كما تعلمون لدى كل منّا ملايين البكتيريا في المجاري المعوية ولا سيما في القولون (أي الإمعاء الغليظة). هذه البكتيريا ضرورية لصحة القولون ووظيفته. والكلبسيلّة هو اسم إحدى هذه البكتيريا. إلا أنه يمكن أن تحدث إصابات خطيرة إذا ما خرجت بكتيريا الكلبسيلّة من الإمعاء. تصيب عامة عدوى الكلبسيلة الأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً. وتحصل حالات عديدة من العدوى حين يكون المرء في المستشفى لسبب من الأسباب. وتشكل الكلبسيلة الرئوية الإصابة الأكثر شيوعاً من بين الإصابات التي تسببها هذه البكتيريا خارج المستشفى. تصيب الكلبسيلة الأشخاص الذين يعانون من أمراض كامنة أخرى كالإدمان على الكحول والسكري ومرض الرئة المزمن. تتسبب الكلبسيلة الرئوية عادةً بمرض حاد يصيب الجسم بسرعة ويؤدي الى إتلاف أجزاء من الرئة. من ناحية العوارض المرضية فإن الأشخاص المصابون بالكلبسيلة الرئوية يعانون من حرارة مرتفعة وقشعريرة وعوارض تشبه عوارض الإنفلونزا وسعال مصحوب بالمخاط الكثير. ويكون المخاط (أو القشع ) سميكاً مدمّى ويسمى بقشع "جيلاتين الكشمش" بسبب مظهره. أما نسبة الوفيات من الكلبسيلة الرئوية فهي عالية جداً بسبب الأمراض الكامنة الأخرى التي تصيب الأشخاص الذين يعانون منها. ومع أنه تسهل معالجة ذات الرئة من دون أي مضاعفات, فإن الكلبسيلة الرئوية تسبب غالباً تلفاً في الرئة وجيوبا مليئةً بالقيح في الرئة (التي تعرف بالخراجات). كما يمكن أن تسبب الكلبسيلة عدوى تنفسية أقل حدة كإلتهاب القصبات الذي يمكن ان يكون عدوى منتقلة من المستشفى. أما أنواع العدوى المنتقلة من المستشفى التي تسبها الكلبسيلة فهي عدوى المجاري البولية أوعدوى الجروح بعد العمليات الجراحية , وعدوى الدم المعروف بتجرثم الدم. يمكن أن تؤدي هذه العدوى الى الموت إذا لم تتم معالجتها في وقت مبكر وبشكل جذري . يتأتى الكثير من العدوى المنتقلة من المستشفى بسبب العلاجات المكثفة الضرورية لعلاج المرضى, على سبيل المثال يمكن أن يزيد كل من قسطر (ميل) داخل الوريد المستعمل لإعطاء السوائل للمريض, والقسطر (ميل) الموضوع في المثانة لإدرار البول, وأنابيب التنفس التي تساعد الأشخاص على التنفس وتتصل بآلة التنفس إمكانية التعرض لعدوى. ومع أن هذه الوسائل تعتبر ضرورية بالنسبة الى بعض المرضى إلا أنها تسمح للبكتيريا بتخطي حدودها الطبيعية لتتحول الى عدوى وتدخل الى جسد المريض, وقد يؤدي ذلك الى التهاب إذا لم يستطع الجهاز المناعي مقاومتها. لسوء الحظ, يملك الأشخاص الذين يحتاجون الى علاجات فعّالة, أجهزة مناعية ضعيفة بسبب الأمراض الذين يعانون منها. تشكل بكتيريا الكلبسيلة جزءاً من الحياة العادية وتعيش في داخلنا كلنا تقريباً. ومع أننا لا نحب التفكير بها عامة, إلا أننا نحتاجها في القولون لنبقى بصحة جيدة . لسوء الحظ ما إن تخرج الكلبسيلة من القولون, حتى تصبح مضرة.
بدعم من phpBB® Forum Software © phpBB Limited