانه رخامة صوته. فكنت تراه يصدح كالبلبل الغريد بين زملائه الاكليريكيين ، وما زالت أنغامه الساحرة تملك مشاعر سامعيه وتأخذ بمجامع القلوب . وفي أواخر سنة 1918 وقد وضعت الحرب الكونية الأولى أوزارها : - توفي توما ماري والد صاحب الترجمة . وكان محسانا" حلو الشمائل ، محتلا منزلة مرموقة في قلوب أهل بلدته وعارفيه ، مشهورا بنبله ورقة عواطفه على من نكبهم الدهر . وقد ظهرت فضيلته هذه إبَّان الحرب الكونية الأولى حيث آوى في منزله بعض المهاجرين من الأرمن ، واطعم غيرهم من مفترشي الشوارع الذين عضٌتهم النائبات بأنيابها القاسيات . وقد ورث هذه الخلال الحميدة عن جده لأبيه المرحوم توما ماري الذي كان محسانا" كبيرا ووجيها في قومه . وهكذا كانت زوجته ( فلاحة ) ابنة المرحوم القس إيليا البرطلي . وكانت أسرة القس ليليا من الأسر الثرية العريقة في برطلي.

( 3 )
في مدرسة برطلي الابتدائية
كان صاحب الترجمة عند وفاة والده في السادسة من عمره ، وإذ كانت تلوح على محياه أسارير الذكاء والنبوغ ، دخل المدرسة الابتدائية في برطلي حيث قرأ السريانية وعلم الدين على اشبينه المرحوم الشماس يعقوب ساكا الشاعر السرياني المعروف ، والعربية على المرحوم المعلم داود ( دغدو ) والانكليزية على المعلم نسطوريوس ، فكان يلتهم العلم التهاما حتى المَ باللغات الثلاث وبزَ أقرانه . أما خدمته في الكنيسة فكانت مثالية . حتى رمقته القلوب وشخصت إليه الأبصار . وكأن العناية الربانية كانت منذئذ تعده لتبوء منصب رفيع في الكنيسة.

( 4 )
في اكليريكية دير مار متى
وفي صيف سنة 1923 وقد بلغ الحادية عشرة من عمره ، أحب السيرة الرهبانية فدخل مدرسة دير مار متى الاكليريكية التي أسسها آنذاك المرحوم مار اقليميس يوحنا عباجي مطران أبرشية دير مار متى . فتوقل سلم العلوم الدينية وآداب اللغات السريانية والعربية والانكليزية بهمة لا تعرف الكلل وعزيمة لا يعتريها الملل . وقد كان اشبينه الملفان الشماس يعقوب ساكا في هذه المدرسة أيضا" يلقي الدروس السريانية والدينية سنة 1926 – 1927 . وقد ترأس هذه المدرسة حضرة الأب الفاضل الراهب يعقوب موصلية ( مار طيمثاوس يعقوب مطران أبرشية دير مار متى حاليا ) من سنة 1928 – 1934 . وفي سنة 1924 رقَاه مار اقليميس يوحنا عباجي إلى رتبة القورويو . وفي 6 آب سنة 1929 رقاه المثلث الرحمات البطريرك ألياس الثالث إلى رتبة الافودياقون . وكان في هذه المدرسة أيضا" مطمح الأبصار بذكائه واجتهاده ورخامة صوته وتفوقه على أقرانه .

( 5 )
في بيروت
وفي سنة 1931 أوفدته رئاسة الدير إلى الميتم السرياني في بيروت، أستاذا للغة السريانية والدينيات. فقام بعمله هذا خير قيام . والى جانب ذلك تعمق في آداب اللغة العربية وتوسع في فنونها وبيانها وبديعها على الأستاذ أشعياعطاالله من بيت شباب لمدة سنتين . كما تمكن من الانكليزية وألَم بالفرنسية على بعض الأساتذة .

