وقال الدكتور "فريدريك براندت": "إنَّ تقليل كمية استهلاك الشخص للسكر يمكن أن يرجع عقارب الزمن عشر سنوات إلى الوراء، كما من شأنه أن يحسن من نسيج الجلد ويزيد من تألقه".
كما أوضح الدكتور "فريدريك" أنَّ السكر يسرع من عملية انحلال مادة "الكولاجين" والـ"ايلاستين"؛ وهما مادتان من البروتين تشكلان المادة الأساسية للألياف المرنة في الجلد وبانحلالهما يفقد الجلد مرونته.
هذا وقد طبق الدكتور "فريدريك" نظاماً غذائياً خالياً تماماً من السكر وكانت النتائج ملفتة للغاية؛ حيث إنه لم يخسر وزنه الزائد فقط، ولكنه ضِمْن عشرة أيام بدا الفرق واضحاً على بشرة وجهه فقد زاد تورده وتألقه ومرونته.
وقال الدكتور"فريدريك": "خلال عام واحد فقط شعرت بتغير كامل على كلِّ جسمي، وعلى الرغم من أنني في الأربعين من العمر إلا أنني أشعر نفسي في العشرين، كما يبدو وجهي كأنه مشدود أو كأنني أجريت عملية شد أو "بوتوكس"، لكن اعتماد نظام غذائي خالي من السكر أرخص بكثير من عمليات التجميل، كما أنها تدوم لفترة أطول ولها تأثير إيجابي على صحة الجسم بشكل عام".
والأمر الذي شجع الدكتور "فريدريك" على اتباع هذا النظام هو وفاة والده (الذي كان يملك مصنعاً للحلويات) بالفشل الكلوي على إثر مرض السكري.
كما أدرك الدكتور "فريدريك"، عندما كان في سنِّ الشباب، أنَّ عليه التقليل من استهلاك السكر والاهتمام أكثر بصحته. وكشخص بالغ اعتبر نفسه شخصاً ذا صحة وسليماً بدنياً، لكنه كان لا يزال يستهلك كميات لا بأس بها من السكر؛ حيث كان يشرب عصير البرتقال المحلَّى ويأكل علبة آيس كريم كاملة من الحجم العائلي بشكل يومي.
وأوضح الدكتور "فريدريك": "المشكلة تبدأ بمجرد تناولك لمادة تحتوي على السكر سواء أكانت قطعة كعك صغيرة أو حتى تناول السكر الطبيعي كقطعة من الفاكهة، وبمجرد وصول هذه المادة إلى الدم تعيق عمل الألياف البروتينية والتي هي العنصر الأساسي لمرونة الجلد مما يجعله أقل مرونة وهشاً، ويؤدي ذلك إلى "تكسره"، ومع تكرار هذه العملية تتضرر مادة الكولاجين في الجلد ويبدأ وقتها بالترهل، مما يجعله يبدو أكبر بكثير من عمره الحقيقي".
وعندما يكون "الكولاجين" في الجلد طبيعياً وغير متضرر، فإنَّ الجلد يعود إلى مظهره الطبيعي، بعد أن يبتسم الشخص؛ لكن في حال تضرره من جزيئات السكر فإنه يصبح أكثر عرضة للتكسر ولا يعود إلى شكله الطبيعي، كما تظهر خطوط صغيرة وتجاعيد على محيط الذقن والشفاه ولا تذهب أبداً.
كما أوضح الدكتور "فريدريك": "هذه الأضرار لا يحدثها فقط استهلاك كميات كبيرة من السكر وإنما أيضاً طبخ الطعام على درجة حرارة عالية جداً كالشواء؛ فالمأكولات التي تحتوي على السكر والبروتين والدهنيات والتي يتمُّ طهوها بدرجات حرارية مرتفعة من الممكن أن تحدث شيخوخة مبكرة للجلد".
وأضاف الدكتور: "كلما زادت درجات حرارة الطهي وطالة مدته، أسرع ذلك من شيخوخة الجلد، ويتضمن ذلك أي طعام يتمُّ شويه كالدجاج واللحم والبطاطا بالإضافة إلى اللحم المشوي على الفحم".
