قرأت هذا الكتاب السري مرات عدة ولم افهمه ... قرأته من اليمين الى اليسار ثم من اليسار الى اليمين وبعدها قرأته من الاعلى الى الاسفل وبالطبع من الاسفل الى الاعلى ولم افهمه ...ولكني مع ذلك سأحاول قراءته ...اولا: وزارة الكهرباء المقطوعة تشتري سيارات لكزس على ظهر عقد سيمنس ..هذه فهمتها حيث ان كبار المشرفين على الوزارة من وزير ومديرين عاميين يتعبون في انجازاتهم الهائلة التي ترفع الرأس بعدما اعادو البلد الى ايام التقنين بكل مالهذا الانجاز من معنى ويستحقون سيارات لكزس ... ثانيا : يقول الوزير المهندس البارز احمد خالد العلي لا فض فوه ان ثمة عقد سابق مبالغ في اسعار سياراته وقد مر هذا العقد كما يبدو بطريقة ما وهو الان اجبر الشركة على تخفيض قيمة العقد الحالي كي يعوض المبالغ التي دفعت في العقد السابق... اي قام بعملية مشايلة لرد المال العام ... الله يسلم ايديه ... ثالثا : يريد الوزير الذي سجل نجاحا بارزا في وزارته وساهم في نشر رضى الناس على الحكومة من خلال عمل وزارته المتقن في قطع الكهرباء تذكير رئيس الحكومة بضرورة تمرير هذه الملاحظة الى الرقابة والتفتيش ويوصيه بان لا ينسى كي لا يختلط الحابل بل النابل ... والسؤال الذي لابد منه هنا : اين الكهرباء ياوزير ال لكزس...؟ وماهذه اللغة الا مؤسساتية ياوزير التيار العصبي والاكتئاب الجماعي ..ولماذ لم يذهب العقد السابق الى الرقابة والتفتيش لاستعادة المبالغ التي تقول انها غير منطقية ..وهل على هذا الشكل تعد المواطنين بحل ازمة الكهرباء بمعنى انك غدا ( عفوا في العقد القادم اذا مد الله باعمارنا ) ستجعل التيارثلاثمائة وخمسين فولطا للتعويض عن الانقطاعات الراهنة...انك ولا شك اعطيتنا مثالا نموذجيا عن الطريقة التي تدير فيها وزارة الاكتئاب الجماعي وبالمناسبة فقد علمنا انك ذهبت الى القيادة القطرية للشكوى بسبب الظلم الذي لحق بك بعد المزحة التي رشقك بها رئيس الحكومة داخل مجلس الشعب بان حدد لك اسبوعين لحسم مسألة انقطاع التيار الكهربائي ...بالطبع المهلة لم تنته بعد وان مر عليها اكثر من شهرين ورئيس الحكومة مايزال ينتظر ..والناس واصحاب المعامل والمطاعم و امة لا اله الا الله ايضا ....اليست هذه مفارقة مؤلمة تصور العقلية التبريرية المناورة لدى بعض المسوؤلين ...
ولان الشيء بالشيء يذكر والمفارقات تستحضر بعضها البعض تحضرني هنا حكاية مشابهة فقد كتبنا منذ مدة عن محافظ وزع بعض تبرعات المواطنين السوريين لمتضرري الحرب الاسرائيلية على لبنان ..وزعها على الحراس والمرافقين ومن في حكمهم في محافظته ..وعندما طرح رئيس الحكومة المسألة في احد اجتماعات مجلس الوزراء للتأكد من معلومات شام برس الهم الله وزير الثقافة القول بان المسألة عادية وان هجوم شام برس على المحافظ المذكور لاسباب انتخابية ... وبالطبع كان وزير الثقافة رحيما ولم يتهمنا بالخيانة العظمى او باننا جزء من الهجمة الامبريالية الشرسة على الامة او اننا اذناب الاستعمار ...مساعدات تبرع فيها الناس للمتضررين وزعت بالمزاج على طريقة مختار الحارة ووزير داخل قاعة مجلس الوزراء يسفه الامر ولا يرى فيه مخالفة صريحة للقوانين والانظمة ثم تسير الامور بشكل اعتيادي... وبالرغم من ان وضع الثقافة في البلاد اكثر من نموذجي وهو يشبه الى حد بعيد وضع الكهرباء الا ان الوزير المثقف لم يجد حرجا في تحويل المخالفة الى مسخرة ويقفل مداخلته بقهقه رنانة ولذلك اجدني هنا اتقدم باعتذار شديد اللهجة من المحافظ المشار اليه الذي ظلمته عندما قلت انه خالف القوانين والانظمة ...والحقيقة انني انا العبد الفقير لله من خالف القوانين والانظمة عندما حشرت نفسي بما ليس لي علاقة به ...وسيكون لزاما على الذهاب صاغرا الى مشروع دمر حيث مبنى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش للاعتراف والاقرار العلني بانني وامثالي من المواطنين النقاقين الذين لا يتركون مخلص في البلاد الا ويشاغبون عليه ويفسدون عيشه ويقلقون راحته ويعرقلون عمله الراقي ...وخصوصا وزراء ال لكزس ...الاقرار العلني بانني ومن معي نعرقل عجلة التقدم وقوافل المنتجين وابداعاتهم ونتسبب في الاحتباس الحراري وفي توسيع ثقب الاوزون ... وبالله تصبوا هالقهوة وتزيدوها هيل..
شام برس
محملين سيارات بظهر عقد محطات الكهربا ......................
