12 ايار 1985 وفاة الرسام جان دو بوفيه

لطرح ومناقشة المواضيع العامة
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
جان استيفو
قنشريني فعال
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء فبراير 22, 2006 6:06 pm
مكان: aleppo
اتصال:

12 ايار 1985 وفاة الرسام جان دو بوفيه

مشاركة بواسطة جان استيفو » الخميس مايو 12, 2011 7:28 am

12 ايار 1985 وفاة جان دو بوفيه

حدث في مثل هذا اليوم

رسّام ونحّات فرنسي، وهو من مواليد سنة 1901.
تبنَّى ما يسمَّى «النهج المثالي لعلم الجمال»، وتجنّب المعايير
التقليدية للجمال في مصلحة ما يعتقد أن يكون نهجاً أكثر واقعية
وإنسانية لصنع الصورة.

**********************

جان دوبوفيه عبقرية الفن الفطري

ولد جان دوبوفيه في الهافر بمقاطعة نورماندي الفرنسية في سنة 1901 ودرس الفنون الجميلة.
إلا أنه لم يجد طريقه وعدل مرتين عن الاستمرار في الرسم. وفي سن الثانية والاربعين
أعفته ثروة عائلته من الاحتياج لبيع لوحاته الفنية، ودمر كل انتاجه وقرر التحرر من
«الثقافة الخانقة» والاستلهام من فنون الشارع والتفرغ للابداع.
تمجيد المبتذل
كان دوبوفيه يود لفت انتباه الجمهور الى العالم اليومي المعتاد، وبما أنه كان يعارض صراحة الفن «المثقف» الذي نتعلمه في المدارس أو في المتاحف، أخذ يهاجم مجتمع الاستهلاك البوجوازي ليظهر ان الأشياء التي قد يراها البعض قبيحة يمكن أن تحتوي على عجائب لا نهاية لها. فبالنسبة إليه، ليس الفن سوى نشوة ومجون.
وللتنديد بالطابع الانتقائي والقمعي للثقافة الرسمية، قام في العام 1945 بوضع مفهوم جديد للفن الفطري، وهو فن تلقائي ومبدع، رافضا تماما كل مظاهر التناسق والجمال، فن يتخذ من الافراد المغمورين الغامضين والغرباء عن أوساط المهن الفنية ابطالا له. واستوحى دوبوفيه من هؤلاء. فتأرجحت أشكال لوحاته الصافية بين الفن التصويري والفن التجريدي، وهي تذكرنا بما لها من ألوان جريئة ورعونة متعمدة بالأعمال التي يرسمها المصابون بالأمراض العقلية والاطفال، ولكن لا يمكن اغفال الترتيب في أسلوبه الفني.
ويتلاعب دوبوفيه بالخرق والخربشة والمادة الخام. وبهذه الطريقة أعاد اكتشاف أصول الفن، فالوجه الانساني ذو الخطوط المعروفة تحول الى مجرد وجه لرجل مهمل (دوتيل مطعم بالمشمش في 1947. ثم ميتافزيقا في 1950)، أما مجموعة البورتريهات التي اطلق عليها اسم اجمل مما يظنون (1947) وأجساد النساء (1951) فقد أثارت ردة فعل الجمهور بشكل عنيف.
في العام 1948 وبالاشتراك مع الكاتب السيريالي أندريه بروتون والرسام الاسباني انطوني تابياس أسس شركة الفن الخام التي جمعت اعمال الهامشيين. مفخرة أي مفخرة الادعاء بفتح عالم الفن للاطفال والمبعدين عن المجتمع... فبالنسبة إليه: أي انسان هو رسام. الرسم مثل الكلام أو المشي. الامساك بالقلم وعمل الخطوط أو بعض الصور على أية مساحة قريبة من متناول يده هو شيء عادي بالنسبة للانسان، تماما مثل الكلام.
عشق المادة
