الدراما العربية طـريقنا لاستعادة حلم الوحدة

لطرح ومناقشة المواضيع العامة
أضف رد جديد
سامى داود

الدراما العربية طـريقنا لاستعادة حلم الوحدة

مشاركة بواسطة سامى داود » الأربعاء أكتوبر 15, 2008 4:55 am



الدراما العربية طـريقنا لاستعادة حلم الوحدة


الوحدة المصرية السورية التى انتهت لأسباب سياسية، عادت من جديد بعد نحو نصف قرن فى صورة «درامية».. بدأت من خلال مشاركة نجوم تمثيل سوريين مثل جمال سليمان وأيمن زيدان وتيم الحسن وسولاف فواخرجى، ثم تطورت للاستعانة بمخرجين ومخرجات من طراز رفيع مثل باسل الخطيب ومحمد عزيزية، وامتدت لتشمل فنيين سوريين، «مصورين ومهندسى ديكور ومنفذى معارك ومصممى مناظر» والبقية تأتى.. والتنافس الوهمى الذى راح بعض المتشككين يحذروننا منه بين الدراما المصرية والدراما السورية اتضح أنه كذبة سخيفة.. فالفن كان- وسيظل بلا جنسية والإبداع لا يعترف ببطاقة الهوية.. والعرب كانوا دائمًا نجومًا فى أعمالنا الفنية ونهضتنا المسرحية والسينمائية، بل والصحفية، فهى تدين لهم بالكثير من أيام يعقوب صنوع وبدر إبراهيم لاما وحتى كل النجوم والنجمات الشوام الذين لا يتألقون سوى فى الأعمال المصرية، ولا يشتهرون إلا إذا مروا بالقاهرة «هوليود الشرق».. والجميل أن الحضور العربى الفنى فى أعمالنا الدرامية والغنائية لم يعد يقتصر على السوريين واللبنانيين، بل أصبحنا نسمع أغنيات مصرية بأصوات خليجية، بعد أن تحرر الجيل الجديد من مطربى الخليج من عقدة الغناء باللهجة المصرية التى صنعها محمد عبده وطلاح مداح، ولو كانا قد غنيا بها لتضاعفت شهرتهما وزادت أعمالهما قيمة على قيمة.. لكن حسين الجسمى صاحب «بحبك وحشتينى» متحرر من تلك العقدة، وسيقلده مطربون خليجيون آخرون. ومسلسل إلهام شاهين هذا العام تدور أحداثه فى الكويت ويؤدى فيه ممثلون كوايتة أدوارًا مهمة. وفكرة المسلسل فى حد ذاتها جديدة وجريئة، وإن كانت لا تصور حياة المصريين وعملهم فى الخليج بصورة واقعية.. لكنها مجرد بداية، وستتلوها بالتأكيد محاولات أخرى أكثر عمقًا.. المهم أن تتحرر الدراما المصرية من المحلية الشديدة، وتجوب آفاقًا أخرى وتقترب أكثر وأكثر من عقلية المشاهد العربى الذى تربى وجدانه عليها، ويريدها أن تعبر هى الأخرى عن وجدانه.
وليس مستبعدًا فى ظل تزايد الاعتماد فى إنتاج الأعمال المصرية على المال الخليجى أن نرى مسلسلاً مصريًا عن قصة لأحد أدباء الخليج، وبينهم كُتاب جيدون، وكاتبات مبدعات.. ولدينا أيضًا التراث الأدبى العربى كله لنغترف منه ونحول رواياته إلى مسلسلات تحمل مضامين وموضوعات جديدة عن تلك التى استهلكتها الدراما المصرية، وليس معقولاً أن نظل نستلهم فترة الملكية وما بعد الثورة فى مسلسلات وأفلام ونتجاهل الإبداع العربى كله.. لماذا لا نقدم مسلسلاً عن رائعة الطيب صالح السودانى «موسم الهجرة إلى الشمال»؟. وكيف يمكن أن نتجاهل رواية عبقرية مثل «الياطر» للسورى «حنا مينا»؟. ومتى سنلتفت إلى إبداع أدباء المغرب العربى؟. وإذا كنا قد وجدنا فى الشجاعة ما دفعنا للاستعانة بممثلين ومخرجين سوريين، فلماذا لا نخطو خطوة أكبر ونستعين بمخرجين مغاربة وتوانسة وجزائريين لإخراج أفلام سينمائية مصرية.. فلديهم أسماء كبيرة تحصد الجوائز من المهرجانات الدولية.. ووجودهم فى بلاتوهاتنا سيكون إضافة كبيرة.. وإذا كانت اللهجة المغربية تحول دون وصول أفلامهم للمشاهد العربى بدون ترجمة، فيمكننا نحن أن نكون هذا الجسر من خلال لهجتنا المحببة للجميع، ونجومنا وفنيينا وفنانينا.. هل أحلم؟.. ربما.. وربما تكون الدراما طريقنا الوحيد لتحقيق الوحدة التى ضيعتها الأطماع والمؤامرات وأفسدتها سياسة وطمست معناها الحقيقى الشعارات الزائفة.

رابط الموضوع


http://www.octobermag.com/Issues/1664/a ... rtID=76999


منقـــــــــول


أضف رد جديد