ان فرحكم هو ترحكم ساخرا .
والبئر الواحدة التي تستقون منها ماء ضحككم قد طالما بسخين دموعكم .
وهل في الامكان ان يكون الحال علئ هذا المنوال ؟
فكلما اعمل وحش الحزن انيابه في اجسادكم تضاعف الفرح في اعماق قلوبكم .
لانه اليست الكاس التي تحفظ خمرتكم هي نفس الكاس التي احرقت في اتون الخزاف قبل ان بلغت اليكم ؟
ام ليست القيثارة التي تزيد في طمانينة ارواحكم هي نفس الخشب الذي قطع بالمدئ والفووس ؟
فاذا فرحتم فتاملوا مليا في اعماق قلوبكم تجدوا ان مااحزنكم قبلا يفرحكم الان.
واذا احاطت بكم جيوش الكابة فارجعوا ببصائركم ثانية الئ اعماق قلوبكم وتاملوا جيدا , تروا هنالك بالحقيقة انكم تبكون لما تعتقدون انه غاية مسراتكم علئ الارض.
*******************************************************************
ويخيل الي فريقا منكم يقول : ( ان الفرح اعظم من الترح )فيعارضه فريق اخر قائلا: ( كلا بل الترح اعظم من الفرح )
اما انا فالحق اقول لكم : انهما توامان لاينفصلان , ياتيان ويذهبان معا , فاذا جلس احداهما منفردا الئ مائدتكم فلا يغرب عن اذهانكم ان رفيقه يكون حينئذ مضطجعا علئ اسرتكم .
********************************************************************
اجل انكم بالحقيقة معلقون ككفتي ميزان بين ترحكم وفرحكم .
وانتم بينهما متحركون ابدا ولاتقف حركتكم الا اذا كنتم فارغين في اعماقكم .
فاذا جاء امين خزائن الحياة يرفعكم لكي يزن ذهبه وفضته فلا ترتفع كفة فرحكم ولاترجح كفة ترحكم بل تثبتان علئ حالة واحدة .
الفرح والترح (جبران )
Re: الفرح والترح (جبران )
هذه مقتطفات من كتاب النبي ( ولا أجمل ) كل مرة نقرأ لجبران خليل جبران نشعر بمتعة القراءة وكأنها المرة الأولى.
شكرا لك
شكرا لك
أنت أعمى،وأنا أصم أبكم ،إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر