من مذكرات مهاجر

لطرح ومناقشة المواضيع العامة
أضف رد جديد
اثرو
مشرف إداري
مشاركات: 272
اشترك في: الأحد يونيو 26, 2005 10:44 am
مكان: المانيا

من مذكرات مهاجر

مشاركة بواسطة اثرو » الأربعاء أغسطس 09, 2006 8:21 pm

[align=center]من مذكرات مهاجر [/align]


كان عام 74 عندما حصلتُ على الثانويه العلميه ؛وكانت علاماتي لا تؤهلني لدخول الفروع التي كنت أرغب فيها ... أرسل لي ابن خالي من السويد ليقول لي اذا أحببت أن تكمل الدراسه فما عليك الا أن أن تقرر المجيء الى هنا والباقي أتركه علي .
كانت عائلة خالي قد نزحت من تركيا الى السويد بالستينات من القرن الماضي ؛ ولكنني استهجنتُ ذلك وقلت في نفسي أكون مجنوناً لو تركت هذا البلد!!!. .......
يومها كانت القامشلي عامره بأبناء جلدتي وكنت أقضي أيامأً فيها ولا في الخيال كما يقال........ ومرت الأيام........... وفي عام 1986 قررت الرحيل !!!!.
تلك المدينه (القامشلي) التي كنتُ قد بنيت أجمل أحلامي بها ........ بدأت بالتغيير الديموغرافي ولم أعد أرى فيها ما كنت أراه قبل عشرون سنة مضت ؛ كل شيء تغير........بيوتٌ كثيره مكتوبٌ عليها برسم البيع ........ان أردت أن تشتري أثاث بيت فما عليك الا أن تدخل البيوت بدل المحلات لتشتري كلُ ما يلزمك بنصف القيمه ....أنها الهجره ........شعبٌ بأكمله أصبح يفكر بالهجره .....كان صراع بين القيم التي نحملها والحياة التي نتمناها حيث الهدوء والراحه النفسيه والاستقرار وأسباب أخرى كثيره ؛ وهده ليست الهجره الأولى لشعبنا .
عندما قدمت الى المانيا وقّدمتُ أوراقي( من أجل الاقامه) سُئلت :
لماذا تركت بلدك وأتيت الى هنا ؛ ومن غير تفكير خطرت بذهني قصة كان قد رواها لي المرحوم والدي :
عندما قرر الأترك التخلص من الأرمن والسريان والأكراد في تركيا .... الخلاص من الأقليات القوميه والدينيه......حرضت الأكراد على الأرمن والسريان لقتلهم بحجة أنهم مسيحيون وكفار ؛ولكن المشروع الأتوتركي كان يومها هو بالقضاء على كل القوميات الغير تركيه والأكراد في المقدمه.....ولما كانت الحكومه التركيه المتمثله آنذاك بحماعة الاتحاد والترقي ؛وعلى رأسهم (أنور طلعة باشا)قد أوجدت لنفسها الذرائع لتهجير وابادة الشعب الأرمني والسرياني بكل طوائفه (سريان كلدان آشوريين) تقرر ابادة هذه الشعوب عن بكرة أبيها والتخلص منها نهائاً.......بحجة تطلعاتهم القوميه؛ فتقررتهجير وابادة االسريان في مناطق تواجدهم .....أضنه...... ديار بكر..... الرها..... طور عبدين .... نصيبين وغيرها حيث تواجدوا.أما الدافع الحقيقي وراء تلك المجازر كان الحقد القومي والديني الأعمى......... فأُهدِرَالدم المسيحي دون استثناء .....معتمدين بذلك كله على زعماء العشائر الأكراد وبتحريض من ألأئمه المسلمين؛ وبذلك تم تشريد السريان من مواطن أجدادهم التاريخيه بأعالي ما بين النهرين .
يذكر لي أبي أنهم كانوا مختبؤن في الجبال في (مغاره)؛وعندما اشتد بهم الجوع قرر اثنان من الشباب الذهاب الى القرى المجاوره طلباُ لبعض الأكل لكي يسدوا به رمق الأطفال والشيوخ ....للأسف ذهب عمي وشاب آخر في مقتبل العمر ولم يعودا (قُتلوا)؛ ولم يبقى من العائله سوى والدي ...لا أخوَه ....لا أعمام....قتلوا جميعاُ في تلك الويلات ؛ وهذه كانت الأسباب التي دعت والدي لمغادرة تركيا.
سؤال قد يخطر على ذهن القارئ ؟؟؟
هل ستكون هذه الهجره الأخيره لشعب لم يعرف الاستقرار منذ القرن السادس عشر

