
تصادمت أكثر من مرة وفي أكثر من موضوع مع من ينادون ويدعون أنهم متجددون وفي أكثر من مناسبة .
لقد قمت بكتابة العديد من المواضيع والردود والمقالات لأحاول إثبات خطأهم الفادح عندما غادروا كنائسهم الأصلية التي فيها أبصروا نور المسيح وتربوا فيها إلى من تدعي أنها كنائس المسيح وتلتزم فقط بتعاليم الكتاب المقدس .
والمشكلة أنهم حين يغادرون كنائسهم الأصلية لا يحملون لها أي جميل بل يُشَهرون بها ويذمونها من الرأس إلى القاعدة وبطريقة حاقدة بل وتخلوا من اللباقة والتهذيب أحيانا وربما ينسى أو يتناسى هؤلاء أنه إن وجد خطأ أو أخطاء يكونون هم جزئا منه وبدل إصلاح ذلك الخطأ من روح الكتاب المقدس يلقون اللوم على غيرهم ويبرئون أنفسهم ويرشقون تلك الكنيسة بأبشع التهم .
أنا لا أنكر وجود بعض الأخطاء .
لكنها أخطاء بشرية فلكل كنيسة ما تعانيه من مشاكل لظروف معينة وقد قال أحد الآباء القديسين في ذلك ( الكنيسة التي تعيش على الأرض بسلام وطمأنينة وبدون مشاكل فالشيطان بها نشيط وفعال ) .
لقد قمت شخصيا بكتابة الكثير من المواضيع أشرح بها ممارسات الكنيسة من طقوس عبادة وأسرار مقدسة وشرح بعض الكلمات التي تجاهلها الخارجون نحو التجديد أو فهموا معناها خطأ وبالرجوع للأصل اليوناني للكتاب المقدس ويستمرون في المجادلة العقيمة واللف والدوران في حلقة مفرغة للانتقاص من شخص الكاتب أو محتوى ما يكتب ولا فائدة .
أستغرب هنا وبصراحة متناهية شدة دفاعهم عن ما يدعونه تجديدا وأستغرب واتساءل لماذا لم يدافعوا هذا الدفاع المستميت عن كنائسهم الأصلية ؟
لماذا تنكروا مرة واحدة لكنيسة حافظت ودافعت وسلمت بأمانة تراثها وأدبياتها من جيل إلى جيل ؟
كل هذه أسئلة مشروعة لن يستطيعوا هم الإجابة عليها .
لماذا يغضون الطرف عن كنيسة أصيلة حافظت بدماء شهدائها على الإيمان المستقيم وينتمون لجماعات تنقسم على بعضها كل يوم بسبب عدم مركزية التفسير للكتاب المقدس حتى غدت بالآلاف .
نحن في الأردن مثلا .
بلدنا صغير في المساحة وعدد السكان مقارنة مع دول عربية مجاورة ومع هذا تجد جماعاتهم تتعدى 15 جماعة كل واحدة تدعي الصواب وتدعي الإيمان أفضل من الجماعة الأخرى .
وأتساءل هنا .
إن كانوا كلهم يؤمنون بالتشريع والممارسة من الكتاب المقدس فلماذا لا يكونون جماعة واحدة ؟
لماذا يساهمون في شق الكنيسة بل وينشقون عن أنفسهم ؟
والجواب المنطقي السليم هو أن هذا هو هدفهم الانشقاق وتسريع هذا الانشقاق أكثر وأكثر لتدمير كنيسة الله المبنية على الرسل والأنبياء والمسيح نفسه رأس الزاوية .
ينكرون جهود آباء الكنيسة ومع هذا يستشهدون بكتاباتهم بل ويفترون عليهم في أحيان كثيرة .
في مواضيعي الأخيرة تطرقت لإثبات كل ما يتعلق بوالدة الإله الدائمة البتولية مريم ومن الكتاب المقدس من حيث دوام بتوليتها وتفسير قصة إخوة يسوع ومع هذا يطعنون فيَّ شخصيا أني لا أنتقي الآيات جيدا والآيات التي أحضرها لا تتفق مع سياق النص .
تكلمت عن أن الإنجيل لا يحوي جميع التعاليم باعتراف الإنجيل نفسه ومع هذا يجادلون .
أثبتنا أن التقليد هو مكمل لأمور لم ترد في الإنجيل وشرحنا مدح الرسول بولس لأهل كورنثوس لأنهم يحافظون على التقليد فقالوا الكلمة خطأ هي تعاليم وليست تقليد حينها رجعنا للأصل اليوناني وأثبتنا أن الكلمة اليونانية للنص الإنجيلي الأصلي تعني تقليد وأن هنالك كلمة أخرى بمعنى التعليم لم ترد في النص الأصلي ولم يقتنعوا .
وأقول في النهاية .
مساهمتهم في شق الكنيسة وإنكارهم لوجود الأسرار المقدسة وإنكارهم ديمومة بتولية أمنا العذراء وتحريف كلمات الكتاب المقدس بما يتناسب مع أهواء جماعاتهم هو تجديف على الروح القدس الفاعل والمُقَدس للأسرار وهو نفسه الذي حافظ على أمنا العذراء بتولا طاهرة وهو ما لا غفران له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي بحسب قول الرب يسوع المسيح .
ومع هذا أُطالبهم بمراجعة ما كنت أكتبه في هذا الخصوص والتعرف على آباء الكنيسة الأولين أمثال القديس باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا ذهبي الفم والقديس غريغوريوس بالاماس والقديس باييسيوس الأثوسي وأثناسيوس الإسكندري وهم من الآباء الشرقيين .
وكذلك الآباء الغربيين أمثال أغسطينوس وايرونيموس ( جيروم ) واكلمندس بابا روما . ليتعرفوا على ثروة فكرية ولاهوتية في كل ما يخص الحياة في المسيح والإيمان المستقيم والخلاص في المسيح .
فإن تكاسلوا واستهتروا بما أقول ورجعوا لإدخالنا في متاهات اللف والدوران فقد بلغت وأفضت في التبليغ .
والكنيسة الأصيلة ستبقى تعيش بوعد الرب أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها وأنه معها إلى انقضاء الدهر آمين تعال أيها الرب يسوع