ولحلِّ هذه المشكلة فإنَّ الدكتور "فريدريك" ينصح بالإقلال قدر الإمكان من السكر وإذا أمكن يجب حذفه نهائياً من قائمة الغذاء، كما على الشخص أن يكثر من المواد المقاومة للتأكسد كالشاي الأخضر أو حتى الشاي العادي والتي تساعد على إبطاء عملية الشيخوخة المبكرة لدى الجلد.
وقال الدكتور "فريدريك": "إنَّ الكثير من الناس يجدون صعوبة في إلغاء السكر نهائياً"، لكنه يؤكد: "الأمر قد يكون صعباً في البداية، لكن مع مرور الوقت فإنك لن تستسيغ إضافة السكر إلى فنجان الشاي".
وأضاف: "عندما بدأت بحذف السكر شعرت أنني سأغش في البداية وأضيف السكر لكن مع الوقت شعرت بالكثير من النشاط كما شعرت أنني متيقظ الذهن وهذا شعور لم أحسه منذ سنوات، كما أنني أرفض حالياً إضافة السكر إلى نظامي الغذائي".
وعلى الشخص أن يأخذ الخطوة الأولى ويبدأ بالتغيير، قال الدكتور "فريدريك براندت": "إنَّ الشخص يجب أن يبدأ وخلال ثلاثين يوماً يجب على المرء قطع جميع أنواع السكر من قائمة الغذاء كالعسل والقطر والحلوى والمعجنات المحلاة بالإضافة أيضاً إلى السكر الصناعي لأنها تزيد من الرغبة بتناول المأكولات الحلوة".
كما يرى أنه يجب حذف القمح، حيث يعتقد الدكتور أنَّ القمح يزيد من نسبة السكر في الدم عند عملية هضمه بالإضافة إلى منتجات الحليب واللبن المحلاة وجميع المنتجات التي يدخل "الغلوكوز" ضمن تركيبتها.
وقال الدكتور "فريدريك": "ببساطة شديدة على الشخص الذي يريد المحافظة على بشرته ولا يريدها أن تتجعد بسن مبكرة فإنَّ عليه حذف جميع المواد الغذائية التي تحتوي على السكر، سواء أكان السكر ظاهراً فيها كالمربى أم مخفياً كالكحول".
كما تستطيع أن تأكل جميع أنواع البروتينات كاللحم الأبيض مثل الدجاج والسمك بالإضافة إلى الفستق والبندق والجوز، لكنها لا يجب أن تكون محمصة، كما يمكن أن تتناول كميات وافرة من الخضراوات التي لا تحتوي على النشاء كالزهرة بالإضافة إلى الحبوب بأنواعها والخبز.
وعلى الشخص الذي يتبع هذه الحمية الخالية من السكر أن يتناول الرز البني والحليب المستخرج من الرز، ويمكن له تناول التفاح الأخضر وتوت العليق كونها لا تحتوي على كميات كبيرة من السكر.
كما يمكن له أن يتناول عصير الفاكهة الخالية من السكر ومنتجات الألبان والأجبان الخالية من الدسم، ومن وقت لآخر يمكن تناول القمح والبطاطا والشوندر.
لكن يجب على الشخص عدم تناول المواد الغذائية المليئة بالسكر كالسكاكر والمعجنات المحلاة كالدونات " doughnuts" ويمكن أخذ قطعة صغيرة من الكعك والشوكولا، ولكن من وقت لآخر وليس بشكل يومي، كما يجب عدم إضافة السكر إلى المشروبات اليومية كالشاي والقهوة والحبوب، كما يجب عدم إضافته إلى الطعام أثناء الطهي.
كما قال الدكتور "فريدريك براندت" الاختصاصي بالأمراض الجلدية واعداً: "بمجرد مقاطعتك للمواد المليئة بالسكر فإنَّ جلدك سوف يتحسن بطريقة رائعة وملفتة وعوضاً عن مكافأة نفسك بحبة شوكولا كافئ نفسك بجلد صحي ووجه مشرق بعيد عن التجاعيد المبكرة".
منقول
[/align]