أترك لكم الاجابه
اثرو

Suryan
قنشريني جديد
مشاركات: 39
اشترك في: الأحد إبريل 02, 2006 8:24 pm
مكان: جزر القمر

مشاركة بواسطة Suryan » الاثنين أغسطس 14, 2006 1:36 am

أخي الكريم نحن جميعا نحزن لما جرى لشعبنا من آلام ولكن الآتي أعظم ألا وهو ضياع هوية شعبنا في أوروبا وذوبانه هناك ، ذلك وإن لم يحصل الآن فسوف يحصل بمرور الأجيال . فإذا كان المسلمون وحتى اليهود في الغرب يذوبون الآن بالزواج المختلط فكم بالأحرى ذلك الشعب المسيحي الذي وإن حافظ على هويته زمناً فلن يجد أولاد أولاده أي عائق من الزواج المختلط بمسيحيين من أقوام أخرى ذات ثقافات بعيدة جداً بعد أن يتناقص الشعور بالأصول عند الأجيال القادمة .

فإن لم يكن من حل لهذه المشكلة في الغرب - ولم يجد أحد حلاً لها بعد لأنها سنة الحياة - يبقى الحل الوحيد للحفاظ على الهوية هو الحفاظ على الصلة مع الأرض التي أتى أجدادنا منها والإيمان بأن الأقوام الأخرى سوف تحظى بحظها من التنوير وتبتعد عن التعصب الناتج عن الجهل ، فنستطيع التعايش معها بسلام ومحبة مع الحفاظ على تكويننا . الباقون على هذه الأرض والعائدون اليها من غربتهم مع أولادهم أو على الأقل المقيمون في الخارج الذين يستطيع أولادهم - لا هم - المحافظة على الصلة المستمرة معها والعودة إليها يوماً - على قلتهم - هم الذين سيكملون مستقبل السريان بينما سيضيع أولاد أولاد المغتربين الذين استقروا في أوروبا وأمريكا وكندا وأوستراليا وغيرها في المعمعة الكونية الكبيرة متصورين ان الشرق كابوس بربري متخلف والغرب أم الحضارة فيذوب أحفادهم بين الشعوب الأجنبية ويفقدون هويتهم الشرقية ويبرد جزء كبير منهم ببرود الطقس والمزاج الغربي وتكون هجرتهم الهجرة الأخيرة .

تلك هي الحقيقة المرة التي يحاول المغتربون تجنب التفكير بها . فكم من الآلاف المؤلفة من السوريين واللبنانيين هاجروا إلى الأمريكيتين منذ قرن أحفادهم بالملايين لم يعد منهم واحد بالألف ليساعد بلاده وقد فقدت الأجيال الجديدة هويتها الشرقية ومجمل ما تعرف عن الشرق هو الإضطهادات الدينية . أخي إذا كان لنا أمل بالبقاء كهوية وحضارة فهذ الأمل هو في الشرق وليس في الغرب . إن ذلك لا يعني ألا نهاجر فالهجرة لازمة في كثير من الأحيان لتحسين الحال والحصول على الجنسية الغربية التي تفتح الكثير من الأبواب ، لكن بعد تحقيق الأهداف تكون الهجرة المعاكسة والحفاظ على الصلات القوية مع الوطن أفضل طريق للحفاظ على الهوية وإيصالها دون نقصان إلى الجيل اللاحق تلك هي طريق الحياة أما الهجرة بدون رجعة فهي بلا أدنى شك بداية النهاية .

مع فائق الإحترام
Bonus vir nemo est nisi qui bonus est omnibus - Publilius Syrus

اثرو
مشرف إداري
مشاركات: 272
اشترك في: الأحد يونيو 26, 2005 10:44 am
مكان: المانيا

مشاركة بواسطة اثرو » الأربعاء أغسطس 30, 2006 11:22 am

تحيه اخ سريان
أنا موافق على أغلب ما قلته في ردك من حيث العوده ؛ وتعرف الأبناء
على أرض الوطن ؛ وانصهار الأولاد في هذه المجتمعات ...وا...وا
وهذه احدى ضرائب الغربه ووللأسف ؛ ومع ذلك كثيرون منا
ممن هاجروا في الفتره الأخيره لهم صله وطيده بالوطن ؛ وهنا
بالغرب شكلنا مجموعات لكي نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا
(قدر المستطاع) وهناك رحلات كثيره في الصيف تزور الوطن
هذا بعضاً ما نستطيعُ فعله
لم أنتبه لدك فعذراً للتأخير
أجمل تحيه

أخ Suryan

اثرو

أضف رد جديد