سينما شارلي شابلن

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
أضف رد جديد
bahjat
قنشريني جديد
مشاركات: 21
اشترك في: الجمعة يناير 02, 2004 6:10 pm

سينما شارلي شابلن

مشاركة بواسطة bahjat » الجمعة يناير 30, 2004 6:03 pm

سينما شارلي شابلن والضحكة الخارجة من أعماق اليأس
لا زالت أفلامه تثير موجة من الضحك الصادق لدى عرضها ورغم انقضاء زمن طويل على إخراجها يستمتع بمشاهدتها ويفهم مغزاها الكبير كما الصغير سواء أكانت تلك الأفلام الصامتة أم تلك الناطقة وأفضل ما يمكن
أن نطلق عليها اسم (( الأفلام الفنية السهلة الهضم )) لقد اثبت شارلي شابلن بدموعه المكتوبة ومظهره الساذج البرئ وكذلك نظراته البائسة الحزينة إن الإنسانية إلى جانب السخرية يشكلان السلاح الأمضى في وجه الظلم والقهر وتكمن عظمة وشهرة هذا الفنان في استطاعته تحقيق الازدواجية التي جمع فيه بين وجهه المكتئب الحزين وفرحه وحبه للحياة ومنذ ولادته في العام 1889 كان وكأنه مقدر على الفتى شارلي شابلن أن يصبح ذا اسم في عالم الفن إذ ينحدر شارلي كما كان يدعي من أسرة فنية عملت في مسرح الميوزيك – هال عاش وترعرع في حي شعبي وسط لندن عاش طفولة قاسية لم يعر ف فيها سو ى المآسي ابوه المدمن على الكحول مات وتركه صغير ا أما والد ته فقد انتهى بها الأمر إلى تمضية بقية عمرها في ملجأ ومن قلب المحن والمصاعب ولد ت الطاقة الخلاقة لشارلي شابلن ولكي يهرب من هذا المصير الحزين سافر شابلن إلى الولايات المتحدة بلد جميع الاحتمالات خطواته الأولى خطاها هناك والى جانبه ما ك سنيت وابتكر شابلن صنوه ومرآته السينمائية وكانتا مختلطتين بمبتكرهما حتى النهاية وبعكازه الشهير وقبعته القديمة البالية وكذلك حذاءه الغريب المثير للضحك والسخرية كانت شهرة شارلو وبات تجسيد ا للفرد المعرض للظلم الاجتماعي وفي عام 1947 وفي عهد الكارثة التي سادت الولايات المتحدة تعرض شابلن للملاحقة بسبب اتهامه بالتعاطف مع الشيوعية واضطر إلى مغادرة البلاد التي شاهدت ولاد ته الفنية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الفنان شابلن لشبهة علاقته بالعلم الأحمر فرسالته الإنسانية
الفنية غالباً ما كانت تترجم كرأي قبلي أيدلوجي ومع ذ لك لم يصف الكثير من النقاد سينما شارلي شابلن
بالسينما الملتزمة حتى ولو كان يعطي لأفلامه د وما أبعادا اجتماعية وسياسية 0
ومن دافع نقمته وسخطه على الظروف الإنسانية التي تمخضت من استخدام الآلة بشكل مفر ط في
المصانع الاميركية هاجم شارلي شابلن في عام 1936 من خلال سلسلة أفلامه (الازمنة الحديثة ) لما كانوا
يدعونه (( الفود يزم )) وهو الرمز الوهمي للتقدم الاجتماعي وحسب رأي شارلي شابلن لا تزرع الآلة سوى
الكراهية والعداوة في النفوس .
وكان بتجسيده شخصية العامل الأرعن يعبر شابلن بتلميح ذكي عن رفضه مجتمع الرأسمالية المجتمع اللاانساني في أعماقه إذ بصفته عامل في مصنع يمضي شارلي يومه بكامله يحاول تركيب مسمار كبير ويتحول من ثم إلى مجنون يركض في المصنع يحاول شد كل ما يشبه من قريب أو بعيد حلزونة حتى الأزرار في فستان إحدى النساء العابرات وهذا النقد الاجتماعي اللاذع لم يكن بالطبع يروق لبعض فئات المجتمع المترفة المتخمة وقد وصف بعض النقاد سينما شابلن بالسينما المفرطة ذات الخلفية البلشفية تبعا لذلك منعت كل من ايطاليا وألمانيا عرض أفلامه ولكن هذه الشفرة الرقابية زادت الفنان شارلي شابلن تصميماً وإصرارا وحماساً على المضي قد ما في هد فه تعرية العلاقات الإنسانية المتفسخة نتيجة د خول الآلة والأنظمة الرأسمالية.
وفي فترة لاحقة تخلى شابلن عن الصمت في أفلامه وأول فيلم ناطق صوره كان بعنوان ( الديكتاتور ) الذي يشكل تحولاً كبيراً في عمله الفني وقد أخرجه عام 1939 في هذا الفيلم يشير شابلن بوضوح
إلى جنون بني البشر بدءاً من شارلو الجندي في الحرب العالمية الأولى لغاية الخطاب الأخير الذي ألقاه
الديكتاتور واستغرق شابلن في ديباجة هذا الخطاب أسابيع عد يد ة وفي مشهد لا يمكن أن يغيب عن الذاكرة
يلعب الفوهرر هيكل ببالون يمثل الكرة الأرضية وفيه نعبر د ون انقطاع من الهزلية إلى الجدية من الضحك
إلى الحزن وهنا تكمن عبقرية شابلن في انتقاله بالمشاهد من حالة مرح وضحك ود ون أن يشعر إلى حالة أسى
وهناك مقولة مشهورة قالها شارلي شابلن يوما (( من الطبيعي أن تضحكنا الأشياء الأكثر تعاسة في الحياة
حتى الضحك من الموت )) 0 ولدى العرب يقولون (( شر البلية ما يضحك ))
وهذه المسامية في الأنواع تشكل نسيج سينما شابلن ازدواجية تعطي كل الإمكانيات إلى هذا العبقري والذي هو
شارلي شابلن الـــــــــــــــــــــــــــــــــا خر الحز يـــــــــــــــــــــــــن

أضف رد جديد