مدرسة أنجبت فلاسفة ومشاهيراً تركوا بصماتهم الحضارية شاهداً على عظمة هذه المدينة التي تزخر بتراث يحكي قصة حضارة ضاربة في القدم، فمكتب عنبر القابع في قلب مدينة دمشق القديمة ما زالت جدرانه تروي إلى اليوم حكاية كل مفكر كانت شاهداً على إبداعه وإنجازاته، أمثال "شكري الشربجي، عبد القادر مبارك، محمد البزم.." وغيرهم من الأعلام الدمشقيين الذين تركوا بصمة واضحة ومهمة في تاريخ هذه المدينة.
الموقع
يقع "مكتب عنبر" وسط مدينة دمشق القديمة، إلى الجنوب منه وعلى بعد مئة متر تقريباً يقع الطريق الذي يصل باب الجابية بالباب الشرقي، وفي أول الطريق الذي يطلق عليه "الطريق المستقيم يتصل بسوق "مدحت باشا".؟
في سطور
شيّد مكتب عنبر "يوسف عنبر" الذي بدأ ببناؤه عام 1867 لكنه لم يتمكن من إكماله لأسباب مادية، فاستملكت المكتب الدولة العثمانية وجعلته مدرسة إعدادية وعرف باسم "المدرسة الملكية الإعدادية"، ثم تحوّلت هذه المدرسة في مطلع القرن العشرين إلى مدرسة حكومية للفنون النسوية، وفي الثمانينات رممّ المكتب وجعل قصراً للثقافة...
طراز معماري متميز
يمتاز هذا المركز الثقافي بالأقواس التي تعلو الأعمدة والنوافذ والمداخل، يتصدّر مدخل المكتب بوابة كبيرة من صفائح وقضبان حديدية، يليها فسحة مسقوفة فصلت عن الداخل بحاجز خشبي، ومن يجتاز الحاجز سيجد نفسه أمام باحة كبيرة تطلّ عليها غرفة أحد الصفوف وقاعة مطعم الطلاب الليليين وغرفة المستودع وغرفتا "الأرزاق واستلام الأرزاق"، وتطلّ على الباحة من الطابق العلوي الشرفة الخاصة بغرفة المدير.
وقد زيّنت جميع الغرف والجدران المحيطة بالباحة بزخارف عربية على الأحجار الملونة وهي مرصوفة بأشكال هندسية جميلة، أما أبواب الغرف فهي محاطة بمرمر مزخرف، جعلت من مكتب عنبر كلوحة مرسومة بإتقان تعكس براعة الأنامل التي أبدعتها سواء من حيث التنسيق أم الجمال أم الذوق الرفيع...
عكس السير - هديل عرجة