( 6 )
رهبنته
في أثناء وجود المترجم في بيروت رأى سلفه المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول:- ما في نفسه من استعداد راسخ لحياة الرهبانية وميل قوي لخدمة الله ، فتوقع أن يكون منه عامل صالح في حقل الكنيسة ، فاستدعاه إلى حمص حيث اختبر علمه وعزمه واحتفل بعد ظهر الأحد في 20 تموز 1933 بإلباسه الاسكيم ألرهباني المقدس باسم الراهب عبد الأحد ، وذلك في كنيسة أم الزنار بحمص ، وبحضور نيافة المطران يوليوس ألياس قورو القاصد ألرسولي في الهند .

( 7 )
في ملبار الهند
كان نيافة القاصد ألرسولي قد لمس ما استوعبت نفس الراهب الجديد من العلم وحسن العبادة ونقاوة السريرة والانصباب على إتمام الفروض الكنسية وهو بعد في بيروت ، فالتمس من قداسة البطريرك إيفاده إلى ملبار الهند للعمل في كرم الرب على نطاق أوسع . فأجاب إلى ملتمسه وأوفده صحبته في كانون الأول من تلك السنة . وفي 19 كانون الثاني سنة 1934 رسمه نيافته شماسا إنجيليا . وفي 11 آذار من هذه السنة رقَاه إلى رتبة كاهن ، واسند إليه إدارة مدرسة مار اغناطيوس اللاهوتية التي أسسها نيافته آنذاك . فسارت المدرسة بهمته العالية بخطى واسعة ثابتة اثنتي عشرة سنة. فتخرَج على يديه نحو ستين كاهنا في اللاهوت واللغة السريانية والطقوس البيعية . وكان صاحب الترجمة ما خلا ذلك يعمل كسكرتير للقاصد ألرسولي ، وله يد بيضاء على الكنيسة الفاخرة التي اهتم ونيافته بإنشائها فوق ضريح المثلث الرحمات البطريرك ألياس الثالث ، وهذا فضلا عن اشتغاله في التبشير والوعظ والإرشاد ، وقد ترأس كثيرا من الاجتماعات التبشيرية وألقى فيها بضع مئات من الخطب والمواعظ الروحية استمع إليها ألوف من أبناء الكنيسة السريانية وغيرهم من شتى البلاد الهندية . كل ذلك جعل له منزلة سامية في قلوب المؤمنين في تلك الديار. وهناك برع باللغة الانكليزية وأتقن اللغة الملبارية ( لغة الهند الجنوبية ) .

( 8 )
المطران سويريوس يعقوب
في صيف سنة 1950 شغر كرسي بيروت ودمشق ففكر المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام في تعيين صاحب الترجمة الراهب عبد الأحد توما نائبا بطريركيا فيها ريثما تنتخب الأبرشية مطرانا لها . فأبدى حزما وعزما وغيرة وقادة في خدمة الأبرشية وبعد ثلاثة أشهر انتخبته هذه الأبرشية مطرانا بموجب مضبطة رسمية وقَعها جميع المؤمنين ، فرسمه سلفه في 17 كانون الأول سنة 1950 في كاتدرائية أم الزنار بحمص وسمَاه سويريوس يعقوب تيمنا بملفان الكنيسة الكبير مار سويريوس يعقوب البرطلي علامة القرن الثالث عشر . وقد اشترك في الرسامة نيافة مار فيلكسينوس يوحنا دولباني مطران أبرشية ماردين . ورسم معه نيافة مار ديونيسيوس جرجس مطران أبرشية حلب . وكان يوما مشهودا حيث أمَ حمص ألوف من السريان من جميع البلاد العربية.
وقد تم نشر كلمته في منتدى قرأت لك من قبل الأخ سعد إبراهيم

( 9 )
أعماله العمرانية
صاحب الترجمة من الرجال العمرانيين ، فأن أعماله الرعوية لم تمنعه من القيام بمشاريع عمرانية هامة أكسبته محبة الجميع ، يؤازره في كلها أبناء أبرشيته العامرة باندفاع مشكور ، وغيرة وقادة .

