بجمعة الآلام العظيمة يوم 22/4/2011
بذكرى مأساة الجلجلة متسربلة بالسواد متشحة بثوب الحداد، علامة الحزن والكآبة. وفي صلواتها المسهبة شعراً ونثراً وفي قراءاتها المختارة من الكتاب المقدس، تستعرض النبوات التي أشارت إلى آلام الفادي، فلم يكن ما حدث يوم صلب الرب يسوع على الخشبة ابن ساعته. بل إن السماء قد أعلنته بالنبوات والرموز والإشارات منذ بدء الخليقة وعبر الدهور والأجيال وهذا كله يُعلنه لنا الطقس المقدس. وتريدنا الكنيسة أن نتخيّل لنرى بعين الروح، يسوع فادي البشرية في بستان الجثسيماني في جبل الزيتون ليلة الجمعة، يصلّي ويتألّم. إن الرب يسوع سمح لثلاثة من تلاميذه أن يصلوا معه إلى مكان معين في البستان ويقول الإنجيل المقدس: «ابتدأ يدهش ويحزن ويكتئب». ثم يسلّم إرادته بيد أبيه أمام تلاميذه الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا الذين اصطحبهم معه «وانفصل عنهم رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلّى قائلاً: أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو 22: 42). ثم يغادر المكان مع التلاميذ الثلاثة لينضمّ إليهم التلاميذ الثمانية، وعند باب البستان يسلّمه تلميذه الخائن يهوذا إلى أعدائه بقبلة الغدر «فقال له يسوع: يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان» (لو 22: 48) ولذلك يمتنع المؤمنون طيلة أسبوع الآلام من تقبيل الإنجيل أو الصور المقدسة أو حتى بعضهم بعضاً. وفي الساعة الواحدة صباحاً ذهب به أعداؤه إلى حنّان (يو 18: 13) وفي الساعة الثانية إلى رئيس الكهنة قيافا حيث اجتمع الكتبة والشيوخ... وحوالي الساعة السادسة صباحاً إلى مجمع السنهدريم، وهم أثناء ذلك يعاملونه معاملة المجرمين، ويحضرون شهود زور لا تتفق شهاداتهم الكاذبة. وكان هو صامتاً يتحمّل صنوف العذاب النفسي والجسدي بصبر جميل. ولم ينبس ببنت شفة إلاّ عندما استحلفوه بالإله الحي أن يجيب فيما إذا كان هو المسيح، فيقول بهدوء: «نعم أنا هو» ويضيف قائلاً: «وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة آتياً على سحاب السماء».
نترككم مع الصور
تحيات
اعز الناس