يستخدم دوبوفيه بحرية تامة التقنيات والمواد المتنوعة التي ينتقيها من بين الاكثر غرابة. فهو يعتقد أن المادة هي التي تحدد بوضوح الأثر الذي يحدثه الشكل النهائي للعمل الفني. «يجب أن يولد الفن من المادة والاداة المستخدمة».
لذلك فإنه يقوم بتركيب مناظر غريبة من خياله مثل مجموعة علم المادة وعلم النسجيات (1957 - 1960) فيكرم الأرض بنثر القطران والصدأ والرمل وقطع الاسفنج على لوحاته، وبلصق أجنحة الفراشات أو نشارة الخشب وبعض الألياف على أوراق بالية ومجعدة وعلى ألواح أو أقمشة برسوم زيتية. كما يقوم برسم خربشات وينقشها بقوة بسمك معجونة لا شكل لها يبحث عن الالهام في المادة العادية متجددا باستمرار.
وابتداء من العام 1962، تخلى دوبوفيه عن الاعمال التي «تبجل المادة واتجه الى أسلوب جديد يتميز بدورة الأورلوب التي شغلته لمدة 12 سنة. والكلمة محورة من الأصل انتورلوب وهي تعني «اللعبة الخبيثة». وتصور هذه المجموعة الجديدة المدينة بمشاكلها في المواصلات وفي مواجهة الخارجين عن القانون. وقد أنجز الفنان في هذه المرحلة اشكالا من الراتنج المكربن الشبيهة بلعبة تركيب معقدة (بازل) الزاهية الألوان والمكونة من الأحمر والأسود والابيض والأزرق، وقد تتحول هذه الاشكال إلى احجام ومنحوتات واشكال هندسية ضخمة. كالحجرة الواسعة التي أطلق عليها اسم حديقة الشتاء
(1968 إلى 1970).
وفي 1975، قام بتأسيس قعلته الفنية فيللا فالبالا في بيريني سور يار بالاقليم الباريسي والتي نستطيع أن نزورها حتى اليوم. وتتكون مقتنياته التي تربو على الألف قطعة من أعمال
متنوعة لفنانين علموا نفسهم بأنفسهم كاللوحات والمجسمات والمنحوتات المعروضة
منذ 1976 في قصر بوليو بلوزان في سويسرا.
إلا أن التيار ظل مقطوعا بين الجمهور والفنان على رغم بساطة موضوعاته التي استلهم معظمها من الحياة اليومية. إلا أن عرض تاريخ لوحاته والرسومات والمنحوتات الذي أقيم في متحف الفنون الزخرفية في باريس في 1961 ثم المعرض الضخم الذي أقامه في متحف الفن الحديث في نيويورك في 1962 ساهما في دفع هذا الفنان الفرنسي الأكثر اثارة للجدل بعد الحرب العالمية الثانية الى واجهة الساحة الفنية العالمية. وكان لدوبوفيه موهبة غريزية في الكتابة وهو قد كتب ايضا كثيرا وبلغة بسيطة جدا. ففي كتابي نشرة اعلامية للهواة في كل المجالات والثقافة الخانقة قام باستعراض مفاهيمه الخاصة بالفن الحديث، من دون أن يكل من التمرد على الثقافة الرسمية. فهذا الذي أثار في بعض الاحيان الفضائح طواعية برسومه الطفولية لم يكن يبحث عن الاعتداء ولكنه كان يريد انتزاع الاعجاب والاحتفال بالشكل غير المكتمل وبالمواد المثيرة للاشمئزاز عند النظر اليها لأول وهلة. ويعتبر دوبوفيه مبتكرا ومثيرا للعبقرية. وقد نجح في لفت انتباه الجمهور إليه على المستوى العالمي وقد تعلم أيضا أن ينظر إلى العالم بعيون جديدة.
www.jeanstephowarts.com

********************************

لـم أعــرف أن لعـينيـك عطــراً
الا عـندما تفتحت أزهـار قـلبي

أضف رد جديد