ويحمل قداسته عدة أوسمة منها : -
( 1 ) وسام ذهبي من جمعية المدارس الأحدية في ملبار الهند سنة 1946 .
( 2 ) وسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الدرجة الأولى سنة 1952 .
( 3 ) وسام الأرز برتبة ضابط سنة 1953 .
( 4 ) وسام ( وشاح ) الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة سنة 1957 .
( 5 ) وشاح الأرز الأكبر سنة 1958 .
( 6 ) وسام انكونفيدسيا مينييرا وهو أرفع وسام لولاية ميناس جيرايس ــــ البرازيل سنة 1958.
( 7 ) وسام ملكة سبأ الذهبي من الإمبراطور هيلا سيلاسي سنة 1964 .

المطارنة الذين رسمهم قداسته: -
( 1 ) المطران طيمثاوس شليطا سنة 1958 .
( 2 ) المطران ديونيسيوس بهنام ججاوي سنة 1959 .
( 3 ) المطران قورلس يعقوب سنة 1959 .
( 4 ) المطران يوليوس بولس سنة 1963 .
( 5 ) المطران سويريوس زكا عيواص سنة 1963 .
( 6 ) المطران ديوسقوروس لوقا شعيا سنة 1963 .
( 7 ) المطران اثناسيوس افرام بولس سنة 1965 .
( 8 ) المطران غريغوريوس صليبا شمعون سنة 1969 .
( 9 ) المطران سويريوس حاوا سنة 1970 .
( 10 ) المطران طيمثاوس افرام عبودي سنة 1972 .
( 11 ) المطران اثناسيوس بولس ( الهند ) سنة 1973 .
( 12 ) المطران غريغوريوس كوركيس ( الهند ) سنة 1974 .
( 13 ) المطران ديونيسيوس توما ( الهند ) سنة 1974 .
( 14 ) المطران قورلس قرياقس ( الهند ) سنة 1974 .
( 15 ) المطران يوليوس يعقوب ( الهند ) سنة 1975 .
( 16 ) المطران اسطاثاوس توما ( الهند ) سنة 1975 .
( 17 ) المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم سنة 1979 .
( 18 ) المطران يوليوس عيسى جيجك سنة 1979 .
( 19 ) المطران فيلكسينوس متي شمعون سنة 1979 .
وهو أمير الموسيقى السريانية في القرن العشرين ومن أمرائها على الإطلاق ، فقد كان صوته رخيما" جدا" كما ذكرت وقد سجل ألحان سريانية التي يحتويها الكتاب المعروف ( بيت كاز )
وانطفأت شعلة حياته المليئة بجلائل الأعمال مساء يوم الأربعاء المصادف 25 / 6 / 1980

عن عمر يناهز 68 عاما" بعد أن خدم كنيسته وأمته السريانية وعقيدته الأرثوذكسية بكل إخلاص وتفانٍ . وترك أكثر من أربعين كتابا" في المواعظ الدينية، والتاريخ الكنسي، والسريانيات. رحمه الله ورحمنا بصلواته وتراتيله العذبة وهو راكعا" أمام العرش السماوي مع الأجواق السماوية وليسكنه الرب فسيح جنانه مع الأبرار والصالحين آمين.


منقوووووووول

***
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

mari
مشرف إداري
مشاركات: 4524
اشترك في: الجمعة فبراير 16, 2007 8:42 pm
مكان: العراق

Re: شخصيات كنسية

مشاركة بواسطة mari » الاثنين يوليو 09, 2012 10:48 pm

شكرا اخي اشور على المعلومات وقصة حياة

المثلث الرحمات البطريرك يعقوب الثالث البرطلي للسريان الأرثوذكس

أضف رد جديد