الازواج في موريتانيا لا يأكلون ولا يشربون امام أصهارهم

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
أضف رد جديد
malfono
قنشريني جديد
مشاركات: 48
اشترك في: الأحد فبراير 15, 2004 10:39 am

الازواج في موريتانيا لا يأكلون ولا يشربون امام أصهارهم

مشاركة بواسطة malfono » الأحد سبتمبر 26, 2004 10:02 am

نواكشوط

التقاليد والعادات المجتمعية تبقى دائما إحدى أهم الميزات التي تمنح مجتمعاً ما نكهة خاصة عن غيره من المجتمعات، وإن فهم أي مجتمع لا بد أن يمر بدراسة معمقة لهذه العادات والتقاليد. ويمكن القول إن العادات التي تختلف فيها الشعوب أكثر بكثير من تلك التي تتفق عليها. إلا أن غرائبية أي عادة أو تقليد اجتماعي قد لا تعود بالضرورة لعقلانية علمية محضة، لذلك نجد أن بعض الممارسات العادية في مجتمع ما تعتبر منكرا في مجتمع آخر. وفي موريتانيا توجد العديد من العادات قد تبدو غريبة لدى معظم المجتمعات في العالم ومن بينها انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تأكل أمام صهرك أو تشرب أو تدخن أو حتى ترفع رأسك في الحديث معه، ونفس الشيء بالنسبة للمرأة لا يمكنها الأكل والشراب وربما في أكثر الأحيان لا يمكنها أن تكشف عن وجهها أمام أصهارها حتى ولو كانت تسكن معهم. وعليها الانتظار لحين البقاء وحدها في غرفتها أو خيمتها الخاصة حتى تتمكن من الأكل والشرب. بل إن الإكثار من الجلوس والحديث مع الأصهار غير مستحب، ويجب ألا يتعدى الضرورة القصوى في حالات العودة من السفر أو المرض أو نحو ذلك. لا تستغرب أن تمر سنة أو اثنتان أو ثلاث دون يأن تبادل الرجل الموريتاني كلمة واحدة مع صهره ولو كان جاره في السكن.

الأكل والشرب والتدخين أمام الأصهار تعتبر وقاحة وقلة حياء في موريتانيا، ومن يمارسها أمام صهره يعني انه يحتقره و يستهزئ به، رغم أن حدة تطبيق هذه العادة تختلف من منطقة إلى أخرى ومن قبيلة إلى قبيلة أو طائفة، باستثناء الأقلية الزنجية الموريتانية التي تنكرت على هذه العادة عند المجتمع العربي.

علاها بنت عابدين قالت: “لا يمكنني أبدا أن أشرب ولا آكل أمام والد أو والدة زوجي.. لا أعرف السبب هكذا هي عادتنا. وهناك صديقات لي منهن من تأكل أمام والدة زوجها لكنها لا تستطيع أن تأكل أمام والده أبدا.. هذا مستحيل.. تصرف من هذا النوع فضيحة ويمثل سوء الأخلاق”.

ويقول محمد ولد سيدي يعرف (صحافي): لا أستطيع تناول الطعام والشراب أمام حماي ولا حماتي وهذا التصرف لا يخضع لمنطق. إنه منطق العادات والتقاليد وهي عادة لا نعرف من أين أتت. رغم ان الخبراء يقولون: إن المجتمع الموريتاني اكتسبها من بعض القبائل البربرية في المنطقة قديما وليس هناك اكثر من قصة ولد حبرزة لاظهار حياء الموريتانيين من أصهارهم والقصة إحدى أشهر القصص الشعبية الموريتانية، وبطلها رجل ورد بئرا يسمى “لعكيلة” فرأى عنده حمارا لصهره فظل قريبا من البئر ينتظر انصراف الحمار حياء منه حتى قتله العطش فأصبح يضرب به المثل في الحياء.

أما الطالبة الجامعية أخديجة فقالت: “هذه العادة رغم قدمها ما تزال صامدة في وجه كل التغييرات الاجتماعية، وأرى أن لها فوائدها لكونها تشكل حاجزا منيعا ضد احتكاك أطراف العلاقة الاجتماعية المتمثلة في الزواج حيث تحفظ هذه العلاقة بصورة جيدة متبادلة بين الأصهار”.
وتضيف: لا يمكنني الجلوس بالقرب من زوجي أمام والدتي أو حتى أحد إخوتي فكيف بأهله.
وتبقى الإشارة مهمة إلى أن حالات التمرد على هذا التقليد لم تفلح في القضاء عليه.

أضف رد جديد